كان الزوج يجلس على الأريكة منتظراً أن تنتهى زوجته من إعداد الطعام وفجأة يقف ويهرول إلى المطبخ ليشاهد أوانى الطعام وهى تحترق لأن زوجته كانت خارج المطبخ لم يتحمل المشهد ليصرخ فى وجهها ويبدأ فى الاعتداء عليها بالضرب المبرح وبالرغم من محاولاتها الفرار من بين يديه، فإن جسدها النحيل لم يتحمل الضرب فتسقط مغشيًا عليها وبدلاً من أن يرق قلب الزوج لشريكة حياته قام بدفعها خارج المنزل لتجد نفسها والجيران قد تجمعوا حولها لإنقاذها. تتمالك الزوجة العشرينية نفسها وتبدأ فى ضبط ملابسها، ثم تطلب من جارتها إعطاءها إيشارب لتضعه على رأسها لتتمكن من الذهاب إلى بيت أسرتها.. تسير بخطوات بطيئة متهالكة لتصل إلى بيت أسرتها وبمجرد أن شاهدت والدتها قامت بإلقاء نفسها فى حضنها، لتبكى بدموع محترقة وقلب معتصر على ما شاهدته من عذاب على يد زوجها. فى اليوم الثانى مباشرة توجهت الزوجة إلى محكمة زنانيرى لترفع دعوى خلع على زوجها. وفى اليوم المحدد لنظر دعواها وقفت الزوجة تسرد قصتها أمام قاضيها وتبدأ كلامها قائلة: زواجى تقليدى لم أتعرف عليه جيدًا حتى خلال فترة كنت مشغولة بإعداد عش الزوجية فلم أدقق النظر فى تفاصيل زوجى بعد مرور أكثر من عام على خطبتنا تم عقد قراننا فى أحد المساجد الكبرى لنسافر فى اليوم الثانى إلى إحدى المدن الساحلية لقضاء شهر العسل ولأول مرة اكتشفت عشق زوجى للطعام فقد كان يمضى معظم أوقاته داخل المطاعم تصورت أن حياتنا الجديدة والسفر أسهم فى شعوره بالجوع بعد مرور عدة أيام على نفس الوضع تخيلت أن أوقات الفراغ الكبيرة تسببت فى خلق جو الجوع المستمر لزوجى أو أنه يقضى وقت فراغه فى تناول الطعام وأننا فور عودتنا إلى حياتنا العادية سيعود زوجى إلى طبيعته.. لكن الوضع الذى اكتشفته فى زوجى زاد عقب عودتنا بل زاد سوءاً لأننى أصبحت المسئولة الأولى والأخيرة عن طلبات زوجى المستمرة عن الطعام فى أحد الأيام اكتشفت أن أغلب وقتى أقضيه داخل المطبخ فطلبت منه إحضار جهاز تليفزيون صغير داخل المطبخ لاتباع برامج الطعام على القنوات المتخصصة توقعت أن يرفض طلبى، لكنه وافق فورًا وفى اليوم الثانى قام بشراء التليفزيون ووضعه فى المطبخ وليت الأمر اقتصر على ذلك فقط، بل بدأ فى متابعة برامج الطبخ ومطالبتى بتنفيذها عملياً. سئمت من حياتى كثيراً واشتكيت لوالدتى لكنها حاولت تهدئتى وأقنعتنى بأن قلب الزوج دائماً فى معدته وطلبت منى الصبر على ابتلائى. حاولت أن أتعايش مع مأساتى وبدأت فى تعلم فنون الطهى حتى يكون زوجى سعيداً، لكن بكل أسف باءت محاولاتى بالفشل الذريع، فهو لا يشبع ولا يمل من طلب وصفات جديدة للطعام وبلا مبالغة سيدى لا أغادر المطبخ طوال يومى بدءاً من تحضير الفطار وحتى العشاء، بالاضافة إلى الوجبات الخفيفة بين الوجبات.. تحولت إلى طباخة وفقط.. زاد وزنه وقلت حركته.. وأصبح شغله الشاغل ماذا يحضر لى كى أعده له فى المطبخ وحول المطبخ إلى منزل مصغر حتى لا أخرج منه أو أمل الوجود به.. ورضيت بذلك ولكن خرجت سيدى فى يوم الواقعة لقضاء حاجتى وفقط وللأسف احترق الطعام وكانت الطامة الكبرى تحول زوجى إلى ذئب كاد يفترسنى وألقى بى فى الشارع، إنه الطعام عشق زوجى الأول والأخير. هذا هو حالى سيدى، ولك الحكم.