تنسيق الثانوية العامة 2025 ..شروط التنسيق الداخلي لكلية الآداب جامعة عين شمس    فلكيًا.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر و10 أيام عطلة للموظفين في أغسطس    رسميًا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 1 أغسطس 2025    5 أجهزة كهربائية تتسبب في زيادة استهلاك الكهرباء خلال الصيف.. تعرف عليها    أمازون تسجل نتائج قوية في الربع الثاني وتتوقع مبيعات متواصلة رغم الرسوم    إس إن أوتوموتيف تستحوذ على 3 وكالات للسيارات الصينية في مصر    حظر الأسلحة وتدابير إضافية.. الحكومة السلوفينية تصفع إسرائيل بقرارات نارية (تفاصيل)    ترامب: لا أرى نتائج في غزة.. وما يحدث مفجع وعار    الاتحاد الأوروبى يتوقع "التزامات جمركية" من الولايات المتحدة اليوم الجمعة    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. مستندات المؤامرة.. الإخوان حصلوا على تصريح من دولة الاحتلال للتظاهر ضد مصر.. ومشرعون ديمقراطيون: شركات أمنية أمريكية متورطة فى قتل أهل غزة    مجلس أمناء الحوار الوطنى: "إخوان تل أبيب" متحالفون مع الاحتلال    حماس تدعو لتصعيد الحراك العالمي ضد إبادة وتجويع غزة    كتائب القسام: تدمير دبابة ميركافا لجيش الاحتلال شمال جباليا    عرضان يهددان نجم الأهلي بالرحيل.. إعلامي يكشف التفاصيل    لوهافر عن التعاقد مع نجم الأهلي: «نعاني من أزمة مالية»    محمد إسماعيل يتألق والجزيرى يسجل.. كواليس ودية الزمالك وغزل المحلة    النصر يطير إلى البرتغال بقيادة رونالدو وفيليكس    الدوري الإسباني يرفض تأجيل مباراة ريال مدريد أوساسونا    المصري يفوز على هلال الرياضي التونسي وديًا    انخفاض درجات الحرارة ورياح.. بيان هام من الأرصاد يكشف طقس الساعات المقبلة    عملت في منزل عصام الحضري.. 14 معلومة عن البلوجر «أم مكة» بعد القبض عليها    بعد التصالح وسداد المبالغ المالية.. إخلاء سبيل المتهمين في قضية فساد وزارة التموين    حبس المتهم بطعن زوجته داخل المحكمة بسبب قضية خلع في الإسكندرية    ضياء رشوان: إسرائيل ترتكب جرائم حرب والمتظاهرون ضد مصر جزء من مخطط خبيث    عمرو مهدي: أحببت تجسيد شخصية ألب أرسلان رغم كونها ضيف شرف فى "الحشاشين"    عضو اللجنة العليا بالمهرجان القومي للمسرح يهاجم محيي إسماعيل: احترمناك فأسأت    محيي إسماعيل: تكريم المهرجان القومي للمسرح معجبنيش.. لازم أخذ فلوس وجائزة تشبه الأوسكار    مي فاروق تطرح "أنا اللي مشيت" على "يوتيوب" (فيديو)    تكريم أوائل الشهادات العامة والأزهرية والفنية في بني سويف تقديرا لتفوقهم    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    الزمالك يهزم غزل المحلة 2-1 استعدادًا لانطلاقة بطولة الدوري    اصطدام قطار برصيف محطة السنطة وتوقف حركة القطارات    موندو ديبورتيفو: نيكولاس جاكسون مرشح للانتقال إلى برشلونة    مجلس الشيوخ 2025.. "الوطنية للانتخابات": الاقتراع في دول النزاعات كالسودان سيبدأ من التاسعة صباحا وحتى السادسة مساء    «إيجاس» توقع مع «إيني» و«بي بي» اتفاقية حفر بئر استكشافي بالبحر المتوسط    مجلس الوزراء : السندات المصرية فى الأسواق الدولية تحقق أداء جيدا    فتح باب التقدم للوظائف الإشرافية بتعليم المنيا    رئيس جامعة بنها يصدر عددًا من القرارات والتكليفات الجديدة    أحمد كريمة يحسم الجدل: "القايمة" ليست حرامًا.. والخطأ في تحويلها إلى سجن للزوج    فوائد شرب القرفة قبل النوم.. عادات بسيطة لصحة أفضل    متى يتناول الرضيع شوربة الخضار؟    