وزير الأوقاف يشارك في فعاليات القمة الدولية الثامنة لزعماء الأديان    طريقة تجديد بطاقة الرقم القومي إلكترونيًا 2025    مدبولي يكشف موعد الطروحات الحكومية الجديدة    رابط الاستعلام عن مخالفات المرور وطرق سدادها إلكترونيًا    مدبولي: الانتقال من الدعم العيني للنقدي تدريجيا.. والتطبيق في محافظة واحدة    «الوطني الفلسطيني»: مجزرة حي الدرج بغزة تستدعي النظر العميق لتطورات الوضع الراهن    المفتي العام للهند يرحب بموقف بلاده في الأمم المتحدة الداعم لإقامة دولة فلسطينة    وفاة عمر عبد الله أسطورة غزل المحلة    بيريز يلتقي لونجوريا قبل مواجهة ريال مدريد ومارسيليا    أمن الإسماعيلية يكشف حقيقة فيديو مشاجرة عنيفة بين سيدتين    وزير المالية: زيادة 80 % فى حجم الاستثمارات الخاصة أول 9 أشهر من العام المالى    رئيس هيئة النيابة الإدارية يلتقي معاوني النيابة الجدد    السياحة والآثار تكشف التفاصيل الكاملة لاختفاء إحدى الأساور الأثرية من المتحف المصري بالتحرير    استشاري صحة نفسية تحذر من التقليل والإهانة في تربية الأطفال (فيديو)    سارة سلامة بفستان قصير.. ما سر ارتدائها اللون الأسود؟    محافظ الشرقية يترأس اجتماع اللجنة العليا لبحث ومناقشة طلبات المستثمرين    منتخب مصر للكرة النسائية تحت 20 سنة يختتم تدريباته قبل السفر إلى غينيا الاستوائية    رغم طرحه غدا في دور العرض.. مهرجان الجونة يتمسك بعرض فيلم عيد ميلاد سعيد في الافتتاح    ورش فنية وعروض تراثية في ختام القافلة الثقافية بقرية البصرة بالعامرية    ميار شريف تتأهل للدور الثاني من بطولة تولينتينو الإيطالية للتنس    مفتي الجمهورية: الحروب والجهل والتطرف أخطر ما يهدد التراث الديني والإنساني    تنظيم معسكرات بالتنسيق مع الشباب والرياضة في بني سويف لترسيخ التعامل مع القضية السكانية    مدرب بيراميدز: لا نخشى أهلي جدة.. وهذا أصعب ما واجهناه أمام أوكلاند سيتي    وزير الري: تعزيز التعاون مع البحرين في مشروعات معالجة المياه    تأجيل محاكمة 111 متهما بقضية "طلائع حسم" لجلسة 25 نوفمبر    تجديد حبس المتهم بقتل زوجته بطعنات متفرقة بالشرقية 45 يوما    انتبه.. تحديث iOS 26 يضعف بطارية موبايلك الآيفون.. وأبل ترد: أمر طبيعى    صور | جريمة على الطريق العام.. مقتل عامل ونجله في تجدد خصومة ثأرية بقنا    جامعة قناة السويس تعلن مد فترة التسجيل ببرامج الدراسات العليا حتى 30 سبتمبر    إطلاق قافلة "زاد العزة" ال38 إلى غزة بحمولة 122 ألف سلة غذائية    برشلونة يحدد ملعب يوهان كرويف لمواجهة خيتافي في الجولة الخامسة من الليجا    وزير التعليم العالي: استعداد الجامعات الأهلية للعام الدراسي الجديد ب192 برنامجًا وتوسّع في المنح الدراسية    اتحاد المصدرين السودانيين: قطاع التصنيع الغذائى فى السودان يواجه تحديات كبيرة    ريهام عبد الغفور تفوز بجائزة أفضل ممثلة عربية في مهرجان "همسة"    خارجية السويد: الهجوم العسكرى المكثف على غزة يفاقم الوضع الإنساني الكارثى    هل سمعت عن زواج النفحة؟.. دار الإفتاء توضح الحكم الشرعى    موعد شهر رمضان الكريم وأول أيام الصيام فلكيًا    كامل الوزير: مصر أصبحت قاعدة لتصنيع وتصدير المركبات الكهربائية للعالم    وكيل صحة الدقهلية يتفقد مستشفى دكرنس المركزي    محافظ المنيا: ندعم كافة مبادرات الصحة العامة لتحسين جودة الرعاية الطبية    11 طريقة