أوقاف الفيوم تفتتح مسجد الرحمة ضمن خطة وزارة الأوقاف لإعمار بيوت الله    محافظة سوهاج: جاهزية 550 مقر انتخابي و586 لجنة فرعية لإجراء انتخابات الإعادة لمجلس النواب ديسمبر 2025    الداخلية تنفي ادعاءات مرشحة بالجيزة    التعليم تكشف حقيقة التعدي على طالبة بمدرسة للتربية السمعية    أهم أخبار الكويت اليوم الجمعة 26 ديسمبر 2025..338 مليون دينار كويتي مكاسب "البورصة" السوقية بأسبوع    اسعار الذهب اليوم الجمعة 26ديسمبر 2025 فى محال الصاغه بالمنيا    قطع الكهرباء والمياه 5 ساعات في مطاي بسبب الصيانة    نتنياهو يعترف رسميا بأرض الصومال «صومالاند»    الجيش الإسرائيلى يهاجم أهدافا لحزب الله فى لبنان    مجموعة الفراعنة.. تعادل أنجولا ضد زيمبابوى 1-1 فى أمم أفريقيا 2025    ليفربول يفتح خط المفاوضات مع أتلتيكو مدريد بشأن سورلوث    60 ألف مشارك في النسخة العاشرة من سباق زايد الخيري بمصر    مؤتمر أرتيتا - هافيرتز قد يعود خلال أيام.. ونأمل في عودة جابرييل بأسرع وقت    ضبط 10 أشخاص لاستغلالهم الأطفال في أعمال التسول    ضبط مناديَي سيارات لارتكابهما أعمال بلطجة بساحة انتظار بالجيزة    الداخلية تكشف ملابسات فيديو ظهور خيول داخل فناء مدرسة بالجيزة    كمال الشناوي.. الدنجوان الذي رفض مصافحة الرئيس وهرب من الوزير وأحب فنانة مشهورة    أكتب لكم عن عبد اللطيف المحيسن: الأسمر صاحب القلب الأبيض فارس من الأحساء يمنح الحياة مذاقًا حلوًا رغم الصعاب    الصحة تطلق قافلة طبية بدمياط الجديدة وتقدم خدمات مجانية لأكثر من 1400 مواطن    وزيرا التعليم العالي والأوقاف يفتتحان مستشفى جامعة بورسعيد بتكلفة مليار جنيه    رسميا.. أحمد سامي مديرا فنيا لمودرن سبورت    الشرطة التركية تعتقل شخصا كان يخطط لتنفيذ هجمات خلال رأس السنة    10 آلاف جنيه مخالفة السرعة.. احذر قانون المرور الجديد    وزارة الداخلية: ضبط عنصر جنائي بالجيزة تخصص في تزوير الشهادات الجامعية وترويجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي    محافظ الجيزة: انطلاق 36 قافلة طبية علاجية بالمراكز والمدن بدءًا من 2 يناير    مراسل القاهرة الإخبارية: تفجير مسجد الإمام سبب ذعر المصلين أثناء صلاة الجمعة    الجيش الأوكراني: أسقطنا 73 مسيرة روسية استهدفت مناطق متفرقة في البلاد    عميدة طب بنات الأزهر في حفل تخرج الوافدين: كونوا نبراسًا للرحمة ببلادكم    ننشر حصاد وزارة الإسكان خلال أسبوع| فيديو جراف    «القومي للمرأة»: غرفة عمليات لمتابعة المشاركة في جولة الإعادة بانتخابات النواب    وزيرا الأوقاف والتعليم العالي ومفتي الجمهورية ومحافظين السابقين وقائد الجيش الثاني الميداني يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد العباسي    حبس موظف 4 أيام بتهمة تصنيع الأسلحة والذخائر داخل منزله بقنا    ضبط 5 طن دقيق مجهول المصدر وتحرير 214 محضر تمويني بالمنوفية    «تكنولوجيا وقيادة وإدارة».. «الري» تؤسس جيلا جديدا لإدارة منظومة المياه    السياحة تنظم قافلة ترويجية كبرى في السوق الصيني ببكين وشنغهاي    اتحاد السلاح يستعين بخبير بولندي لتبادل الخبرات الفنية في سلاح