«مدبولي» يُهنئ الرئيس السيسي بالذكرى ال 52 لانتصارات أكتوبر المجيدة    أحزاب القائمة الوطنية تعقد اجتماعا اليوم لبحث استعداداتها لانتخابات مجلس النواب    أستاذ جولوجيا يكشف أسباب ارتفاع منسوب مياه نهر النيل    بدء أولى اجتماعات اللجنة الخاصة لإعادة دراسة المواد محل اعتراض    «عاشور»: تنفيذ مشروعات في مجال التعليم العالي بسيناء ومدن القناة بتكلفة 24 مليار جنيه    95 منظمة دولية وإقليمية تشارك في «أسبوع القاهرة الثامن للمياه»    عيار 21 بالمصنعية.. سعر الذهب اليوم السبت 4-10-2025 والشعبة تكشف توقعات الفترة المقبلة    أسعار الفاكهة اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 فى أسواق الأقصر    وزير الزراعة يعلن تحقيق الصادرات الزراعية المصرية 7.5 مليون طن حتى الآن    الإسكندرية تفوز بجائزة سيول للمدن الذكية عن مشروع إحياء منطقة طلمبات المكس    90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. السبت 4 أكتوبر 2025    50 فدان أرز غرقوا بسبب زيادة منسوب المياه.. مزارعو "دورة الدوايدة" بالإسماعيلية يستغيثون: نطالب بتحويل المصرف المغطى لمكشوف لاستيعاب المياه (صور)    زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي: مهمتنا الآن منع إفشال خطة ترامب    بينهم طفلان.. 6 شهداء في قصف الاحتلال غزة وخان يونس    موعد مباراة ريال مدريد أمام فياريال في الدوري الإسباني.. والقنوات الناقلة    ب«100 لجنة».. بدء التسجيل ب «عمومية الاتحاد السكندري» لتعديل لائحة النظام الأساسي للنادي اليوم (صور)    «الداخلية» تضبط 13 شركة ومكتب سياحي بدون ترخيص بتهمة النصب على المواطنين    أجواء حارة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم في القاهرة والمحافظات    «الداخلية»: ضبط 443 قضية مخدرات وتنفيذ 83 ألف حكم قضائي خلال 24 ساعة    إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم مروع بالطريق الدائري في الفيوم    قبل ثاني الجلسات.. ماذا قالت سارة خليفة أثناء محاكمتها في قضية المخدرات؟    التضامن: فريق التدخل السريع تعامل مع 662 بلاغًا خلال شهر سبتمبر 2025    وزير الخارجية يلتقي سفراء الدول الإفريقية المعتمدين لدى اليونسكو    «قوته مش دايمًا في صالحه».. 5 نقاط ضعف خفية وراء كبرياء برج الأسد    مهرجان الإسكندرية يحتفي بفردوس عبد الحميد في ندوة تكريمية اليوم    ستحصل على معلومة جوهرية.. حظ برج القوس اليوم 4 أكتوبر    نور إيهاب ل"فيتو": اعترافي بجريمة الاغتصاب في «نور مكسور» هزّني نفسيًا!    هالة عادل: عمل الخير وصنع المعروف أخلاق نبيلة تبني المحبة بين البشر    إجراء أولى عمليات زراعة قوقعة سمعية في مستشفى أسوان التخصصي    «الرعاية الصحية»: من بورسعيد بدأنا.. والتكنولوجيا الصحية لم تعد حكرًا على أحد    من غير مواد حافظة.. طريقة عمل الكاتشب في البيت لسندوتشات الأطفال    دار الإفتاء توضح: حكم الصلاة بالحركات فقط دون قراءة سور أو أدعية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 4-10-2025 في محافظة قنا    رئيس الوزراء الكندي يلتقي مع ترامب في البيت الأبيض الثلاثاء المقبل    مباريات اليوم السبت 