تم مؤخرا حبس الصحفى التونسى " نصر الدين بن سعيده " مدير جريدة " التونسيه" على إثر نشر الجريده صوره للاعب ريال مدريد " سامى خديره " (ألمانى الجنسيه /تونسى الأصل ) هو وصديقته عارضة الأزياء وهى شبه عاريه . بعد التحقيق تم إخلاء سبيل كاتب الموضوع ورئيس التحرير ، بينما تم حبس مدير الجريده الذى أعلن مسئوليته عن الموضوع بحكم مسئوليته فى الجريده . وبعد الحكم بحبسه دخل الصحفى التونسى فى إضراب عن الطعام .. القضيه غير عاديه ، فالتحقيقات تمت وفقا لقانون العقوبات ، وتم تجاهل قانون حرية الصحافة والمطبوعات والنشر ، وهو القانون المفترض الإحتكام إليه فى قضايا النشر !! اللاعب "خديره " إعتبر أن ما حدث مع الصحفى التونسى شيئا محزنا ومتنافيا مع حرية التعبير ، مشيرا إلى أننا نعيش فى القرن الحادى والعشرين ، فى إشارة إلى إستنكاره ماحدث للصحفى التونسى . فإذا كان هذا هو حال صاحب الحق الشخصى فى القضيه ، فالحق العام مكفولا بقانون حرية الصحافة ،بعيدا عن قانون العقوبات ، الذى عانت منه الأسره الإعلاميه كثيرا فى النظم السابقه . القضيه تدفعنا إلى التساؤل : هل يجوز بعد الثورة أن تتم محاكمة الصحفيين وفقا لقانون العقوبات ، فى تحدى صارخ لحرية التعبير ؟ هل فى تونس الآن تيار راديكالى يسعى حثيثا إلى التضييق على حرية الإعلام ؟ هل يكون حبس الصحفى التونسى خطوة طائشة يمكن تداركها وتصويبها فى إتجاه حرية الإعلام ، أم أنها خطوة أولى على طريق تركيع الإعلام ؟ لسنا ضد محاسبة من يخطئ ، ولا ضد الخروج على النسق المجتمعى ، ولكننا بالتأكيد ضد من يقف فى وجه حرية التعبير ، وضد محاكمة قضايا النشر بغير قوانين النشر . لقد نجحت الثورة فى مصر وتونس فى القضاء على أنظمه عاتيه ، وإستبشر الجميع بإنفراجه كبيره فيما يخص حرية الإعلام والتعبير ، إلا أن إعلام دول " الربيع العربى " شهد فوضى شديدة ، قد تكون مقبوله فى مراحل التحول ، إلا أن ماهو مرفوض شكلا وموضوعا هو التراجع عن حرية الإعلام تحت أى ظروف وتحت أى مسمى . فالإعلام فى دول " الربيع العربى " فى حاجة شديدة إلى وضعه على طريق الحريه المسئوله ، فلاينبغى أن يتعدى أحد على هذه الحريه ، وفى المقابل لابد من وضع تلك الحريه فى إطار من المسئولية القانونية والمجتمعية ، تحت غطاء قوانين حرية الصحافه وحرية التعبير . الأوضاع فى تونس سيكون لنا معها أكثر من وقفه ، إنطلاقا من متابعتى الشخصيه للشأن التونسى ، أما الأوضاع فى مصر وبخاصة الإعلام المصرى سيكون لنا معها وقفات ووقفات ، فالإعلام فى مصر الآن يشهد فى كثير من مواضعه فوضى أوإنفلات أو سيطرة لعقول النظام السابق بنفس نمط إدارته للأمور ، وهو ماسنطرحه لاحقا . ------------ المستشار الإعلامى/ عمرو محسوب النبى