شركة السويس للأكياس توقع اتفاقية مع نقابة العاملين في صناعات البناء والأخشاب    أرقام قياسية منتظرة في الجولة الأخيرة من الدوري الإنجليزي    منافس الأهلي.. رائعة ميسي لا تكفي.. إنتر ميامي يسقط مجددًا في الدوري الأمريكي    معركة الخمسة الأوائل وسباق المركز الثامن.. ماذا تنتظر الأندية في ختام الدوري الإنجليزي؟    التضامن الاجتماعي تواصل تفويج حجاج الجمعيات الأهلية إلى الأراضي المقدسة    فوائد بذور دوار الشمس الصحية وتحذيرات من الإفراط في تناولها (تفاصيل)    المنتدى الاقتصادى الأبرز.. أخر مستجدات تعزيز العلاقات الاستراتيجية المصرية الأمريكية    الاحتلال الإسرائيلي يقتحم عدة قرى وبلدات في محافظة رام الله والبيرة    محافظ أسيوط: طرح لحوم طازجة ومجمدة بأسعار مخفضة استعدادا لعيد الأضحى    رئيس الوزراء: مصر أثبتت دورها كشريك يعتمد عليه ومؤثر بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية    افتتاح أول مصنع لإنتاج كباسات أجهزة التبريد في مصر باستثمارات 5 ملايين دولار    محافظ أسيوط: طرح لحوم طازجة ومجمدة بأسعار مخفضة استعدادًا لعيد الأضحى المبارك    سهل وخرجنا من نص الوقت.. فرحة على وجوه طلاب أولى ثانوي بسوهاج عقب أداء امتحان التاريخ "فيديو"    بعد قليل.. بدء أولى جلسات محاكمة "سفاح المعمورة" أمام جنايات الإسكندرية    مركز الفلك الدولي: الجمعة الموافق 6 يونيو أول أيام عيد الأضحى    الدكتور هاني سويلم يتابع حالة الري بالبحيرة خلال فترة أقصى الاحتياجات المائية الحالية    محافظ أسيوط يتفقد مستشفى الرمد.. ويلتقي بعض المرضى للاطمئنان على الخدمات المقدمة لهم    «عبد العاطي»: الأجندة الإفريقية تأتي على رأس أولويات السياسية الخارجية المصرية    جامعة القاهرة تنظم ملتقى التوظيف 2025    تراجع في بنكين.. سعر الدولار اليوم ببداية تعاملات الأحد 25-5-2025    درجات الحرارة اليوم الأحد في مصر    يا رايحين للنبي الغالي.. التضامن تواصل تفويج حجاج الجمعيات الأهلية إلى الأراضي المقدسة.. تيسيرات في إجراءات السفر بالمطارات.. وباصات خاصة لنقل ضيوف الرحمن للفنادق (صور)    اليوم.. نظر تظلم هيفاء وهبي على قرار منعها من الغناء في مصر    بكاء كيت بلانشيت وجعفر بناهي لحظة فوزه بالسعفة الذهبية في مهرجان كان (فيديو)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 25-5-2025 في محافظة قنا    الجيش الإسرائيلى يوسع نطاق عملياته بغزة مع انتشار سوء التغذية    مقتل 3 في كييف جراء ضربات جوية روسية جديدة    الكشف على 680 مواطنا خلال قافلة طبية مجانية بقرية العروبة بالبحيرة    موعد إعلان بطل دوري 2025 بعد رفض المحكمة الرياضية الشق المستعجل لبيراميدز .. اعرف التفاصيل    نموذج امتحان الأحياء الثانوية الأزهرية 2025 بنظام البوكليت (كل ما تريد معرفته عن الامتحانات)    "مساهمات كثيرة".. ماذا قدم محمد صلاح في مبارياته أمام كريستال بالاس؟    إصابة عدة أشخاص في أوكرانيا بعد ليلة ثانية من هجمات المسيرات الروسية    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الأحد 25 مايو    ما هو ثواب ذبح الأضحية والطريقة المثلى لتوزيعها.. دار الإفتاء توضح    "حياة كريمة".. الانتهاء من 134 مشروعا فى محافظة أسوان    مصرع ميكانيكي سقط من الطابق الخامس هربًا من الديون بسوهاج    نشرة أخبار ال«توك شو» من المصري اليوم.. مرتضى منصور يعلن توليه قضية الطفل أدهم.. عمرو أديب يستعرض مكالمة مزعجة على الهواء    قانون العمل الجديد من أجل الاستدامة| مؤتمر عمالي يرسم ملامح المستقبل بمصر.. اليوم    نائب إندونيسي يشيد بالتقدم الروسي في محطات الطاقة النووية وتقنيات الطاقة المتجددة    بعد فيديو اعتداء طفل المرور على زميله بالمقطم.. قرارات عاجلة للنيابة    هل يتنازل "مستقبل وطن" عن الأغلبية لصالح "الجبهة الوطنية" في البرلمان المقبل؟.. الخولي يجيب    إلغوا مكالمات التسويق العقاري.. عمرو أديب لمسؤولي تنظيم الاتصالات:«انتو مش علشان تخدوا قرشين تنكدوا علينا» (فيديو)    