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    حركة فتح ل"إكسترا نيوز": ندرك دور مصر المركزى فى المنطقة وليس فقط تجاه القضية الفلسطينية    أمين الفتوى يوضح أسباب إهمال الطفل للصلاة وسبل العلاج    الداخلية: مصرع عنصر إجرامي شديد الخطورة خلال مداهمة أمنية بالطالبية    الإفتاء توضح كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر    الشيخ خالد الجندى: من يرحم زوجته أو زوجها فى الحر الشديد له أجر عظيم عند الله    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير الخارجية الفرنسي: منظومة مساعدات مؤسسة غزة الإنسانية مخزية    ممر شرفى لوداع لوكيل وزارة الصحة بالشرقية السابق    رئيس جامعة بنها يشهد المؤتمر الطلابي الثالث لكلية الطب البشرى    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجياع في مصر.. حياة علي حافة الهاوية!
نشر في صباح الخير يوم 17 - 01 - 2012

ستتملكك الدهشة، ويستفزك الغضب، وتحزن حزنا لا مثيل له، عندما تكتشف للأسف أنهم «صنعوا من الجوعي تهديدا قويا للأمن القومي المصري»!!
لدرجة أن «ثورة الجياع» تهدد الحضارة المصرية نفسها وتلك كارثة مأساوية!!
هذا علي الرغم من أن «الجياع» ليسوا أعداء مصر، بل هم بشر عاديون لهم الحق في الحياة الكريمة، وحلمهم فقط هو «الغذاء أولا»!! فهل المسئولون والسياسيون عندنا يدركون أن أمن الشعب المصري يعتمد علي تلبية احتياجاته الأساسية من الغذاء؟!
الله أعلم؟!!
في كتاب «البشر الصامتون» ل «سيسلي تايلور»... نداء حزين للأغنياء والمنعمين والمرفهين من الجائعين في العالم تقول كلماته: «نحن أناس تحطمت محاريثهم ويواجهون الجوع، وأنتم قد اعتدتم رؤيتنا حتي أصبحتم لاتعيروننا انتباها، أما أطفالنا فبطونهم خاوية وحبنا لهم لا يقل عن حبكم لأطفالكم، إنكم أعجز من أن تشعروا بأحزاننا، وما موت فرد آخر منا بالنسبة إليكم سوي مسألة إحصائية، أجل إننا أناس فات أوان إنقاذهم!! وفعلا هذه حقيقة مفزعة!!
لقد أصبحت وجوه الجائعين والمعدمين والمحرومين والفقراء معروفة لنا جميعا، نراها في العشوائيات والأحياء الفقيرة وبين سكان المقابر، وتنقلها لنا أجهزة التليفزيون في أوقات الكوارث والمجاعات، فضحايا الفقر والجوع هم شهود عيان اعتادوا حياة الشقاء بسبب سوء التغذية والأمراض، والحقيقة المؤلمة أن عالمنا اليوم للأسف تعيش فيه مئات الملايين من البشر فريسة للجوع، وتحذر كل من منظمة الأغذية والزراعة، ومنظمة الصحة العالمية، واليونسكو، واليونيسيف «منظمة الأمم المتحدة للطفولة»، من أنه يكابد المجاعة في العالم الآن أكثر من «005 مليون نسمة» يعانون من الجوع وسوء التغذية، وأنه يموت كل عام ما يقرب من «31 مليون طفل» دون سن الخامسة، بسبب الجوع وسوء التغذية والإصابة بالأمراض المعدية كما يموت في كل دقيقة «51 طفلا» بسبب افتقادهم للطعام، والمياه النظيفة، والرعاية الطبية البسيطة زهيدة التكلفة.. إنه التحدي العالمي بكل المقاييس!!