لتقليل الشهية وخسارة الوزن بشكل طبيعي دون أدوية    وزارة الصحة تطلق خطة لتأهيل 20 ألف قابلة وتحسين خدمات الولادة الطبيعية    أستاذ فقه: الشكر عبادة عظيمة تغيب عن كثير من الناس بسبب الانشغال بالمفقود    وزير الكهرباء: الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية حقٌ أصيل لجميع الدول    وزير الأوقاف لمصراوي: أتأثر كثيرا ب د. علي جمعة.. والرسول قدوتي منذ الصِغر    السكك الحديدية: إيقاف تشغيل القطارات الصيفية بين القاهرة ومرسى مطروح    99.1% هندسة بترول السويس و97.5% هندسة أسيوط بتنسيق الثانوي الصناعي 5 سنوات    أمين الإفتاء: الكلاب طاهرة وغسل الإناء الذي ولغ فيه أمر تعبدي    مدرب الهلال: لودي اختار قراره بالرحيل.. ويؤسفني ما حدث    أوباما: تنازلت عن مستحقاتي من أجل الزمالك ولن أطالب بالحصول عليها    وزير التعليم: المناهج الجديدة متناسبة مع عقلية الطالب.. ولأول مرة هذا العام اشترك المعلمون في وضع المناهج    اختلف معها فطعنته.. التحقيق مع سيدة بتهمة الاعتداء على زوجها في الشرقية    ميرتس يسعى لكسب ثقة قطاع الأعمال ويعد ب«خريف إصلاحات» لإعادة التنافسية لألمانيا    الإفتاء تحذر من صور متعددة للكذب يغفل عنها كثير من الناس    ترامب يستبعد شن إسرائيل المزيد من الضربات على قطر    ترامب يعلن مقتل 3 أشخاص باستهداف سفينة مخدرات من فنزويلا    تعرف على برجك اليوم 2025/9/16.. «العذراء»: ركّز على عالمك العاطفى .. و«الدلو»: عقلك المبدع يبحث دومًا عن الجديد    إبراهيم صلاح: فيريرا كسب ثقة جماهير الزمالك بعد التوقف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيف الاسلام: مبارك لن يعدم
نشر في الوفد يوم 23 - 03 - 2012

انتباه.. فالمتحدث أكبر قطب فى جماعة الإخوان المسلمين، وابن مؤسسها الشيخ حسن البنا.تحدث أحمد سيف الإسلام حسن البنا، عن ملفات شائكة يرفض أغلب الإخوان مجرد الاقتراب منها.
تحدث عن الإخوان والصفقات والعسكر والأمريكان.. وعن فلوس الجماعة وتنظيمها السرى.. وحكومة الجنزورى وسحب الثقة منها، ورحيل البابا شنودة وشبح الفتنة الطائفية، وكشف ل«الوفد الأسبوعى» سر غيابه عن نقابة المحامين وعدم توليه لأى منصب فى حزب «الحرية والعدالة»، الجناح السياسى للإخوان، وبدأ الحوار برحيل البابا.
كقطب من أقطاب جماعة الإخوان المسلمين.. كيف ترى رحيل البابا شنودة؟
- تعاملت مع البابا شنودة عن قرب منذ عام 1987 وحتى رحيله، ووجدته متديناً صادقاً وحريصاً على مصلحة مصر ووطنياً حقيقياً.
ولماذا بدأت علاقتك به فى عام 1987 تحديداً؟
- فى هذا العام تم انتخابى عضواً فى مجلس الشعب عن دائرة السيدة زينب وفى هذا العام حدث تحالف بين الإخوان المسلمين وحزبى «الأحرار» و«العمل»، ورأيت أنه من واجبى كنائب فى الشعب أن أتوجه إلى الكاتدرائية فى عيد الأقباط لأهنئ البابا بالعيد، والحقيقة أن الرجل استقبلنى استقبالاً حافلاً وصفق لى طويلاً كل من فى القاعة، ومنذ ذلك الوقت حرصت على الذهاب إلى الكاتدرائية فى كل عيد مسيحى، وتوطدت علاقتى بالبابا شنودة بشدة، وبلغ به النبل والفروسية أنه كان حريصاً على أن يدعونى لحضور حفلات الإفطار التى كانت تنظمها الكنيسة، وفى السنوات التى كان نظام مبارك يطارد فيها الإخوان ويتعقب خطاهم، كان البابا شنودة يحرص على أن يدعونى إلى إفطار الكنيسة، وهكذا توالت لقاءاتنا سواء هنا فى القاهرة أو فى وادى النطرون.