السيف    تحسن صحة محمود حميدة وخروجه من المستشفى.. ويستعد لطرح فيلمه الجديد "الملحد" الأربعاء المقبل    بعد 25 عاما.. إنعام محمد علي تكشف أسرار اختصار مسلسل أم كلثوم في 4 سهرات    خشوع وسكينه..... ابرز أذكار الصباح والمساء يوم الجمعه    النقل تناشد المواطنين المشاركة لمنع ظاهرة رشق الأطفال للقطارات بالحجارة    كوريا الشمالية تعلن خطة لتوسيع إنتاج الصواريخ وتعزيز قدراتها العسكرية في 2026    رئيس وزراء السودان: اللقاءات مع الجانبين المصري والتركي كانت مثمرة    خطوات هامة لسلامة المرضى وحقوق الأطباء.. تفاصيل اجتماع اللجنة العليا للمسئولية الطبية    دعاء أول جمعة في شهر رجب.. فرصة لفتح أبواب الرحمة والمغفرة    خناقة في استوديو "خط أحمر" بسبب كتابة الذهب في قائمة المنقولات الزوجية    القاهرة الإخبارية: غارات مفاجئة على لبنان.. إسرائيل تبرر وتصعيد بلا إنذار    هيئة الدواء: هذه الأخطاء الشائعة في استخدام الأدوية تهدد صحتك    «شيمي»: التكامل بين مؤسسات الدولة يُسهم في بناء شراكات استراتيجية فعّالة    وزارة الخارجية ووزارة الاتصالات تطلقان خدمة التصديق علي المستندات والوثائق عبر البريد    باكستر: جنوب إفريقيا فرصتها أكبر في الفوز على مصر.. ونجحت في إيقاف صلاح بهذه الطريقة    موعد مباراة المغرب ومالي في أمم أفريقيا 2025.. والقنوات الناقلة    قوات الاحتلال تعتقل فلسطينيين وتغلق بوابات لعرقلة المرور    تحذير رسمي من وزارة الزراعة بشأن اللحوم المتداولة على مواقع التواصل    مدير دار نشر: معرض القاهرة للكتاب لا يزال ظاهرة ثقافية عالمية    مجلس جامعة القاهرة يعتمد ترشيحاته لجائزة النيل.. فاروق حسني للفنون ومحمد صبحي للتقديرية    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 26- 12- 2025 والقنوات الناقلة    الإفتاء تحسم الجدل: الاحتفال برأس السنة جائزة شرعًا ولا حرمة فيه    وفاة الزوج أثناء الطلاق الرجعي.. هل للزوجة نصيب في الميراث؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجياع في مصر.. حياة علي حافة الهاوية!
نشر في صباح الخير يوم 17 - 01 - 2012

ستتملكك الدهشة، ويستفزك الغضب، وتحزن حزنا لا مثيل له، عندما تكتشف للأسف أنهم «صنعوا من الجوعي تهديدا قويا للأمن القومي المصري»!!
لدرجة أن «ثورة الجياع» تهدد الحضارة المصرية نفسها وتلك كارثة مأساوية!!
هذا علي الرغم من أن «الجياع» ليسوا أعداء مصر، بل هم بشر عاديون لهم الحق في الحياة الكريمة، وحلمهم فقط هو «الغذاء أولا»!! فهل المسئولون والسياسيون عندنا يدركون أن أمن الشعب المصري يعتمد علي تلبية احتياجاته الأساسية من الغذاء؟!
الله أعلم؟!!
في كتاب «البشر الصامتون» ل «سيسلي تايلور»... نداء حزين للأغنياء والمنعمين والمرفهين من الجائعين في العالم تقول كلماته: «نحن أناس تحطمت محاريثهم ويواجهون الجوع، وأنتم قد اعتدتم رؤيتنا حتي أصبحتم لاتعيروننا انتباها، أما أطفالنا فبطونهم خاوية وحبنا لهم لا يقل عن حبكم لأطفالكم، إنكم أعجز من أن تشعروا بأحزاننا، وما موت فرد آخر منا بالنسبة إليكم سوي مسألة إحصائية، أجل إننا أناس فات أوان إنقاذهم!! وفعلا هذه حقيقة مفزعة!!
