كتب - صلاح السعدنى: انخفضت واردات مصر من حديد التسليح العام الحالى بنسبة 77٪ من مليون و49.2 ألف طن 2016 لتصل إلى 342 ألف طن 2017 فى العشرة أشهر الأولى من العام الحالى، بنسبة انخفاض 77٪، وذلك نتيجة فرض رسوم إغراق تتراوح نسبتها من 10 إلى 27٪ على الواردات المغرقة ذات المنشأ الصينى والتركى والأوكرانى، والتى بدأ تنفيذها فى بداية يونية من العام الجارى، وتم مد العمل بها لمدة 5 سنوات تنتهى فى 5 يونية من عام 2022، ونتيجة القرار الصائب الذى اتخذه وزير الصناعة والتجارة المهندس طارق قابيل بحسه المسئول عن حماية واحدة من أهم وأضخم الصناعات المحلية التى تحرز معدلات نمو هائلة مقارنة بالعديد من الصناعات المحلية الأخرى، وأصبحت تتصدر المشهد بين كل الدول المنافسة أن زاد الإنتاج المحلى الذى حل محل الواردات بنسبة 29٪ خلال الأربعة أشهر التى تلت القرار «من يوليو إلى أكتوبر» مقارنة بالأربعة أشهر التى سبقتها، أى من فبراير إلى مايو، «حيث ارتفع حجم الإنتاج من مليونى و103 آلاف طن ليصل إلى مليونى و720 ألف طن، وذلك طبقاً للإحصائيات الصادرة عن وزارة التموين والتجارة الداخلية، كما زادت الصادرات المصرية من الحديد بنسبة 228٪ خلال العشرة أشهر الأولى من العام الحالى مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، حيث زادت من 84 ألف طن إلى 276 ألف طن، أرى أن قرار الإغراق قد أفاد الصناعة والاقتصاد الكلى بصفة عامة، وأدى كل ذلك إلى توفير موارد من النقد الأجنبى للبلاد الأمر الذى يؤدى أيضاً إلى خفض العجز فى الميزان التجارى، وكذا ميزان المدفوعات. واقع الصناعة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ولأن صناعة الصلب فى الدول العربية تتأثر سلباً وإيجاباً بالعديد من المتغيرات فى كافة الدول المنتجة، فمن الطبيعى أن يتأثر السوق المحلى في مصر بوضع الصناعة فى المنطقة العربية، وفى دراسة موثقة وشديدة الاحترافية لجورج متى رئيس قطاع التسويق بمجموعة عز، بعنوان «هل هناك دلائل على تغيير المشهد فى صناعة الصلب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». يؤكد جورج متى أن انخفاض أسعار النفط أدت إلى الإضرار باقتصادات المنطقة عن طريق الضغط على الاستثمار وبالتالى التأثير السلبى على قطاع التشييد، وهو ما أكدت عليه أيضاً مؤسسة ميتال بوليتان لأبحاث الصلب، كما يؤكد رئيس قطاع التسويق بمجموعة عز أن الصناعة عانت كثيراً من الانكماش عام 2015، ولا تزال تكافح من أجل التعافى مرة أخرى. ومنذ وصول الطلب لذروته عام 2014 انخفض الطلب على منتجات الصلب فى دول مجلس التعاون الخليجى بنسبة 1.5٪ سنوياً، فى حين انخفض فى الشرق الأوسط بنسبة 0.6٪ ونما الطلب في إيران بنسبة 0.3٪ العام الحالى، وفى شمال أفريقيا بنسبة 1.1٪ على الرغم من التوقعات بأن ينخفض الطلب فى شمال أفريقيا عام 2017. الواردات والاستهلاك والإجراءات الحمائية يرى جورج متى أن سوق شمال أفريقيا أصبح أقل اعتماداً على الواردات خاصة واردات حديد التسليح من دول الاتحاد الأوروبى، بينما فقدت دول الاتحاد السوفيتى السابق وتركيا حصتها فى الشرق الأوسط لصالح الموردين المحليين للمنطقة، وعن الآثار الإيجابية التى أعقبت الحروب فى سورياوالعراق على الصناعة فقد أكد «متى» أنها ستكون أقل دراماتيكية عن ذى قبل، مشيراً إلى أنه على الرغم من وجود مخاطر متصاعدة بقطاع البناء، إلا أن العراق كان أسرع الأسواق نمواً فى العالم العام الماضى. وعن توقعات نمو الصلب فى المنطقة خلال الفترة القادمة فقد أكد جورج متى رئيس قطاع التسويق بمجموعة عز أنه بالنظر إلى المستقبل فلا تزال توقعات التصنيع قوية فى كافة أنحاء المنطقة على الرغم من أن العراق قد يخيب آماله، فى حين نجد أن توقعات البناء تبقى أقوى بالنسبة للعراق وأفضل فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن بقية العالم. ويضيف جورج متى قائلاً: إن انخفاض سعر النفط كان السبب الأساسى لتباطؤ النمو، حيث انخفض الإنفاق على مشروعات البناء والتشييد، ولكن الاتجاه للتنويع الاقتصادى والحفاظ على الموازنات الحكومية مع الارتفاع الطفيف المستمر لسعر النفط. ويضيف: أن المنتجين المحليين يستفيدون من التدابير الحمائية التى بدأ تطبيقها العام الحالى، والتى أدت إلى انخفاض كبير فى الواردات بشكل متسارع، وعلى الرغم من انخفاض مستويات الاستهلاك عن السنوات السابقة، إلا أن كمية واردات مسطحات الصلب ستبقى قوية فى المستقبل القريب، وأن إعادة إعمار العراقوسوريا سيكون لها أثر ليس بالكبير على استهلاك الصلب بالمنطقة.