هل يجوز شراء الأضحية بالتقسيط.. دار الإفتاء توضح    «هذه فلسفة إطلالاتي».. ياسمين صبري تكشف سر أناقتها في مهرجان كان (فيديو)    قساوسة ويهود في منزل الشيخ محمد رفعت (3)    النائب حسام الخولي: تقسيم الدوائر الانتخابية تستهدف التمثيل العادل للسكان    «أضرارها تفوق السجائر العادية».. وزارة الصحة تحذر من استخدام «الأيكوس»    استقرار مادي وفرص للسفر.. حظ برج القوس اليوم 25 مايو    ناجي الشهابي: الانتخابات البرلمانية المقبلة عرس انتخابي ديمقراطي    «أحدهما مثل الصحف».. بيسيرو يكشف عن الفارق بين الأهلي والزمالك    ميدو: الزمالك يمر بمرحلة تاريخية.. وسنعيد هيكلة قطاع كرة القدم    وأنفقوا في سبيل الله.. معانٍ رائعة للآية الكريمة يوضحها أ.د. سلامة داود رئيس جامعة الأزهر    حلم السداسية مستمر.. باريس سان جيرمان بطل كأس فرنسا    الأردن وجرينادا يوقعان بيانا مشتركا لإقامة علاقات دبلوماسية بين الجانبين    نائب رئيس الوزراء الأسبق: العدالة لا تعني استخدام «مسطرة واحدة» مع كل حالات الإيجار القديم    نسرين طافش بإطلالة صيفية وجوري بكر جريئة.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    للحفاظ على كفاءته ومظهره العام.. خطوات بسيطة لتنظيف البوتجاز بأقل تكلفة    فتاوى الحج.. ما حكم استعمال المحرم للكريمات أثناء الإحرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طوارئ المستشفيات.. بوابات للآخرة!
«الوفد» ترصد «الثوانى الحرجة» فى حياة المرضى


15 الحد الاقصى لأسر الطوارئ بالمستشفى الواحد
60% من المستشفيات الحكومية دون خدمات
52% انخفاض فى قيمة التبرعات للمستشفيات
3٪ من الناتج المحلى مخصصة للصحة يكفلها الدستور.. والدولة تمنحها 2٪ فقط.
2000 طفل يوميًا يتلقون العلاج داخل مستشفى أبوالريش
104 ملايين نسمة لا يمتلكون سوى مستشفى طوارئ واحد
30٪ عجزاً فى أطباء قسم الطوارئ
5 جنيهات فقط أجر ساعة عمل للطبيب
الثوانى تفرق فى حياة مريض.. ويكون قسم الطوارئ بأقرب مستشفى هو بوابة الحياة.. أو بوابة النهاية، وللأسف تغلغلت حالة التردى والإهمال داخل المستشفيات الحكومية وخصوصًا أقسام الطوارئ فى قلب وكبد وأجساد المواطنين، إضافة إلى التعامل السيئ وغياب الرقابة الصحية والتنفيذية والمحلية، مع نقص صارخ فى الخدمات الطبية بأقسام الطوارئ، ولا وجود لأطباء «النوبتجية».
هذا هو حال غالبية مستشفيات وارة الصحة التى تحولت إلى أماكن موبوءة تنقل الأمراض ولا ترقى لعلاج البشر بفعل الإهمال.
معاناة تعوق المستشفيات الحكومية عن أداء دورها كملجأ يقصده البسطاء من المرضى حال وقوع حوادث مفاجئة.
فمن نقص الإمكانيات والآلات الطبية، وصولًا إلى نقص الأدوية، يقع الفقراء فريسة سهلة للإهمال وعدم الحصول على خدمات طبية تنقذ حياتهم وتقود المواطنين إلى تدهور صحتهم نتيجة نقص الطاقم الطبى، وعجز الميزانيات ما يؤثر بالسلب على الخدمة الطبية.
«أم المصريين».. الداخل مفقود والخارج مولود
داخل طرقات قسم الطوارئ بمستشفى أم المصريين فى الجيزة مشهد يجسد معركة المواطنين للبقاء والحصول على أبسط حقوقهم المشروعة.
سيدات وشباب وصبية جاءوا من أجل هدف واحد.
تتشابه ظروفهم إلى حد التطابق تقبع السيدات بجوار جدران الطرقات، الجميع لا يملك حيلة للحصول على العلاج إلا من خلال المستشفيات الحكومية.. ينتظرون لساعات طويلة، تصل إلى أيام للبعض ويسرح البعض الآخر وتحويله لمستشفى آخر بحجة عدم وجود أجهزة أو محدودية الإمكانيات.
بداية الحديث عن الوضع المؤلم داخل المستشفى كانت من نصيب «أم عادل» التى تتردد على المستشفى منذ ثلاثة أيام حتى تتمكن من عمل أشعة مقطعية على المخ دون جدوى بسبب المعاملة السيئة التى يقوم بها العاملون، قائلة: «كل يوم باجى هنا عشان أعمل الأشعة يقولوا لازم تبقى موجودة من 10صباحاً علشان الناس بتمشى بدرى وأنا مش قادرة أعملها بره وأنا ست كبيرة محدش بيرحم حد.. الحكومة بتتعامل معانا كأننا عبء زيادة عليهم بس ربنا كبير».
«مفيش مكان ولا أسرة فى العيادات ولا أجهزة، واللى موجود عطلان».
