كتبت - أمنية إبراهيم: دخلت السيدة الثلاثينية قاعة محكمة الأسرة بمصر الجديدة، وبالرغم من الحزن والغضب اللذين بديا على وجهها كانت تظهر فى كامل أناقتها بمجرد أن دخلت القاعة لفتت انتباه الحاضرين.. وقفت تبحث عن مكان فارغ لتجلس فيه، وفى أحد الأركان ألقت بنفسها حاملة فى يديها حافظة أوراق.. مر الوقت سريعاً لتقف تروى مأساتها التى لم يتخيلها أحد أمام قاضيها. بدأت قصتها قائلة.. شقيق زوجى اغتصبنى لم أتمكن من الدفاع عن شرفى، وعندما أخبرت زوجى بما حدث لى على يد شقيقه.. عنفنى وحبسنى وأمرنى أن أتعامل مع شقيقه بكل أدب واحترام لم أصدق نفسى من هول الصدمة كيف لزوجى أن يقبل هذا الوضع المهين على نفسه؟ كيف يقبل أن يدنس شقيقه شرفه؟ هربت من منزله بصحبة طفلتى الصغيرة.. قررت أن أتخلص من رجل سقط من نظرى إلى الأبد. سادت حالة من الهدوء فى القاعة الكل يستمع بانتباه إلى مأساة الزوجة الجميلة واستكملت الزوجة قصتها قائلة.. بالرغم من أننى تزوجت زواج الصالونات، إلا أننى وقعت فى حب زوجى واعتبرته صديقاً وأخاً قبل أن يكون زوجى.. وقررت أن أعتبر أهله أسرتى الثانية.. عشت معهم وشاركتهم أحزانهم وأفراحهم دوماً.. ومن بين هؤلاء كان شقيق زوجى الذى اعتبرته شقيقاً لى.. كنت أستضيفه فى بيتى وأرحب بوجوده دائماً معنا، وفى أحد الأيام حضر إلى بيتنا ليخبرنا بأنه قرر الزواج من إحدى الفتيات فرحت لفرحته وساعدته فى تجهيز بيته الصغير واعتبرت زوجته أختاً لى. مرت الأيام ودبت المشاكل بين العروسين حاولت كثيراً مساعدتهما لتخطى مشاكلهما، وأن تستمر حياتهما لكن بكل أسى باءت محاولاتى بالفشل، وبين ليلة وضحاها انفصل شقيق زوجى عن زوجته، عاش حياة كئيبة وأصيب بحالة نفسية شديدة وحزنت من أجله كثيراً، وبعد عدة أشهر طلب منى البحث عن عروس ثانية مناسبة له تشاركه حياته.. سعدت بطلبه ورشحت له إحدى صديقاتى وبالفعل وافق عليها، وتم الزواج خلال أشهر قليلة، وبسبب طباعه القاسية قررت صديقتى الانفصال عنه تاركة وراءها كل شىء.. وأصبح شقيق زوجى مطلقاً للمرة الثانية. طلب منى أن أبحث له عن عروس ثالثة رفضت طلبه بعد أن تسبب فى قطع علاقتى بصديقة عمرى.. وبدلاً من أن يتفهم الأمر ثار علىَّ وبدأ فى معاملتى بقسوة وكراهية.. قررت أن أتجنب التعامل معه حتى يعود إلى رشده. سكتت الزوجة بعض الوقت وبدأت الدموع تنساب من عينيها وعندما قاومت ضعفها واصلت سرد باقى مأساتها قائلة: يوم الواقعة استقبلت شقيق زوجى لإعطائه بعض الأوراق الخاصة بزوجى، وتركته ينتظرنى فى غرفة الجلوس برفقة ابنتى صاحبة ال 5 سنوات، بعد دقائق فوجئت به يقتحم علىَّ غرفتى.. ماذا تريد لماذا أنت هنا؟ ألقى بى على سريرى وعندما قاومت ضربنى حتى فقدت وعيى، وعندما أفقت من غيبوبتى وجدت نفسى عارية، بدأت الزوجة فى الانهيار والصراخ وبصوت مخنوق قالت لم أتمكن من الفرار من بين يديه حاولت ابنتى أن تبعده عنى لكنه قام بضربها وعندما انتهى من أمرى تحرش بطفلتى الصغيرة وهرب كنت فى حالة إعياء شديدة وعندما تمكنت من الوقوف على قدمى اتصلت بزوجى لأخبره بما فعله شقيقه، فعاد إلى المنزل ومعه والدته منعانى من الذهاب إلى المستشفى ومن الحديث فى هذا الأمر. شعرت وقتها أننى فى حلم مفزع كيف لزوجى أن يرتضى على نفسه هذا الوضع المهين، وليت الأمر اقتصر على ذلك بل أمرنى بعدم نشر الخبر منعاً للفضائح وحفاظاً على سمعة العائلة، كأن شيئاً لم يحدث. لم أتمالك نفسى فثرت عليه وعلى والدته وأخبرته بأننى لن أتخلى عن حقى فهددنى بحرمانى من طفلتى الوحيدة مبرراً تصرفه الغريب بأننى لابد أن أراعى حالة شقيقى السيئة بسبب ظروف طلاقه المتكررة. وأجبرنى زوجى على عدم الاتصال بأهلى إذا فضحتهم، أو حتى عاملت شقيقه بشكل غير طبيعى بعدما انتهك جسدى وعليه تدهورت صحتى، وحالتى النفسية ولم أستطع التحمل وهربت مع طفلتى بعد أسبوع وتوجهت لعمل كشف طبى لإثبات الواقعة وحررت محضراً فى قسم شرطة مصر الجديدة اتهمته فيه بحبسى بالاشتراك مع والدته، واتهمت شقيقه باغتصابى. هذه حكايتى سيدى.. فهل أنا أخطأت عندما أردت الحصول على حقى ممن هتك عرضى وأباح حرمة جسدى.. هل يمكننى الاستمرار مع هذا الرجل لك الحكم سيدى.. وانسحبت الزوجة من أمام المنصة مطأطئة الرأس تنتظر حكم القضاء بتطليقها للضرر.