لقد أصبحت وجوه الجائعين والمعدمين والمحرومين والفقراء معروفة لنا جميعا، نراها في العشوائيات والأحياء الفقيرة وبين سكان المقابر، وتنقلها لنا أجهزة التليفزيون في أوقات الكوارث والمجاعات، فضحايا الفقر والجوع هم شهود عيان اعتادوا حياة الشقاء بسبب سوء التغذية والأمراض، والحقيقة المؤلمة أن عالمنا اليوم للأسف تعيش فيه مئات الملايين من البشر فريسة للجوع، وتحذر كل من منظمة الأغذية والزراعة، ومنظمة الصحة العالمية، واليونسكو، واليونيسيف «منظمة الأمم المتحدة للطفولة»، من أنه يكابد المجاعة في العالم الآن أكثر من «005 مليون نسمة» يعانون من الجوع وسوء التغذية، وأنه يموت كل عام ما يقرب من «31 مليون طفل» دون سن الخامسة، بسبب الجوع وسوء التغذية والإصابة بالأمراض المعدية كما يموت في كل دقيقة «51 طفلا» بسبب افتقادهم للطعام، والمياه النظيفة، والرعاية الطبية البسيطة زهيدة التكلفة.. إنه التحدي العالمي بكل المقاييس!!
∎ أرض الجوع
اللعنة كل اللعنة علي الذين يتحكمون في الغذاء ويتلاعبون بمصائر البشر!! لقد أصبح «الغذاء» في عالمنا سلاحا سياسيا وعسكريا مستخدما ببراعة، وبلا ضمير، لتدمير إرادة ومقاومة الشعوب الفقيرة وإخضاعها لسياسة الدول التي تمسك بمفاتيح مخازن الغلال والحبوب في العالم، والمحزن أن مصر تتعرض لهذا الابتزاز والاستغلال البشع في مجال الغذاء يوما بعد يوم، علي الرغم من أننا نملك المال والأرض الشاسعة الصالحة للزراعة، وجيوش الفلاحين والفنيين، إلا أن الصورة الصادمة لواقعنا المرير هي أن البشر عندنا يموتون جوعا، بينما أراضينا الخصبة تترك بلا زراعة، أو تستغل لصالح فئة شديدة الجشع لا تحرك مشاعرها ارتعاشات طفل يموت جوعا.
لماذا لا تستطيع مصر إطعام نفسها؟! لماذا الجوع في مصر؟! هل تنجح «صدمة» الغفلة في إفاقتنا ويقظتنا من أن مشكلة نقص الغذاء والجوع عندنا هي بسبب التبعية والتخلف والاتكال علي غيرنا وليس الاعتماد علي أنفسنا؟!
هل سنظل في «غيبوبة»؟! هل سنبقي غارقين في مناقشة القضايا العبيطة!!
علي شاكلة هل تزوج عبدالحليم حافظ من سعاد حسني؟! فريق يؤمن بأن «العبط» هو أفيون الشعوب يقسم ثلاثة بالله العظيم أنه تزوجها!! وفريق آخر عقيدته نشر قضايا المسخرة والتفاهة لإغراق الشعوب في بحور الجهل ويحلف يمين الطلاق بالثلاثة أنه لم يتزوجها!! والبسطاء من الناس ياعيني حائرون بين هؤلاء وهؤلاء!!
تعالوا نفرفش في شوية «عبط» مع بعض!! نفترض أن عبدالحليم حافظ تزوج سعاد حسني ما هو التقدم والتطور الذي عاد علي مصر؟! ولا حاجة!! اتنيلنا بستين نيلة!! والحالة أصبحت زفت وطين!! نفترض أن عبدالحليم لم يتزوج سعاد ما الذي عاد علي مصر؟! أصبح حالنا زي الهباب!! وغرقنا جميعا في بحر الظلمات!! إن هؤلاء الذين يعبدون القضايا العبيطة، ويدمنون الهبل، ويعشقون التفاهة والسطحية، لم يشغلوا بالهم إطلاقا بنشر العلم بين الناس، ولم يناقشوا يوما ما مستقبل مصر، ولم تهز مشاعرهم المتحجرة رؤية نعش لطفل فقير مات من الجوع!! عليهم جميعا اللعنة!!