قابلته فى وادى النطرون.. لماذا؟
- كنت فى مجلس نقابة المحامين ونظمت رحلة لوادى النطرون شارك فيها محامون مسيحيون ومسلمون، وقضينا يوماً كاملاً هناك واستقبلنا البابا، وأكرمنا كثيراً، وتصادف أن هذا اليوم كان يوم جمعة فاعتذرت للبابا طالباً الخروج من الدير لأداء صلاة الجمعة فى أى مسجد قريب، ولكنه اندهش وقال: «وتخرجوا تصلوا بره ليه؟ أليست كل الأراضى فى الإسلام مسجداً يمكن الصلاة فيها؟»، فقلت: نعم. فقال: خلاص اتفضلوا صلوا هنا فى الدير.. وبالفعل رفعنا الأذان وخطبت الجمعة وصلينا فى الدير وبعد الصلاة طلبت من البابا أن أرى المزارع وأماكن إقامة الرهبان فى الدير، فرحب وركب إلى جوارى فى سيارتى وطفنا على المزارع وأماكن إقامة الرهبان وكان الرجل ابن نكتة وباسم الثغر وكان مثقفاً وشاعراً ألمس فيه رقة الشعر وجمال التعبير فى أسلوبه ولغته ولباقته فى التعبير.
وما الموقف الذى لن تنساه مع البابا؟
- فى أحد الأيام كنت أجلس على يمينه وإلى جوارى كانت تجلس وزيرة البيئة السيدة نادية مكرم عبيد، سأل أحد الحاضرين البابا شنودة، وقال: ياسيدنا عايزين ينقلوا قلب قرد إلى إنسان فهل ممكن، وياترى هيكون طبع الإنسان إيه لو نقلوا له قلب قرد؟ فقال البابا إيه رأيك يا دكتورة «نادية»، فقالت: الأمر يتوقف على القرد، ثم نظر لى البابا وقال: وانت إيه رأيك يا أستاذ أحمد.. فقلت: كل شىء جائز إلا قلب نظام الحكم، وساعتها ظل البابا يضحك لفترة طويلة.
أعود إلى سؤالى الأول.. كيف ترى رحيل البابا؟
- تاريخ كل وطن هو تاريخ الرجال العظماء الذين ظهروا على أرض هذا الوطن.. والبابا واحد من الرجال العظماء لمصر بسلوكه ووطنيته وتواضعه.
وهل ترى بين الأقباط من سيمكنه سد الفجوة الكبيرة التى خلفها غياب البابا شنودة؟
- المستقبل بيد الله ولكنى أتمنى أن يسير من يخلف البابا شنودة على النهج نفسه الذى سار عليه.
وهل تعتقد أن يؤثر غياب البابا شنودة بشكل سلبى على العلاقة بين مسيحيى مصر ومسلميها؟
- إذا كنت تقصد حدوث فتن طائفية، فدعنى أؤكد أن هذه الفتن لا تخضع لأى حساب، طالما أن هناك من يذكى هذه الفتن فى الداخل ومن يشعل نارها فى الخارج فتوقع حدوث مثل هذه الفتن.
وهل ترى أن هناك من يشعل نار الفتنة الطائفية داخل مصر؟
- طبعاً فالبعض يستغلون التعصب الدينى من أجل تحقيق أغراض خاصة وتحقيق مكاسب شخصية، كما أن الدول الاستعمارية تسعى دائماً لكى تؤلب طبقات المجتمع على بعضها البعض، تحقيقاً لمبدأ فرق تسد.
ولماذا لا تتخذ جماعة الإخوان خطوة جادة لمواجهة مثيرات الفتنة الطائفية فى مصر؟
- تعمل إيه يعنى.
تفتح أبوابها مثلاً لانضمام مسيحيين؟
- هذا ما فعلته جماعة الإخوان منذ نشأتها.. والحقيقة الثابتة تاريخياً أن المسيحيين وثقوا تمام الثقة فى حسن البنا رحمه الله ووثقوا فى كلامه وساهموا معه بدور كبير فى نشاط الجماعة.
