تتجه أنظار العالم اليوم إلى مدينة شرم الشيخ، حيث يفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى رسمياً فعاليات منتدى شباب العالم، والذى يستمر حتى 10 نوفمبر الجارى، بمشاركة52 وفدا رسميًا من الرؤساء والامراء ورؤساء الحكومات والمبعوثين الشخصيين والمفوضين الدوليين، فضلا عن 19 وزير شباب ورياضة، ومبعوثا للأمين العام للمتحدة ومبعوث للاتحاد الأفريقى، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة. وتتم مراسم الافتتاح داخل خيمة ضخمة تم تشييدها على شكل قبة «مجسم» الكرة الأرضية، على مساحة تزيد على 5 آلاف متر مربع، وهى عبارة عن أعمدة من الحديد موضوعة بشكل دائرى، وفوقها طبقة من البلاستيك المقوى ونظام كهربائى يتحكم فى الإضاءة داخل القاعة وخارجها، كما تم اختيار البلاستيك من خام المشمع القوى ليتحمل الظروف المناخية فى حالة سقوط أمطار. ويضم موقع الافتتاح على خليج نبق بشرم الشيخ لاند سكيب وطرقا وتشجيرا على الجانبين، وهناك مداخل مخصصة لكبار الزوار وضيوف المؤتمر، حيث تم رصف ثلاثة طرق وإقامة أماكن انتظار السيارات، إضافة إلى تشجير جانبى الطريق وابتكار نظام جديد للإضاءة الليلية، بحيث تظهر الإضاءة التصميم الفريد من نوعه لخيمة الكرة الأرضية بألوان وأشكال مختلفة. من المقرر أن تشهد الجلسة الافتتاحية للمنتدى حضور عدد من رؤساء وملوك وأمراء دول ورؤساء حكومات وقيادات دولية بارزة، كما يقوم عدد من الشباب من جنسيات متنوعة ولهم إسهامات دولية بارزة فى مجالات مختلفة بإلقاء كلمة خلال حفل الافتتاح. وأوضحت مصادر رئاسية أن الوفود الرسمية ال52 المشاركة فى المنتدى من دول توجو وموريتانيا وفلسطين والجابون وتشاد والإمارات والأردن ولبنان والسنغال والجزائر وغينيا الاستوائية وتونس وإثيوبيا وأوغندا وجيبوتى والهند واليمن الإمارات والبحرين والمغرب والسودان ومورشيوس ورواندا ونيجيريا والجابون والصين وزامبيا وصربيا وإندونسيا وبروندى والصومال والكونغو. كما يشارك فى المنتدى أيضًا وفود رسمية من الكويت والسعودية وألمانيا وقبرص والبوسنة وسيريلانكا والعراق وطاجيستان وكينيا والأرجنتين وبيلاروسيا وأرمينيا والمجر واليونان وكازاخستان وفيتنام ورومانيا. ويشارك فى المنتدى الضخم أكثر من 3200 شاب يمثلون 113 جنسية ودولة من جميع أنحاء العالم، والذين جاءوا إلى مدينة السلام ليتناقشوا فى القضايا التى تشغل العالم ويطرحوا أفكارهم بكل حرية وشفافية ليكون منتدى شباب العالم ملتقى عالميا تتلاقى فيه الشعوب المحبة للسلام والداعمة للتنمية وتتكامل فيه الحضارات ويكون بمثابة منصة لإطلاق إبداعات الشباب، حيث يضم المنتدى 46 جلسة وورشة عمل موزعة على مجموعة متنوعة من المحاور التى تناقش قضايا وموضوعات عالمية تهم مختلف الفئات الشبابية حول العالم وهى: محور قضايا شبابية عالمية: ويتضمن مناقشة قضايا الإرهاب ودور الشباب فى مواجهتها، و مشكلة تغير المناخ والهجرة غير المنتظمة واللاجئين، ومساهمة الشباب فى بناء وحفظ السلام فى مناطق الصراع، وكيفية توظيف طاقات الشباب من أجل التنمية. ومحور التنمية المستدامة والتكنولوجيا وريادة الأعمال: والذى من خلاله سيتم التعرف على