المحزن يا سادة أنه لو استمر هذا «العبط» في إغراق الناس بالتفاهات سنظل إلي الأبد متخلفين!! ويصبح حلم التقدم مستحيلا!! وعليه العوض!!
∎ الموت جوعاً
اسمحوا لي أن أتحدث معكم بمنتهي الصراحة: هل مصر في خطر؟ نعم!! هل التغيرات المناخية غير المستقرة وتدمير المحاصيل ممكن أن تنشر المجاعات في مصر؟ نعم!! هل العبث والتلاعب في المناخ بأيد الأعداء وقوي الشر في العالم ممكن أن يهدد الأمن القومي واستقرار مصر؟ نعم!!
لأن الأعداء، وقوي الشر، وكل دول العالم تعلم جيدا أن «الجوع» والعجز في توفير الغذاء والطعام سيؤدي بالضرورة إلي أعمال شغب، وإثارة القلاقل والاضطرابات الاجتماعية، واشتعال نيران الفتنة، التي قد تعم أي دولة، وقد تسقط الحكومة لأنها تصارع جاهدة أن تبقي النظام الاجتماعي قائما أمام هول موجات الجريمة التي قد تغزو المدن وتجتاح البلاد بشكل لا مثيل له، إن جيوشاً من الجوعي والمتسولين والشحاذين قد ينتشرون في الشوارع ويسدون الطرقات الرئيسية لأنهم «يحملون اليأس في عيونهم، وصفرة الموت علي وجوههم»!!
والخوف كل الخوف من «اندلاع الثورات» طلبا للطعام والغذاء والخطر الأكبر هو الفشل في السيطرة علي حشود الجائعين فيحدث مالا تحمد عقباه، ليس هذا في مصر فقط، بل في كل بلاد الدنيا، وما حدث من مجاعات مهلكة في بلاد أوروبا وألمانيا والصين وغيرها ليس عنا ببعيد، فالمجاعة تشعل وتأجج الشعور بالسخط والتوتر فتنتشر الجريمة والسرقة والقتل، وتزداد الاضطرابات الاجتماعية لدرجة قد يصل معها المجتمع إلي «حافة الانهيار» يا سادة: إن أخطر ما في الجوع أن موجات من الحرائق داخل النفس البشرية تشعل اليأس وتحطم كل أمل في الحياة، إن الجوع مأساة تدمر وتحرق وتجتاح أي شيء يقابلها، فهل المسئولون والسياسيون عندنا في مصر يدركون ذلك؟! الله أعلم وإن كنت أشك كثيرا!!
∎ الفقر.. والجوع
الفقر.. هو السبب الأول للجوع وسوء التغذية، اللذان يتفاقمان بسبب النمو السكاني السريع، والعيش في بيئة غير صحية، والافتقار إلي التعليم، والحقيقة المفزعة هي أن الفقراء يتضاعفون بضعف سرعة الأغنياء، والخوف كل الخوف علي مصر من «الموت جوعا»، حيث لن يكون كل فرد قادرا علي الحصول علي ما يكفيه من الطعام في بلد يزداد سكانا وازدحاما وجوعا، والفقر.. هو السبب الرئيسي في انعدام «الأمن الغذائي» الذي هو ضمان حصول جميع أفراد الشعب في كل الأوقات ماديا واقتصاديا علي كفايتهم من الغذاء الذي يجمع بين النوعية الجيدة والسلامة وعدم التلوث كي يعيشوا حياة نشطة وموفورة الصحة.
