حذرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية من أن مصر أصبحت على أعتاب كارثة إنسانية بسبب الانفجار السكاني. وأكدت أن كارثة ومجاعة في مصر الجارة القريبة من إسرائيل يهدد مصالحها وهو ما دفع الصحيفة لتحذير مصر حفاظا على الصالح الإسرائيلي، وفقاً لمعايير الخبير الاقتصادي والديموجرافي "توماس روبرت مالتوس" صاحب كتاب "بحث في مبدأ السكان". وحذر مالتوس في كتابه من خطورة مشكلة الانفجار السكاني في العام 1798، مؤكداً أن زيادة معدلات السكان بشكل لا يتماشى مع الإنتاج الزراعي يدفع بالدولة إلى المجاعة، حيث أن عدد الأفواه الجائعة يفوق بكثير كمية الغذاء المتاحة. واكدت الصحيفة أن أركان نظرية مالتوس تتقابل مع الحالة المصرية، حيث أن تعداد السكان في العام 2006 يفيد بأن عدد سكان مصر وصل إلى أكثر من 80 مليون نسمة، بزيادة كبيرة نسبتها 22% خلال عشر سنوات (مقارنة بتعداد السكان السابق في 1996)، مشيرة إلى أن المستقبل المصري مقلق بعدما سجلت الفئة العمرية من سن 6 سنوات فأقل زيادة كبيرة بنسبة 168% خلال عشر سنوات. وتابعت الصحيفة أن الأزمات الإنسانية والبيئية تتفاقم في مصر تدريجياً، مع قليل من الطعام وكثير من الجوع، وكثير من العنف أيضاً، مؤكداً أن هذا هو التطور العلمي الطبيعي لمثل هذه الحالات. وأضافت الصحيفة أنه بين الحين والآخر نرى مشهد مثل أحداث ميدان التحرير 2011، لكن التراجيديا المصرية تحدث بشكل تدريجي، حيث تضررت خصوبة التربة بسبب الإفراط في الفلاحة، ونسبة الملوحة في التربة، واستخدام المبيدات الضارة، والنفايات الصناعية، ناهيك عن أن السد العالي أوقف تدفق المياه وأدى إلى تبوير أراضي أخرى. وأكدت دراسات البنك الدولي أن الاقتصاد المصري سهل التضرر بالتغيرات المناخية والبيئية، حيث أن منابع النيل تقع خارج نطاق سيطرة الدولة في جنوب إثيوبيا، علماً بأن الحكومة الإثيوبية لديها خطط خطيرة على تنمية قناة النهر على حساب دول الجوار، كما أن ارتفاع منسوب مياه البحر المتوسط في الدلتا يهدد بإغراق خطير للمزارع والأراضي الزراعية وفقدان دخول المزارعين، فضلاً عن الاحتباس الحراري وتضرر المحاصيل الزراعية بسبب التغيرات التي طرأت على موسم الأمطار. كما أشارت الصحيفة إلى التكدس السكاني في المدن، حيث أن التكدس السكاني في القاهرة التي يبلغ تعداد سكانها 7.7 مليون نسمة يؤدي إلى مشاكل خطيرة للسلطات المحلية، التي بحسب "معاريف" تفتقر إلى الموارد المالية والبشرية والصناعية اللازمة لإيجاد حل مناسب لمشاكل الفقر والتلوث والعنف وانتشار الأحياء الفقيرة. وأضافت الصحيفة إلى أن الوضع في مصر يعد بمثابة عاصفة عارمة، مشيرة إلى أن مصر ضربتها زيادة سكانية منفلتة، وزراعة مريضة، وتكدس سكاني هائل بالمدن، وقطاع عام بدون أنياب حقيقية، في عالم تلعب فيه الموارد الطبيعية دوراً هاماً، مؤكدة أنه يتعين على مصر تطوير البدائل. وتابعت معاريف أن أبو الهول المصري يجب أن يقفز لأعلى من الاستهلاك للتكنولوجيا الحديثة إلى إقامة مشروعات جديدة وإدارة الأعمال الحكومية بشكل سليم مع تنظيم الأسرة، لكن أبو الهول المصري منهك وثقيل الحركة، ومصر صاحبة التعداد السكاني الأكثر من اللازم والكثافة السكانية العالية ستصيب البلاد الجفاف، كما أن إدارة المنشآت العامة تشوبها العيوب، ولا توجد شفافية، ناهيك عن أن 22% من سكان الدولة تقريباً (16.8 مليون نسمة) لا يعرفون القراءة والكتابة، ونصف السكان يعيشون تحت خط الفقر. وأضافت معاريف أن إسرائيل لها مصلحة قومية في مصر سليمة ومتعافية يسودها الرفاه الاجتماعي مع العلم والإنتاجية، حيث أن الفقر والجوع يزيدان من التوجهات الراديكالية والأصولية، والهجرة الداخلية والخارجية، والعنف وعدم الاستقرار، مشيرة إلى أن المصريين اعتادوا على التعلم من الضربات، متمنية أن تسير مصر في طريق الإصلاح مع التأكيد على ضرورة التوسع في مناقشة الأمن البيئي في الشرق الأوسط والاستعداد لمزيد من الأزمات.