2٫4 مليون طالب «مخترع» ينتظرون الدعم الكافي فضيحة:16 عامًا من التفوق الدراسي تعادل مكافأة لاعب كرة في 5 دقائق مفاجأة: حرمان المبتكرين من درجات التفوق أسوة بالمتميزين رياضياً 440 ألف طالب عبقري في مدارس مصر .. وحوالي 2 مليون آخرين شديدي الذكاء يمكن بسهولة أن يصبحوا عباقرة، بدعم بسيط من الأسرة وأساتذة المدارس.. الرقم قد يراه كثيرون مبالغًا فيه، وقد يتعامل معه البعض كما لو كان نكتة ، خاصة وأن الشائع أن حال تلاميذ مدارس مصر، في العموم ، لا يسر حبيبًا.. ولكن ..هذا الرقم الضخم من العباقرة موجود بالفعل في مدارس مصر ،حسب تأكيدات الخبراء الذين أكدوا أيضا أن هناك غيرهم حوالي 5 ملايين تلميذ وطالب في المدارس ، يمكن أن يصبحوا عباقرة لو وجدوا رعاية خاصة واهتمامًا متزايدًا في سنوات عمرهم الأولي. إذا كانت مصر تمتلك هذا المنجم من العباقرة ، فهل سيصبح كل هؤلاء ، علماء ومخترعين ومبدعين في المستقبل القريب.. أم ستتبخر مواهبهم وتغرق عبقريتهم في بحور المشكلات والأزمات المجتمعية ؟.. سؤال آخر: هل في مصر من يرعى العباقرة الصغار، أم أن مؤسسات الدولة تتجاهلهم باعتبارهم « شوية عيال»؟.. وهل لهذا الجيش الكبير من العباقرة أي مردود علمي؟ .. والمفاجأة التي ستدهش الجميع أن إجابة كل هذه الأسئلة بالإيجاب.. ولكن عادتنا في مصر أن « الحلو مبيكملش».... قبل أيام زف الدكتور جمال شيحة رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي في البرلمان بشرى تقول إن اللجنة أعدت مقترحًا لزيادة مكافأة التفوق الدراسي من 12 جنيهًا شهريا لتصل إلى 1000 جنيه للطلاب الذين يتخطى مجموعهم 95%، و1500 جنيه لمن يصل مجموعهم إلى 98%. ورغم أن تصريحات الدكتور شيحة تم ترويجها على أنها بشرى كبيرة ، إلا أنها كانت في الحقيقة وخزة ضمير لكل من يعرف قيمة التفوق العلمي .. ذلك أن مكافأة التفوق الدراسي الحالية( 12 جنيهًا شهريا) ، لا تشتري سوى كيلو مانجو، أو3 قطع آيس كريم من النوع المتوسط! وهذه المكافآت تثير السخرية والحزن معا على حال المتفوقين خاصة إذا ما تمت مقارنتها بالمكافآت التي يحصل عليها لاعبو كرة القدم عندما يفوزون في مباراة ما ، وهي مكافآت تتراوح بين 5 آلاف و50 ألف جنيه لكل لاعب في المباراة الواحدة !..وهو ما يعني أن المكافأة التي سيحصل عليها المتفوق منذ التحاقه بالدراسة وحتى تخرجه من الجامعة أي طوال 16 عاما تقارب ما يحصل عليه لاعب الكرة كمكافأة عن 5 دقائق لعب، ركل فيها الكرة بقدمه أو برأسه! ورغم قسوة المقارنة بين مكافآت اللاعبين بأقدامهم ، وبين مبدعي الرأس والفكر، إلا أن البدء في رفع مكافآت التفوق تعد خطوة جيدة في تصحيح أوضاع ظلت مقلوبة لسنوات وعقود طويلة ، وكانت نتيجتها هذا التراجع العلمي والإبداعي الذي تعانيه مصر منذ سبعينيات القرن الماضي .. ولكن هل هذه الزيادة كافية ؟..وهل لا يستحق المتفوقون دراسيا وإبداعيا في المدارس أكثر من زيادة قيمة بدل التفوق ؟..يجيب الخبير التربوي د.