أعدت «هالة» أمسية شاعرية لتحتفل مع زوجها بعيد ميلاده أضيئت الشموع وأعدت أجمل وجبات الطعام وارتدت أرقى ثيابها.. ظلت فى انتظار قدومه، جلست جوار باب شقتها تتخيل لحظات قدومه إلى المنزل وكيف ستلتقى به.. ظلت هكذا ساعات طويلة وحينما تبدد لديها فوجئت به يطرق باب الشقة هرولت إلى المرآة الكائنة بجوار باب شقتها، لتطمئن على أناقتها وجمالها.. فتحت الباب سريعًا طلبت منه إغماض عينه وأمسكت بيده. مشت معه إلى غرفه نومهما ثم طلبت منه فتح عينه.. وجد الزوج الغرفة مزينة بالورد والشموع.. شكر الزوجة على اهتمامها ورقتها معه.. ثم قبلها فى جبينها وطلب منها تحضير طاولة الطعام هرولت الزوجة مسرعة إلى المطبخ وهى فى كامل سعادتها وقفت تجهز الطعام وبعد دقائق معدودة وقفت تنادى على الزوج فلم يستجب إليها عادت تنادى عليه مرة أخرى وشعرت بالقلق عندما بحثت عنه ولم تجده اتصلت بهاتفه المحمول... فاكتشفت أن هاتفه ملقى على السرير. دب الشك فى قلبها بخطوات سريعة ذهبت إلى إحدى شرف المنزل لتكتشف الكارثة التى تعيشها.. وجدت الزوج يلعب الكرة مع جيرانه فى الشارع. لم تصدق نفسها من هول الصدمة.. حملت حقيبة ملابسها وذهبت إلى بيت أسرتها وهى فى حاله انهيار. طلب منها والدها الهدوء على أساس أنه سيتصل بزوجها ليفاجأ هو الآخر بأن الزوج لم يشعر أساساً بغياب ابنته عن بيتها.. قررت الزوجة أن ترفع دعوى خلع على زوجها للتخلص من داء الكرة المصاب به.. أمام محكمة الأسرة بزنانيرى وقفت تروى قصتها قائلة أنا لست تافهة أو ناقمة على حياتى دون أسباب يبدو سبب قضيتى تافهة بالنسبة للجميع لكنها أزمة كبيرة بالنسبة لى فزوجى يعشق الكرة يعتبرها أساسيات الحياة كالماء والهواء فلا بد أن يمارس رياضته يومياً فى أى وقت من اليوم ليل نهار بالرغم من أننى تعرفت عليه منذ أربع سنوات، فإننى كنت لم أكتشف هذه اللعنة التى سلطت على حياتى. تصمت الزوجة لعدة دقائق ثم بدأت كلامها قائلة: تعرفت على زوجى خلال سنوات الجامعة كان زملائى يحسدوننى على قصة حبى لحسام.. خاصة أنه كان من المتعارف انهيار العلاقات العاطفية وعدم استمرارها خلال سنوات الجامعة.. عقب تخرجنا تقدم إلى والدى وبالرغم من ظروفه المالية الصعبة وافق والدى على طلبه بعد أن أخبرته بأنه حب عمرى كل هذه الفترة لم اكتشف علته لا أعرف كيف حتى الآن.. الحق يقال إن والدى تحمل عبئاً كبيراً من تكاليف الزواج وبعد مرور عام تم عقد قراننا فى أحد المساجد الشهيرة وانتقلت للعيش معه.... كانت أيامنا الأولى من أسعد وأمتع أيام حياتنا لكن بدون أن أشعر بدأ الملل يتسرب إلى حياتنا وبدأ زوجى فى الهروب من المنزل بحجة لعب الكرة مع أصدقائه.. لجأت كثيراً لوالدى لكن دون جدوى فلم يستمع زوجى إلى أحد وأصر على ممارسه هوايته ليل نهار.. ويقول إنها متعته الوحيدة لا يستطيع الإقلاع عن لعب الكرة، فهى إدمان بالنسبة له. فى أحد الأيام نشبت بيننا مشاجرة كبيرة تركت على أثرها بيتى وتوجهت إلى والدى.. طلبت منه أن يطلقنى لكنه طالبنى بأن أجدد مشاعرنا مؤكداً لى أن الزوجة عليها العامل الأساسى فى استمرار الحياة الزوجية.. بعكس الرجل من السهل عليها هدم بيته فى لحظات.. اقتنعت بكلامه وعدت إلى منزلى مقررة أن أعد جواً شاعرياً لزوجى احتفالاً بعيد ميلاده.. أملاً فى جذب انتباهه لكن بكل أسف لم يهتم زوجى نهائياً بما أعددته له لدرجة أنه تركنى وحيدة فى المنزل ليلعب الكرة مع أصدقائه فى الشارع.. لم أحتمل بروده معى أكثر من ذلك وتوجهت إلى منزل والدى وأنا متخذة قرار عدم العودة إليه مرة أخرى مهما كلفنى الأمر. نعم، لن أعود إليه مرة أخرى، فقد فضل الكرة علىَّ، أحيانًا يتركنى مريضة أعانى ويهرب إلى لعب الكرة وينسى نفسه لساعات وهو يلعب.. إنها حقاً مأساة سيدة ربما لا يقدرها الكثيرون.. ولكن الكرة تحولت إلى مأساة حياتى. إنها زوجته الثانية.