لم تكتف الحكومة بنقل مصنع سماد النترات من جبل عتاقة بالسويس، وإنشاء شركة الدلتا للأسمدة الكيماوية، بقرية ميت عنتر التابعة لمركز طلخا في أوائل السبعينات، والتي تقع أراضيها الزراعية ضمن طرح نهر النيل، بدعوى أن الشركة فى احتياج إلي 1300 متر مكعب من المياه يوميا، فانتزعت400 فدان من أجود الأراضي الزراعية منها، لانشاء مصنع نترات طلخا (1)، وتشغيل مصنع سماد اليوريا (2) في عام 1978 ليبدأ إنتاجه عام 1980 بواسطة 4 آلاف عامل تقلصوا حاليا إلي 1400 عامل. المهندس علي ماهر غنيم عضو لجنة السياسات ورئيس مجلس الإدارة الحالى منذ عام 1998 أتي خلفا لشقيقه صدقي ماهر غنيم الذي تولي المنصب منذ بدايات المصنع وعبدالمنعم عقيل الذي تمت الإطاحة به بعد 3 سنوات فقط فتحفظ عليه جموع العاملين ونظموا مظاهرات طالبت برحيله ومحاسبته علي إهدار المال العام وظهور عيوب ادارية وفنية خطيرة لإصرار الادارة علي اسناد صيانة أجهزة الشركة لغير المتخصصين فأدت لتهالك معظم أقسامها وساهمت في خسارة يومية بالملايين فضلا عن ملف تلوث البيئة الذى يهدد أهالى المنصورة بكارثة بيئية خطيرة فيما أيقنوا أنه لن يتم التغيير بعد ثورة 25 يناير كما ظن البعض فمازال المهندس عادل الموزي «بلدياته من المنوفية» يجلس علي كرسي رئيس الشركة القابضة حتى اليوم. كشف أحد مهندسي التصميمات بالشركة أن علاج غلاية الحرارة المفقودة بشكل غير تقني يهدد بانفجارها، مشيرا الي أن عيوب الإدارة انعكست علي المتابعة والإهمال في التشغيل عام 1999، بترقية أحد المهندسين من أعوان غنيم رئيسا للقطاع رغم حداثة تعيينه، اتصل به رئيس الوردية عندما لاحظ مشكلة انخفاض مستوي مياه التبريد داخل الغلاية فأصدر تعليماته بفتح مياه التبريد العادية بدرجة حرارة 60 درجة مئوية علي الغلاية التي تصل درجة حرارتها الداخلية 1000 درجة مئوية، مما أدي لانبعاج المواسير الداخلية والحوامل الخاصة بها وانهيار العزل الحراري وتوقف المصنع لعدة شهور ليصل حجم الخسارة اليومية الى نحو مليونى جنيه بالإضافة لتكلفة مواسير وحوامل جديدة تم تركيبها بطريقة خاطئة فأدت بعد ذلك لتسريب مياه التبريد ليصل لحيز الغاز ويصطدم بالمونة الحرارية العازلة فأسقطها لتظهر علي سطح الغلاية بقع حرارية تنذر بكارثة انهيار المعدن والذي اتشح باللون الأسود لبقع متزايدة بسطح الغلاية لتخرج الغازات الانفجارية بدرجة حرارة 1000 درجة مئوية للهواء الجوي مما يهدد بكارثة انفجار المصنع بالكامل مؤكدا أن قرب انتهاء العمر الافتراضي للوعاء الخارجي لكثرة البقع الحرارية المصرح بها واحتمالية انهياره بسبب التشغيل السيئ ينذر بكارثة حقيقية علي المحافظة. وأضاف أن الغلاية رقم (3) بطلخا لم تعمل سوي أشهر معدودة رغم أنها أحدث معدة ثقيلة في الشركة فتكلف شراؤها ما يقرب من 200 مليون جنيه، كما تم تركيبها بواسطة شركة أخري مما أدي لحدوث شروخ أثناء تجارب التشغيل فتمت صيانتها، لتتضاعف الشروخ ليوصى تقرير فني بخروج الغلاية من الخدمة في حين أن الغلايتين رقمي 1 و2 تعملان منذ عهد عبود باشا عام 1965 في السويس قبل نقلهما للمنصورة والغريب أن نفس الشركة التي قامت بالصيانة هي التي تقوم حاليا بصيانة الغلايتين أما وحدة الملح المنفجرة بسماد النترات بطلخا (1) فقد شهدت سقوط قتيلين من العاملين بالمصنع هما محمود توفيق سلام ومحمد رزق