هكذا يتحدث أحد العاملين بالمستشفى، لافتاً إلى وجود مشكلة فى أجهزة الأشعة وأجهزة التنفس الصناعى وأجهزة العناية المركزة، مؤكداً أن غرف العناية المركزة لا تحتوى على أسرّة كافية للمرضى، إضافة إلى أن الأجهزة الموجودة بها لا تعمل بكفاءة، فالأجهزة لا تقدم القراءات الصحيحة الخاصة بالمرضى من معدل ضربات القلب وقياس ضغط الدم وخلافه، ما يؤدى إلى تأخر الحالة الصحية للمرضى.
«إمبابة».. صرخات دون استغاثة
«العيش على آلام البشر» شعار مستشفى إمبابة، السبب الفساد والإهمال فى العالم، لا يمكن لمريض داخله أن يتلقى علاجاً يخفف الألم عندما يتعرض لوعكة صحية.
صحة المواطنين آخر أهدافهم، غالبية العاملين به لا يجيدون فهم قواعد الاهتمام لدرجة أن الخدمات الطبية تندرج تحت بند «المعدوم» حسب حديث «الحاجة سعاد» التى تعانى من ضيق فى التنفس فى الاستقبال تقف بعض الممرضات بجانبها لتأخذ «المعلوم» أولاً، حتى ترشدها على اسم أفضل طبيب لتكشف عنده، وإذا لم أدفع لن أحصل على المعلومة وتعاملنى أسوأ معاملة.
بالنسبة للأطباء تجدهم يجلسون على مقاعد خشبية داخل ساتر لا يخفى شيئاً، عند إجراء الكشف يلتف حوله مجموعة من المرضى، ويقوم الطبيب بسؤالهم عما يشتكون منه ويكتب لهم العلاج دون الكشف عليهم ولا النظر إليهم ومن له واسطة «معرفة من قبل أطباء المستشفى» يدخل وبتعامل معه الأطباء بطريقة أفضل من غيره.. وهكذا حال جميع التخصصات فى المستشفى.
«الدمرداش».. مسكنات لجميع الآلام
7 جنيهات هى تصريح دخولك مستشفى الدمرداش لكى تزور مريضاً، وإذا كنت مريضاً فعليك الانتظار بجوار الباب ليتأكدوا أنك تريد الكشف بالفعل.
وعندما تدخل تشعر أنك تترجل فى سوق «وكالة البلح»، تكدس وصخب وأنين المرضى يدمى القلوب، دون رحمة أو سرعة فى تخفيف أو تقديم العلاج.
المعاملة فى قسم الطوارئ تشعرك بأن البسطاء عبء على الدولة حسبما ذكر محمود بكرى أحد مرضى العظام، ويقول: أعانى من ألم فى الظهر ومنذ ساعات وأنا أجلس فى انتظار الدور لإجراء الكشف الطبى، لكن المستشفى كل اللى بيعمله للمريض بيديله علاج مسكن دون محاولة لمعرفة الأسباب الحقيقية للألم لمعرفة العلاج المناسب، وهذا هو دور المستشفى، والأطباء ليس لهم أى ذنب.. مفيش إمكانيات لعلاج كمية البشر اللى بتعانى من أمراض وفى نفس الوقت لا نستطيع على مصاريف المستشفيات الخاصة.. ربنا يرحمنا.
وأضاف: الإهمال فى المستشفيات هو اللى بيقتل الناس وبيزيد المرض، ومفيش حد بيحس بالمعاناة اللي بيعيشها الغلبان.
«أبو الريش».. الخدمات فى الحضيض
أكثر من 33 عاماً مرت على إنشاء مستشفى أبو الريش عام 1983 بمنحة من الحكومة اليابانية لخدمة 2000 طفل يومياً، إلا أن بعض الحالات يعيقها الإهمال وعدم الاهتمام بعلاج أبنائهم رغم أن المستشفى يضم 450 سريراً، من بينها 120 للرعاية المركزة.
ويعالج المستشفى الحالات النادرة فى جراحات الأطفال خصوصاً القلب والصدر التى يرفضها بعض المستشفيات، فضلاً عن إجراء ألف عملية قسطرة سنوياً.
وبين كل هذه الأعداد يشهد المستشفى مأساة صحية تهدد أرواح الأطفال فيها، كغيرها من المستشفيات، يعانى من تدنى خدماته المقدمة للأطفال بجانب نقص عدد كبير فى الأدوية المهمة والمستلزمات الطبية الأساسية، ومع استمرار هذه الكارثة بحق الأطفال تسيطر حالة اللامبالاة على وزارة الصحة.
وبين هذا وذاك تفترش «نادية» الأرض تحمل وليدها فى انتظار من يحنو عليها لإجراء عملية جراحية فى القلب دون وجود سبيل لإنقاذ طفلها بحجة الإمكانيات.
تقول نادية، إن وليدها يحتاج إلى عملية فى القلب.. «ولكن مفيش مكان.. خايفة ابنى يموت وما لحقش أعالجه»
وأضافت: «الانتظار يطول لشهور بسبب كثرة الأعداد ومفيش بديل لينا وإحنا عيشتنا على قدها».
