رفض عام لفيلم «الجايدة» لتعارضه مع تعاليم الدين الإسلامي استياء من «أنا فقط تشارلى» بسبب المتحولين جنسياً موجة من الجدل، أثارها فيلما «الجايدة» التونسى، و«أنا فقط تشارلى» البريطانى بعد عرضهما فى دور العرض ضمن فعاليات الدورة ال 39 من مهرجان القاهرة السينمائى، بسبب تطرقهما لقضايا شائكة وجريئة فى محتواها، وهو ما خلق نوعاً من النقاش الحاد بين الجمهور وصُناع الفيلمين، معربين عن استيائهم لاختراقهما عالم المحظور فى فن التمثيل. على الرغم من أن فكرة فيلم «أنا فقط تشارلى» الذى تدور فكرته حول أزمة الهوية والاختيار وسط مجتمع ضاغط وغير متقبل للاختلاف، ليست جديدة على المجتمع المصرى، حيثُ سبق للسينما المصرية مناقشتها فى فيلم «الآنسة حنفى» الذى قام ببطولته إسماعيل ياسين، وانتهاء بفيلم «السادة الرجال» لمعالى زايد، ولكن بشكل ساخر، وليس بالشكل الجاد والجرأة الذى تناولها الفيلم، وهو الأمر الذى تسبب فى خلق نوع من النقاش الحاد بين الجمهور ومؤلف الفيلم بيتر ماشين، الذى أخذ يدافع عن فكرته طوال الندوة التى أدارها الناقد الفنى رامى عبدالرازق، قائلاً إن الفيلم يتحدث عن أزمة الهوية الجنسية وليس التحول الجنسى. وأشار إلى أن الفيلم تدور أحداثه فى الزمن الحالى، ويرصد صعوبة تقبل المجتمع الإنجليزى للحالات التى تعانى من أزمة فى الهوية الجنسية. وأضاف، إنه كتب مسرحية فى التسعينات عن التحول الجنسى، لأنه يرى أنها قضية مهمة، لابد من طرحها سينمائياً، أملاً منه فى إيجاد حل لتقبل المجتمع لهذه الفكرة، من خلال رصد معاناة هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من الهوية الجنسية، باعتبار أن الفن قادر على إحداث تغيير جذرى فى المجتمعات، وبعد مرور 20 عاماً على عرض المسرحية، طالبت منه مخرجة الفيلم ريبيكا فورتشن، على إعادة صياغة الفكرة، من وجهة نظر الآباء والأمهات الذين لديهم حالات تحول جنسى داخل أسرهم. الفيلم استغرق منه ثلاثة أسابيع فقط. وبسؤاله عن وجود تشابه بين قصة فيلمه «أنا فقط تشارلى»، والفيلم الأمريكى الشهير The Christine Jorgensen Story، الذى تناول فكرة التحول الجنسى أيضاً، قال: لا يوجد تشابه بين الفيلمين، لأن طبيعة الموضوعات والقضايا المحظورة فى انجلترا تختلف عن أى مكان آخر. وعن فكرة الفيلم الجريئة قال: نحن لم نقدم فيلماً عن التحول الجنسى، ولكن عن أزمة الهوية الجنسية، وهل المشكلة فى تقبل المجتمع لهذا الشخص، أم تقبله لنفسه. سألته أن المشهد الأخير من الفيلم يحمل مغزى معيناً.. فما الذى كنت تريد أن تقوله للجمهور؟ أجاب: أريد أن أقول إن هناك قبولاً جزئياً لهؤلاء الأشخاص الذين يعانون من أزمة الهوية، وأوضحت ذلك بشكل مباشر فى مشهد النهاية، الذى لم يحضر فيه كل الأبطال لحفل زفاف تشارلى الذى تحول من ولد لبنت. كيف تمكنت من وصف ورصد معاناة هؤلاء الأشخاص فى سياق درامى مشوق؟ قال: عندما كتبت عن هذا الموضوع قبل عشرين عاماً، كان هناك صعوبة كبيرة فى الالتقاء بنماذج حقيقية، لذلك اعتمدت على الكتب والأبحاث التى تناولت فكرة التحول الجنسى، لكن الآن أصبح الموضوع سهلاً، وكنت مُصراً هذه المرة أن التقى بشخصيات متحولة لمعرفة حجم المعاناة التى يعانونها فى ظل رفض المجتمع لهم، كنت أفضل أن يكون بطل الفيلم شخصاً متحولاً جنسياً، لكن مخرجة العمل فضلت أن يكون البطل ممثلاً له ثقل فنى وموهبة كبيرة. ويدخل فيلم «الجايدة» التونسى، بقضيته المثيرة للجدل لقائمة القضايا المحظورة التى يطرحها القاهرة السينمائى، حيثُ طرحت مخرجة الفيلم سلمى بكار فكرة المساواة فى المواريث، وهو ما أثار غضب الجمهور والحاضرين فى الندوة التى أدارها الناقد الفنى أحمد شوقى، نظراً لأن الفكرة تتنافى مع الشريعة الإسلامية. وردت بكار على مهاجميها فى الندوة، أنها لها مطلق الحرية فى طرح القضايا التى تريدها، لافتة إلى أن الأمر قابل للنقاش والتطوير حسب ظروف المجتمع. وتحدثت بكار عن الفيلم قائلة: الفيلم استغرق منى سنوات عديدة، نظراً لأن القضية جريئة فى محتواها، فكتبت الفيلم فى 2007، ثم توقفت واستكملت الكتابة مرة أخرى فى 2010، وكان يُصادف حينها عام 2012 تصاعد التيار الإسلامى بتونس، فبدأت بدمج الأحداث مع الفكرة الأساسية للفيلم، حتى أنهيت كتابته فى 2016 بعد بحث دينى فى المذاهب والقانون. وعن مشهد انتحار إحدى بطلات الفيلم قالت: هذا المشهد يطعم فكرة تحرر المرأة، التى لم تستطع التغلب على معاناتها بالتخلص من زوجها العجوز فى عهود سابقة بالدولة سبقت عام 1956. ومن جانب آخر، أعربت مخرجة ومؤلفة الفيلم سلمى بكار عن سعادتها بالمشاركة فى الدورة ال39 من مهرجان القاهرة السينمائى، لافتة إلى أن اللهجة لابد ألا تكون حجة لمنع توزيع الأفلام التونسية فى الدول العربية.