ولكن كيف يتحقق الأمن الغذائي للذين يعيشون في فقر مدقع في العشوائيات وسكان المقابر والأحياء الفقيرة!! أو لأولئك المحرومين بصورة خطيرة في البلدان الفقيرة؟! حيث تشير تقديرات منظمات الأمم المتحدة إلي أن أكثر من «0001 مليون» من البشر يعيشون تحت وطأة الفقر، وهم معرضون بشدة للمعاناة من الجوع والإصابة بأمراض نقص التغذية، وكيف لا والتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية تهدد الأمن الغذائي، كما تؤدي الصراعات والحروب إلي تعطيل الإمدادات الغذائية، كما يتسبب الجفاف والتصحر وتدهور الأراضي بالإضافة إلي التغيرات المناخية وحروب المناخ والطقس والأحوال الجوية غير المستقرة في أضرار خطيرة. إن أكثر الناس تعرضا «للجوع» في أي بلد من البلدان هم أولئك الذين يتمكنون بالكاد من البقاء في الظروف العادية، لكن للأسف الكثيرون يعانون من سوء التغذية المزمن، ولايحصلون مطلقا علي ما يسد احتياجاتهم من الطاقة والعناصر الغذائية، وعلي الرغم من كل هذا فإن «المجاعة» مأساة يمكن تجنبها، فهي لا تقع دون سابق إنذار، بل تتفشي المجاعات عندما تتدهور الظروف باستمرار وتفشل الحكومات في الوقاية منها، فالمجاعات للأسف الشديد هي كوارث من صنع الإنسان، ولذلك يبذل الفقراء قصاري جهدهم في سبيل مواجهة مأساة «الجوع» فهم يبيعون ممتلكاتهم، ويقترضون من أصدقائهم، ويتناولون عدداً أقل من وجبات الطعام، وقد يأكلون أوراق الأشجار والبذور والحشائش البرية، فإذا ما بلغت الأزمة ذروتها واشتد الجوع بهم ولم يحصلوا علي عون خارجي، لا يبقي أمامهم بديل سوي النزوح أو التضور جوعا أو «الثورة» وأخطر الثورات في التاريخ هي «ثورة الجياع» فهل المسئولون والسياسيون عندنا منتبهون؟! أم أن القضية كلها أونطة في أونطة!!
∎ فقدان البصر.. والجوع
المحزن فعلا أن الإنتاج الغذائي العالمي يكفي لإطعام كل فرد علي الكرة الأرضية!! ولكن العدوانية والجشع والسيطرة والهيمنة والإخضاع والقهر لإذلال الشعوب والذي تنتهجه قوي الشر في العالم هي السبب في نشر الجوع وأمراضه والمجاعات وموت البشر، وأكثر الناس تعرضا لأخطار الجوع وأمراضه هم البشر الذين يعيشون في فقر مدقع ويعانون من الحرمان الاجتماعي والحضاري مثل فقراء الريف وفقراء الحضر والمدن، والنساء والأطفال، والمسنين، واللاجئين، والسكان المعرضين للجفاف والتصحر، وتحذر منظمة الأغذية والزراعة من أن أكثر من «087 مليونا» من سكان العالم يعانون الجوع وأمراضه، كما يعاني أكثر من «0002 مليون» من البشر في مختلف أنحاء العالم نقصا في العناصر الغذائية المهمة جدا مثل الفيتامينات والمعادن مثل «فيتامين «أ» - الحديد - اليود» ويؤدي هذا النقص إلي تأخر النمو، والتأثير علي المخ، ضعف البصر، تضخم الغدة الدرقية، الإجهاض المبكر، نزول المولود ميتا، وفيات الرضع، وغير ذلك من الأمراض».
البصر.. هو أشد حواس الإنسان حساسية، وأكثر عرضة للخطر بسبب نقص العناصر الغذائية المهمة في السنوات المبكرة من العمر، ففي دراسة خطيرة للغاية مشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة، ومنظمة الصحة العالمية، واليونسكو، واليونيسيف «منظمة الأمم المتحدة للطفولة»، أكدت أن من «03 إلي 04 مليون طفل» علي مستوي العالم يعانون من نقص «فيتامين «أ» وللأسف فإن نتيجة ذلك يصاب مالا يقل عن «005 ألف طفل» كل عام بالعمي الجزئي أو الكلي، لأن نقص فيتامين «أ» يؤثر علي شبكية العين ويؤدي إلي ضعف البصر والعمي وإن لم يعالج فإنه يؤدي إلي الموت المبكر، ويتوافر فيتامين «أ» في الأسماك، منتجات الألبان، البيض، الكبد، والكلاوي، الخضروات ذات الأوراق الداكنة، البرتقال، الجزر، المانجو، والخضروات الصفراء، الفلفل الأحمر والحريف.. وغير ذلك.