السيد واللذان راحا ضحية زيادة تركيز محلول نترات الأمونيا مع ارتفاع درجة الحرارة فتسبب انفجار وحدة التركيز فى تفحمهما وإصابة أربعة آخرين.. ولم يتم اعادة انشائها أو اتخاذ أية احتياطات أو تركيب جرس إنذار لعدم تكرار تلك الحوادث كما لم يتم اجراء أية صيانة بالوحدة المنفجرة في ديسمبر 2010 حتى الآن، مما أدي لتوقف خط إنتاج كامل وخسائر يومية بلغت مليون جنيه لليوم الواحد بخلاف الضرر الاقتصادي وأزمة الأسمدة الحالية. وأشار الى أن مبني انتاج سماد النترات طلخا (1) كانت حالته قبل الترميم أفضل مما عليه الآن رغم أنه تكلف نحو 12 مليون جنيه ترميمات تم سقوط أجزاء كبيرة منها كما ظهرت شروخ بالمبني ومع ذلك تم تكليف الشركة نفسها باجراء ترميمات لبرج التحبيب بمصنع اليوريا طلخا (2) أما مصنع الغاز الذى يشمل العوامل المساعدة والعوامل الحفازة فقد انتهى عمره الافتراضي مما أدي لعدم القيام بمهمتهما بينما أسفر انهيار العامل المساعد لمحول الأمونيا الرئيسي والشباك الحاملة للعامل المساعد أسفر عن خسائر قدرها 400 طن أمونيا يوميا توازي نحو نصف مليون جنيه فضلا عن أن انهيار الشباك الحاملة لها يؤدي لسقوط حبيبات العامل المساعد وتفتتها لحبيبات أصغر وسريانه مع الغاز حتى تصل للمنتج النهائي، مما يؤدي لتسميم الأرض والإصابة بأمراض خطيرة كالسرطانات. من جانبهم وجه العاملون بالشركة استغاثات لإنقاذها من عشوائية الإدارة والانهيار المحتوم بعد حدوث انفجار وحريق في قسم الضواغط منذ أيام قليلة فأدي لاشتعال كل نواقل الإشارات الالكترونية والكهربائية وسويتشات دوائر الحماية للضاغط. كما مست كابلات التحكم الخاصة بضغط هواء العمليات مما أدي لتوقف المصنع بأكمله عدة أيام وإصابة ستة من عماله باختناقات بسبب الإهمال المتراكم في صيانة المعدات وتهريب الزيوت من الضواغط وسقوطه علي الأرض وعلي كابلات الآلات والكهرباء ومخدات العزل وخطوط البخار لضاغط غاز التخليق الانفجاري وأكدوا أن الانفجار الأخير سبقه توقف آخر مدته أسبوعان بسبب مشكلة غلاية الحرارة المفقودة. فيما أضاف الدكتور محمد مرسي أبو العلا مدير مركز البحوث الزراعية السابق: سبق أن أرسلت تحذيرات في مذكرة لأحمد سعيد صوان محافظ الدقهلية الأسبق أكدت فيها أن الشركة تدمر كل شيء يحيط بها لأن نسبة الحامض بوحداته الأربع يبث يوميا في الهواء الجوي 8 آلاف و832 مترا مكعبا من الأكاسيد النيتروجينية عالية السمية كما أن المصنع يسحب الأكسجين من الجو المحيط الأمر الذي يؤثر علي سائر العمليات الحيوية داخل أجساد البشر والحيوانات ويقود لقصور في الوظائف الحيوية والإصابات بمختلف العلل. في المقابل يرفض المهندس علي ماهر غنيم رئيس مجلس ادارة الشركة الاتهامات الموجهة للمصنع بسبب الملوثات التي تؤثر علي مواطني المنصورةوطلخا والقرى المجاورة و وتصيب أطفالها بالأمراض الصدرية والحساسية بل وأكد أنه تم إنفاق أكثر من 170 مليون جنيه علي اشتراطات البيئة ووحدة قياس للملوثات في المصنع. وكان جهاز شئون البيئة قد كشف أن نتائج فحص عينات عشوائية من مصرف الطويلة - الذي يلقي فيه الصرف الصناعي للشركة وينتهي في النيل بشربين - قد أظهرت ارتفاع النترات بواقع 140 مليجراما بمخرج الصرف الصناعي بطلخا (1)، تزيد الي 160 مليجراما بمخرج الصرف بطلخا (2) رغم أن الحد المسموح لا يتعدي 40 مليجراما فقط.