تقرير "الوفد سبورت".. 4 أسباب "غير فنية" ساعدت كوبر على النجاح

كتب- كريم عبد المحسن:
قد يختلف عُشاق كرة القدم حول قدرات لاعب أو مدرب، هذا اللاعب غير مُقنع فهو لا يفعل المطلوب منه في توقيت معين، أو هذا المُدرب لا يُجيد أمام الفرق الكبيرة في المباريات الحاسمة، بل إن البعض قد يختلف على من حقق الإنجاز والنجاح، تمامًا كما يحدث مع الأرجنتيني هيكتور كوبر مدرب منتخب مصر.
كوبر الذي تسلم المنتخب الوطني في حالة يُرثى لها، فأعاده لكأس الأمم الأفريقية بعد غياب 3 نسخ متتالية، بل وصعد به للنهائي، وأعاده من جديد لكأس العالم بعد غياب 28 عامًا، يلقى أشد أنواع النقد والهجوم من عدة نُقاد ونجوم سابقين في الكرة وجماهير أيضًا.
لكننا لن نتحدث هنا عن مسألة انتقاد المُدرب، وإنما عن أسباب نجاحه مع منتخب مصر، لأنه إذا كان لايوجد شخص يتفق عليه الجميع بنسبة 100%، فبالتأكيد لايوجد نجاح يتحقق بالصدفة، دون وجود معطيات أو مُقدمات تؤدي إليه.
وتستعرض "الوفد"، 4 أسباب غير فنية، ساعدت كوبر على النجاح مع منتخب مصر:
أولًا- المنظومة:
لأول مرة منذ فترة طويلة يعمل منتخب مصر بأسلوب المنظومة، فالمنتخب منقسم إلى 3 أقسام، فني، من اختصاص المدير الفني ومعاونيه، وطبي، من اختصاص د.محمد أبو العلا طبيب المنتخب، وإداري، يقوده المهندس إيهاب لهيطة مدير المنتخب، كل قسم منهم يعمل بحرية كاملة دون تعارض أو تداخل مع القسم الآخر، هناك تفاهم كامل بينهم، سواء في أسلوب العمل أو حتى في التصريحات التي تخرج للإعلام أحيانًا.
الجهاز الفني لديه أدوارًا واضحة لكل فرد فيه، الجهاز الإداري مثلًا، يضم محمد صلاح ومحمد طاهر ورامي بكر، كل منهم له دور مُحدد، د.محمد أبو العلا طبيب المنتخب لا ينحصر دوره في فكرة تشخيص إصابات اللاعبين ومنحهم العلاج المطلوب، وإنما يُسافر للخارج لقضاء فترات معايشة في أندية أوروبية، يحرص على متابعة ومواكبة التطور، ووضح ذلك في مسالة التعاقد مع شركة إنجليزية لعمل تحليل DNA للاعبين، وكذلك التعاقد مع خبيرين للإشراف على تغذية اللاعبين في فترة الصيام خلال شهر رمضان قبل كأس العالم، وهو أمر غير مسبوق للمنتخب، حتى فكرة وجود ثلاثة أفراد مع مدير المنتخب لم تكن موجودة بهذا التأثير من قبل، كما أن للمرة الأولى يوجد في جهاز المنتخب شخص مُختص بتحليل الأداء بطريقة احترافية وهو محمود فايز، الذي يعد أول مُدرب يختص في هذا المجال على الصعيد العربي.
ثانيًا- عدم التدخل:
رغم الانتقادات اللاذعة التي توجه لاتحاد الكرة بين الحين والآخر، لكن يُحسب لمجلس الإدارة برئاسة هاني أبوريدة، عدم التدخل إطلاقًا في عمل الجهاز الفني، لم يحدث أن فرض مسئولي الجبلاية لاعب بعينه على الجهاز الفني للمنتخب، ولايوجد تواصل بين المجلس والجهاز الفني، باستثناء هاني أبوريدة،
أما بقية أعضاء المجلس، فالتواصل مع جهاز المنتخب يقتصر على المناسبات، الاحتفالات، المعسكرات، فقط لا غير.
