يعانى اكثر من مائتين مليون طفل على مستوى العالم من امراض سوء التغذية و من يعش منهم يعانى مدى حياته من اعتلال فى صحته البدنية و العقلية و يعمل البرنامج العالمى للغذاء على توفير التغذية السليمة للام و الطفل كأحد اساسيات التنمية و نود ان نشير الى وفاة ثلاثة و نصف مليون طفل سنويا بسبب نقص التغذية كل عام و هذا يعنى ان عشرة الاف طفل يموتون يوميا فى العالم بسبب الجوع و تشير احدث الاحصائيات العالمية ان هناك ما يقرب من مليار طفل فى العالم يتضورون جوعا او ان واحد من كل ستة اطفال يصبحون جوعى و لا يجدون ما يأكلون و لا يبرأ الطفل من المضاعفات الخطيرة لسوء التغذية اذا ما اصيب خلال السنتين الاولى من عمره و بالتالى فهذه الفئات هى الاولى بالرعاية فى الوقاية من سوء التغذية و يعد ايضا من الفئات الاكثر تعرضا ضحايا الزلازل كما فى هاييتى و المجاعة فى كينيا و ضحايا العنف كما فى الصومال و ضحايا اسعار الغذاء العالية فى دول وسط أسيا و من الجدير بالذكر البعد الاقتصادى الهام الذى تشكله سوء التغذية فتؤثر بصورة بالغة على تخفيض الدخل القومى العام بنسبة 11% و تشير الدراسات التى اجريت فى جواتيمالا ان الاطفال الذين يتلقون تغذية كافية يتقاضون اجورا ضعف ما يتلقاه البالغون و على الرغم من ان هناك اسبابا متعددة لامراض سوء التغذية فان الهدف الرئيسى يبقى و هو توفير الغذاء المناسب فى الوقت المناسب للاطفال المصابين و لكن للاسف يعترى تحقيق هذا الهدف صعوبات جمة ما لم يتم تعاون و تنسيق تاريخى بين خبراء عالميين فى مجالات علمية كثيرة منها تكنولوجيا العلوم و التغذية المتقدمة و خبراء الصحة العالمية و الاطباء و الامن الغذائى و خبراء التنمية المتواصلة و يمكن تصنيف المسئولين عن هذا المجال الى خبراء الحكومات و المنظمات الدولية و القطاع الخاص و الدور الاجتماعى الهام الذى لابد ان يقوم به رجال الاعمال حتى و لو قسرا و جمعيات المحتمع المدنى و بنوك الطعام....الخ. و تشير الدلائل ان هناك ثورة عالمية ضد امراض سوء التغذية قد بدأت بالفعل على مستوى العالم و تشترك كلها فى هدف رئيسى و هو اتاحة التغذية الكافية لكل طفل ليتمتع بصحة جيدة و حياة منتجة فى المستقبل و على سبيل المثال يقدم البرنامج العالمى للغذاء وجبات غذائية لمائة مليون طفل فى المدارس عالميا سنويا و قدم فى العام الماضى ثمانين بالمائة من الوجبات للامهات و الاطفال فى مراكز رعاية الامومة و الطفولة و ليشمل مستقبلا الحوامل و المرضعات و الاطفال اقل من سنتين و المصابين بامراض خطيرة و يقدر البنك الدولى ان العالم يحتاج مبلغ عشرة مليارات دولار هذا العام للوقاية من امراض سوء التغذية و نحن نناشد وزير التعليم تحت رعاية الحكومة من اجل اطفال مصر ان يتم تحسين و تطوير الوجبات المدرسية و ان يتم اضافة عنصر الحديد الى السكر و الملح و البسكويت الذى يوزع على الاطفال للوقاية من انيميا نقص الحديد التى تؤثر بشكل بالغ على مستوى الذكاء و القدرة على التحصيل الدراسى و التركيز و ان يكون هناك تنسيق بين وزارة التربية و التعليم و الاسرة و السكان فى هذا المجال. و قد ساعد العالم بنجلاديش فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من الارزكوجبة اساسية لسكان بنجلاديش و لكن يبقى هناك حالة من الطوارىء الغذائية حيث يبلغ نسبة الاطفال تحت خمس سنوات الذين يعانون نقص التغذية من 17-40% تحت الوزن المناسب و