∎ أرض الجوع
اللعنة كل اللعنة علي الذين يتحكمون في الغذاء ويتلاعبون بمصائر البشر!! لقد أصبح «الغذاء» في عالمنا سلاحا سياسيا وعسكريا مستخدما ببراعة، وبلا ضمير، لتدمير إرادة ومقاومة الشعوب الفقيرة وإخضاعها لسياسة الدول التي تمسك بمفاتيح مخازن الغلال والحبوب في العالم، والمحزن أن مصر تتعرض لهذا الابتزاز والاستغلال البشع في مجال الغذاء يوما بعد يوم، علي الرغم من أننا نملك المال والأرض الشاسعة الصالحة للزراعة، وجيوش الفلاحين والفنيين، إلا أن الصورة الصادمة لواقعنا المرير هي أن البشر عندنا يموتون جوعا، بينما أراضينا الخصبة تترك بلا زراعة، أو تستغل لصالح فئة شديدة الجشع لا تحرك مشاعرها ارتعاشات طفل يموت جوعا.
لماذا لا تستطيع مصر إطعام نفسها؟! لماذا الجوع في مصر؟! هل تنجح «صدمة» الغفلة في إفاقتنا ويقظتنا من أن مشكلة نقص الغذاء والجوع عندنا هي بسبب التبعية والتخلف والاتكال علي غيرنا وليس الاعتماد علي أنفسنا؟!
هل سنظل في «غيبوبة»؟! هل سنبقي غارقين في مناقشة القضايا العبيطة!!
علي شاكلة هل تزوج عبدالحليم حافظ من سعاد حسني؟! فريق يؤمن بأن «العبط» هو أفيون الشعوب يقسم ثلاثة بالله العظيم أنه تزوجها!! وفريق آخر عقيدته نشر قضايا المسخرة والتفاهة لإغراق الشعوب في بحور الجهل ويحلف يمين الطلاق بالثلاثة أنه لم يتزوجها!! والبسطاء من الناس ياعيني حائرون بين هؤلاء وهؤلاء!!
تعالوا نفرفش في شوية «عبط» مع بعض!! نفترض أن عبدالحليم حافظ تزوج سعاد حسني ما هو التقدم والتطور الذي عاد علي مصر؟! ولا حاجة!! اتنيلنا بستين نيلة!! والحالة أصبحت زفت وطين!! نفترض أن عبدالحليم لم يتزوج سعاد ما الذي عاد علي مصر؟! أصبح حالنا زي الهباب!! وغرقنا جميعا في بحر الظلمات!! إن هؤلاء الذين يعبدون القضايا العبيطة، ويدمنون الهبل، ويعشقون التفاهة والسطحية، لم يشغلوا بالهم إطلاقا بنشر العلم بين الناس، ولم يناقشوا يوما ما مستقبل مصر، ولم تهز مشاعرهم المتحجرة رؤية نعش لطفل فقير مات من الجوع!! عليهم جميعا اللعنة!!
المحزن يا سادة أنه لو استمر هذا «العبط» في إغراق الناس بالتفاهات سنظل إلي الأبد متخلفين!! ويصبح حلم التقدم مستحيلا!! وعليه العوض!!
∎ الموت جوعاً
اسمحوا لي أن أتحدث معكم بمنتهي الصراحة: هل مصر في خطر؟ نعم!! هل التغيرات المناخية غير المستقرة وتدمير المحاصيل ممكن أن تنشر المجاعات في مصر؟ نعم!! هل العبث والتلاعب في المناخ بأيد الأعداء وقوي الشر في العالم ممكن أن يهدد الأمن القومي واستقرار مصر؟ نعم!!
