كتب محمد سعيد: سيطرت حالة من القلق على الجماهير المصرية في ظل المستوى المتواضع الذي ظهر به المنتخب الوطني الأول أمام اليونان وخسارته بهدف نظيف في الودية الثانية للفراعنة بمعسكر سويسرا، ليتكرر سيناريو الهزيمة الأخيرة أمام البرتغال في المباراة الأولى. وعادت، ظهر أمس، بعثة الفراعنة من العاصمة زيورخ إلى القاهرة في رحلة استمرت 4 ساعات ليختتم الجهاز الفني المعسكر الذي استمر لمدة أسبوع وخاض خلاله مواجهتين استعدادا للمشاركة في نهائيات كأس العالم في روسيا منتصف العام الجارى. وباتت الجماهير غير مطمئنة على الفريق عقب اللقاء الذي كشف ضعف البدلاء في المنتخب والاكتفاء بالقوام الرئيسي فقط، فيما فشلت الوجوه الجديدة والتي نادى بها أهل الفتوي طوال الشهور الأخيرة وفشلوا بقوة في إثبات أحقيتهم بتمثيل مصر في المونديال. ولم يعد أمام جهاز المنتخب سوى معسكر وحيد في مايو المقبل قبل التوجه إلى روسيا، ويخوض خلاله المنتخب 3 مباريات ودية أمام منتخبات الكويت وكولومبيا وبلجيكا، في البروفة الأخيرة للفراعنة والتي سيشارك فيها 23 لاعبا هم قائمة المنتخب الرسمية في البطولة. ومنح الجهاز الفني فرصة لعدد من اللاعبين للمشاركة وهم محمد مجدي وعمر جابر وسعد سمير ومحمد عواد وسام مرسي ومؤمن زكريا ومحمود عبد الرازق «شيكابالا»، لكن ظهورهم كان ضعيفا ولم يقنع سواء في الأداء الدفاعي الذي يطلبه كوبر دائما أو تشكيل خطورة على مرمى اليونان باستثناء بعض الهجمات التي تفنن مؤمن زكريا ومحمود كهربا في إضاعتها بسهولة. وخرج الأرجنتيني هيكتور كوبر، المدير الفني للمنتخب، ليواصل تبريراته حول السقوط الثاني للفراعنة في أقل من 4 أيام أمام رديف منتخب اليونان الضعيف والذي فشل من الأساس في التواجد بكأس العالم. واعترف كوبر بصعوبة منح فرص أخرى للاعبين جدد من خارج القوام الأساسي قبل كأس العالم، وقال عقب مباراة اليونان: «استغللنا المباريات الودية التي لعبناها خلال المعسكر بشكل جيد، الفريق كان أكثر شراسة خلال الشوط الثاني أمام اليونان وحاولنا الوصول لكن لم نوفق. حاولنا منح اللاعبين دقائق أكثر لنراهم بشكل أكبر عن قرب، وكانت تلك هي أهمية المباراتين الأولى بالنسبة لي، وأفضل شيء استفدناه من المعسكر هو تحليل مستوى لاعبينا لأن الوقت لم يعد كافيا قبل كأس العالم». وأوضحت تصريحات الخواجة عدم رضاه عن مستوى البدلاء، ونيته الاعتماد بشكل أساسي على القوام المعتاد للفريق قائلا: «لا وقت لاختبار لاعبين جدد، حاولنا قدر الإمكان خلال المباراتين مشاهدة معظم اللاعبين وجربنا لاعبين جددا لعبوا لأول مرة أمام اليونان وأمام البرتغال، في المجمل كان معسكرا إيجابيا جدا، النتائج ليست إيجابية لكن خرجنا بما نريد وهو اختبار اللاعبين عن قرب قبل الإعلان عن القائمة النهائية». واتفق معه أحمد ناجي، مدرب حراس مرمى المنتخب، الذي استفاد من المعسكر بشكل كبير في الوصول إلى يقين كبير حول الثلاثي الذي سيطير معه إلى روسيا لحراسة المرمى في كأس العالم، حيث منح الفرصة كاملة لكل من محمد الشناوي ومحمد عواد للوقوف على مستوى كل منهما واختيار من بينهم الحارس الثالث مع عصام الحضري وأحمد الشناوى، وظهر جليا أن حارس الأهلي بات الأكثر حظوظا في إكمال مثلث حراسة المرمى للمنتخب. وقال «ناجى»: «وقت التجارب انتهى، لدينا 3 مباريات متبقية قبل المونديال، سيكون هناك تركيز على القوام الأساسي، الجهاز الفني يعلم احتياجاته فيما يخص مركز حراسة المرمى، وكرة القدم بها كل الأمور، هناك قوام اساسي، وكل شيء متاح». وأضاف: «تقييمي للشناوي خلال مباراة البرتغال جيد جدا، الحارس قدم مستوى مميزا خلال المعسكر ومباراة البرتغال، أما عواد فأداؤه كان متوازنا وجيدا خلال مباراة اليونان، وتعامل مع الكرات بشكل مميز». من جانبه، أكد عصام عبدالفتاح عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، رئيس البعثة، أن أداء منتخب مصر لم يكن مقنعا خلال اللقاء الودي أمام اليونان وقال: «قدمنا عرضا متواضعا، وبالطبع تأثرنا بإشراك 9 لاعبين غير أساسيين دفعة واحدة، منح الفرصة لتقييم كل اللاعبين قبل اختيار القائمة الأساسية التي ستلعب النهائيات». وأضاف: «كوبر» بات لديه تقييم كامل، وأكد أنه لا مجال لتجارب أخرى في المباريات الودية القادمة، وهو المسئول عن كيفية إشراك اللاعبين الجدد، ولا يمكن التدخل في عمله، لأنه من سيحاسب في النهاية». واختتم: «هيكتور كوبر رأى أن الأفضل تجربة عدد كبير مرة واحدة، لقد ظهر له مستوى اللاعبين وسنبدأ الترتيب لمعسكر مايو من الآن».