أطباء: التخصص هو الحل
قال الدكتور حسام فهيم، وكيل عام نقابة الأطباء بأسوان، إن المشكلة التى تواجه المريض خصوصًا إهدار حقوقه فى الحصول على العلاج تتمثل فى عدم دعم أقسام الطوارئ بمستشفيات وزارة الصحة، لافتاً إلى أن أقسام الطوارئ تنقسم إلى ثلاثة أقسام هى «عناية مخ وأعصاب» و«حوادث» و«عناية قلب» ما يجعل تكلفتها عالية جدًا.. الأمر الذى يتسبب فى نفس الخدمات الطبية المقدمة للمرضى.
وأكد «فهيم» فى تصريحات ل«الوفد» أن نقص الخدمات الطبية فى أٍقسام الطوارئ وقلة عدد الأسرة يؤدى إلى مضاعفة الأمراض وقد يؤدى إلى الوفاة فى بعض الحالات مثل الجلطات نظرًا لعدم وجود طبيب متخصص لإجراء عملية وتقديم علاج يعمل على إذابة الجلطة، وشدد على ضرورة توزيع الأطباء بشكل عادل على المستشفيات للحد من ظاهرة عجز الأطباء فى مستشفيات وزارة الصحة، وضرورة زيادة عدد الأسرة لاستيعاب أكبر قدر من المواطنين داخل أقسام الطوارئ.
ويؤكد الدكتور عصام عبدالله، وكيل وزارة الصحة السابق بالشرقية، أن مشكلة مستشفيات وزارة الصحة تكمن فى عدم وجود مستشفيات تخصصية وهو ما يؤدى إلى ظهور العديد من المشكلات التى يعيشها المواطن، لافتاً إلى أن تخصص المستشفيات يمنع تشتت الأطباء ويتيح للمريض خدمة علاجية ومعرفة المستشفى الذى يقصده فى حالة المرض ويوفر له أطباء بشكل مستمر طوال ساعات اليوم.
ولفت عبدالله إلى أن تحول المستشفيات إلى تخصصية سيوفر أماكن كثيرة داخل المستشفيات أمام المواطنين ويقضى على المعاناة التى يعيشها المواطن المصرى، مضيفًا أن البنية التحتية للمستشفيات لا تستوعب أكثر من 15 سريرًا فقط، وهو ما يزيد من تكدس المرضى ويضاعف الأمراض داخل المستشفيات.
نسبة العجز فى أطباء الطوارئ 30٪
يؤكد الدكتور محمد حسن خليل، رئيس لجنة الدفاع عن الحق فى الصحة، أن نسبة عجز الأطباء داخل مستشفيات وزارة الصحة وأقسام الطوارئ وصل إلى 30% ويتزايد فى الفترة الحالية، ما يؤثر على الخدمات الطبية المقدمة للمرضى ويشكل خطورة على صحة المواطن المصرى، لافتًا إلى أن أقسام الطوارئ تحتاج كل عناصر النظام الصحى فى مصر.
وأضاف حسن، أن أكبر نسبة عجز تقع فى أطباء الجراحة داخل أقسام الطوارئ وتتزايد بشكل مستمر، بالإضافة إلى نقص المستلزمات الطبية بسبب نقص الميزانية ما أدى إلى طرد العمالة الماهرة إلى دول الخارج بسبب الدخل المنعدم الذى يتقاضاه الطبيب فى مصر، قائلًا: «كافة المستشفيات المركزية والعامة غير مجهزة للتعامل مع حالات الطوارئ ويوجد بها نقص فادح فى كافة العناصر».
وقال رئيس لجنة الدفاع عن الحق فى الصحة، إن الحكومة لا تحترم النسبة المقررة فى الدستور للصحة والتى تتضمن 3% من الناتج المحلى للبلاد ويزداد تدريجيًا لتوفير نظام صحى سليم، مشيرًا إلى أن النظام الصحى فى مصر لم يحصل سوى على 2% من الناتج المحلى للبلاد العام الماضى ما يقود المنظومة الصحية إلى الانهيار بشكل تام إذا استمر الوضع فى الأعوام القادمة.
وشدد حسن على أهمية حل الأزمات التى يتعرض لها قطاع الصحة فى مصر من خلال توفير ميزانية كافية وأجور تعمل على تحفيز الأطباء للاستمرار فى العمل والاستغناء عن السفر، وتوفير المستلزمات الطبية المطلوبة حتى يحصل المواطن على نظام صحى سليم يناسب المصريين.
وحول الأمراض التى لا تتحمل الإهمال والتأخير فى أقسام الطوارئ، أكد حسن أن جلطة القلب الحاد، وهبوط القلب- والفشل التنفسى الحاد والفشل الكلوى وجراحات البطن الحادة -وانفجار الزايدة- وخرم الأمعاء أمراض تتأخر لمجرد دقائق تؤدى إلى وفاة المريض، وهذا يجب وضعه فى الاعتبار للحفاظ على الصحة العامة للبلاد، موضحًا أن القطاع الصحى لا يوجد على أولويات الحكومة المصرية ما أدى إلى تفشى حالة الإهمال داخل مستشفيات وزارة الصحة خصوصًا أقسام الطوارئ، مشيرًا إلى أن الحكومة رافضة الحق الدستورى لقطاع الصحة.
وتابع: «مهن الطب تحولت إلى شحاتة بفعل الإهمال الحكومى، بسبب حث رجال الأعمال على التبرع للمستشفيات، لافتًا إلى أن الدعوة إلى التبرع للقطاع الصحى يهبط بالرعاية الصحية إلى مستوى التسول، مؤكدًا أن أعلى فئة من ضريبة الدخل للأفراد انخفضت من 38% إلى 20% ما أدى إلى تدهور بعض مؤسسات الدولة وقلة الموارد فى البلاد.