وتوقف أحمد سيف الإسلام حسن البنا عن الكلام، واستخرج من حقيبة كانت بجواره ورقة تعود إلى عام 1946 نشرتها إحدى المجلات فى هذا العام، وتتحدث عن مساهمات الأقباط فى جماعة الإخوان وراح «سيف الإسلام» يقرأ مقتطفات من هذه الوثيقة بعضها يتحدث فيه الشيخ حسن البنا عما أسماهم المسيحيون الأعضاء فى جماعة الإخوان ووصفه لهم بأنهم أعضاء عاملون بالجماعة، وبعضها الآخر يتحدث عن وجود 30 مسيحياً ضمن جوالة الإخوان المسلمين، ثم وضع «سيف الإسلام» الوثيقة، وقال: «كان هناك كثير من الأقباط الذين دافعوا بشدة عن آراء وأفكار الشيخ حسن البنا منهم مثلاً (فريد غالى) الذى قال صراحة إن الوفد هو الحزب الوحيد الذى يعبر عن الحركة الوطنية، وغيره من الأحزاب نشأت لتحقيق أغراض خاصة أو لمناصرة الملل أو الإنجليز، وكان هذا هو نفس رأى حسن البنا، وقال (فريد غالى) أيضاً: «إن الإخوان المسلمين أصحاب دعوة إصلاحية».
هذا فى الأيام الأولى لجماعة الإخوان أما الآن فالأمر اختلف؟
- لم يختلف بدليل أن الرجل الثانى فى حزب «الحرية والعدالة» هو رجل مسيحى وعموماً المسلم الحقيقى يؤمن بأن كلنا لآدم، وآدم من تراب وأن كل الأديان السماوية واحدة وإن اختلافها فى الشرائع فقط، والإخوان المسلمون لديهم معتقد راسخ بأن أحداً لا يملك فرض عقيدته على أحد وأن اختلاف الأديان ليس مشكلة، ولكن الأزمة فى التلاعب بالورقة الدينية والاتجار باسم الدين لتحقيق مصالح خاصة.
تقول إن حدوث فتن طائفية وارد.. فكيف ترى وأد الفتنة الطائفية؟
- وأد الفتنة الطائفية يكون برفع الوعى الدينى والوطنى والثقافى حتى يؤمن الجميع بأنه من العار أن تحدث فتنة طائفية.
ومن الذى سيقوم بذلك؟
- كل مؤسسات الدولة وعلى رأسها الأزهر الشريف والكنيسة.
وهل ترى أن الأزهر يقوم بدوره فى هذا الشأن؟
- الأزهر حالياً يقوم بدور ممتاز فى ترسيخ الوحدة الوطنية ويحاول باستمرار لم الشمل المصرى وفى رأيى أن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، حريص على هذا الأمر، وهو ما يبعث على الأمل، خاصة أن الدكتور «الطيب» رجل محنك وعالم جليل وعفيف.
بعد سنوات طويلة من المطاردات والتعذيب صار الإخوان المسلمون على قمة السلطة تقريباً كيف رأيت هذا التحول؟
- الآن حسن البنا ارتاح فى قبره.
لماذا؟
- لأن فكرته تحققت أخيراً.. وصار الدين الإسلامى هو المصدر الرئيسى للتشريع.
ولكن دستور مصر منذ 1971 ينص على أن الدين الإسلامى المصدر الرئيسى للتشريع..
- نعم كان ينص على ذلك، ولكن هذا النص لم يكن مفعلاً فالسادات وضعه لأغراض سياسية، أما الآن فلقد اقتنعت الغالبية العظمى فى مصر بما كان يدعو إليه حسن البنا بدليل أن أغلب المثقفين والمحامين وغيرهم من فئات المجتمع اقتنعوا بأن حل مشاكل مصر يبدأ بأن يكون الدين الإسلامى هو المصدر الرئيسى للتشريع وهذا ما تتفق عليه كل الطوائف السياسية حالياً.
