انتشرت مؤخرًا ملاجئ و فنادق إقامات الحيوانات الأليفة فى المدن الجديدة المحيطة بالقاهرة ، و تزامنت معها زيادة فى أعداد متاجر بيع هذه الحيوانات ومستلزماتها و احتياجاتها ، و لاقت هذه التجارة رواجًا شديدًا حتى أن مبيعات بعض متاجرها قد تخطت حاجز العشرة آلاف جنيه فى اليوم الواحد . و بات هذا الانتشار لافتًا للنظر خاصة مع دخول الكثيرين من أوساط اجتماعية مختلفة فى هذا المجال الذى لا يخلو من طرافة الهواية والتسلية والربح فى آن واحد، بمن فيهم السيدات اللاتى انقسمن إلى فئتين الأولى تعتبرها مصدرًا جديدًا لزيادة الدخل و مزيد من الوجاهة الاجتماعية، و الأخريات تعتبره بابًا من أبواب العطف و الرفق بالحيوان، قامت الوفد بجولة فى عالم تجارة و إيواء الحيوانات الأليفة فى مصر و التقت ببعض من أصحاب المتاجر التى تبيع احتياجات الحيوانات الأليفة فى منطقة التجمع الخامس ، والذين أجمعوا أن هذه التجارة لا تفرق بين الرجال و النساء فى جرأتهم على خوض المنافسة ، حيث أصبحت ذات عائد مادى كبير جدا ، بالإضافة إلى قيام بعض السيدات بهذه التجارة من بيوتهن ، فتأتى بكلب أو قطة من الأنواع الغالية و تقوم بتربيته و رعايته لبعض الوقت ، ثم تتاجر به و تأخذ مقابلا ماديا لمن يريد تزويجه لكلبه او قطته ، ثم تشارك صاحب الذكر أو الأنثى للولدان و تقوم ببيع كل وليد بمبلغ و قدره ، يمكن أن تصل مجاميع هذه المبالغ فى آخر كل ولدة من 7 إلى 10 آلاف جنيه ولم تقتصرهذه التجارة على المناطق الراقية وانما امتدت الى المناطق الشعبية حيث يتباهى بعض المراهقين بكلابهم المستوردة بمختلف أنواعها. و انقسمت أيضا مشاريع إيواء و علاج الحيوانات الأليفة إلى نوعين الأول تجارى يتكسب من إقامة الكلاب و القطط لديه سواء بالساعة او اليوم او أكثر وهى تدر عائدا مغريا على حد قول أحد أصحاب مؤسسة إيواء ، حيث تصل تكاليف إقامة الكلب أو القطة فى اليوم من 50 إلى أكثر من 100 جنيه ، حتى وصل الأمر إلى أن تحولت عيادات علاجات الحيوانات الأليفة من أماكن للكشف الطبى فقط ، إلى أماكن للإيواء باليوم ، و يقول أحد أطباء هذه العيادات الذى رفض ذكر اسمه إننا نضع الكلب او القطة فى قفص كبير الحجم حتى يسع أكثر من واحد ، مع رعايته طبيا و غذائيا إلى ان يأتى صاحبه ، و تداول بعض أصحاب الحيوانات الأليفة نشر شكواهم على مواقع التواصل الاجتماعى من بعض فنادق و أماكن إيواء الحيوانات التى انتشرت فى الهرم و العجوزة و التجمع الخامس و الرحاب ، و يتخذ بعضها شكل شقق مثل حضانات الأطفال و الرضع بالضبط ، و قال بعض المشتكين إن هذه الأماكن للتجارة فقط و لا ترعى الحيوان فى غياب أصحابه و علق أحد هذه الحسابات يدعى عماد بأنه ترك كلبه « رود فايلر» و هو من الأنواع غالية الثمن و الشرسة و ذهب ليسافر مع أسرته يومين فى أحد المنتجعات السياحية و عاد ليجد كلبه ميتا ! ، بعد تكلفته مبلغ فاق الثلاثة آلاف جنيه فى إقامته لدى هذا الفندق الذى يقع فى التجمع الخامس ، و كان يريد عماد أن يخضع كلبه للتشريح حتى يعرف السبب الحقيقى لموته . إضافة الى أن البعض يهدفون فقط لجمع التبرعات والمساعدات لمشروعهم على أساس أنه عمل خيرى. إلا أن هناك نوعًا آخر من أماكن الإيواء و لكنه يجمع بين الجانب التجارى و الإنسانى ، حيث تقول مدام لبنى حلمى رئيس مؤسسة حماية الحيوان فى سقارة ، إنها لا تهدف إلى الربح بقدر ما تهدف إلى تحقيق مبادىء الإنسانية و الرحمة ، حيث تقوم بجمع الحيوانات الضالة فى الشوارع و خاصة المصابة بكسور أو شلل أو الذين قام أصحابهم بالتخلص منهم ، ثم تأخذهم المؤسسة و ترعاهم و تقوم بعلاجهم و تعرضهم للتبنى ، و تستنكر مدام لبنى توجه أجهزة الدولة للتخلص من هذه الحيوانات الضالة بالسم الذى تم تحريم استخدامه دوليا ، و توضح ان الحل هو إجراء عمليات معينة لمنعهم من التكاثر ، كما تقدم مؤسستها الرعاية الطبية و الإقامة للحيوانات الأليفة نظير أجر معين و ذلك بهدف الإنفاق على الباقين من الحيوانات الضالة الذين لا يرعاهم أحد لأن المؤسسة تعيش على التبرعات ، و تضيف حلمى ان المجتمع المصرى ما زال يفتقد ثقافة الرفق بالحيوان و خاصة من دون الأنواع غالية الثمن و هى ما تعتبره تفرقة غير لائقة.