الدكتور مدحت شكرى، وكيل وزارة الصحة بالفيوم، أكد أن نقص الإمكانيات والأدوية والمستلزمات الطبية وعدم الاهتمام بأجر الأطباء أهم الأسباب التى أدت إلى أزمة أقسام الطوارئ فى مستشفيات الصحة فى مصر، مشيرًا إلى أن أقسام الطوارئ تعانى من نقص شديد فى الأجهزة الطبية التى تعوق تقديم خدمة مميزة للمريض.
ولفت شكرى، أن حل مشكلة أقسام الطوارئ فى مصر يأتى من خلال توفير المستلزمات الطبية والأدوية وسد عجز الأطباء داخل الأقسام، والتدريب على كيفية التعامل مع الحوادث المختلفة لتقديم أفضل خدمة طبية للمواطن المصرى، قائلًا: «عجز الأطباء داخل أقسام الطوارئ يتراوح من 30% إلى 50% ما يؤدى إلى زيادة الأزمة، الأمر الذى يترتب عليه العديد من الاعتداءات على الأطباء على الرغم من أن الأطباء ليس لهم أى دور فى الأزمة.
وتابع: «تؤثر أزمة أقسام الطوارئ على العديد من الحالات التى لا تتحمل التأخير فى العلاج مثل الأزمات القلبية ما يتسبب فى وفاة المريض»، مشيرًا إلى أن الحكومة لا تقوم بتقييم أداء المستشفيات لمعرفة أوجه القصور حتى تعمل على علاجها لتوفير خدمة صحية سليمة للمواطن.
وشدد وكيل وزارة الصحة على أهمية تعريف المواطن لأقسام الطوارئ، لإتاحة الفرصة لعلاج الحالات الحرجة بدلًا من إهدار طاقة ومجهود الأطباء والمستلزمات الصحية فى أمراض مثل الصداع وقياس الضغط ما يعطل مرضى يحتاجون للعلاج بأقصى سرعة الأمر الذى يتطلب تغيير الثقافة والمفهوم لدى بعض المواطنين، مؤكدًا أن أقسام الطوارئ تشهد عجزاً كبيراً فى أطباء جراحة الأوعية الدموية والعناية المركزة وأطباء العظام.
وتحدث قائلًا: «خلى الدكتور يحصل على أجر مثل السباك حتى يتمكنوا من ممارسة عملهم دون ضغوط»، متابعًا معظم الطلاب فى كليات الطب لا يريدون الالتحاق بأقسام الطوارئ نظرًا لضعف الأجور، مشيرًا إلى أن ساعة دكتور الطوارئ لا تتخطى ال5 جنيهات فى مصر.
مستشفى بولاق.. «الموت علينا حق»!
الحال فى مستشفى بولاق الدكرور خصوصاً الطوارئ يتخطى فى ترديه، حال كافة مستشفيات الحكومة، حيث الإهمال ونقص الإمكانيات وتأخر الأطباء.. وهذه هى السمة الغالبة على المستشفى ووصلت إلى درجة شديدة من الرداءة وسط انتشار القطط والحيوانات بما ينبئ عن حال باقى الأقسام، والمريض الذى يلجأ للمستشفيات العامة هو فقط المريض غير القادر الذى لا يملك تكاليف العلاج فى المستشفيات الخاصة، لكن هذا لا يعنى أن يعالج على أسرّة مليئة بالدماء.
وعندما تخطو قدماك إليها ترى عجب العجاب، مريض فى حالة حرجة داخل قسم الاستقبال دون وجود طبيب الباطنة.
وفى قسم الاستقبال تجد طبيباً واحداً لم يستطع حتى قراءة رسم القلب الذى أجرى للمريض ولم يستطع إسعافه، إضافة إلى عدم وجود أى من الأدوية أو العقاقير اللازمة لإسعافه أو إسعاف الآخرين واقتصار عمل الطبيب على كتابة الأدوية للمواطنين لشرائها من الخارج.
وبنبرة غضب عبر أبو عمرو أحد الأهالى قائلاً: «مفيش قسم طوارئ بمستشفى بولاق.. إهمال وأخطاء فقط داخل المستشفى، مشيراً إلى أنه جاء لإسعاف ابنه بعد إصابته بجرح فى الرأس وفوجئ بعدم وجود أبسط الأدوات الطبية مثل الخيط والإبر والشاش والأدوية، فضلاً عن أن الأطباء يطلبون منه شراء ما يحتاجه من الخارج.
والأطباء يتركون المتدربين دون متابعة وهو ما يتسبب فى مضاعفة المرض للمواطنين بسبب قلة الخبرة وعدم المتابعة والرقابة بسبب عدم النظافة، غالبية المواطنين يلجأون إلى المستشفيات الحكومية لأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف المستشفيات الخاصة و«الغلبان مالوش مكان فى البلد دى»، وهى كلمات لخصت حالة الإهمال داخل مستشفى بولاق.
