"عربات الكبدة" المنتشرة في الشوارع.. باتت مصدرا للخطر علي صحة المواطنين.. فهي تبيع الموت في شكل "ساندويتش".. خاصة أن معظم إن لم يكن جميع هؤلاء الباعة يأتون ببضاعتهم من مصادر مجهولة.. هذا بخلاف أن "الكبدة" سريعة التلف وتحتاج لطرق معينة للحفظ والتخزين لأن البكتيريا تستطيع بسهولة أن تتخلل أنسجة الكبدة الضعيفة مما يؤدي إلي التسمم ثم الشلل ثم الوفاة كما حدث مع عمال ناهيا الأربعة الذين لقوا حتفهم نتيجة تناولهم الكبدة من الشارع. حذر الخبراء من تناول "الكبدة" من الشوارع خاصة أن 50% من بائعي الكبدة لا يحملون شهادات صحية ومن الممكن أن يكونوا حاملين للأمراض وأيضا انهم يستخدمون أدوات وأواني غير نظيفة مما يؤدي إلي تفاعل الكبدة مع هذه الأدوات مما يؤدي للتسمم. طالب الخبراء بتخزين الكبدة في درجة حرارة لا تزيد علي 18ْ حتي لا تتعرض للتلف السريع.. مطالبين بتزويد موظفي الأحياء والأطباء البيطريين بأجهزة حديثة لفحص الأطعمة. * د. سامي طه نقيب البيطريين يقول إن حادث تسمم عمال تراحيل اثر تناول وجبة كبدة ليست الأولي ولن تكون الأخيرة وعلينا الاجابة عن سؤال من الجهات المسئولة عن مراقبة ما يسمي ب "أكل الشوارع"؟ وهل يتم مراجعة وتفتيش علي القائمين بهذا العمل؟ وهل الهيئة العامة للخدمات البيطرية تعرف مصدر هذه "الأكباد" التي يتم استيرادها من الخارج وتضمن صلاحيتها للمواطنين؟!! يضيف ان أخطر حالات التسمم تأتي من تناول الكبدة والتي تؤدي إلي الإصابة بأمراض تليف الكبد إذا لم تحدث وفاة لمن يتناولها علي المدي البعيد.. منوها إلي أن وزير التموين لم يضع في اعتباره الشروط والمعايير المناسبة التي يجب أن تتوافر في الطعام الذي يتناوله المصريون وهل هذا الطعام صالح للاستخدام الآدمي أم لا؟ وهل هناك تحاليل بالمعامل المركزية المختصة لمعرفة مدي صلاحية الكميات التي يتم تداولها في الأسواق؟ وهل معامل الطب البيطري لديها الإمكانيات الحديثة للكشف علي "أكباد" الحيوانات. أشار د. طه إلي ضرورة أن نعلم حقيقة بعض الجزارين الذين يقومون ببيع اللحوم السوداني وهل يتم فرض عليهم كميات "الكبد المستوردة" أم لا؟ لذلك مطلوب من الجهات المسئولة الرد علي هذه التساؤلات لأن حياة المصريين في خطر!! * د. سامية المهدي أستاذ بمعهد البحوث البيطرية تقول ان معظم أصحاب عربات الكبدة المنتشرة في جميع أنحاء الجمهورية من ذوي الضمائر الخربة يقومون بشراء بضاعتهم من مصادر مجهولة وغير مطابقة للمواصفات الغذائية هذه البضاعة "الكبدة" يتم تخزينها في صناديق بها كرات ثلجية وعندما يذوب الثلج تفسد ويتركونها دون حفظها في الثلاجات ثم يتم طهيها في أوان يعلوها الصدأ وأيضا تتعرض للأتربة وبكتيريا الهواء ثم يقومون ببيعها للمواطنين علي أنها "أطعمة" آمنة وللأسف دون رقابة صحية خاصة أن معظم بائعي الكبدة لا يحملون شهادات صحية تسمح لهم بمزاولة المهنة. تضيف د. سامية ان من الضروري أن تكون "الكبدة" المباعة في الأسواق سليمة مصدرها حيوان مذبوح علي الطريقة الإسلامية وداخل المجازر المعتمدة من هيئة الطب البيطري ومختومة بأختام سليمة وصحية وآمنة. حذرت د. سامية من تناول "الكبدة" في الشوارع لأنها من الممكن أن تحتوي علي طفيليات سامة وهو الميكروب المسمم "البيترورزم" وهو ميكروب ينتج نتيجة عدم حفظ الأطعمة في مكان بارد وهو ما تسبب في شلل المصاب ووفاته في الحال. * د. فتحي النواوي أستاذ الرقابة الصحية بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة يؤكد أن جميع الوجبات التي تباع علي عربات الباعة الجائلين فاسدة لأن هذه المأكولات تحتوي علي تلوث بيولوجي أو تلوث كيميائي وخاصة الكبدة فهي تحتوي علي كميات كبيرة من السموم نتيجة لتخزين الحيوان قبل ذبحه جميع السموم في الكبد وهذه السموم وحدها كفيلة لأن تسبب تسممًا ووفاة في الحال إذا كان الحيوان مريضا قبل الذبح. أما في حالات التسمم بسبب عربات الكبدة يكون سببها ميكروب "كلوسترديم بيتيولينم" هذا الميكروب إذا تواجد في الكبدة المقدمة يسبب شلل وموت في الحال وتسمي الحالة المرضية "بيتروليزم" ولكن قد يكون سبب الوفاة مسبب كيماوي يأتي بسبب وجود تلوث في الأوعية والأواني التي يستخدمونها هؤلاء الباعة فهي تحتوي علي