رؤى الشباب لتحقيق التنمية المستدامة حول العالم، واستعراض التجارب الدولية فى تحقيق أهداف. وعرض تجارب شبابية مبتكرة فى مجال ريادة الأعمال، مع مناقشة تأثير التكنولوجيا على واقع الشباب. فضلا عن محور الحضارات والثقافات: ويضم موضوعات خاصة بالفنون والآداب والهوية الثقافية، وكيفية تكامل الحضارات والثقافات والاستفادة من تنوعها واختلافها، وكيف تصلح الآداب والفنون ما تفسده الصراعات والحروب، بالإضافة إلى البعد الثقافى للعولمة وأثره على الهوية الثقافية للشباب. هذا بالإضافة إلى محور صناعة قادة المستقبل : ويتم فيه استعراض التجارب الدولية البارزة فى تأهيل وتدريب الشباب، ودور الدول والمجتمعات فى صناعة قادة المستقبل. كما يشهد المنتدى تنظيم نموذج محاكاة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذى يشارك به أكثر من 60 شابًا من مختلف الدول. ومن خلال مشاركتهم فى هذا النموذج، سيتمكن هؤلاء الشباب من معايشة تجربة حية لما يختبره ممثلو دول مجلس الأمن فى الأممالمتحدة، والتعرف على مختلف وجهات النظر والحلول أثناء مناقشة موضوعات متنوعة تدور حول مجابهة المخاطر التى تهدد السلم والأمن العالمي، والتحديات التى تواجهه الدول نتيجة لموجات الهجرة غير المنتظمة، والحروب السيبرانية وتهديدها لأمن الدول. هذا فضلا عن موضوعات مجلس الأمن وهى حول مجابهة المخاطر التى تهدد السلام والأمن العالمى بسبب المنظمات والأعمال الإرهابية، والهجرة غير المنتظمة والتحديات للدول والمهاجرين، والحروب السيبرانية وتهديد الأمم. وتنطلق جلسات نموذج المحاكاة يوم 7 نوفمبر 2017 من خلال الجلسة الافتتاحية للنموذج والتى تقوم خلالها الوفود المشاركة بإلقاء كلمات افتتاحية يعقبها التصويت على الموضوعات الثلاثة المطروحة للمناقشة واختيار أحداهما لتناوله خلال النموذج كما يشهد يوم 8 نوفمبر 2017 ثلاث جلسات للمناقشات المفتوحة بين الوفود المشاركة وكتابة مشروع القرار. وتختتم فعاليات نموذج المحاكاة يوم 9 نوفمبر 2017 من خلال تصويت الوفود على مشروع القرار ثم توزيع جوائز وشهادات على الشباب المشارك فى المحاكاة. ويعتبر منتدى شباب العالم فرصة لجميع الشباب من مختلف دول العالم للحوار الجاد والمباشر، سواء مع بعضهم البعض أو مع صناع القرار والمسئولين حول العالم، حيث سيتم من خلاله مناقشة كافة القضايا التى تهم الشباب بهدف الوصول لصيغة حوار مشتركة تسهم فى خلق نافذة جديدة للتعبير عن آراء الشباب ورؤيتهم نحو مستقبل أفضل. وقد أنهت القيادات التنفيذية والأمنية بمحافظة جنوبسيناء كافة الترتيبات النهائية الخاصة بالمنتدى ومقر حفل الافتتاح للوقوف على الاستعدادات الخاصة لمنتدى شباب العالم. كما تزين مطار شرم الشيخ بصور ولافتات المنتدى، حيث ظهرت اللافتات بمجرد نزول المشارك من الطائرة، كما نال هاشتاج المنتدى الرسمى «we need to talk» إعجاب الحضور الذين حرصوا على التقاط الصور فور وصولهم المطار. كما تتواجد فرق استقبال من شباب اللجنة المنظمة للمنتدى فى المطار من أجل استقبال الوفود وتوجيههم نحو أماكن الإقامة التى يتواجدون بها من أجل المشاركة فى المنتدى. كما تزينت فنادق شرم الشيخ بالصور واللافتات