4 أكتوبر 2025.. الأهلي والزمالك في صدارة الاهتمام وظهور محمد صلاح أمام تشيلسي    الزمالك في اختبار صعب أمام غزل المحلة لاستعادة صدارة الدوري    مواعيد مباريات اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 والقنوات الناقلة    وزير الخارجية يثمن الدعم الفرنسي للمرشح المصري لرئاسة اليونسكو خالد العناني    مراسلات بدم الشهداء في حرب 1973.. حكاية المقاتل أحمد محمد جعفر.. الدم الطاهر على "الخطابات" يوثق البطولة ويؤكد التضحية .. الرسالة الأخيرة لم تصل إلى الشهيد لكنها وصلت إلى ضمير الوطن    «الصحة» تطلق البرنامج التدريبي «درب فريقك» لتعزيز مهارات فرق الجودة بمنشآتها    سوما تكشف كواليس التعاون مع زوجها المايسترو مصطفى حلمي في ختام مهرجان الموسيقى العربية    الخبراء يحذرون| الذكاء الاصطناعي يهدد سمعة الرموز ويفتح الباب لجرائم الابتزاز والتشهير    اللواء مجدى مرسي عزيز: دمرنا 20 دبابة.. وحصلنا على خرائط ووثائق هامة    عبد الرحيم علي ينعى خالة الدكتور محمد سامي رئيس جامعة القاهرة    فلسطين.. طائرات الاحتلال المسيّرة تطلق النار على شرق مدينة غزة    ثبتها حالا.. تردد قناة وناسة بيبي 2025 علي النايل سات وعرب سات لمتابعة برامج الأطفال    اليوم.. إعادة محاكمة شخصين في خلية بولاق الدكرور الإرهابية    "ضد الحظر" خطوات شحن شدات ببجي uc عبر Midasbuy.. مجانا مضمونة 100%    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 4-10-2025 في محافظة الأقصر    مباشر كأس العالم للشباب - مصر (0)-(1) تشيلي.. الحكم يرفض طلب نبيه    اسعار الذهب فى أسيوط اليوم السبت 4102025    محافظ المنيا يوجه برفع درجة الاستعداد لمتابعة فيضان النيل واتخاذ الإجراءات الوقائية بأراضي طرح النهر    عاجل - حماس: توافق وطني على إدارة غزة عبر مستقلين بمرجعية السلطة الفلسطينية    تفاصيل موافقة حماس على خطة ترامب لإنهاء الحرب    "مستقبل وطن" يتكفل بتسكين متضرري غرق أراضي طرح النهر بالمنوفية: من بكرة الصبح هنكون عندهم    هدافو دوري المحترفين بعد انتهاء مباريات الجولة السابعة.. حازم أبوسنة يتصدر    عدم وجود مصل عقر الحيوان بوحدة صحية بقنا.. وحالة المسؤولين للتحقيق    مواقيت الصلاه في المنيا اليوم الجمعه 3 أكتوبر 2025 اعرفها بدقه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور محمد خفاجي يكشف عن دور المرأة في الانتخابات الرئاسية:
نشر في الوفد يوم 13 - 02 - 2018


الدراسة عرض وتلخيص سامية فاروق:
تناول الفقيه المستشار الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى، نائب رئيس مجلس الدولة، في الجزء الثالث من بحثه القيم عن «المشاركة الشعبية في الانتخابات الرئاسية دراسة تحليلية في المدخل لتحقيق التنمية والاستقرار والأمن للوطن، دراسة تحليلية في الفكر الدستورى والسياسى في ظل الأنظمة الديمقراطية والمتولدة عقب الثورات الحاضنة لتحديث الدولة» والمنشور على موقع نادى قضاة مجلس الدولة على صفحته الرئيسية،عدة نقاط مهمة عن دور المرأة في الانتخابات الداعم الحقيقى للديمقراطية ودور الشباب في التنظيمات الشرعية والتعويد على القيادة وتجديد الحياة السياسية.