مادة سامة موجودة بالألومنيوم تتحد مع الكبدة المحملة أساسا بالميكروبات وينتج عنها تسمم فوري إذا تركنا الحالة لمدة ساعة وتموت في الحال. * د. رأفت عبدالله طبيب بيطري يقول إذا تم الحصول علي تصريح رسمي بدخول كميات الكبدة إلي البلاد وبها أختام من وزارة الصحة وهيئة الطب البيطري والمعامل المركزية لصحة الحيوان فبذلك نكون قد سلمنا بأنها صالحة للاستهلاك الأدمي ولكن الخطر الأكبر يكون في طريقة حفظ الكبدة والحفاظ عليها في درجة من المفترض أنها لا تزيد عن "- 18ْ" مئوية لكن ما يحدث بخلاف ذلك فإن طريقة الحفظ تكون غير سليمة وبالتالي تتراكم بها البكتيريا السامة وتنمو خلال فترة عدم حفظ الكبدة في الثلاجات وبالتالي تكثر حالات التسمم نتيجة في حدوث تهتك في أنسجة الكبدة تخلل البكتيريا بداخلها. أضاف: ان المشكلة في طريقة النقل والتخزين الخاطئة لأن بعض التجار معدومي الضمير يتركون الكبدة معرضة للأتربة والشمس وتتراكم بها البكتيريا ثم يقومون بوضعها في الثلاجات وعند تجهيزها للطهي يتركونها خارج الثلاجات حتي يذوب منها الثلج ثم يقومون بطهيها وهذا أخطر أنواع التسمم لأن هذه الفترة تكون الكبدة قد تعرضت للهلاك هذا بخلاف طريقة التجهيز الخاطئة حيث يقوم الباعة باستخدام أدوات غير معقمة وغير نظيفة من أواني وأدوات الطهي هذا بالإضافة إلي العمال الذين يعملون في هذا المجال و50% منهم لم يحصلوا علي شهادات صحية موثقة من معامل وزارة الصحة بمزاولة هذه المهنة ومن الممكن أن يكونوا حاملين لأمراض قد ينقلونها للأطعمة وبالتالي تتسبب حالات التسمم. * د. محمد سعيد مدير عام مراقبة الأغذية بوزارة الصحة سابقا يقول إن تناول الكبدة من أخطر ما يكون لأن هذا الجزء تحديدا يسمي "الفلتر" الذي يخلص الجسم من السموم الذي يكون حاملها الحيوان فإذا كان الكبد فاسد سيؤدي إلي الإصابة بالتسمم الغذائي في الحال. أضاف ان الأغذية المكشوفة عموما تعتبر سموما لأنها تباع علي أرصفة الشوارع وتكون أكثر عرضة للتلوث والأتربة وبالتالي تساعد في تفشي الكثير من الأمراض وزيادة حالات التسمم.. مؤكدا انه في ظل غياب الرقابة الصحية وانعدام الضمير يصبح كل شيء مباحا ويكون الكسب السريع علي حساب حياة المواطنين من الأبرياء الذين يضطرون لتناول هذه الأطعمة لرخص سعرها. طالب د. سعيد الجهات المسئولة في المحليات معاقبة المخالفين وتفعيل الرقابة الصحية والكشف الدوري علي الشهادات الصحية لمن يزاول المهنة والكشف علي صلاحية الكبدة عن طريق ممثلين من هيئة الطب البيطري. أشار إلي ضرورة مراقبة وفحص الأغذية والأطعمة التي تباع علي الأرصفة والتأكد من سلامتها وعدم تلوثها بالفيروسات التي تنقل الأمراض ومنع بيعها مكشوفة علي أن يتم تسليم "الباعة" باكيات مغلفة يتم البيع من خلالها وتزويد موظفي الحي والأطباء البيطريين بأجهزة لفحص الأطعمة. * د. مجدي نزيه رئيس التثقيف الغذائي بالمعهد القومي للتغذية يقول هناك تقصير في التثقيف الصحي للمواطنين لأنهم يتناولون هذا الأطعمة دون دراية بمدي خطورتها حيث أثبتت الدراسات الطبية ان هذه الأطعمة الملوثة تسبب أمراضا خطيرة وقاتلة نتيجة تعرضها للملوثات المعدنية من الأدوات المستخدمة في طهيها مما يسبب أغراض التسمم الغذائي وهي القيئ والإسهال والغثيان والمغص الحاد وارتفاع في درجة الحرارة والتعرق وفي حالات أخري الموت السريع. * أسامة السقعان رئيس حي بولاق الدكرور يقول ان هناك مجموعة من الباعة الجائلين يعرضون بضاعتهم من الأطعمة المكشوفة والأغذية الفاسدة في الشوارع دون أدني رقابة صحية مما يسبب نقل مباشر للأمراض. وبعد حالات التسمم الأخيرة من تناول "الكبدة" ووفاة 4 في منطقة ناهيا قمت بمصادرة ومطاردة جميع عربات الكبدة بائعيها والقبض عليهم وتحرير محاضر بيئة وإرسالها إلي معامل وبرفقتها عينات من الكبدة لفحصها والتأكد من صلاحيها من عدمه بعدها قمت بمنع استخراج أي تصاريح لتلك العربات والقيام بحملات يومية لمصادرة جميع العربات ومصادرة البضائع وتحرير محاضر ضد الباعة. أضاف ان البائعين يقومون بشراء الكبدة بسعر 12 جنيهًا للكيلو وتكون منتهية الصلاحية بالإضافة إلي تخزينها بطريقة خاطئة وخارج الثلاجات بالتالي كل هذا يتسبب في ظهور حالات التسمم.