والأعلام الخاصة بالمنتدى، حيث انتشرت اللافتات فى الشوارع وعلى الفنادق، كما تتواجد فرق من شباب اللجنة المنظمة داخل الفنادق من أجل تسهيل مهمة الوفود المشاركة وتلبية طلباتهم على الفور. وقد تم اعتماد 30 فندقا على مستوى عال من الكفاءة والجودة لاستقبال الشباب، فضلا عن أن جميع الفنادق مؤمنة تماما لاستقبال الشباب والوفود وتم اتخاذ اللازم للتأمين مع رفع حالات الطوارئ فى هذه الفنادق مع الكشف أمنيا على جميع العاملين فيها وجميع المترددين عليها. وتشهد محافظة جنوبسيناء بجميع أجهزتها التنفيذية والأمنية جهودًا مكثفة استعدادا لاستقبال السيسى وضيوف المنتدى المقرر إقامته بقاعة المؤتمرات الكبرى بمدينة شرم وقد تم نشر الأكمنة الثابتة والمتحركة بالمدينة وبطول المطار ورفع درجة الاشتباه السياسى والجنائى فى كل أنحاء المدينة، وقامت إدارة المفرقعات بتمشيط محيط مركز المؤتمرات وقاعة حفل الافتتاح بالكامل للتأكد من عدم وجود أى مفرقعات أو مواد مشتبه فيها ورفع أى سيارة متوقفة فى محيط المركز، بالإضافة إلى رفع درجة الاستعداد القصوى والتعامل الفورى والسريع مع أى مشتبه به. ووضعت الأجهزة الأمنية خطة مرورية تضمن عدم وجود أى تكدسات مرورية بالمنطقة وإيجاد محاور وطرق بديلة خاصة فى الأيام التى يقام بها المؤتمر. ووضعت الأجهزة الأمنية كاميرات المراقبة فى المنطقة وأقامت غرفة عمليات بمديرية أمن جنوبسيناء وربطها بالخدمات الأمنية بالشوارع لرصد أى محاولات للإخلال بالأمن، فضلا عن تحريك سيارات شرطية مزودة بكاميرات مراقبة لرصد أى وقائع بالفيديو والصور. كما قامت مديرية الأمن بحملات تمشيطية للوديان وغلق المدقات الجبلية الوعرة فى عمق الجبال وتمشطها، حيث تمت الاستعانة بمنظومة إلكترونية متصلة بكاميرات حديثة للرؤية الليلية. أيضًا تم التنسيق مع القوات المسلحة للسيطرة على الطرق والمدقات الجبلية الرابطة بين شمال وجنوبسيناء، بالإضافة إلى التشديدات الأمنية التى تتم بداية من نفق الشهيد أحمد حمدي، حيث يتم فحص هوية جميع الوافدين والمغادرين للمحافظة مع نشر دوريات أمنية مكثفة لغلق كل المداخل المؤدية لجنوبسيناء. وانتشرت الكمائن بطول طريق المطار ومحيط الفنادق ومركز المؤتمرات حيث تقوم بعملية تفتيش جميع السيارات القادمة إلى شرم الشيخ وفحص أتوبيسات الرحلات ونقل الركاب وأتوبيسات شرق الدلتا وعدم دخول أى شخص لا يحمل كارنيه البحث الجنائى إلا إن كان زائرًا فقط. وقد شهدت مدينة شرم الشيخ أعمال التجميل والتطوير وتركيب الأعلام وقص وتهذيب الأشجار والمسطحات الخضراء وصيانة البلدورات والأرصفة وأعمدة الإضاءة والدهانات، فضلا عن تجهيز قاعة كبار الزوار والمداخل والمخارج بالورود وتجديد الطريق المؤدية للمطار مع رفع درجة الاستعداد القصوى من التأمين. كذلك تم رصف عدد من الشوارع الرئيسية والجانبية وصيانة أعمدة الإنارة بطريق المطار ومحيط مركز المؤتمرات، واستنفرت جميع الوحدات المحلية والمديريات الخدمية والأمنية بمختلف قطاعات المحافظة لاستقبال الضيوف، حيث تم تكثيف أعمال المرور والمتابعة الميدانية لمختلف القطاعات وتأكيد جاهزية المحافظة تمامًا لتنظيم واستضافة هذا الحدث الكبير.