ونعرض في الجزء الثالث من هذا البحث المتفرد للمفكر القانونى الكبير على النحو التالى:
أولاً: المرأة في العالم كافحت من أجل الصوت الانتخابى والمصرية حصلت عليه منذ 1956 ودورها في الانتخابات الرئاسية الداعم الحقيقى للديمقراطية:
يقول الدكتور محمد خفاجى فى بحثه إن حق المرأة فى التصويت الانتخابى مر عبر التاريخ الدستورى فى العالم بمراحل متطورة عانت فيها المرأة عموماً بكافة الدول فى الحصول على حقها فى التصويت ومصر من بينها، ففى بلجيكا فإن المشرع الدستورى سنة 1921 أقر مبدأ الانتخاب السياسى للنساء مبكراً،وفى انجلترا مهد النظام الديمقراطى صدر قانون 6 فبراير 1918 كان يعطى حق الانتخاب للرجال متى بلغ سن الحادية والعشرين وللنساء متى بلغن سن الثلاثين، وفى سنة 1928 صدر قانون للانتخاب بانجلترا يسوى بين الرجال والنساء وبفضله أصبحت النساء أغلبية فى هيئة الناخبين بلغ عددهن فى ذلك الوقت 13٫225٫000 ناخبة من بين مجموع الناخبين البالغ قدره 25٫092٫536. وفى روسيا أصبح للنساء الحق فى الانتخاب بمقتضى دستور 5 ديسمبر سنة 1936 وهكذا فى معظم الدول الغربية بعد الحرب العالمية الثانية التى أقرت حق النساء فى الانتخاب.
وأضاف الدكتور محمد خفاجى انه أما فى مصر فقد مر أيضاً حق المرأة فى الانتخاب بمراحل تطور منذ قانون الانتخاب الصادر فى أول مايو 1883 الذى كان يقصره على كل مصرى وفى قانون الانتخاب رقم 11 لسنة 1923 قصره على كل مصرى من الذكور وهكذا أيضاً فى قانون رقم 4 لسنة 1924 واستمر الوضع فى ظل دستور 1930 ثم صدر قانون الانتخاب رقم 38 لسنة 1930، ثم ألغى هذا الدستور فى نوفمبر 1934 وإعادة قانون الانتخاب القديم رقم 11 لسنة 1923 ثم صدر قانون الانتخاب رقم 148 لسنة 1935 مقرراً مبدأ الاقتراع العام المباشر دون السماح للمرأة بحق التصويت، ولم تيأس المرأة المصرية فتم تأسيس أول حزب سياسي للمرأة تحت اسم الحزب «النسائي المصري» عام 1942، وطالب الاتحاد النسائى المصرى في عام 1947 بضرورة تعديل قانون الانتخاب بإشراك النساء مع الرجال في حق التصويت وضرورة أن يكون للمرأة جميع الحقوق السياسية، وبفَضل كفاح المرأة مَنَح دستور 1956 المرأة المصرية لأول مرة حقوقها السياسية الكاملة بعد حرمانها من حقوقها السياسية ، فأبسط قواعد الديمقراطية تجعل الحكم للشعب كله وليس لجزء منه فقط.
ثانياً: صناديق الاقتراع تشهد بقدرة المرأة المصرية على تحويل الانتخابات إلى مناخ سياسى خاص أقرب للإنجاز الاصلاحى منه إلى مجرد الإدلاء بالصوت:
يقول الدكتور محمد خفاجى إن المرأة المصرية أدركت منذ البداية أن صوتها يصنع الفارق فى المشاركة بالإدلاء بالصوت الانتخابى رغم التحديات الأسرية والمجتمعية المتداخلة، فالسلوك الانتخابى للمرأة المصرية صار يتجه إلى صوب الايجابية، فقد أصبحت مدركة أن صوتها الانتخابى يصنع فرقاً كبيراً وأنها جديرة بحقوقها التى كفلها لها الدستور والقانون وانها باتت حرة الإرادة فى أن صوتها الانتخابى يذهب للمرشح الأكفأ القادر على تحقيق المصالح العليا للبلاد والتنمية للمجتمع دون تأثير من الزوج أو الأبناء أو الأقارب أو العشيرة، فهى جزء أساسى من نسيج المجتمع ومؤثر جداً فى العملية الانتخابية والمشاركة فى صنع السياسات.