حسب علمى، لم يكن الشيخ حسن البنا طامحاً فى سلطة، فكيف قبل أتباعه بالسلطة الآن؟
- الإمام حسن البنا كان عايز يحكم العالم كله.. كانت لديه قناعة بأن إنقاذ العالم رهن باتباع تعاليم الإسلام والآن أثبتت الأيام صدق رؤيته، فالشيوعية سقطت فى الاتحاد السوفيتى والرأسمالية سقطت فى أمريكا بدليل تدخل الإدارة الأمريكية فى شئون الاقتصاد مخالفة كل قواعد الرأسمالية، وهكذا اكتشف الأمريكان أنهم كانوا أشبه بالعرب قبل الإسلام حينما كانوا يصنعون آلهة من العجوة فإذا ضربهم الجوع، أكلوا ما كانوا يعبدون.
والأمر نفسه تكرر فى البنوك التى سقطت جميعاً فى الديون ما عدا تلك التى تطبق مبادئ الشريعة ولهذا تسعى بنوك ألمانيا إلى تطبيق مبدأ الغرم بالغرم وهو مبدأ إسلامى معروف.
- أعتقد أنه لا وجه للمقارنة بين الشيخ حسن البنا وأتباعه، فلقد كان الرجل شديد التواضع وماهر فى التواصل مع الناس والتقرب منهم وكان ينتقل بين محافظات مصر بالمواصلات العامة، أما الآن فالأمر مختلف، ووجدنا بين الإخوان من يمتلكون قصوراً وأفخم أنواع السيارات.
الشيخ البنا لم يكن درويشاً ولكنه كان رجلاً يحب دينه ووطنه وكان قدوة حسنة لمن كان يرجو الله ورسوله، فلقد كان مستور الحال أى غير ثرى وكان بمفرده ليس له عصبة تحميه وتدافع عنه، ومع ذلك دعا إلى الله وقال كلمة حق وأراد أن ينهض الهمم ويوقظ الأمة وقدم دليلاً على أنه بالإيمان وحده يمكن أن تصنع المعجزات.
ولكن أتباعه الآن صاروا من الأثرياء؟
- هذا ليس عيباً.. وفلوس الإخوان مش حرام ومادام ربنا فتح عليهم فإيه المشكلة، ولا يعنى الBMW حلال على فتحى سرور وحرام على «الكتاتنى»؟! وبعد الفتوحات الإسلامية زاد ثراء عدد كبير من الصحابة ولا عيب فى ذلك على الإطلاق.
وما مصدر الأموال التى تملكها جماعة الإخوان المسلمين؟
- الإخوان فلوسهم من جيوبهم، فكل فرد يقتطع جزءاً من راتبه ويدفعها للجماعة.
يعنى لا تتلقى الجماعة معونات من الخارج؟
- معونات من مين؟ الأنظمة الحاكمة فى الدول العربية شديدة الثراء تعادى الإخوان وبالتالى فمستحيل أن تمد الإخوان بمعونات.
بصراحة.. هل الإخوان الآن أقرب إلى أفكار حسن البنا أم سيد قطب؟
- الشيخ سيد قطب كان امتداداً لأفكار حسن البنا.
ولكنه كان يميل إلى التشدد بعكس الشيخ حسن البنا؟
- الشيخ سيد قطب سار على الخط الفكرى نفسه للشيخ حسن البنا، ولكن الظروف التى عاشها «قطب» دفعته إلى التشدد.
قلت إن استخدام الدين كورقة سياسية خطر وأمر لا يجوز ولكن البعض يرى أن الإخوان يستغلون الدين فى السياسة؟
- الإخوان لا ينهون عن منكر ويأتوه وإذا قالوا يلتزمون بقولهم.
وماذا عما يردده البعض من وجود صفقات بين الإخوان والعسكر.. والإخوان والأمريكان؟
- لو كان الإخوان بتوع صفقات لسايروا عبدالناصر، فلقد عرض علينا تولى مناصب وزارية مقابل التوقف عن الدعوة ورفضنا، وأذكر أننى كنت فى السجن فى أواخر الستينيات، بعدما صدر ضدى وآخرين حكم بالسجن 10 سنوات فى قضية قلب الحكم، وكان يأتى إلينا فى يوم 23 يوليو من كل عام مسئول كبير من المخابرات ليقول لنا من يكتب تأييداً لجمال عبدالناصر سيخرج فوراً من السجن، وكان الرجل يقسم بشرفه وبأبنائه أنه من الصادقين ورفضنا جميعاً لأننا أصحاب مبدأ ولسنا صائدى صفقات.