وفاء شعبان تعانى من آلام بالأسنان تقف أمام العيادة المتخصصة كانت فى انتظار دورها فى الطابور الطويل تقول: «أعانى من آلام شديدة بالأسنان يصعب على تحملها، ومع ذلك فرض علىّ الوضع الانتظار فى الطابور الكبير الذى يضم الكثير من المرضى ويعانون من نفس الألم، وهذا الوضع سببه عدم وجود عدد كاف من الأطباء للكشف على هذه الأعداد الكبيرة من المرضى.
وبلهجة شديدة استنكرت وفاء أسلوب تعامل الأطباء والموظفين واعتبارهم مجرد أرقام ليس أكثر، وقالت إن معظم مخالفات المستشفيات العامة هى نتيجة لضعف الإمكانيات المادية، إضافة للتعامل مع الفقراء على أنهم عبء زائد على المجتمع وليس باعتبارهم مواطنين لهم حق أصيل فى الحصول على علاج.
«المطرية».. مرحبًا بكم فى «السلخانة»
مبانٍ ضخمة على مساحات واسعة تحولت ل«مجزر لذبح البشر» لا أجهزة ولا أدوية.. تشعر بأنها استراحة مؤقتة للمواطن عند دخولها، مهمتها الوحيدة التى تقدمها عدم استقبال المرضى والاكتفاء بتحويلهم إلى مستشفيات أخرى بحجة عدم توافر إمكانيات أو سوء حالة المريض.
هكذا يقول هانى توفيق، أحد المرضى الذين تعرضوا لحادث أدى إلى كسر فى القدمين، مؤكدًا أن مستشفى المطرية فى القاهرة كان يرفض استقباله تمامًا لولا المعارف.. وهو يحتاج إلى عملية جراحية حتى يتمكن من السير مرة أخرى. المستشفى لا يحرك ساكنًا رغم أن الأطباء أكدوا أن استمراره دون إجراء العملية يتسبب فى مضاعفات قد تؤدى إلى عدم قدرته على الحركة مرة أخرى.
وبصوت هادئ يوحى بمدى الألم الذى يعانيه، يقول «هانى»: «مستشفيات الحكومة اسم فقط، لا تجد فيها سوى أجهزة متهالكة وأطباء غائبين.. وإن حضروا فكل ما لديهم سماعة وجهاز ضغط يكشفون بها على جميع المترددين عليهم، بدءاً من مرضى السرطان والقلب حتى المصابين بنزلات البرد والأنفلونزا».
وأضاف رمضان خطاب، أن الإهمال الذى استشرى فى أقسام الطوارئ والاستقبال فى المستشفيات الحكومية حرم الغلابة من أبسط حقوقهم فى الرعاية الصحية، والعلاج المجانى، وتركهم فريسة للأمراض، وعدم وجود أجهزه تساعد على تشخيص حالة المريض لتقديم العلاج المناسب له.
وتؤكد الإحصائيات أن أكثر من 60% من المستشفيات الحكومية تفتقر للخدمات الأولية للرعاية الصحية، وتشهد نقصاً واضحاً وملحوظاً فى الأسرة وأجهزة الأشعة، وعجزاً فى فنيى الأشعة، والأطباء وطاقم التمريض، ونقصاً فى الأدوية وتردى حالة الطوارئ، وأن المستشفيات تقوم بجمع التبرعات لحل تلك الأزمة داخلها ومنها المعهد القومى للمسالك البولية بالمطرية، وبعض المستشفيات بالمنصورة.
وأكد مصدر طبى رفض نشر اسمه، أنه لا توجد رؤية أو خطة موضوعة بشكل واضح من قبل وزارة الصحة لحل أزمة المستشفيات الحكومية، فضلاً عن حالة العشوائية التى تعمل بها الوزارة.
وشدد المصدر على ضرورة وضع خطة سياسات سنوية متكاملة قائمة على حساب زيادة السكان وخريطة الأمراض فى مصر، وبذلك نستطيع تحقيق بعض الأهداف التى تعمل على إصلاح مبدأ الرعاية الصحية فى مصر خلال السنوات القادمة، بالإضافة إلى زيادة ميزانية الصحة فيما يتعلق بالمستشفيات العامة.
وأضاف: هناك نقص شديد فى غرف العناية المركزة، ما يؤدى إلى إزهاق العديد من أرواح المرضى، مطالباً بضرورة وضع أسرة كافية داخل غرف العناية للحد من مشكلة العناية المركزة.
ولفت المصدر إلى أن ظاهرة تردى الخدمة الصحية الناتجة عن ضعف الإمكانيات المقدمة والموارد المتاحة وغير المتوافرة فى المستشفيات الحكومية وليس بسبب الأطباء.. فالمشكلة الأساسية هى مشكلة إدارة ونقص موارد وإمكانات.. فهل يعقل أن تكون ميزانية الصحة فى الموازنة العامة بأى بلد تحافظ على صحة مواطنيها لا تتعدى 5% من إجمالى الموازنة؟ ونرجع نقول الإهمال.. فالإدارة وعدم اهتمام الحكومة بالصحة هما المتسببان فى سوء أحوال الخدمة الطبية المقدمة للمريض.
«الحسين».. أقصر طريق للهلاك
مستشفى الحسين مثله كباقى «مقابر المرضى».. عندما تدخله يمكن أن تزيد أمراضك وحالتك النفسية عندما تشاهد تكدس المرضى فى قسم الطوارئ بالتزامن مع قلة الأطباء.
