الإسكندرية - شيرين طاهر: أمر المستشار هانى ذكى محامى عام أول نيابات شرق الكلية بالاسكندرية، بإحالة اثنين من موظفي هيئة السكة الحديد لمحكمة الجنايات لاتهامهم بالإهمال والتسبب فى تصادم قطارى الإسكندرية الذى أسفر عن مصرع 41 شخصا وإصابة 172 آخرين. وكانت قد فجرت تحقيقات النيابة مفاجآت جديدة، وتبين من التحقيقات أن القطار رقم 13 القادم من القاهرة كان يسير بسرعة فائقة، وهو السبب الأساسى فى الحادث بسبب تجاهل كل الإشارات والسيمافورات التى أضاءت باللون الأحمر لتنبيه السائق. كما كشفت التحقيقات أن سائق القطار رقم 13 أوقف جهاز ATC وهو المسؤول عن إيقاف القطار أتوماتيكيًا فى حالة إضاءة السيمافور باللون الأحمر، أى أنه يوجد خطر أمام السائق فيتدخل الجهاز أتوماتيكيا، بينما تعمد السائق إيقافه لكى يستطيع أن يتجاوز السرعة المقررة له. وكشفت تحقيقات النيابة أن القطار الثانى وهو رقم 571 لم يتوقف بسبب عطل فنى؛ إنما بسبب أنه كان ينتظر دخول القطار رقم 11 وهو الذى أمامه بأن يدخل محطة سيدى جابر، كما أن سائقه عندما توقف ترجل من القطار وتركه، بينما أثبتت التحقيقات وبمعاينة مكان الحادث من قبل المهندسين والخبراء، أنه لا يوجد أعطال بالتراك أو الإشارات والسيمافورات وأنه أضاء اللون الأحمر، ولكن السائق لم يلتفت إليه إلى أن تفاجأ بالقطار أمامه، وأسفر عن وقوع الحادث. وأكد مهندس إشارات الهيئة القومية للسكك الحديدية فى تحقيقات النيابة بأنه أخطر بالواقعة من الإدارة المركزية بالقاهرة؛ فانتقل إلى محل الحادث وبمعاينته للموقع تبين له إضاءة سيمافور 1ن أبيس باللون الأحمر لمشغولية تراك 3 لوجود قطار 571 عليه، وإضاءة سيمافور 231 أ « السيمافور السابق على سيمافور 1 ن أبيس باللون الأحمر وإضاءة السمفاورين 3 ن 4ن خورشيد» السابقين على السيمافور 231 أ باللون الأصفر وسيمافور 2 ن خورشيد باللون الأحمر، لغلقه عقب مرور قطار رقم 13 وقت الواقعة، وبمناقشة كل من كهربائى خورشيد، وكهربائى بلوك أبيس، قررا بعدم وجود أعطال لديهما وكلمة «تراك» تعنى مسافة جزئية بين السيمافور والآخر يتم عزلها على قضيب السكة الحديد بتلك المسافة، أحد طرفيه يتم تغذيته كهربائياً والطرف الآخر لتفريغ تلك الشحنة بغرض تتبع القطار، وبمرور العجلات المعدنية للقطار على ذلك الجزء، يتم قطع الدائرة فيتم إضاءة السيمافور باللون الأحمر لتنبيه السائقين لاتخاذ السرعات المقررة، وفقاً لتعليمات هيئة السكك الحديدية، ويتم إعطاء ذلك الضوء الأحمر فى حالتين:الأولى هى المشغولية بمعنى وجود وجود أحد القطارات على التراك، والثانية هى الأعطال وتختلف الأسباب المؤدية إليها من حيث قطع الكابل أو تلفه. وأضاف، أن مسافة السيمافور تتكون من عدد اثنين تراك، مؤكدا أن السيمافور الأوتوماتيكى هو الذى يفصل بين سيمافورات البلوك وتلك الخاصة بالبلوك التالى له، وفى شأن الحادث محل التحقيقات هو السيمافور «231 - أ» ولا يمكن لأى بلوك التحكم فى ذلك السيمافور الأوتوماتيكى، أما باقى السيمافورات فيتم التحكم فيها يدوياً من قبل ملاحظ البلوك عن طريق ذراع تحكم خاص بكل سيمافور بنطاق البلوك يطلق عليه «الملاوينه»، وعقب مرور القطار يتم غلق ذلك السيمافور اليدوى تلقائياً دون تدخل من ملاحظ البلوك لتأمين خلو السكك، وعقب خروج القطار من نطاق «سيمافورات» اليدوى تلقائياً دون