ويشير الدكتور محمد خفاجى إلى أن العقلية الأوروبية يدهشها حجم إيمان المرأة المصرية بقدرتها على التغيير نحو الأفضل وأن صوتها الانتخابى النابع من رغبتها الذاتية سيكون للمرشح الأقدر على تمثيل مصلحة المجتمع لأنها قاسم مشترك للرجل فى بيته كأم وزوجة وابنة وأخت وفى عمله كزميلة. لقد أصبحت صناديق الاقتراع تشهد بقدرة المرأة المصرية ودورها الايجابى فى تحويل الانتخابات إلى مناخ سياسى خاص أقرب للانجاز الاصلاحى منه إلى مجرد الإدلاء بالصوت.
ثالثاً: المرأة قيمة أخلاقية ووطنية ويجب مراجعة المنظومة الإعلامية لطرحها التقليدي عن كلاسيكية أدوار المرأة ويجب الاهتمام بالمرأة الريفية ذات اهتمام نظيرتها بالحضر:
يقول الدكتور محمد خفاجى إن الاهتمام بقضية المرأة هى قضية المجتمع كله وليس مجرد شعار لأن المرأة قيمة أخلاقية ووطنية، مما يتعين معه من ناحية أولى مراجعة المنظومة الإعلامية التي يسودها تكريس الطرح التقليدي وكلاسيكية أدوار المرأة ،والتى دائماً ما تظهرها مقهورة وتحت عباءة الرجل وتلغى شخصيتها البناءة رغم أنها الفاعل الدائم، وهى أدوار تركز على المقوّمات النمطية لشخصيتها على حساب المعنى الحقيقي والصحيح للمفاهيم الجديدة التي أسفرت عنها جهود التنمية المستدامة في مصر، والتي تهدف إلى اندماج المرأة كشريك فاعل ومؤثر في مسار التعبير الانتخابى.
ويوضح الدكتور محمد خفاجى أنه يتعين من ناحية ثانية أن تقوم الدولة بمنح المرأة الريفية ذات الاهتمام الممنوح للمرأة في الحضر، والمرأة تستطيع أن تلعب دوراً كبيراً للارتقاء بأحوال القرية، مما يتعين معه النهوض بالمرأة الريفية ووضعها على خريطة الاهتمام فيما يتعلق بالشأن العام، ويجب الإشارة إلى أن نمو الوعى السياسى للمرأة في الأقاليم بعد ثورة يوليو 1952 كان أكثر من قرينتها بالعاصمة، فأول نائبتين لمجلس الأمة عام 1957 الأولى راوية عطية نائبة الجيزة والثانية أمينة شكرى نائبة الإسكندرية وهى ظاهرة تستحق الدراسة بالمقارنة بالعصر الحالى، فتعطش تمثيل المرأة السياسى بات حقيقة وضرورة.
رابعاً: مشاركة المرأة لحقها في التصويت الرئاسى ليس فرصة سياسية، بل لتمتعها بجزء من السلطة السياسية التى تحافظ على شخصيتها وتحميها:
يقول الدكتور محمد خفاجى إن مشاركة المرأة لحقها في التصويت لا ينشأ على محمل الفائدة العملية أو الفرصة السياسية، بل ينبنى على المبدأ الديمقراطى الذى يتطلب تمتعها بجزء من السلطة السياسية التى تسمح لها بأن تحافظ على شخصيتها وتحميها، وما المرأة إلا جزء من الأمة التى يجب أن تُستشار. فأمام صندوق الانتخاب يتساوى أجهل الناس وأفقرهم مع أكبر رجال المال عتواً ورجال الدولة علواً، فللنساء نفس المصلحة التى للرجال فى حسن إدارة الشئون العامة، فهن يدفعن الضرائب ولهن مصالح اقتصادية يدافعن عنها، فلا حق لنا نحن الرجال فى احتكار نصيبها فى المجهود القومى وانكار ذاتيتها، وبهذه المثابة صار الاعتراف للمرأة بحقها فى الإدلاء بصوتها الانتخابى مبدأ عاماً فى العالم الحديث.