أسوار وحوائط متهالكة ومواسير تخرج منها رائحة الصرف الصحى، وقمامة فى أغلب أجزاء المكان، ومرضى حائرون يجلسون على الأرض ينتظرون من يحنو عليهم ويعرف ما بهم.
صحيح أن المسئولين يجددون أجزاء من المستشفى ولكن دون مراعاة وجود المرضى وراحتهم ممن أتوا فى الأساس ليرتاحوا من أوجاعهم وأمراضهم.
المستشفى مكتظ بالقمامة ومياه الصرف التى تجعل الحوائط عرضة للسقوط.
وقال محمود إبراهيم «30 عاماً» إنه أتى مع والدته إلى قسم الطوارئ فى مستشفى الحسين.. لكنه انتظر ما يقرب من ساعة حتى ينظر الطبيب إلى والدته وينهى المرضى بالطابور على حد قوله، مشيراً إلى أنه زار «طوارئ الحسين» أكثر من مرة ليعالج ذويه، ولكنه فى أغلب المرات لا يصرف إلا ما يقرب من نصف العلاج فقط، ثم يغادر المستشفى ليصرف العلاج على حسابه الشخصى من الصيدليات.
أضاف: إنه يأتى فى كل مرة إلى مستشفى الحسين لأنه لا يملك الأموال الكافية لعلاج ذويه فى مستشفيات أو عيادات خاصة، وبخصوص الحوائط ومياه الصرف الصحى أكد أن المصريين بشكل عام وأسرته بشكل خاص اعتادوا مثل هذه المشاكل فى مصر بشكل عام وأملهم الوحيد أن يعالج ذويهم فقط دون أى رفاهية.
«طوارئ المنصورة».. مستشفى واحد ل15 مليون نسمة
بالرغم من المشكلات والأزمات التى تواجه أقسام الطوارئ فى مصر لا يوجد سوى مستشفى طوارئ واحدة فقط فى دولة تضم 104 ملايين نسمة من السكان، ورغم ذلك لم تعمم التجربة للقضاء على مشكلة أزمات الطوارئ وتقديم خدمة طبية سليمة أثناء الحوادث أو الحالات الحرجة.
من المعروف أن معظم المصابين سواء فى الحوادث أو الحالات الحرجة إذا أحسن استقبالهم وعلاجهم فمن الممكن أن يتم شفاؤهم وعودتهم إلى الحياة العادية فى وقت قصير، ومن المعروف أن معظم هؤلاء المرضى فى سن الإنتاج مما يؤثر على القدرة الإنتاجية بصورة عامة.
إنشاء مستشفى الطوارئ الجامعى بمدينة المنصورة يجعل من الممكن استقبال حالات الحوادث والطوارئ من محافظات الدقهلية ودمياط وبورسعيد والغربية بالإضافة إلى بعض الحالات من محافظات أخرى عديدة (أى يخدم أكثر من 15 مليون نسمة).
ويعد موقع المستشفى فى المنصورة موقعاً ممتازاً، حيث إنه يقع فى منطقة «حوادث» بشرق الدلتا حيث ملتقى عدد من الطرق السريعة، وكذلك وجود عدد من المصانع الكبيرة بشرق الدلتا.
إن طريقة التعامل مع الحالات الحادة يختلف اختلافاً كبيراً عن التعامل مع الحالات المرضية العادية فى الفكر والإمكانيات المطلوبة للتعامل معها، الأمر الذى يتحتم معه تخصيص مستشفيات بذاتها للقيام بهذا العمل.
ويعتبر مستشفى الطوارئ بالمنصورة هو الأول من نوعه فى جمهورية مصر العربية، ولذلك فهو فى حاجة إلى كل الدعم الممكن لإنجاح هذه التجربة وتكرارها فى أماكن أخرى حتى يمكن تغطية الجمهورية بمجموعة من هذه المستشفيات.
ومنوط بمستشفى الطوارئ استقبال الحالات الحادة أو الحرجة هى أكثر المستشفيات تكلفة فى علاج المريض، وهذا بالضرورة يحتم زيادة إمكانياتها المادية عن أى مستشفى آخر، علماً بأن المستشفى مجاني بنسبة مائة فى المائة رغم التكلفة الهائلة لبعض العمليات الجراحية.
يعمل مستشفى الطوارئ على توفير الرعاية الصحية للحالات الحادة بحيث تضع هذه الخدمة المجانية المتميزة فى متناول كل مواطن تحتاج حالته لها مع العمل الدائم على تطوير ورفع مستوى الخدمة إلى جانب الواجبات التعليمية والبحثية.
العمل على مدار 24 ساعة وذلك لاستقبال الحالات الحادة والطارئة والحرجة وسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة للعلاج فى وقت أمثل.
إجراء الأبحاث العلمية المتخصصة لتحديد أوجه العلاج المناسبة لحالات الطوارئ بهذه المنطقة، وذلك لوضع بروتوكولات العلاج للبيئة المصرية.
إعداد الإحصائيات الطبية اللازمة لوضعها أمام متخذى القرار لتساعد على الارتقاء بمستوى خدمة الطرق والصناعة مما يستنبط الطرق الوقائية اللازمة لحماية العاملين بهذه البيئة.
أن يكون هذا المستشفى بمثابة مركز تدريب متخصص، وذلك لتدريب أطباء الوطن على مستوى المحافظات ويمكن الإعلان عن منح تدريب ودورات تعليمية لأطباء المنطقة العربية والبلاد المجاورة.