تدخل من ملاحظ البلوك لتأمين خلو السكك، وعقب خروج القطار من نطاق سيمافورات البلوك ينبغى على الملاحظ فتح الطريق يدوياً عن طريق الملاوينات المتحكمة بالسيمافورات، وللوقوف على وجود عطل من عدمه ينبغى عدم وجود مشغولية على التراك محل الفحص واستخدام جهاز الافوميتر لبيان سبب العطل، لافتا إلى أن هناك لوحة مبينات بداخل كل بلوك توضح حالة الطريق من حيث المشغولية بمرور القطارات بنطاق البلوك وإشارة كل سيمافور خاص بالبلوك، موضحا أنه تبين أن التراك محل الحادث وقت حدوثة سليم وخالٍ من الأعطال واستبان له ذلك من خلال سحب القطار 571 عقب الحادث، حيث أعطى التراك إشارة عدم مشغولية، مما يقطع بعدم وجود أية أعطال به، وكذلك تراك رقم 3. وبمواجهته بالتأشيرة المثبتة بدفتر حركة القطارات الخاصة ببلوك أبيس يوم الواقعة بوجود عطل بتراك 3، مما أدى لوجود عطل بسيمافور 1ن، وذلك لدخول القطار 571 عليه، فقرر بعدم صحة ذلك بالمرة، نظراً لعدم وجود اعطال بتراك 3، فضلاً عن أن دخول القطار 571 على التراك رقم 3 يعنى مشغوليته دون عطله، بالإضافة إلى عدم إبلاغ قسم المراقبة أو الكهربائى المتخصص بذلك. كما اكد حسام البسطويسى الغريب شنن، رئيس الإدارة المركزية للتشغيل الطويل بهيئة سكك حديد مصر، قرر أن الإجراءات واجبة الإتباع فى حالة توقف أحد القطارات تتمثل فى أن يتوجه مساعد السائق «الوقاد» مباشرة إلى البلوك التالى لمكان التوقف لاستبيان سبب التوقف وإثباته بكشف قيد القطارات بالبلوك، وقيام الملاحظ بإخطار قسم المراقبة وفقا للتعليمات، ويقوم الكمسرى باستجواب السائق وإثباته بجدول سير القطار، فإذا استطالت مدة التوقف فينبغى عليه اتخاذ إجراء وقائى وجوبى يتمثل فى وضع 3 كبسولات على مسافات محددة على القضبان لتنبيه القطارات التالية، منعاً لحدوث تصادم. أضاف رئيس الإدارة المركزية للتشغيل الطويل بهيئة سكك حديد مصر، أن المسؤوليات عن وقوع الحوادث تتحدد بحسب الأحوال، حيث يكون قائد القطار رقم 13 مسؤولاً مباشرة عن الحادث فى حالة عدم التوقف الفورى إذا اضاء السيمافور باللون الأحمر، كما يكون قائد القطار رقم 13 مسؤولاً مسؤولية مباشرة عن الحادث فى حالة عدم تفعيل جهاز ATC «جهاز التحكم الأوتوماتيكى» الملحق بالقطار، لأن من شأن الأخير إيقاف القطار أوتوماتيكيا فى حالة إضاءة السيمافور باللون الأحمر، كما يكون ملاحظ البلوك مسؤول مسؤولية مشتركة مع قائد القطار فى حالة التصريح للأخير بالمرور، على الرغم من إضاءة السيمافور باللون الأحمر. وكشف محمود محمد أحمد البطل، مدير عام التشغيل بالهيئة القومية للسكك الحديدية، قرر أن مخالفات سائق القطار رقم 571 تتمثل فى تركه القطار والترجل منه وعدم إرسال الوقاد لإخطار ملاحظ البلوك بالتوقف وعدم إخطاره لملاحظ البلوك بالتوقف أو قسم المراقبة المختص، اخطار لجهة غير مختصة «برج سيدى جابر». وأضاف البطل، أنه فى ضوء أقوال مراقب الحركة وما قرره ملاحظ بلوك أبيس تتأكد مسؤولية ملاحظ بلوك أبيس عن عدم إخطاره لقسم المراقبة، وكذا عدم استجوابه لسائق القطار عن سبب توقفه. ومن المقرر ان تنظر محكمة الجنح بالإسكندرية القضية التى استكملت أوراقها خلال الأسبوع الماضى، وتبدأ مرافعة النيابة فى بداية الشهر المقبل، لحين أخذ قرار رسمى من هيئة المحكمة بالحكم أو إعادة المحاكمة إلى محكمة الجنايات لنظر القضية.