ويضيف الدكتور محمد خفاجى أن المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة من جانب المرأة هو في جوهره وحقيقته يمثل الدعم الحقيقى للديمقراطية، ولا ريب أن المرأة المصرية بتاريخها الحافل الطويل يجب أن يكون لها إسهاماتها المشهودة بالمشاركة في الانتخابات، وهى ممارسة لتوظيف إمكانياتها لخدمة الوطن ونحو الاصلاح الشامل والمرأة الشريك المعادل للرجل في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تأكيداً بقناعة دور المرأة الريادي وشراكتها مع الرجل، وتحفيزها على المساهمة النسائية في الحياة العامة، وتعزيز دورها السياسي الحاسم في مثل تلك الانتخابات انبثاقاً من وعيها وإدراكها لخطورة المرحلة، الأمر الذي يبرهن على وجود إرادة قوية لدى المرأة وصولاً لتحقيق قيم المساواة الحقيقية في الفرص والحقوق والواجبات.
خامساً: الفتاوى السياسية البائدة تعادل بيع الأسلحة الفاسدة بتحريم صوت المرأة الانتخابى:
يقول الدكتور محمد خفاجى إنه من حين لآخر في أوقات الانتخابات ومواسمه يصدر بعض المتشددين فتاوى سياسية شاذة في سوق الفتاوى السياسية قوامها تحريم الصوت الانتخابى للمرأة، وهى في الحقيقة فتاوى بائدة تعادل بيع الأسلحة الفاسدة، فالدستور ساوى بين الرجل والمرأة في أداء الصوت الانتخابى منذ دستور 1956 حتى الآن. كما أن الحقوق السياسية للمرأة أجازها لها الفقه الإسلامي،
كحق الانتخاب، وحق الاستفتاء، وحق الترشيح لعضوية مجلس النواب وهو يدخل في باب الواجب الكفائي. فحقوق المرأة في الإسلام منحة إلهية، وحكم شرعي، لا يجوز لأحد انتقاصه، أو سلبه أو حتى المن بمنحه، وكل قول يحرم على المرأة حقها السياسى يبطل لمخالفته مباديء الشريعة الإسلامية التى هى المصدر الرئيسى للتشريع.
ويضيف الدكتور محمد خفاجى أن الصراع الحضاري السائد في العالم والتحدي الصارخ الذى يواجهه العالم الإسلامي يفرض علينا أن تتكاتف الجهود، واشتراك النساء مع الرجال في كافة القضايا المصيرية للأمة حق وواجب، ولا يمكن أن تقوم للمجتمع قائمة وهو يهمش عنصراً أساسياً وركيزة من ركائزه بعيداً عن معترك الحياة السياسية وهى العنصر الفاعل فيها.
سادساً: صوت المرأة الانتخابى أقوى من صوت رصاص الإرهاب وانتصاراً لروح الشهيد وانتقاماً من الإرهابيين:
يقول الدكتور محمد خفاجى إن حرص المرأة المصرية على أداء صوتها الانتخابى أمام صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية هو تأكيد لاعتبار المرأة جزءًا من السلطة السياسية في صنع القرار، وهذا المسار يشكل أحد مسارات الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي في مصر. وبهذه المناسبة فإن الباحث يقدم كل التحية لأمهات شهداء مصر وزوجات الشهداء وبنات الشهداء، لذا فإن إدلاء المرأة بصوتها الانتخابى هو في حقيقته يعد انتصاراً لروح الشهيد وانتقاماً من الإرهابيين فهى بتصرفها الانتخابى تحيى روحه الطاهرة، ويمكن القول إن صوت المرأة الانتخابى أقوى من صوت رصاص الإرهاب ويعادل موقعها الدائم في البناء الوطنى.
سابعاً: الشباب عانى طويلاً من تهميشه في العمل السياسى والقاعدة المعروفة عالمياً إذا أهملت الشباب أهملك الشباب ويجب التوسع في مراكز الشباب في الريف لتعادل التوسع في الوحدات الصحية:
يقول الدكتور محمد خفاجى: عانى الشباب طويلاً من تهميشه في العمل السياسى والقاعدة المعروفة عالمياً إذا أهملت الشباب أهملك الشباب، وظل الشباب فترات طويلة خاضعاً تحت تأثير الفكر الرعوى والأبوى مما جعله غير قانع بالمشاركة في الشأن العام، والشباب يجب تعويده أولاً على القيادة والمشاركة التنظيمية والتى تبدأ في الاتحادات الطلابية بالجامعات ثم يأتى دور المنظمات غير الحكومية.
