كتب الدكتور خالد عزب مدير المشروعات بمكتبة الإسكندرية مقالا يقول في مقدمته : من من المثقفين العرب لم يشتري كتابا من سور الأزبكية ، الذي لعب دوراً في توفير الكتاب المستعمل لنا جميعا، هنا تكمن أهمية هذا السور الذي جاء مشروع مترو الأنفاق وبلاً عليه ، ففي كل مرحلة يجري تحريك السور من موقعه إلى أن أصبح السور الآن سجين تحت وطأة الباعة الجائلين الذين يزحفون عليه يوماً بعد اليوم ، بل ويغلقون الطريق إليه ،وزاد الطين بله ، أن صراعاً دول مكان السور الحالي بدأ بطرح فكرة نقله مرة أخرى لإقامة مسجد في موقعه بتشجيع من بعض الدعاه وبعض مسئولي محافظة القاهرة . وزيادة في النكابات طارد اتحاد الناشرين المصري باعة الكتب في السوق بأن وضعهم تحت مقصلة محافظة القاهرة بألا تجدد تراخيصهم إلا بعد الرجوع له ، متهما باعة السوق بتزوير الكتب .
هذا الهموم كلها حملها إلى اثنين من خبراء الكتب القديمة والمستعملة الحاج حربي الذي قدم جده من الصعيد ، ليعمل في الكتب القديمة ويشتري في الخمسينيات مزار كتب بثلاثة آلاف جنية ، هذا الأمر كانت له فطرة خاصة وذكاء حاد في التفريق بين موضوعات الكتب وأنواعها دون أن يقرأ أو يكتب ، والأستاذ محمد قاسم الذي يعد من خبراء الكتب القديمة والمستعملة المعدودين في مصر .
يضيف عزب : هذا الأمر يقتضي منا جميعا أن نتكاتف مع هؤلاء ، خاصة مع مؤشرات بدأت تظهر في ظل الركود الحالي في مصر على قول بعض أكشاك سور الأزبكية لتداول لسلع أخرى غير الكتب ، فهل ترى يوما سور الأزبكية يصبح مقراً لبيع الأدوات الصحية كما تحولت الفجالة اليوم من مركز للكتاب إلى مركز للأدوات الصحية واعتبر عزب أن ذلك يقتضي مساعدة الباعة بالسور على إقامة نقابة أو جمعية أو رابطة ترعى شئونهم ، وتثبيت أوضاع ومكان سور الأزبكية الحالي وفتح ممر منه إلى شارع 26 يوليو ، واقامة نقاش بينهم وبين اتحاد الناشرين حول المصالح المتبادلة وقضايا مكافحة تزوير الكتب ، تحفزيهم على تسجيل أنشطتهم ومبيعاتهم .
كما أضاف أن اندثار وذبول تجارة الكتب المستعملة في مصر لتؤشر على ذبول الثقافة في مصر ، إذ بدون هذه التجارة لن نعثر على كتاب نادر ، ولمن تتداول المكتبات بعد وفاة من اقتناها من مثقف لآخر ، ولن يجد الفكر سبيلا لكي يكون نوراً للعقول