قد ذكرت الشيخة /حسينة رئيسة الوزراء:(أن توفير الغذاء و انتاج المزيد منه لا يضمن اتاحته مجانا للفقراء و لذلك ينبغىان يكون هناك اسلوب شامل فى التعامل مع مشكلة الجوع عن طريق تأمين توفير الغذاء للجميع للتمتع بصحة جيدة لحياة منتجة) و قد قامت الصين بجهود كبيرة للوقاية من سوء التغذية كما قامت تايلاند و تشيلى ورئيس البرازيل /دى سيلفا بجهود مضنية و تنفيذ برامج نشطة ادت الى انخفاض امراض سوء التغذية بنسبة خمسين بالمائة فانخفضت فى عام 1996من 14%الى 6ز8%عام 2007و تحقق هذا الانجاز التاريخى نتيجة بناء نظام جديد و متطور للارتقاء بالتغذية فى المدارس و الجامعات و اماكن التجمعات المختلفة و مضاعقة الاموال المخصصة للتغذية ووحدات الرعاية الصحية الاساسية و اتاحة التغذية الجيدة للاطفال و بذلك يمكن تعميم تجربة البرازيل عالميا و مساعدة البلدان النامية على حل مشكلة الجوع العتيقة و يحتاج العالم الى برامج مبتكرة للوقاية من امراض سوء التغذية فمثلا ينبغى تخصيص ثلاثة مليارات دولار لتشجيع الرضاعة الطبيعية و اتاحة الاطعمة الاضافية للرضع بعد سن ستة اشهر و تحسين اساليب الوقاية و الصحة العامة مثل غسل الايدى للوقاية من الامراض المعدية و تشجيع تناول الفيتامينات و الاملاح المعدنية الطبيعية التى تحتاج الى مليار و نصف دولارو اتاحتها للامهات و الرضع وتوفير عناصر غنية بفيتامين (ا) و الزنك لنوبات الاسهال الحاد و كذلك اتاحة اكياس العناصر الدقيقة و الحديد و حمض الفوليك للحوامل و الرضع و اضافة اليود الى زيت الطعام و الملح و اضافة عنصر الحديد الى الملح و السكر فضلا عن توفير غذاء مكثف للمرضى المصابين بسوء التغذية المتوسطة و الشديدة و ندعو معهد التغذية ان يقدم خطة استراتيجية لوقاية الاطفال من سوء التغذية حتى فى العشر سنوات القادمة فى مصر لتنفذ بدقة. و لا يفوتنا فى هذا المقام ان نقدم خطة استرتيجية مختصرة للقضاء على الفقر و الجوع و ان تهتم الحكومة بتنفيذ الخطوات التالية: (1)زيادة الاستثمار فى الزراعة و تشجيع المشروعات الزراعية الصغيرة و تنمية زراعات جديدةلزيادة الدخل القومى و القضاء على الجوع (2)تقديم حلول اجتماعية مبتكرة للقضاء على الجوع بمشاركة اصحاب المصانع و الشركات و مؤسسات المجتمع المدنى مثل بنك الفقراء الذى اسسه/ محمد يونس و الذى اتاح الاستثمار فى منتجات جديدة مبتكرة و نقل تلك التجربة المبدعة الى مصر. (3)التوسع فى نطاق التنسيق لتحسين الخدمات و الاستعانة بالخبراء المحالين للتقاعد ليؤدوا دورا اجتماعيا خيريا و المساعدة فى تنفيذ برامج التنمية المحلية. (4)زيادة معدلات الاستثمار فى علوم و ابحاث التنمية الزراعية و نقل تجربة الاتحاد الاوربى فى انتاج أغذية امنة معدلة وراثيا مثل البطاطا. (5)المساعدة فى اضافة العناصر الغذائية الهامة الى الاكلات و المشروبات الشعبية و اتاحتها باسعار رخيصة لمحدودى الدخل. (6)تكوين و جبات جاهزة متكاملة و اتاحتها بسعر مناسب فى المدارس و الجامعات كنوع من الدعم الغذائى بدلا من الغاء الدعم الذى سينكوى به الفقراء حتما (7)الابتكار و الابداع من مراكز البحوث و الجامعات من اجل توفير الغذاء المناسب باستخدام التكنولوجيا الحيوية فائقة التقدم لعلاج سوء التغذية الحادة و المزمنة و خاصة لدى الاطفال اقل من خمس سنوات. (8)اعادة تشكيل السياسات الزراعية لزراعة المحاصيل الغنية بالبروتين للوقاية من امراض سوء التغذية .