كتب محمود فايد: رأى نواب البرلمان، اليوم الأربعاء، اعتزام الرئيس الأمريكى ترامب، بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، بأنها خطوة ستفتح النيران من جديد فى منطقة الشرق الأوسط، وتزيد التعقيدات بمفاوضات السلام، ويعد تصرفًا عنصريًا وجريمة تجاه القضية الفلسطينية. وأكد النواب ضرورة اتخاذ موقف موحد من الأمة العربية تجاه هذا التصرف، الذى وصفوه بالعنصرى، خاصة أن القضية الفلسطينية هى القضية الأساسية للعرب طوال الفترة الماضية، مؤكدين أن القدس عربية وستظل للأبد عربية. النائب سعد الجمال، رئيس لجنة الشئون العربية، يقول:"هذا القرار سيكون له مردود وتأثيرات سلبية لا حصر لها على استقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط ، خاصة أنه اعتراف وتكريس للاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة ومكافأة المعتدي على عدوانه". وأكد الجمال- فى تصريحات ل"بوابة الوفد"-، أن هذه الخطوة تنسف كافة القرارات الشرعية الدولية وتعقد الحل السياسي للمشكلة الفلسطينية وتأجيج الصراع المسلح؛ فضلاً عن عودة التوتر والعنف والأعمال العدائية في المنطقة، مشيرًا إلى أن بهذه الطريقة الولاياتالمتحدة لن تكون شريكًا نزيهًا في عملية السلام وسينعكس ذلك سلبًا على علاقاتها ومصالحها في المنطقة. وطالب الجمال الولاياتالمتحدة النأى بنفسها عن اتخاذ هذه الخطوة، وعلى كافة المنظمات الدولية والبرلمانية وعلى رأسها الأممالمتحدة والاتحاد البرلماني الدولي والجمعية الأورومتوسطية والكونجرس الأمريكي والبرلمان العربي، القيام بواجباتها ومسئولياتها تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين في منطقة الشرق الأوسط، قائلا:" هذه الخطوة ستثبت أن أمريكا ليست شريكًا نزيهًا فى إعداد عملية السلام فى منطقة الشرق الأوسط". وأشاد الجمال بموقف مصر الرافض لهذه الخطوة، والذي عبر عنها الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسي فى اتصاله أمس بالرئيس الأمريكى، مؤكدًا أن موقف مصر واضح من هذه القضية، مشيدًا بموقف الرئيس السيسي الرافض، قائلًا: "القضية الفلسطينية قضية مصر من الأساس". واتفق معه النائب أحمد فؤاد أباظه، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، مؤكدًا أن هذا القرار عنصري، ويؤكد أن أمريكا تعمل من أجل مصالحها، وليس من أجل مصالح منطقة الشرق الأوسط، وهذا ما يؤكد أنها شريك ليس نزيهًا. وأكد أباظه ل"بوابة الوفد"، أننا كدول عربية لا نملك سوى الإدانة والرفض والإعلان بوضوح موقفنا من هذه القضية، والتأكيد على رفضنا الكامل لأى خطوة من هذه الخطوات، مؤكدًا أن القدس عربية وستظل كذلك مهما كانت التحديات. ولفت وكيل لجنة الشئون العربية، إلى أن جميع الدول العربية مطالبة بموقف واحد وموحد لمواجهة أبعاد هذا القرار، خاصة أن تداعياته ستكون فى منتهى الخطورة وإحداثًا لأوضاع التوتر من جديد، ومن ثم هذا التوتر ليس فى صالح المنطقة. من جانبه، قال النائب عبدالهادى القصبى، رئيس لجنة التضامن بمجلس النواب:" إن هذا القرار يفشل أى تحرك لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي، ويقتل أى فرصة للحوار الجاد ونشر السلام فى منطقة الشرق الأوسط وسوف يجعل المنطقة أشبه ببركان سينفجر فى أى لحظة وخطوات لا يحمد عقباها". وأكد القصبى- فى تصريحاته- أن اتخاذ مثل هذه القرارات انتهاك خطير لكل القرارات الدولية، وتجاوز لجميع الخطوط الحمراء، والتى من شأنها توتر المنطقة بأكملها ويمثل عدوانًا صارخًا على حقوق الشعب الفلسطيني، وبذلك تكون قد انتهكت جميع المواثيق الدولية، والقرارات ذات الصلة. وأشار إلى أن هذا القرار مخاطرة بأمن المنطقة بالكامل لأن القدس عربية وستظل عربية شاء من شاء وأبى من أبى وطالب بضرورة الترويج والرجوع عن مثل هذه القرارات التى سوف تؤدى إلى إشعال منطقة الشرق الأوسط. من ناحيته، طالب النائب أحمد الشرقاوى، عضو مجلس النواب، بتحرك عربى موحد، والعمل على مقاطعة المنتجات الأمريكة فى منطقة الشرق الأوسط بشكل كامل ليكون هناك رد فعل حاسم تجاه هذا القرار المنتظر. جاء ذلك فى تصريحات ل"بوابة الوفد"، مؤكدا أن مصر على رأس الدول العربية، مطالبة أن تقود رفضًا واحتجاجًا رسميًا على هذا القرار المنتظر، لأنها كبيرة العرب، وعليها أن تتصدر فى إقرار قانون وتشريع فى رفض استيراد المنتجات الأمريكية بكافة المجالات. واتفق معه النائب ضياء الدين داود، عضو مجلس النواب، مؤكدًا أن أي محاولة تؤدى إلى الاستيلاء على القدس وتغير طبيعتها وصفتها العربية وكونها عاصمة لفلسطين يعد جريمة تاريخية شديدة الخطورة على الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط وتهديدًا للسلم والأمن الدوليين، قائلًا:" يعد اعتداء على القرارات الدولية الملزمة بشأن الأرض العربية المحتلة". وأوضح داود ل"بوابة الوفد"، أن القضية الفلسطينية تمثل دومًا القضية المركزية للشعب المصرى من واقع إدراكه الجيد لحقيقة وخطورة هذا الكيان الاستعمارى الاستيطانى، مؤيدًا مقترح مقاطعة المنتجات الأمريكية ليكون رد فعل على هذا القرار فى حين تم اتخاذه. من جانبه، ناشد الدكتور سعيد حساسين، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب السلام الديمقراطى بمجلس النواب، جميع الزعماء والرؤساء والقادة العرب سرعة التحرك والجلوس على مائدة حوار واحدة من أجل تحقيق المصالحة العربية الحقيقية، مؤكدًا أن الأوضاع العربية المؤسفة وحالة الانقسام والمشكلات والفوضى والأزمات التى طالت العديد من الدول العربية مثل ما يحدث بسوريا والعراق واليمن وليبيا كانت سببًا رئيسًا فى أطماع الصهيونية العالمية فى اغتصاب القدس العربية الإسلامية الفلسطينية. وقال " حساسين "- فى بيان أصدره اليوم الأربعاء- :"إن إقدام الصهيونية العالمية جعل مدينة القدس عاصمة للعدو الصهيونى ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس فى هذا التوقيت تحديدًا كانت له أسبابه وفى مقدمتها استغلال الأوضاع المؤسفة داخل عدد من الدول العربية"، مؤكدًا أنه اذا استمرت الأوضاع العربية بهذه الصورة فإن القادم سيكون أكثر خطورة على المنطقة العربية.