ربط هذا المستشفى بمثيلاته فى العالم، وذلك لرفع مستوى أداء الأطباء وإتاحة فرص التدريب والتبادل العلمى والمشاركة فى الأبحاث والندوات والمؤتمرات العلمية فى هذا المجال.
تم إنشاء مستشفى الطوارئ - جامعة المنصورة على مساحة 5000م مربع بتكلفة إجمالية 35 مليون جنيه وتم استلام المبنى فى سبتمبر 1991.
ويتكون المستشفى من الطابق الأرضى، ويوجد به الاستقبال والتعقيم المركزى ومولدات الكهرباء والسنترال والغلايات والاستعلامات واستقبال المترجلين (وبه عدد 2 حجرة كشف - حجرة جراحات بسيطة - حجرة أشعة - استقبال العظام) وبنك الدم.
الحديقة الأمامية وبها: مبنى شئون المرضى - الاستعلامات - التسجيل الطبى.
الحديقة الخلفية وبها تضم المخازن - الصوبة الزراعية - الورش.
يحتوى الطابق الأول للمستشفى على الاستقبال الرئيسى المكون الذى يضم 8 غرف كشف، 2 غرفة علاج، غرفة الجبس وملحقاته (3 أسرة - حجرة عمليات، فضلًا عن غرفة لعلاج الجراحات الأولية البسيطة بها 2 أسرة ، وغرفة لعلاج حالات السموم، غرفة الإنعاش الأولى وذلك للحالات الحرجة مزودة بأجهزة مونيتور وجهاز تنفس صناعى وأجهزة صدمات كهربية، كما يوجد بها أجهزة رسم قلب وجهاز تنظيم ضربات القلب، جناح الأشعة بأنواعها المقطعية والتلفزيونية والعادية، جناح العمليات ويشتمل على ثلاث غرف للعمليات، صيدلية لصرف العلاج.
والطابق الثانى.. يحتوى على ثلاث غرف للعمليات والعنايات الجراحية المركزة وقسم المعامل بالإضافة إلى مكاتب الإدارة.
والطابق الثالث.. يضم قطاع الخدمات، جميع أجهزة التكييف المركزى والورش والمخازن، ويضم الطابق الرابع عنابر المرضى - الشئون الإدارية، والطابق الخامس، يضم عنابر المرضى - غرف العلاج بأجر، ويضم الطابق السادس، عنابر المرضى - وحدة إنقاذ الحياة - المكتبة - غرف العلاج بأجر، ويضم الطابق السابع، سكن الأطباء - معمل السموم - الكافيتريا - الصيدلية.
«طوارئ أوسيم».. وكالة من دون بواب
على بوابة مستشفى أوسيم المركزى، تجد خمسة من أفراد الأمن منتشرين، ما يشعرك بالأمان والطمأنينة عند زيارة المستشفى.. لكن جميعهم ليس لهم أى عمل إلا تنظيم حركة السيارات وفتح الأبواب لها، لا يسألون أبدًا عن سبب دخولك المكان أو ما تحمله بداخل حقائبك إذا كنت تدخل المستشفى مع زملائك وأصدقائك وأنتم لا تشتكون من أى مرض.
وفى الداخل تحديدًا فى قسم الطوارئ ليلًا تجد عشرات المرضى، كلاً فى همه ومرضه يعانى وحيدًا ينتظرون بالساعات حتى يتم النظر لهم.
ووسط كل هؤلاء طبيب واحد فقط، يعمل كالنحلة وحيداً، يساعده بعض أفراد الأمن فى جوانب تمريضية وأشياء بسيطة يعرفونها على مدار خدمتهم فى المستشفى، وأملًا فى الحصول على بعض الجنيهات من المرضى بعد الانتهاء من مساعدتهم.
ويلجأ بعض المواطنين من ذوى المرضى، إلى الصراخ والعويل والبلطجة على الطبيب ومسئولى المستشفى، أملًا بأن هذه الطريقة ضرورية لسرعة الكشف على مرضاهم وإنجازهم، ما يجعل المستشفى رأسًا على عقب ويتبادل كل طرف الاتهامات بين طبيب مقصر ومريض يجب أن ينتظر حتى يأتى دوره.
وقال محمد مجدى، من أقارب أحد المرضى، إن المستشفى يظهر فى جزء الطوارئ نظيفاً للغاية، لكن مستشفى أوسيم كبير، موضحًا أنه جاء ذات يوم ودخل إلى الساحات الواسعة ويشاهد فيه القمامة والإهمال، مشيراً إلى أن المشكلة الأكبر فى مستشفى أوسيم هى ندرة الأطباء، وأن أباه وقع على الارض ورأسه يحتاج إلى 9 غرز وجلس ينتظر قرابة ساعة حتى ينتهى الطبيب من عمله مع المرضى الآخرين ويأتى الدور على والده.
وقال مصدر طبى داخل المستشفى، إن «أوسيم المركزى» يعالج جميع المرضى بمبالغ رمزية للغاية، وإن المشكلة الوحيدة التى يعانى منها المستشفى هى ضعف الإمكانيات وميزانية المستشفى وكمية الدكاترة، مشيرًا إلى أن المريض عندما يأتى يعتقد أن الحل الوحيد لعلاجه بسرعة وباهتمام هو البلطجة على الطبيب والمسئولين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.