حوار: صلاح الدين عبدالله لا تستسلم وأنت تحاول التسلق إلى القمة، فالرجل ذو الأحلام الكبيرة اقوى، ومن لا يجد فى نفسه الشجاعة الكافية للمخاطرة لن يحقق شيئا.. هكذا تقول الحكمة، وكذلك إيمان الرجل بالقدرة على القتال من أجل تحقيق الذات قاده إلى القمة. من باستطاعته الانتصار يتمكن من تحقيقه، فالرؤية تحتاج الإبداع، والشجاعة تتطلب الثبات، وعلى هذا سطر الرجل مسيرته، ثلاث كلمات فى أول سطور أجندة ذكرياته، عدم الاستسلام، والثقة، والقدرة على الإقناع، وبها استطاع أن يختصر طريق النجاح. محمد فاروق العضو المنتدب لشركة جلوبال أنفيست لتداول الأوراق المالية.. الإقدام على المغامرة منهج فى حياته، لا غنى عنها، وللتفاصيل سحرها الذى تقوده إلى المبررات، فى حياته علامات، ولوالدته علامة ذهبية، فهى من منحته التضحية والعطاء. سلاح للصيد، يزين الجدار، أول ما يلفت الانتباه، عند مدخل غرفة مكتبه، قرأ ما بداخلى من تساؤلات، ليبادرنى «من هنا تعلمت الصبر، والمثابرة، حتى أضمن صيدى الثمين، وبدونهما لم أستكمل طريق النجاح». «نعم تحملنا الدواء المر، رغم آثاره التى لا تزال، لكن حينما تؤسس مشوارك على التفاؤل، سرعان ما يتغير طعم هذا الدواء، ربما تكون التحديات الاجتماعية، غصة فى الحلق، لكنها ستزول، فى ظل رؤية المستقبل القائمة على نهضة متكاملة».. من هنا كان الحديث.. يقول: «لو اتخذت هذه الإجراءات الإصلاحية منذ 5 سنوات ماضية، لتجنبنا فاتورة ثقيلة، يدفعها الجميع». «دعنا من الماضى فقد انتهى بحلوه ومره، جراءة قرارات الإصلاح، رغم صعوبتها، وفاتورته الباهظة، كانت الخطوة الاصعب فى المسار، بعد مشوار طويل من المسكنات، أرهق السواد الأعظم من أبناء الوطن، إلا أنه مع مراعاة البعد الاجتماعى، يكون حصد الثمار» هكذا قال. عمل والده بمجال الهندسة، جعله أكثر دقة وتنظيما، حتى فى حديثه، كى لا يتحمل آثار الكلمة، حينما يتحدث عن مبررات انطلاقة الاقتصاد، يضع فاتورة الدعم التى كانت تتحملها الحكومة فى المقدمة، بعدما نجحت فى تقليصها، وكذلك مشروعات البنية التحتية التى تملأ الأرجاء شرقا وغربا، التى سوف تؤتى بثمارها بعد سنوات، لكونها نهضة جديدة. إذن تجاوزنا مرحلة الدواء المر. - يجيبنى قائلا: «لا تزال تداعياتها قائمة، ولكن قريبا ومع منتصف العام القادم سوف تزول، لتكون مرحلة الانطلاقة القوية، خاصة مع حجم الاستثمارات المتوقعة، فى ظل معدلات الاستثمار المرتفعة، التى يعتبرها المستثمرون الاجانب فرصة ذهبية، ليتبدل بذلك المشهد عن الاربعة أعوام السابقة». القدرة على الاستيعاب، وحسن التصرف سمات تنبأ بها والده منذ نعومة أظافره، وتكشف ذلك عندما كان يعتبر انفراجة الاقتصاد سوف تتحقق مع تحرير سعر الصرف، والذى تأخر طويلا، ما تسبب فى مضاعفة الفاتورة، ورغم المغالاة فى سعره، توقع أن يتراجع فى الربع الثانى من العام المالى، إلى مستويات بين 14 و15 جنيها، وذلك مع عودة السياحة، والانتاج والتصدير من الغاز الطبيعى. بعض الخبراء والمراقبين اعتبروا أن الاستثمارات فى السندات، وأذون الخزانة، أموال ساخنة لا تعبر عن الاستثمار الحقيقى والمباشر الذى يفيد الاقتصاد، إلا أن «فاروق» له وجهة نظر خاصة فى هذا الملف، حيث يعتبر أن هذه الاستثمارات بمثابة «بالونة اختبار» للاقتصاد الوطنى، ومدى الثقة التى يحظى بها، وقد نجح فى تجاوزها، بالإضافة إلى أنها مؤشر للاستثمارات المباشرة، وتأسيس كيانات صناعية كبيرة خلال الفترة القادمة. ورغم رضاء الرجل