مع بداية كل عام دراسى، يشهد سور الأزبكية رواجاً من نوع مختلف، فالسوق الأشهر للكتب الذى يرتاده المثقفون من كل مكان طوال ما يقرب من قرن من الزمان، يصبح قبلة للأسر الفقيرة التى أرهقتها المصروفات الدراسية وارتفاع الأسعار، فيتوجه المئات يومياً لهذا السور الذى يبيع الكتب الدراسية سواء كانت كتباً خارجية أم كتباً مدرسية بأسعار زهيدة. فبالإضافة لمكتبات بيع الكتب الأدبية والثقافية المنتشرة بجوار محطة مترو أنفاق العتبة، التى يصل عددها إلى 132 كشكاً، توجد مجموعة من المكتبات التى تخصصت فى بيع الكتب الدراسية، خاصة الكتب الخارجية التى أصبحت ترهق ميزانية أى أسرة، بالإضافة إلى كتب اللغات للمدارس الخاصة والتجريبية، التى تباع بأسعار فى متناول يد الجميع. إلى السور العتيق توجهت هبة محمود لشراء الكتب الخارجية لأبنائها الثلاثة، عمر 3 ثانوى، حبيبة 2 إعدادى، وخالد 4 ابتدائى، وأشارت إلى أنها توجهت إلى المكتبة القريبة من منزلها، فاكتشفت أن الكتب الخارجية ستكلفها حوالى 2000 جنيه، هذا غير مصاريف المدارس والدروس التى بدأت من شهر أغسطس الماضى، وأضافت: إحدى صديقاتى أشارت على بهذا المكان فتوجهت إليه وجدت الكتب مستعملة والسعر يختلف حسب الاستعمال، فمثلًا كتاب الفيزياء 3 ثانوى سعره فى المكتبة جديداً 100 جنيه، هنا وجدته ب50 فقط، وكتاب الرياضيات ثمنه 110 يباع هنا ب60 وفى النهاية ممكن أفاصل مع البائع وأنا وشطارتى. وهناك التقينا وأحمد مجاهد، الموظف الذى ألحق ابنيه بمدارس تجريبية، وأكد أنه يتوجه كل عام إلى السور لشراء كتب اللغات لتوفير مصاريف المدرسة، حيث يقوم بدفع المصاريف الإدارية فقط بينما يشترى كتب اللغة الإنجليزية من السور بسعر منخفض، ففى حين تضيف الوزارة حوالى 300 جنيه أو أكثر إلى المصروفات كثمن لكتب المستوى الرفيع، اشتريها أنا بحوالى 70 أو 80 جنيهاً، وأدفع المصروفات الإدارية للمدرسة التى تصل إلى 300 جنيه، وبذلك أوفر ولو جزءاً قليلاً من المصروفات أوجهه لأى بند آخر. يذكر أن سور الأزبكية عرف منذ ما يقرب من قرن من الزمان حينما كان بائعو الكتب يمرون ببضاعتهم على رواد مقاهى وسط القاهرة، ويأخذون قسطاً من الراحة بجوار سور حديقة الأزبكية، وبعد فترة أصبح هذا مقرهم الدائم، حتى قامت محافظة القاهرة بانشاء الأكشاك لهم فى موقعهم الحالى، ولكن سيد محمود، أحد الباعة، أكد أنه مع مرور الأيام قل الإقبال على الكتب الثقافية التى كان السور متخصصاً فى بيعها، لذلك لجأ كثير من أصحاب الأكشاك إلى العمل فى بيع الكتب الدراسية، وأصبحنا ننتظر بداية العام الدراسى حيث تروج هذه التجارة، خاصة بعد تحرير سعر الصرف وارتفاع أسعار الورق، ما أدى لزيادة الأسعار فى المكتبات الأخرى، وسألناه عن السبب فى انخفاض الأسعار فى السور حتى فى حالة بيع الكتب الجديدة، قال إن هذه نسخ مقلدة والناس تقبل عليها نظرًا لانخفاض أسعارها، فالأسرة لا يهمها جودة الطباعة ولا نوعية الورق خاصة فى الكتب المدرسية بقدر ما يهمها سعر الكتاب، وهذا ما نعمل نحن عليه. وأضاف: هناك كتب مستعملة وأخرى جديدة والسعر يختلف حسب حالة الكتاب والمشترى، وأحياناً نخفض الأسعار أكثر رحمة بالناس، وأشار إلى أن كتب المرحلة الابتدائية كانت تتراوح بين 5 إلى 10 جنيهات فى العام الماضى، ولكنها زادت قليلًا هذا العام بسبب ارتفاع الأسعار، مشيرًا إلى أن كتب الإعدادى تتراوح بين 20 إلى 40 جنيهًا للكتاب، وكتب الثانوى من 30 إلى 60 جنيهاً، ومهما كانت أسعارنا، فهى أرحم كثيرًا من أسعار المكتبات الأخرى.