كتبت أماني زهران: قال موقع "المونيتور" الأمريكي إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد يستغل المعارضة المنقسمة والحملة العسكرية الشعبية في عفرين السورية لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، لترسيخ القوى الجديدة التي تمنحه صلاحيات واسعة التى فاز بها فى استفتاء العام الماضى. واستهل الموقع تقريره قائلا: تستعد تركيا لاجراء انتخابات مبكرة هذا العام لتكريس صلاحيات الرئيس اردوغان الموسعة والاستفادة من فوضى المعارضة المنقسمة التى تأثرت بقمع طويل متمثل في سجن السياسيين والصحفيين والناشطين فى أعقاب انقلاب فاشل. وأشار الموقع إلى أن تقديم موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي من المقرر أن تعقد في نوفمبر 2019، سيسرع من وضع نهاية للنظام البرلماني التركي المعمول به منذ قرن من الزمان، والقضاء على منصب رئيس الوزراء، وتركيز الصلاحيات التنفيذية الواسعة في مكتب أردوغان الذي فاز بفارق ضئيل فى استفتاء حول التعديلات المثيرة للجدل على الدستور العام الماضى. وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة التركية مصرّه أنها لن تغير موعد الانتخابات، حتى أن الرئيس أردوغان أعرب منذ فترة طويلة عن ازدراءه لاستطلاعات الرأي المبكرة واعتبرها بمثابة خطوة تضعف وتضر بما أسماه "شرف الديمقراطية". وعلى الرغم من ذلك، يرى النقاد والمستثمرين علامات أن أردوغان مستعد لاجراء انتخابات وطنية مبكرة، مشيرين إلى التشريع الأخير لتنشيط الاقتصاد الراكد وتغيير القواعد الانتخابية، بالإضافة إلى خطابات أردوغان في جميع أنحاء البلاد التي تشبه حملة انتخابية موسعة. ونقل موقع المونيتور عن قناة هابيرترك التركية تأكيدها ان الحكومة استخدمت مراسيم لسن القوانين منذ فرض حكم طوارىء فى أعقاب الانقلاب العسكرى الفاشل. وقد تم سجن أكثر من 50 ألف شخص، وتم اقالة 110 الآف موظف حكومى، ومنع عشرات الصحف ومجموعات المجتمع المدنى خلال حالة الطوارئ، مما أدى إلى اتهام اردوغان بالاستبداد. وقال سونر كاجابتاي، وهو زميل بارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ومؤلف كتاب "السلطان الجديد"، لل"المونيتور": بالنسبة لأردوغان، قد يتحول السيناريو الكابوسي إلى واقعا حقيقيا إذا فقد السلطة التنفيذية أو السلطة التشريعية. وأضاف أن التغييرات الدستورية منحت الرئيس كامل السيطرة على جميع فروع الحكومة". وقال سولي أوزيل، المحاضر في جامعة قادرهاس التركية، إن الحكومة قد تكون حريصة على إجراء استطلاعات وطنية قبل الانتخابات البلدية المقرر إجراؤها في مارس 2019، وسط مخاوف بشأن الدعم في المناطق الحضرية بعد أن صوتت أكبر مدن تركيا في اسطنبول وأنقرة وأزمير ضد استفتاء أردوغان. وأضاف أوزيل قائلا: "تعد الانتخابات المحلية أكثر خطورة بالنسبة للحكومة عندما نتذكر أن المدن الكبرى لم تصوت فى الاستفتاء. وقال أوزيل لل "المونيتور": "إذا قدمت المعارضة مرشحين قويين، فإن هناك فرصة لحزب العدالة والتنمية الحاكم في فقدان هذه المدن الكبيرة".