وعموماً أؤكد لك أن الإخوان لا يمكن أن يعقدوا صفقة مع جهات داخلية أو خارجية لأن عقد الصفقات ليس من خلق الإخوان.
وهل مازال للإخوان تنظيم سرى حتى الآن؟
- الإخوان ليسوا فى حاجة إلى تنظيم سرى، لقد نشأ هذا التنظيم لكى يحارب الإنجليز فى القناة فى سنوات الاحتلال، ولكى يحارب الصهاينة فى فلسطين وانتهى هذا التنظيم السرى بعد القبض على يوسف طلعت.
وهل سيسحب الإخوان الثقة من الحكومة؟
- سحب الثقة من الحكومة لن يتم، ولو فعلها البرلمان فلن يسمح المجلس العسكرى بذلك.
وما الحل فى هذه الإشكالية؟
- الحل أن تسرع حكومة الجنزورى الخطى لإنقاذ البلاد وللأسف هناك وزراء يتعمدون التباطؤ، وهذا خطأ كبير لأن الوضع الحالى يقتضى سرعة اتخاذ إصلاحات فورية وحل كل المشاكل العالقة فى البلاد، فلا يعقل أن تظل أزمة الغاز والبنزين تتواصل لمدة عام أو يزيد ولا يمكن قبول استمرار الأزمات الفئوية بلا حل لمدة تقترب من 18 شهراً، وهذا الحال خطر على الثورة المصرية لأن الناس لا تتحمل هذا التردد.
وأين البرلمان من كل هذا؟
- البرلمان بلا سلطة تنفيذية وكذلك القضاء ولا أبالغ إذا قلت إن فى مصر مشكلات صغيرة يتم تضخيمها وتركها بلا حل يجعل إبليس يشتغل فى دماغ المصريين.
والحل؟
- وضع دستور وانتخاب رئيس لبلاد بأسرع ما يمكن فلا أحد يعرف ما الذى يمكن أن يحدث غداً.
خايف على الثورة أم على مصر؟
- على الاثنين، وربنا يستر!!
وهل يمكن أن تصل الأمور إلى تقسيم مصر؟
- كل شىء وارد، والدول من حولنا تنقسم وأعداء مصر يريدون تفتيتها.
وهل استقر الإخوان على شخص من يرشحونه رئيساً؟
- لن أجيب عن هذا السؤال.
ومن من المرشحين الحاليين تراه أقدر على حكم مصر؟
- لن أجيب.
طيب ما أهم صفات الرئيس القادم من وجهة نظرك؟
- منصب رئيس الجمهورية مش عايز عبقرى، وإنما فى حاجة لشخص يجمع كفاءات البلد كلها ويستغلها، رجل يضع فى كل منصب الأكثر خبرة ودراية، رجل يفتح فى كل وزارة إدارة للشكاوى ويحقق فى كل هذه الشكاوى بشكل فردى، رجل يشغل مصر كلها فلا يترك فيها عاطلاً واحداً.
أمر يثير الدهشة وهو اختفاء أحمد سيف الإسلام حسن البنا عن الساحة فى الوقت الذى ارتفع فيه نجم جماعة الإخوان وصارت صاحبة الأغلبية فى مجلس الشعب فلماذا مثلاً لم ترشحك الجماعة فى البرلمان، وتضعك على رأس حزب «الحرية والعدالة» مثلاً؟
- هذا السؤال يوجه لغيرى وليس لى.
ولماذا غبت عن نقابة المحامين ولم تخض انتخاباتها؟
- لأن جماعة الإخوان قالت إنها لن ترشح أحداً على منصب النقيب، وأنا التزمت ولم يعد مقبولاً أن أترشح لعضوية المجلس، ولهذا ابتعدت.
كنت نائباً عن دائرة السيدة زينب مع د. فتحى سرور فهل كنت تتخيل أن تكون نهايته فى سجن طرة؟
- لن أتحدث عن رجل فى السجن، فهذه ليست أخلاق الفرسان.
وكمحامٍ كبير هل تعتقد أن يصدر الحكم فى قضية قتل المتظاهرين بإعدام مبارك؟
- لا.. الإعدام مستبعد.. فالنيابة لم تقدم قرائن جازمة ضد مبارك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.