تجولت صفحه المرأة والطفل فى عدد من الأكشاك بسور الأزبكية أشهر سوق فى مصر لبيع الكتب الدراسية -الخارجية والمدرسية- والمراجع و تعليم اللغات وغيرها من الكتب، وفى هذا المكان بوسط البلد بمنطقة العتبة حيث تجد فيه أعدادا كبيرة من الأمهات والآباء الذين يرغبون فى شراء الكتب الرخيصة لتحقيق حلمهم البسيط فى تعليم أبنائهم على قدر إمكاناتهم.. وبسؤال إحدى الأمهات عن سبب إقبالها على شراء الكتب من السور قالت إن لديها خمسة أبناء فى مراحل التعليم المختلفة، والكتب الجديدة فى المكتبات قد يصل سعر الواحد منها عشرين جنيها، ونفس الكتاب تجده فى الكشك ولكن طبعة السنة الماضية لا يتجاوز سعره خمسة جنيهات حسب حال الكتاب. وتقاطعنى فجأة أم محمد القادمة لشراء كتاب لأبنائها لازم تكون واعية عند شراء الكتب لأن البائع إذا لاحظ أنك ميسورة الحال سوف يستغل ذلك ويغالى فى السعر، وكل واحد حسب شطارته، كما يجب عليك أيضا أن تحددى الكتب التى تلزمك حتى لا تجدى نفسك تشترين ما لا حاجة لك به، ولا يخدعك غلاف الكتاب وقبل الشراء اسألى فى أكثر من كشك. وفى الجانب الآخر من السور حيث المراجع الجامعية تقف إحدى الطالبات مها محمد كلية التجارة تفاصل فى سعر مرجع فى إدارة الأعمال يبلغ ثمنه 20 جينها، وقالت أن الجديد منه سعره أكثر من مائة جنيه، وإذا قامت بتصويره فلن يكون بنفس الجودة، وأضافت أنها تزور دائما سور الأزبكية لشراء ما تحتاجه، وكذلك أصدقاؤها. والى جانب من الكشك الطالب مينا مهيب يفاصل البائع فى سعر كتاب (تعلم اللغة الايطالية بدون معلم) الذى لا يتجاوز ثمنه خمسة جنيهات ويقول أنه فى الصف الأول الثانوى والدروس الخصوصية غالية بالنسبة له، ولذلك وجد أن ذلك هو من أسهل الطرق للتعلم مع الاستعانة بالانترنت لتحقيق حلمه للالتحاق بكلية السياحة والفنادق قسم الإرشاد السياحي. وتتدخل الأم سهيلة محمد فى الحوار بالدعاء له لأنه يشعر بالمسئولية ويقدر الظروف الصعبة لأسرته وارتفاع تكاليف التعليم التى تتمثل فى الدروس الخصوصية التى تبدأ من شهر أغسطس للشهادات وتنتهى فى شهر مايو، مؤكدة أنها تشترى الكتب المدرسية والخارجية من سور الأزبكية منذ سبع سنوات، وتأتى فى الموعد نفسه للشراء لأبنائها الأربعة حيث إن كل الكتب التى تشتريها لا تتجاوز المائة جنيه فى حين بالمكتبات الأخرى قد تدفع أكثر من ذلك جدا. والذى يلفت الانتباه فى السور بعض الطالبات ذوات المستوى الاجتماعى المميز وبسؤالهن أوضحن أنهن يدرسن فى إحدى الجامعات الخاصة ويحتجن إلى كتابة النقد فى بعض الروايات الأجنبية لأدباء مشهورين ولأن هذه الروايات نادرة وغالية فيحضرن إلى السور للحصول عليها، وتنصح احداهن بعدم سؤال البائع بإلحاح ولا تبدى الاهتمام فى الحصول على الكتاب، لأن البائع يحدد سعر الرواية حسب السؤال عليه بلهفة وليس لقيمته، وتضيف أخرى بنصيحة بالحذر فى شراء هذه الروايات لأن هناك نسخا غير أصلية. وأخيرا فى أحد الأكشاك أم خميس سيدة بسيطة تعمل فى مساعدة ربات البيوت بأعمال المنزل ولديها خمسة أولاد، تفاصل أم خميس البائع لأن أسعار الكتب غالية بالنسبة لها، وتتساءل: لماذا لا يقوم طلاب المدارس الخاصة بالتبرع بالكتب القديمة التى يستغنون عنها للمدارس الحكومية ليحصل على الكتب -بدون مقابل- أصحاب الدخول البسيطة مثلنا، وبصوت حزين تتمنى من أصحاب المدارس الخاصة تخصيص جزء من إيرادات المدرسة لمساعدة طلاب المدارس الحكومية الموجودة بالعشوائيات سواء بالكتب القديمة أو جزء من المصروفات التى تمثل عبئا عليهم.