كتبت - دعاء العزيزي فى ليلة قاتمة السواد اقتحم فيها الظلام سكون غرفته وجلس خلف جدرانها كعجوز مرت عليه الحياة أرهقته، أنهكت ملامح وجهه وبريق عينيه الذي لم يعد يلمع وروحه التي سكنت فشعر أن رغبته في الحياة فترت وقلبه يعتصر من الألم الذى يشعر به ليس لمرضه فلكل مرض علاج ولكنه يتذكر ما مر به منذ خروجه من مستشفى الأمراض العصبية والنفسية، ومعاملة من حوله له وازدات جزاءاته فى العمل، فتسلل اليأس إلى قبله وتملك منه شيطانه فقرر إنهاء حياته. كان "إبراهيم" البالغ من العمر 36 عاما، يعمل سائقا بهيئة مترو الأنفاق، ومع معاناة الحياة والظروق المادية، تأزم نفسيا ودخل أحد مستشفيات الأمراض العصبية، وبعد خروجه وعودته للعمل ساءت حالته النفسية بسبب كثرة جزاءاته، فانتحر شنقا. ترجع الواقعة عندما تلقى قسم شرطة بولاق الدكرور، بلاغًا من شرطة النجدة بقيام شخص بالانتحار شنقًا داخل شقته ببولاق الدكرور. وكشفت التحريات أن الجثة ل"إبراهيم أ"، (36 عامًا) سائق بالهيئة القومية لمترو الأنفاق مسجاة على ظهره وحول رقبته قطعة من القماش مثبت بجنش حديدى بسقف غرفة النوم ولا توجد به أي إصابات ظاهرية. وبسؤال زوجة المتوفى أقرَّت أن زوجها يعاني من حالة نفسية سيئة وسبق حجزه بأحد المستشفيات النفسية والعصبية، وفى الآونة الأخيرة ازدادت حالته سوءًا بسبب كثرة توقيع الجزاءات في العمل عليه وفوجئت بانتحاره. وأمرت نيابة بولاق الدكرور، برئاسة المستشار هشام الشريف، وبإشراف المستشار حاتم فاضل، المحامي العام لنيابات جنوبالجيزة، بدفن الجثة.