لأن الأعداء، وقوي الشر، وكل دول العالم تعلم جيدا أن «الجوع» والعجز في توفير الغذاء والطعام سيؤدي بالضرورة إلي أعمال شغب، وإثارة القلاقل والاضطرابات الاجتماعية، واشتعال نيران الفتنة، التي قد تعم أي دولة، وقد تسقط الحكومة لأنها تصارع جاهدة أن تبقي النظام الاجتماعي قائما أمام هول موجات الجريمة التي قد تغزو المدن وتجتاح البلاد بشكل لا مثيل له، إن جيوشاً من الجوعي والمتسولين والشحاذين قد ينتشرون في الشوارع ويسدون الطرقات الرئيسية لأنهم «يحملون اليأس في عيونهم، وصفرة الموت علي وجوههم»!!
والخوف كل الخوف من «اندلاع الثورات» طلبا للطعام والغذاء والخطر الأكبر هو الفشل في السيطرة علي حشود الجائعين فيحدث مالا تحمد عقباه، ليس هذا في مصر فقط، بل في كل بلاد الدنيا، وما حدث من مجاعات مهلكة في بلاد أوروبا وألمانيا والصين وغيرها ليس عنا ببعيد، فالمجاعة تشعل وتأجج الشعور بالسخط والتوتر فتنتشر الجريمة والسرقة والقتل، وتزداد الاضطرابات الاجتماعية لدرجة قد يصل معها المجتمع إلي «حافة الانهيار» يا سادة: إن أخطر ما في الجوع أن موجات من الحرائق داخل النفس البشرية تشعل اليأس وتحطم كل أمل في الحياة، إن الجوع مأساة تدمر وتحرق وتجتاح أي شيء يقابلها، فهل المسئولون والسياسيون عندنا في مصر يدركون ذلك؟! الله أعلم وإن كنت أشك كثيرا!!
∎ الفقر.. والجوع
الفقر.. هو السبب الأول للجوع وسوء التغذية، اللذان يتفاقمان بسبب النمو السكاني السريع، والعيش في بيئة غير صحية، والافتقار إلي التعليم، والحقيقة المفزعة هي أن الفقراء يتضاعفون بضعف سرعة الأغنياء، والخوف كل الخوف علي مصر من «الموت جوعا»، حيث لن يكون كل فرد قادرا علي الحصول علي ما يكفيه من الطعام في بلد يزداد سكانا وازدحاما وجوعا، والفقر.. هو السبب الرئيسي في انعدام «الأمن الغذائي» الذي هو ضمان حصول جميع أفراد الشعب في كل الأوقات ماديا واقتصاديا علي كفايتهم من الغذاء الذي يجمع بين النوعية الجيدة والسلامة وعدم التلوث كي يعيشوا حياة نشطة وموفورة الصحة.
ولكن كيف يتحقق الأمن الغذائي للذين يعيشون في فقر مدقع في العشوائيات وسكان المقابر والأحياء الفقيرة!! أو لأولئك المحرومين بصورة خطيرة في البلدان الفقيرة؟! حيث تشير تقديرات منظمات الأمم المتحدة إلي أن أكثر من «0001 مليون» من البشر يعيشون تحت وطأة الفقر، وهم معرضون بشدة للمعاناة من الجوع والإصابة بأمراض نقص التغذية، وكيف لا والتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية تهدد الأمن الغذائي، كما تؤدي الصراعات والحروب إلي تعطيل الإمدادات الغذائية، كما يتسبب الجفاف والتصحر وتدهور الأراضي بالإضافة إلي التغيرات المناخية وحروب المناخ والطقس والأحوال الجوية غير المستقرة في أضرار خطيرة. إن أكثر الناس تعرضا «للجوع» في أي بلد من البلدان هم أولئك الذين يتمكنون بالكاد من البقاء في الظروف العادية، لكن للأسف الكثيرون يعانون من سوء التغذية المزمن، ولايحصلون مطلقا علي ما يسد احتياجاتهم من الطاقة والعناصر الغذائية، وعلي الرغم من كل هذا فإن «المجاعة» مأساة يمكن تجنبها، فهي لا تقع دون سابق إنذار، بل تتفشي المجاعات عندما تتدهور الظروف باستمرار وتفشل الحكومات في الوقاية منها، فالمجاعات للأسف الشديد هي كوارث من صنع الإنسان، ولذلك يبذل الفقراء قصاري جهدهم في سبيل مواجهة مأساة «الجوع» فهم يبيعون ممتلكاتهم، ويقترضون من أصدقائهم، ويتناولون عدداً أقل من وجبات الطعام، وقد يأكلون أوراق الأشجار والبذور والحشائش البرية، فإذا ما بلغت الأزمة ذروتها واشتد الجوع بهم ولم يحصلوا علي عون خارجي، لا يبقي أمامهم بديل سوي النزوح أو التضور جوعا أو «الثورة» وأخطر الثورات في التاريخ هي «ثورة الجياع» فهل المسئولون والسياسيون عندنا منتبهون؟! أم أن القضية كلها أونطة في أونطة!!