ويضيف الدكتور محمد خفاجى أنه يجب التوسع في مراكز الشباب في الريف لتعادل التوسع في الوحدات الصحية، ويجب إعادة قراءة كاملة لملف مراكز الشباب باعتبار أن دور الشباب دور فاعل بعد أن حققت نجاحاً بين الشباب ويجب أن تقوم فلسفة مراكز الشباب على اعتبارها الملتقى القومى للشباب خصوصاً في الريف فهى بذرة الوعى وحقل الانتماء يجب ألا تقل أهميته عن أهمية الوحدات الصحية بالريف.
ثامناً: الاتحادات الطلابية النواة الأولى لتعليم الشباب معنى التنظيمات الشرعية وعلى رؤساء الجامعات العبء الأكبر في ترسيخ مفاهيم الديمقراطية في العمل الطلابى:
يقول المفكر الدكتور محمد خفاجى إنه مع ملاحظة أن الاتحادات الطلابية هى النواة الأولى لتعليم الشباب معنى التنظيمات الشرعية وعلى رؤساء الجامعات العبء الأكبر في ترسيخ مفاهيم الديمقراطية في العمل الطلابى، لأن الاتحادات الطلابية هى التنظيمات الشرعية التى تعبر عن آراء الطلاب وطموحاتهم بالجامعات والكليات والمعاهد، ويمارسون من خلالها كافة الأنشطة الطلابية في إطار التقاليد والقيم الجامعية الأصيلة وهى التى ترعى مصالحهم وتقوم على التنظيم الطلابى وكفالة ممارسته وتمثيل الطلاب أمام الجهات المعنية وفقاً لما نصت عليه المادة 318 من قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2523 لسنة 2017 بتعديل بعض أحكام اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات رقم 49 لسنة 1972، وعلى قمة الأهداف التى ترمى إليها هذه الاتحادات الطلابية- وفقاً للمادة 219 من ذات اللائحة- العمل على إعداد كوادر طلابية قادرة على تحمل المسئولية وترسيخ الوعى الوطنى وإعلاء قيمة الانتماء والقيم المجتمعية وتعميق أسس الديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة لدى الطلاب.
تاسعاً: العمل الحزبى محظور فى الجامعات ولكن تثقيف الطلاب سياسياً جائز ومطلوب:
يقول الدكتور محمد خفاجى إن العمل الحزبى محظور فى الجامعات ولكن تثقيف الطلاب سياسياً جائز ومطلوب؛ فالعمل السياسى وليس الحزبى حق أصيل للطلاب داخل الجامعات وهى المكان الجامع الذى تنصهر في بوتقته قدرات الطلاب من النواحى العلمية والثقافية والسياسية والاجتماعية، وذلك من خلال ممارستهما لحقين دستوريين هما حقا الترشيح والانتخاب فى الاتحادات الطلابية لتنمية القيم الروحية والاخلاقية والوعى الوطنى والقومى بينهم وتعويدهم على أصول القيادة وإتاحة الفرصة لهم للتعبير المسئول عن آرائهم، إذ يجب أن يجد الطلاب متنفساً لممارسة العمل السياسى دون الحزبى بالجامعة بشكل صحيح ولن يكون ذلك مستقيماً إلا إذا قام الاساتذة بتثقيف الطلاب سياسياً لإطلاعهم على أحداث المجتمع وتوعيتهم بكافة قضاياه من خلال الأنشطة الطلابية حتى يتخذوا مواقفهم بصورة مستنيرة وحتى تتحقق الإفادة المرجوة من طاقات الطلاب فى خدمة المجتمع بما يعود على الوطن بالخير والتقدم بحسبانهم أمل الوطن فى مستقبل أفضل.