حتى إن أبوريدة عندما تحدث عن تمنياته بأن ينضم عماد متعب وحسام غالي للمنتخب، أكد في حديثه أن هيكتور كوبر هو صاحب القرار في النهاية، وهو مايعكس مدى الاحترام والتقدير والحصانة التي حصل عليها كوبر، سواء قبل الوصول لكأس العالم من أجل تحقيق الحلم، أو بعد الوصول للمونديال لأنه لا يُحسب فقط لجهاز المنتخب أو مسئولية، لكنه أدخل مجلس إدارة اتحاد الكرة الحالي التاريخ.
ويُضاف إلى ذلك أن بعض الأعضاء الذين كانوا لديهم تحفظًا على طريقة كوبر وخطته، أصبحوا يتضامنون معه ويؤيدونه ويثقون فيه، بدلًا من مساعدة الإعلام على مهاجمته أصبح اتحاد الكرة يقف مع الرجل، مما من قوة المدير الفني.
ثالثًا - الضغوط:
منذ أيامه الأولى ووضح تمامًا أن كوبر ليس من النوع الذي يرضخ للضغوط في التدريب، هل ترون هذا اللاعب مميز وإضافة للمنتخب؟!، حسنًا لا مشكلة، لكم مطلق الحرية، وأنا صاحب القرار، أتشاور مع جهازي المعاون، نتفق أو نختلف، لكننا أصحاب الرؤية والفكر والمسئولية، عن هذا الفريق وعن تحقيق أهدافكم، أنتم تريدون عودة منتخب مصر، سأعيده لكن بطريقتي وأسلوبي، انتقدوها كيفما شئتم، فأنا أكثر علمًا بقدرات فريقي وإمكانياته.
الأمر الذي ساعد كوبر على ذلك أن جهازه المعاون لديه نفس الشخصية، لاتجد مثلًا محمود فايز يتحدث مع المدرب عن رغبة الإعلام في ضم لاعب معين للمنتخب ويحاول إقناعه، ولا تجد أسامة نبيه يضغط من أجل ضم لاعب من الزمالك انتقامًا من جماهير الأهلي التي هاجمته بسبب حسام غالي، الجهاز الفني بالكامل يرفض أي نوع من الضغوط، مصلحة المنتخب فوق كل اعتبار.
رابعًا - الثواب والعقاب:
كوبر مُدرب لا يعرف التهاون أو التجاوز عن أي خطأ لأي لاعب مهما كان اسمه أو حجمه، حسام غالي قائد الأهلي ومعشوق جماهيره خرج من حسابات المدير الفني بسبب أزمته الشهيرة مع أسامة نبيه، باسم مرسي نجم الزمالك كان هداف الفريق والمهاجم الأفضل في مصر، قرر أن يلحق بحسام غالي بعدما أخطأ في مباراة غانا بتصفيات المونيال، كوبر لايطبق فقط مبدأ الثواب والعقاب، بل إنه لا يُعيد اللاعب للمنتخب مهما كانت حاجته إليه، ووصل باللاعبين لمرحلة حفظ نظام عمل المدير الفني.
مصدر بالمنتخب تحدث ل "الوفد" قائلًا: «في مباراة مصر وأوغندا بكأس الأمم الأفريقية في الجابون، انفعل رمضان صبحي أثناء تبديله وركل ثلاجة المياه، بعد نهاية اللقاء وقف عبد الله السعيد على باب غرفة خلع الملابس وقال الفاتحة على رمضان صبحي يا رجالة، الله يرحمك يا رمضان، رغم أنه كان مزاحًا، إلا أنه يعكس مدى علم اللاعبين بطبيعة المدير الفني وشخصيته».