∎ فقدان البصر.. والجوع
المحزن فعلا أن الإنتاج الغذائي العالمي يكفي لإطعام كل فرد علي الكرة الأرضية!! ولكن العدوانية والجشع والسيطرة والهيمنة والإخضاع والقهر لإذلال الشعوب والذي تنتهجه قوي الشر في العالم هي السبب في نشر الجوع وأمراضه والمجاعات وموت البشر، وأكثر الناس تعرضا لأخطار الجوع وأمراضه هم البشر الذين يعيشون في فقر مدقع ويعانون من الحرمان الاجتماعي والحضاري مثل فقراء الريف وفقراء الحضر والمدن، والنساء والأطفال، والمسنين، واللاجئين، والسكان المعرضين للجفاف والتصحر، وتحذر منظمة الأغذية والزراعة من أن أكثر من «087 مليونا» من سكان العالم يعانون الجوع وأمراضه، كما يعاني أكثر من «0002 مليون» من البشر في مختلف أنحاء العالم نقصا في العناصر الغذائية المهمة جدا مثل الفيتامينات والمعادن مثل «فيتامين «أ» - الحديد - اليود» ويؤدي هذا النقص إلي تأخر النمو، والتأثير علي المخ، ضعف البصر، تضخم الغدة الدرقية، الإجهاض المبكر، نزول المولود ميتا، وفيات الرضع، وغير ذلك من الأمراض».
البصر.. هو أشد حواس الإنسان حساسية، وأكثر عرضة للخطر بسبب نقص العناصر الغذائية المهمة في السنوات المبكرة من العمر، ففي دراسة خطيرة للغاية مشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة، ومنظمة الصحة العالمية، واليونسكو، واليونيسيف «منظمة الأمم المتحدة للطفولة»، أكدت أن من «03 إلي 04 مليون طفل» علي مستوي العالم يعانون من نقص «فيتامين «أ» وللأسف فإن نتيجة ذلك يصاب مالا يقل عن «005 ألف طفل» كل عام بالعمي الجزئي أو الكلي، لأن نقص فيتامين «أ» يؤثر علي شبكية العين ويؤدي إلي ضعف البصر والعمي وإن لم يعالج فإنه يؤدي إلي الموت المبكر، ويتوافر فيتامين «أ» في الأسماك، منتجات الألبان، البيض، الكبد، والكلاوي، الخضروات ذات الأوراق الداكنة، البرتقال، الجزر، المانجو، والخضروات الصفراء، الفلفل الأحمر والحريف.. وغير ذلك.
