انتاب أهالي طلاب قرية "شرهي" بمحافظة بني سويف، حالة من الذعر ، عقب استيقاظهم على خبر تسمم 130 طالبًا من أبنائهم إثر تناولهم وجبة "كشري" من إحدى العربات الجائلة المرابطة أمام المدرسة التعليمية، وتم نقلهم لمستشفى إهناسيا العام لتلقى العلاج والإسعافات اللازمة. وفي هذا الصدد قال خبراء، إن هذه الظاهرة تتكرر في كل موسم دراسي ولا أحد يستطيع السيطرة عليها و لا وجود للرقابة الصحية التي تترك الطلاب فريسة للباعة الجائلين. وأكدت الدكتورة شادية ثابت، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أن الباعة الجائلين يتواجدون بشكل مكثف أمام المدارس أثناء فترة الدراسة ،ويقومون ببيع منتجاتهم الغذائية مجهولة المصدر للطلاب، وبحكم عملهم بالشارع يكونون أكثر عرضة للفيروسات المنتشرة. وشددت عضو لجنة الصحة، على أهمية الرقابة بشكل مكثف، وكذا انتشار الأمن بمحيط المدارس والمناطق التعليمية، للحد من انتشار الباعة الجائلين والحفاظ على الصحة العامة والقيام بتفعيل الأدوات الرقابية، والتي على رأسها شرطة المرافق والأحياء لمطاردتهم ومنعهم من التواجد داخل محيط المدارس التعليمية، والانتهاء من ظاهرة الأطعمة الفاسدة التي انتشرت في الآونة الأخيرة. من جانبه، قال دكتور محمود عمر، رئيس قسم طب الصناعات بالقصر العيني، مؤسس المركز القومى للسموم، إن عربات الأغذية الموجودة في أروقة الشارع المصرى و المنتشرة أمام المدارس التعليمية أغلبها لا يحمل ترخيصًا و لا يخضع للرقابة الصحية ، فضلاً عن استخدام البائع لمواد تجهيز مجهولة المصدر على سبيل المثال غسل الأواني المستخدمة في الطهي من مياه مجهولة المصدر. وأضاف عمر:" لابد من وقوع حالات تسمم فالأدوات المستخدمة غير صالحة للاستخدام الآدمي و ما يهم البائع في المقام الأول هو الربح السريع غير عابيء بالأضرار الصحية و الذي يلحق الصبية الصغار و طلاب المدارس ، فضًلا عن غياب دور الرقابة من الجهات المنوط بها متابعة أصحاب العربات المتجولة وعلى رأسها المحليات و وزارة الصحة و وزارة الداخلية". وأشار عمر، إلى أهمية أن يكون هناك وسائل حماية من الجهات الرقابية، وحملات لمراقبة الأغذية المباعة ومراجعة الأواني المستخدمة في الطهي وكذا النظافة الشخصية للبائع، مؤكدًا على أهمية أن لا يكون هناك تهاون في تطبيق مثل هذه الإجراءات لما يلحق بأضرار لأبنائنا الطلاب يأتى على رأسها الأمراض المزمنة مثل الإصابة بمرض " المصران " و " الكبد الوبائي " وهي أمراض تنتقل العدوى منها عن طريق الأغذية. وطالب الأهالي بضرورة توعية أبنائهم بعدم تناول أغذية ومشروبات مجهولة المصدر، وكذا الزيارات الميدانية للمدارس ومتابعة كانتين المدرسة و التحقق من وجود وسائل حفظ للأغذية آمنة و الإبلاغ فورًا للجهات المعنية عن أي ملاحظات تلحق الضرر بالصحة العامة. وفى السياق ذاته، رفض درويش حيدر، مدير عام التعليم العام بمديرية تربية تعليم بنى سويف الإدلاء، بأي تصريحات صحفية ، مستطردًا بقوله أن الأمر هو من اختصاص إدارة إهناسيا محل واقعة حالات إصابة طلاب المدرسة بالتسمم و النزلات المعوية ، رافضًا التعليق أو الإفصاح عن أي إجراءات إدارية في الفترة المقبلة.