عن ملف السياسة النقدية، إلا أن لديه تحفظات على السياسة المالية، حيث لم تصل إلى العدالة نتيجة تجاهل فئات واسعة من المجتمع فى جميع المهن، تحقق مكاسب وإيرادات بالجملة، دون إلزامها بالسداد، وهو نفس الامر للقطاع غير الرسمى، المطلوب ضمه تحت مظلة الدولة، خاصة أنه يمثل النسبة الأكبر من حصيلة الإيرادات، وأن كانت الحكومة قد بدأت باتخاذ عدة خطوات للسيطرة على القطاع من خلال قانون الإيداع، والحفظ المركزى، ومنظومة الشمول المالى، والعمل على توسيع القاعدة الضريبة، مع تخفيض نسبتها، وكلها سوف تسهم فى زيادة الإيرادات. قرر والده دراسة الهندسة، لكن «فاروق» اتجه إلى دراسة التجارة، والبيزنس، ونجح فى تحقيق قفزات بعمر صغير، ما أصقل لديه القدرة على التحليل بصورة دقيقة، فالرجل يعتبر أن تنفيذ وتفعيل قانون الاستثمار، بصورة أكثر احترافية، سوف يغير من خريطة الاستثمار، بل سوف يسهم فى استقطاب أكبر قدر من الاستثمارات الأجنبية، فى ظل إتاحة الفرصة على التخارج من السوق، دون معوقات. نقاط فاصلة فى حياة الرجل، غيرت مساره رأسا على عقب، عندما قرر اعتزال العمل المحاسبى، واتجه إلى العمل بمجال الأوراق المالية، وللمغامرة، نتائجها الإيجابية، فقد حقق نجاحات سريعة فى فترات قصيرة، ونفس الامر لمناخ الاستثمار، والذى يتطلب مزيدا من التسويق والترويج، من خلال بنوك الاستثمار الأجنبية الكبرى، وكذلك تكاتف القطاع الخاص، والعام، القادرين على تحقيق طفرات للاقتصاد. أقاطعه متسائلا: وهل للقطاعات قدرة على قيادة الاقتصاد؟ - يرد قائلا: «للسياحة الدور الأكبر فى استقطاب العملة الأجنبية، خاصة فى ظل المقومات التى تحظى بها الدولة، وتقوم عليها صناعات متعددة، بالإضافة إلى القطاع الصناعى والزراعى، والخدمات المالية، الذى يعد المارد القادم. القيادة والثقة، وعدم الاستسلام من الصفات التى منحته أفضلية بين أبناء جيله، لذلك يحدد عدة شروط لضمان نجاح الاكتتابات الحكومية، المزمع طرحها بالبورصة، منها عملية تسويق متكاملة لهذه الاستثمارات بالخارج، وعبر شركات محترفة فى ذلك. الشاب الأربعينى من هواة التفاصيل، باعتبارها الأساس، لذلك حرص منذ عمله بالمجال على الاستثمار فى نفسه والتطوير للوصول إلى هدفه، فى عام 2012، نجح بالنهوض بشركته مع مجلس الادارة، بدأها بإعادة الهيكلة، والاهتمام بالعنصر البشرى، ثم تبنى سياسة توسعية تقوم على التوسع الافقى والرأسى، من خلال افتتاح فروع جديدة، واستقطاب مستثمرين افراد من ذوى الملاءة المالية، وتبلغ 65% للأفراد، 35% مؤسسات خليجية، رؤية الرجل هى السعى الدائم فى تقديم الجديد، والتوسع بافتتاح فروع جديدة فى 3 محافظات تتصدرها بورسعيد، وأسيوط، وطنطا، وكذلك العمل على تأسيس إدارة للبحوث، لخدمة العملاء. حفر الرجل اسمه من نور خلال رحلته، للوصول بشركته إلى الريادة، ونجح مع مجلس الإدارة فى العمل، واعتزام زيادة رأس المال إلى 15 مليون جنيه، ليواصل البحث عن الرضاء. ارتبط الرجل ارتباطاً شديداً بوالدته التى منحته التضحية، والعطاء، ومحبة الآخرين، وهو ما ساهم فى نجاحه، الشاب الأربعينى عاشق لقراءة التاريخ، ودوره فى التعلم واكتساب الخبرة من خلال تجارب الآخرين، بل رسم المستقبل، الرجل محب للصيد لما يمنحه من قدرة على التصويب وإصابة الهدف، مغرما بالألوان الزرقاء التى تدفعه إلى الهدوء، والصفاء... لكن يظل الرجل مهموما بوصول شركته إلى تصدر المشهد والريادة فى مجال سوق المال، فهل ينجح فى تحقيق أهدافه؟