∎ الجياع.. ضحايا الأنيميا والتخلف العقلي
تعد «الأنيميا» أو فقر الدم التي تنجم عن «نقص الحديد» من أكثر أمراض الجوع انتشارا وشيوعا، إذ تصيب ما يقرب من «0051 مليون نسمة» في مختلف أنحاء العالم، كما أن «الأنيميا» هي السبب الرئيسي لوفاة ما يقرب من «02٪» من النساء والأمهات الفقيرات في البلدان النامية، فنقص الحديد يسبب للبالغين الخمول، ويقلل من قدرتهم علي العمل وعلي رعاية أسرهم وبيوتهم، وإلي زيادة نسبة المواليد ناقصي النمو والوزن، والموت المبكر للأطفال، ويتوفر «الحديد» في اللحوم الحمراء، الكلاوي والكبد، السمك، المحاريات، الخضروات الورقية الداكنة، والبقول مثل العدس والفول والحمص.
نقص «اليود».. هو أخطر أمراض الجوع وسوء التغذية، حيث يتعرض ما يقرب من «ألف مليون إنسان» لخطر نقص اليود، واليود.. هو العنصر الغذائي المهم جدا لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية، التي تتحكم في النمو، ووظائف المخ، والجهاز العصبي، وتنظم حرارة الجسم وطاقته، وخطورة «نقص اليود» خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة أن يعرقل تطور المخ، وقد يتسبب في «تخلف عقلي» لا يمكن تداركه، ويقدر عدد الذين يعانون تلفا في المخ بسبب نقص اليود بما يقرب من «02 مليون نسمة» في مختلف أنحاء العالم، وأشد أشكاله خطورة هي الإصابة «بالبلاهة»، كما يتسبب في الإجهاض التلقائي ونزول المولود ميتا، ووفاة الرضع، ويتوفر اليود في الأغذية البحرية، والملح المضاف إليه اليود، والبصل، وأسماك المياه المالحة. خطورة أمراض الجوع وسوء التغذية أنها تؤدي إلي فاقد كبير في الطاقة البشرية له عواقب اجتماعية واقتصادية لا يمكن لأي دولة مهما كانت أن تتحملها، حيث يصبح كل جائع أو فقير أو محروم فريسة للقلاقل الاجتماعية والسياسية ويتعرض لأخطار الجوع وأشدها «نقص أغذية الطاقة» التي تؤدي إلي ضعف الجهاز المناعي وضعف قدرة الجسم علي مواجهة البكتيريا والفيروسات الممرضة والعدوي، ويصبح الذين يعانون من الجوع ضحية وفريسة سهلة للأمراض المعدية التي تودي بحياة الملايين كل عام، وأغذية الطاقة هي «السكريات - النشويات - البروتينات - الدهون» والتي يجب أن تحتوي عليها وجبات الطعام اليومية، فالسكريات مثل «الفواكه - المربي - عسل النحل - العسل الأسود - سكر المائدة وغيرها» والنشويات مثل «الحبوب - القمح - الشعير - الذرة - الأرز - الخبز - البطاطس - البطاطا - الجزر وغيرها» والبروتينات مثل «اللحوم - الدواجن - الأسماك - منتجات الألبان - البيض - الفول المدمس - الفاصوليا واللوبيا الجافة - الترمس- والمكسرات وغيرها» هذا بالإضافة إلي القليل من الدهون، إن الجوع وسوء التغذية وعدم التنوع الغذائي الضروري جدا لصحة الجسم، يؤدي مع الأسف إلي أن يصبح غالبية الضحايا هم الأطفال والنساء والجائعون والفقراء والمحرومون والمعدمون في الدول النامية والفقيرة.
∎∎
الحقيقة المفزعة هي: أن «مصر في خطر» بسبب زيادة أعداد الفقراء والجياع والمحرومين والمعدمين، الذين يعيشون حياة علي حافة الهاوية وبالكاد يصارعون من أجل البقاء ويواجهون خطر الموت، فهؤلاء قنابل مرعبة تنسف أي استقرار اجتماعي وسياسي وحضاري ليس في مصر فقط بل في أي بلد في العالم!!
السؤال المهم هل نحن في «مصر» منتهبون؟! أم أننا سنظل غارقين في الغيبوبة!!
ونعاني سكرات الغفلة والبلاهة!! وندمن القضايا العبيطة؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.