كتبت: سناء حشيش وجه الازهر الشريف رسائل للمشاركين فى مؤتمر حوار السلام المنعقد فى فيينا الْيَوْمَ، اكد فيها على تعزيز التعايش السلمي والمواطنة المشتركة، و ضرورة الإيمان بالتعددية الفكرية، والبعد عن سياسة إقصاء الآخر أو التضييق عليه. ولفت الى ان وثيقة الأزهر الشريف للحريات العامة الصادرة عام 2012م، ومنها حرية المعتقد، تكون نموذجًا يحتذى به في هذا الإطار. واشار الى ضرورة توقف القوى الساعية للهيمنة والسيطرة عن استغلال التنوع الديني والمذهبي والعرقي كسلاح فكري داعم بل موازٍ لأسلحتها العسكرية المدمرة، ولتعلم هذه القوى أن القهر والظلم وفرض الوصاية على الدول والشعوب لا يولد سلامًا ولا استقرارًا، ولتدرك القوى المتغطرسة في العالم أنها ستكوى بنيران ما صنعت يومًا. واكد على ضرورة أن يطلع الباحثون عن تعزيز السلم ودعم العيش المشترك على تجربة (بيت العائلة المصرية)، والاستفادة من أنشطته وبرامجه، ولا سيما في الدول متعددة الديانات والثقافات. وطالب الدول الكبرى أن تثبت بأفعالها ، فتكون أداة لإطفاء نيران الإرهاب والاقتتال والخراب والدمار وخاصة في منطقتنا العربية المنكوبة، وليس داعمة - ولو بسكوتها وتجاهلها على الأقل - لما يمكنها القضاء عليه في ساعات إن هي أرادت! جاء ذلك خلال ، الكلمة الافتتاحية في اليوم الثاني لمؤتمر "حوار السلام" في العاصمة النمساوية "فيينا القاها الدكتور عباس شومان ، وكيل الأزهر نيابة عن الامام الأكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر والذى بدأت فعالياته امس ، بدعوة من مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار (كايسيد)، وبمشاركة قيادات دينية رفيعة المستوى في المنطقة العربية ، وقال شومان خلال كلمته وإننا نحن المسلمين نؤمن أن التعدد الديني والاختلاف المذهبي إرادة إلهية وسنة كونية؛ مشيرا الى ان الاختلاف الديني لا ينبغي أن يكون سببًا للعداء أو الصراع بين أتباع الأديان، كما أن التعدد المذهبي بين أتباع الدين الواحد هو باب للتيسير على الناس وليس لإيقاع الشقاق والعداء، أو مدخلًا للنزاع والاقتتال في محاولة لفرض مذهب بعينه على الناس فرضًا.واشار الى ان الأزهر الشريف يؤمن إيمانًا تامًّا بأحقية كافة البشر في العيش بسلام وأمان مهما اختلفت دياناتهم وتعددت أعراقهم، ولفت الى أنشأ الأزهر الشريف في عام 2011م (بيت العائلة المصرية) الذي يجمع الكنائس المصرية والأزهر الشريف في كيان وطني واحد يقع مقره في قلب مشيخة الأزهر، ويتناوب على رئاسته شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الأرثوذكسية، وتتفرع عنه لجان للتعليم والإعلام والمرأة والشباب وغيرها. واشار الى شيخ الأزهر الشريف يقود بنفسه حوارات فكرية راقية مع الكنائس الغربية والشرقية على السواء، ولفت الى وزياراته لكنيسة كانتربري ومجلس الكنائس العالمي وحاضرة الفاتيكان وغيرها من الجولات والزيارات المثمرة، كما استقبل الأزهر الشريف وفودًا تمثل مختلف الديانات والثقافات، ونظم كثيرًا من الملتقيات وورش العمل دعا لها مركز الأزهر لحوار الأديان، ولعل أبرز هذه الزيارات هي زيارة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان واستقبال شيخ الأزهر له في قلب مشيخة الأزهر، ومشاركته بكلمة مهمة في مؤتمر الأزهر للسلام الذي نظمه الأزهر الشريف العام الماضي، واشار شومان الى إن ما أنفق وينفق على شراء السلاح وإعداد الخطط الممنهجة للخراب والدمار في منطقتنا العربية فقط - - لكفيل بحل مشاكل الجوع والفقر والمرض والجهل، تلك المشاكل التي يعاني منها ما لا يحصى من البشر، فضلًا عن حاجة عالمنا إلى أضعاف ما ينفق على التدمير والخراب لإعادة البناء والإعمار إن هي توقفت آلات التدمير تلك.