∎ الجياع.. ضحايا الأنيميا والتخلف العقلي
تعد «الأنيميا» أو فقر الدم التي تنجم عن «نقص الحديد» من أكثر أمراض الجوع انتشارا وشيوعا، إذ تصيب ما يقرب من «0051 مليون نسمة» في مختلف أنحاء العالم، كما أن «الأنيميا» هي السبب الرئيسي لوفاة ما يقرب من «02٪» من النساء والأمهات الفقيرات في البلدان النامية، فنقص الحديد يسبب للبالغين الخمول، ويقلل من قدرتهم علي العمل وعلي رعاية أسرهم وبيوتهم، وإلي زيادة نسبة المواليد ناقصي النمو والوزن، والموت المبكر للأطفال، ويتوفر «الحديد» في اللحوم الحمراء، الكلاوي والكبد، السمك، المحاريات، الخضروات الورقية الداكنة، والبقول مثل العدس والفول والحمص.
نقص «اليود».. هو أخطر أمراض الجوع وسوء التغذية، حيث يتعرض ما يقرب من «ألف مليون إنسان» لخطر نقص اليود، واليود.. هو العنصر الغذائي المهم جدا لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية، التي تتحكم في النمو، ووظائف المخ، والجهاز العصبي، وتنظم حرارة الجسم وطاقته، وخطورة «نقص اليود» خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة أن يعرقل تطور المخ، وقد يتسبب في «تخلف عقلي» لا يمكن تداركه، ويقدر عدد الذين يعانون تلفا في المخ بسبب نقص اليود بما يقرب من «02 مليون نسمة» في مختلف أنحاء العالم، وأشد أشكاله خطورة هي الإصابة «بالبلاهة»، كما يتسبب في الإجهاض التلقائي ونزول المولود ميتا، ووفاة الرضع، ويتوفر اليود في الأغذية البحرية، والملح المضاف إليه اليود، والبصل، وأسماك المياه المالحة. خطورة أمراض الجوع وسوء التغذية أنها تؤدي إلي فاقد كبير في الطاقة البشرية له عواقب اجتماعية واقتصادية لا يمكن لأي دولة مهما كانت أن تتحملها، حيث يصبح كل جائع أو فقير أو محروم فريسة للقلاقل الاجتماعية والسياسية ويتعرض لأخطار الجوع وأشدها «نقص أغذية الطاقة» التي تؤدي إلي ضعف الجهاز المناعي وضعف قدرة الجسم علي مواجهة البكتيريا والفيروسات الممرضة والعدوي، ويصبح الذين يعانون من الجوع ضحية وفريسة سهلة للأمراض المعدية التي تودي بحياة الملايين كل عام، وأغذية الطاقة هي «السكريات - النشويات - البروتينات - الدهون» والتي يجب أن تحتوي عليها وجبات الطعام اليومية، فالسكريات مثل «الفواكه - المربي - عسل النحل - العسل الأسود - سكر المائدة وغيرها» والنشويات مثل «الحبوب - القمح - الشعير - الذرة - الأرز - الخبز - البطاطس - البطاطا - الجزر وغيرها» والبروتينات مثل «اللحوم - الدواجن - الأسماك - منتجات الألبان - البيض - الفول المدمس - الفاصوليا واللوبيا الجافة - الترمس- والمكسرات وغيرها» هذا بالإضافة إلي القليل من الدهون، إن الجوع وسوء التغذية وعدم التنوع الغذائي الضروري جدا لصحة الجسم، يؤدي مع الأسف إلي أن يصبح غالبية الضحايا هم الأطفال والنساء والجائعون والفقراء والمحرومون والمعدمون في الدول النامية والفقيرة.
∎∎
الحقيقة المفزعة هي: أن «مصر في خطر» بسبب زيادة أعداد الفقراء والجياع والمحرومين والمعدمين، الذين يعيشون حياة علي حافة الهاوية وبالكاد يصارعون من أجل البقاء ويواجهون خطر الموت، فهؤلاء قنابل مرعبة تنسف أي استقرار اجتماعي وسياسي وحضاري ليس في مصر فقط بل في أي بلد في العالم!!
السؤال المهم هل نحن في «مصر» منتهبون؟! أم أننا سنظل غارقين في الغيبوبة!!
ونعاني سكرات الغفلة والبلاهة!! وندمن القضايا العبيطة؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.