ويضيف الدكتور محمد خفاجى أنه بهذه المثابة لا يوجد أية قيود على أن يناقش الطلاب الأمور السياسية بحيث يجب أن يبقى الفكر السياسى للطلاب حراً طليقاً من كل قيد طالما أنه يصب فى النهاية لصالح الوطن، لكن يجب ألا يتجاوز استخدام هذا الحق داخل الجامعات إلى إنشاء تنظيمات حزبية أو سرية أو كيانات غير مصرح بها قانوناً وسواء بالنسبة للطلاب أو الأساتذة ، فهذا أمر محظور داخل الجامعات.
عاشراً: ظاهرة عزوف طلاب الجامعات عن المشاركة فى الانتخابات ترجع إلى تقصير القيادات الجامعية فى القيام بواجبها نحو تبصير الطلاب بأسس التربية السياسية الصحيحة:
يقول الدكتور محمد خفاجى إن ظاهرة عزوف طلاب الجامعات عن المشاركة فى الانتخابات لا تخرج من فراغ وإنما ترجع فى الأساس إلى تقصير القيادات الجامعية فى القيام بواجبها نحو تبصير الطلاب بأسس التربية السياسية الصحيحة لهم والتقصير عن أداء واجبهم كذلك فى الحوار والنقاش وقبول الرأى الآخر والموعظة الحسنة وتعليمهم- وهم الأمانة فى أعناقهم– بأساليب حقى الترشيح والانتخاب الحر النزيه لممثليهم من خلال الاتحادات الطلابية وذلك للحد من ظاهرة عزوف الشباب عن المشاركة السياسية فى البلاد.
حادى عشر: على الجامعات الاهتمام بتجارب الدول المتقدمة فيما يتعلق بالبرلمانات الشبابية ونظام المحاكى البرلمانى:
يقول الدكتور محمد خفاجى إنه مع الاهتمام بتجارب الدول المتقدمة فيما يتعلق بالبرلمانات الشبابية التى يجدون فيها الفرصة للتعبير عن أنفسهم للحيلولة دون احتكار الجيل القديم مواقع القوة والنفوذ فى جميع مؤسسات الدولة والتى يكاد يكون دور الشباب فيها محدوداً وضئيلاً، كما يجب أن تأخذ بنظام «المحاكى البرلمانى» على مستوى جميع الكليات وليس كليات الحقوق فحسب باعتبار أن التربية السياسية تخص جميع الشباب وإعادة فكرة المناظرات التى حرم منها الطلاب لإشراك الدارس فى القضايا العامة للأمة ، بل يجب أن تزكى الجامعات فى نفوس الشباب قيمة عليا من قيم المجتمع وتبلور إحساساً وشعوراً رفيعاً لمعنى من المعانى السامية وأهمها المعانى التى تجسد قيمة العقل وأهمية الابداع وتلك التى تتعلق بقيم الحق والعدل والشجاعة والمساواة بين الناس كافة واحترام الآخرين وجوداً ورأياً وحرية وتقبل الآخر بصرف النظر عن جنسه أو دينه أو عنصره أو أصله الاجتماعى أو إعاقته أو أى وجه من وجوه التمييز، وتلك التى تربط بين الوطنية والوطن بما يكفل إعلاء الانتماء والولاء لمصر.
ويختتم الجزء الثالث: إن الاستحقاق الدستوري بإجراء الانتخابات الرئاسية، حدث وطني هام، يبرز الوجه الديمقراطي الحضاري المشرق لمصر يجب أن يكون الشباب والمرأة على قمة مسئولياته، ووسيلة لتجديد الحياة السياسية،وهما القوة الفاعلة في مسيرة الديمقراطية التي تعد أهم منجزات هذا الوطن، ويجسد واقع وإنجازات التجربة الديمقراطية المصرية في مجالى الأمن والتنمية، وعلى هذا الأساس فإن الانتخابات الرئاسية، تشكل مفصلاً ديمقراطياً هاماً، وهو ترجمة لإرادة سياسية بإجرائها، بحيث تكون كما أرادها المشرع الدستورى، نموذجاً في النزاهة والحيادية والشفافية، ومحطة هامة في مسيرة الإصلاح الوطني وانحيازاً للديمقراطية والدستور.
وغداً نعرض الجزء الرابع من هذا البحث المتفرد عن المشاركة الشعبية في الانتخابات الرئاسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.