توقع جورج متى، مدير التسويق بمجموعة حديد عز، أكبر شركة لصناعة الحديد فى مصر، أن يرتفع الطلب على الحديد فى الشرق الاوسط وشمال افريقيا بنسبة 7% فى العام المقبل ليصل إلى نحو 60 مليون طن، بدعم من الإنفاق القوى على الإنشاءات، خاصة من جانب الحكومات. وقال متى، فى مؤتمر للحديد نظمته مجلة ميتال بوليتين أمس الأول، إنه يتوقع انخفاض الاستهلاك فى المنطقة بنسبة طفيفة تبلغ 2% هذا العام ليبلغ، 55.9 مليون طن، موضحا أن استهلاك الحديد فى الدول المصدرة للنفط تأثر بشدة جراء تقلبات أسعار النفط، بحسب ما نقلته رويترز. «التراجع الكبير فى إيرادات الدول المصدرة للنفط سيؤدى إلى انكماش نسبته سبعة فى المائة فى استهلاكها من الحديد مقابل نمو بنسبة 15 فى المائة من الدول غير المصدرة للنفط». متوقعا أن يتجاوز نمو الطلب بالمنطقة نمو المعروض وأن يكون المعروض نحو 42 مليون طن العام المقبل مما يعنى نقصا قدره 18 مليون طن فى مواجهة الطلب، الأمر الذى يزيد من الواردات. وتعتبر المنطقة من كبار مستوردى الحديد فى العالم، إذ استوردت نحو 20 مليون طن من الحديد الطويل والمسطح الجاهز عام 2008 ويتوقع أن تستورد نحو 18 مليونا هذا العام، تبعا لمتى، وتعد تركيا وأوكرانيا أكبر المصدرين للمنطقة. وقال متى إن المنتجين المحليين يواجهون منافسة شرسة بسبب أسعار الواردات. وأضاف «يتعين أن تكون أسعارنا تنافسية لحماية حصتنا من السوق. مستوى السعر فى مصر أحد أقل المستويات فى المنطقة. اتحد المنتجون المحليون واتخذوا تحركا مشتركا. سيرفعون قضية مكافحة إغراق فيما يتصل بزيادة الواردات». لكنه قال بعد خطابه إنه لم تقدم طلبات رسمية لمكافحة الإغراق للحكومة حتى الآن. وتشهد سوق الحديد المصرية اختلالات فى النصف الثانى من 2009، كما يشير تقرير حديث لبنك استثمار إتش سى، نتيجة للاستيراد المكثف لحديد التسليح، حيث زادت نسبة المستورد من 1% من إجمالى الاستهلاك فى 2008، إلى 45% فى النصف الأول من 2009، بالإضافة إلى عدم التوازى بين حركة أسعار المواد الخام والمنتج النهائى، فبينما يتجه سعر الحديد للتراجع فإن المواد الخام ترتفع. ويتوقع التقرير استمرار هذه الاختلالات، وإن كان بنسبة أقل، خلال الربع الأخير من 2009، والنصف الأول من 2010. فرغم أن الطلب على الحديد فى السوق المصرية سوف يرتفع على المدى المتوسط، ليزيد بنسبة 17.6% ما بين عامى 2009 و2013، «إلا أن أسعار الحديد سوف تستمر فى التراجع نتيجة لاستمرار الاتجاه للاستيراد»، بحسب اتش سى، الذى يقدر انخفاض سعر حديد التسليح بنحو 2% والحديد المسطح ب6% (خلال الفترة 20092013). وراجع بنك الاستثمار تقديراته لنشاط العز لحديد التسليح، وتوقعاته لإيراداتها وأرباحها خلال عامى 2009 و2010، بناء على التراجع فى الأسعار، مخفضا توقعاته لهوامش الربح قبل خصم الضرائب والإهلاك والفوائد بنسبة 5%. وبناء عليه خفضت اتش سى تقييمها للسعر العدل لسهم العز لحديد التسليح بنسبة 10%، لتقدره ب17 جنيها، كما أوصت المستثمرين بالاحتفاظ بالسهم، بدلا من الشراء فيه. وقال متى إن التدفق القوى للواردات من تركيا أحدث تباطؤا فى وتيرة نمو الاستهلاك فى النصف الثانى من العام. ورغم ذلك لاتزال مصر على طريق تحقيق نمو نسبته 34 فى المائة فى استهلاك الحديد فى 2009 مقارنة مع العام السابق ومع انخفاض يقدر بما يتراوح بين 10 و15 فى المائة فى إنتاج الحديد الخام العالمى. وتوقع أن يرتفع الاستهلاك إلى 9.2 مليون طن فى العام المقبل من 8.7 مليون هذا العام.