إسماعيل عثمان قائلاً: بالطبع .. زيادة مكافآت التفوق وحدها لا تكفي، خاصة وأن رعاية الموهوبين والمتفوقين يعد أحد أهم دعائم التقدم في مصر » ويضيف « إهمال المتفوقين في مصر ، هو السر وراء تأخرنا العلمي والاقتصادي ، وآن الأوان لهذا الحال أن يتغير ». يعيدنا كلام الدكتور « إسماعيل عثمان» إلى سؤال ظل مطروحًا لعدة قرون ، وهو لماذا يتقدم الغرب ويتأخر العرب؟.. ذات السؤال اقترن بسؤال آخر أكثر مرارة: لماذا كان المكتشفون والمخترعون الذين غيروا وجه الحياة على الأرض، من الأجانب، ولم نجد بينهم من العرب والمصريين إلا ما يوازي قطرة مياه في المحيط الهادي؟ .. الملايين تطوعوا بالإجابة عن السؤالين، وانحصرت إجاباتهم في أسباب دينية، واجتماعية ، ومالية، فيما أرجعه البعض لمؤامرات غربية تستهدف إغراق العرب وفي القلب منهم المصريون ، في بحور الجهل والتخلف والفقر. عالم نوبل الراحل أحمد زويل كان أحد أصحاب الإجابات المتميزة عن ذات السؤالين ، فقال قولته الشهيرة « الغرب ليسوا عباقرة ونحن لسنا أغبياء، هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل».. وعندما يقول الدكتور «زويل» مثل هذا الكلام فلابد أن نتوقف طويلا أمام ما قال ليس فقط لأنه العالم الكبير الحاصل على نوبل ، ولكن لأنه يتحدث عن تجربة حياتية بعدما عاش عقودا في مصر ، وعاش عقودا أخرى في الغرب. « نحن نحارب الناجح حتى يفشل» عبارة أكثر قسوة من كل شفرات الذبح، وهل هناك قسوة أكثر من محاربة الناجح حتى يفشل؟.. ولكن من يفعل ذلك ؟.. من الذي يحارب الناجحين حتى يفشلوا؟.. رحل العالم «زويل» دون أن يحدد على وجه الدقة من هم الذين يحاربون الناجح حتى يفشل.. وإذا كان التعليم في الصغر مثل النقش على الحجر ، فلابد وأن إفشال الناجحين يبدأ من الصغر.. من مدارس مصر .. والدليل على ذلك هو أن كثيرًا من المخترعات كان وراءها أطفال، ولكننا لم نرَ شيئا كهذا في مصر .. فالحاسب الآلي الذي غير الحياة في الكون اخترعه الإنجليزي شارلز باباج وهو في سن التاسعة عشرة ..وطريقة برايل الشهيرة التي مكنت المكفوفين من القراءة ، اخترعها لويس برايل وعمره 15 عامًا.. وشيستر جرينوود ذو الخمسة عشر عاما، اخترع في عام 1873 واقي الأذن ..والأمريكية تايلور هيرنانديز اخترعت قوالب الاسفنج السحرية، والتي يتم التحكم فيها باستخدام مغناطيس ذي جاذبية قوي.. وكان عمرها وفتئذ قد تخطى العاشرة بقليل ..والإنجليزي والتر لاينز عندما كان طفلا في الرابعة عشرة من عمره ، اخترع الاسكوتر ، لعبة الأطفال الشهيرة، وذلك عندما كان في الخامسة عشرة من عمره ..والبريطاني بيتر شيلفرز اخترع لوح التزحلق على الأمواج في 1958، وعمره 12 عاما، و الأمريكي فرانك ابيرسون ابن ال11 عاما اخترع المصاصة في 1905، والطفل الأمريكي اوستن ميجيت ذو الخمس سنوات اخترع مقود دراجة لحمل كرة البيسبول والمضرب والقفازات الخاصة .. أما جون جي ستون باركر هو أصغر مخترع على الإطلاق، فاخترع عام 1989آلة تأخذ شكل نجمة تمنع الثلج من الانزلاق خارج كأس الشراب.. وكان عمره وقتها 4 سنوات. وأمام هذا الحال يثور السؤال: لماذا لا نرى في مصر مخترعين صغارًا؟.. وهل في مصر من يرعى العباقرة الصغار، أم أن مؤسسات الدولة تتجاهلهم باعتبارهم « شوية عيال»؟ قوة كبيرة إذا أردت أن تعرف مستقبل أي دولة فانظر إلى أطفالها.. وأطفال مصر، على أي مقياس يمثلون قوة كبيرة ، فعددهم حوالي 2 2 مليون تلميذ وطالب، وحسب تقديرات خالد زنون - رئيس جمعية بنك الأفكار ، المهتمة بشئون الاختراعات والمخترعين فإن مدارس مصر تضم حوالي 440 ألف عبقري( يمثلون 2%) - وحوالي 2 مليون تلميذ وطالب شديدي الذكاء يمكن أن يصبحوا عباقرة بقليل من الاهتمام والرعاية من الأسرة والمدرسة .. ويقول « أغلب الدراسات اتفقت على أن الطفل المصري من أكثر أطفال العالم ذكاء خلال سنوات عمره الأولى ، وعندما يصل إلى الثانية عشرة من عمره ، يدخل كثير من الأطفال المصريين في حالة انتكاسة كبيرة في مستوى الذكاء ، والسبب عدم اهتمام الأسرة بتنمية ذكاء طفلها ، وتجاهل المدارس تنمية مهارات التلاميذ ، وتغافل المدرسين عن دعم وتشجيع المبدعين والعباقرة من التلاميذ». ويعترف « زنون» بأن مصر شهدت خلال العامين الأخيرين اهتماما واضحا بالتلاميذ والطلاب المبدعين والموهوبين .. وقال « هذا الاهتمام خطوة لا بأس بها ولكن لا نزال نحتاج لمزيد من الجهد والعمل حتى نستفيد من عباقرة مصر الصغار مثلما هو الحال في دول أوربا او اليابان أو حتى في إسرائيل » البداية! كلام « زنون» ينطوي على سؤال مهم، وهو ماذا فعلت مصر خلال العامين الأخيرين فيما يتعلق بدعم المبدعين والموهوبين في المدارس؟.. بحثت عن إجابة السؤال في وزارة التربية والتعليم وأكاديمية البحث العلمي باعتبارهما الجهتين المعنيتين بالمبدعين والعباقرة في المدارس والجامعات.. في وزارة التربية والتعليم ، ومنذ عامين بالتمام والكمال من الآن تم إنشاء إدارة خاصة لاكتشاف ورعاية الموهوبين في المدارس، وخلال هذه الفترة - حسب تأكيدات مديرة تلك الإدارة الدكتورة هالة عبدالسلام - تم إنشاء 20 مركزًا في كل محافظات مصر ، لرعاية ومساندة ودعم الموهوبين والمتميزين، من خلال عدة برامج تستهدف تنمية مهارات المبدعين ، وتنمية التفكير الإبداعي، في مجالات البحث العلمي والمخترعات ومجالات الإبداع المختلفة الأخرى، وتذليل كل العقبات والمشكلات التي تواجههم». وبالإضافة لتلك المراكز- تواصل الدكتورة هاله عبدالسلام- أنه تم تدريب 12 الف مدرس في كل محافظات مصر لاكتشاف الموهوبين والمبدعين في كل المدارس لإدراجهم ضمن القوائم التي ترعاها مراكز دعم الموهوبين». وشددت مديرة إدارة رعاية الموهوبين بوزارة التربية والتعليم على أن الإدارة ترعى وتدعم كل الأفكار الإبداعية والاختراعات التي يتوصل إليها طلاب وتلاميذ المدارس، وتساعدهم في المشاركة بالمسابقات العلمية والمعارض الدولية، وتتواصل مع الجهات المعنية في مصر حتى تخرج اختراعات العباقرة الصغار للنور .. وقالت « نقدم كل هذه الخدمات لتلاميذ وطلاب المدارس مجانا ، ودون أن نطلب منهم سداد أيه رسوم أو مبالغ مالية، ويتم بالفعل سفر المئات من التلاميذ للخارج للمشاركة في معارض ومسابقات ومؤتمرات علمية دولية». وأضافت « وزارة التربية والتعليم وقعت بروتوكولات تعاون مع أكاديمية البحث العلمي وكل الجهات المعنية في مصر من أجل دعم ومساندة التلاميذ والطلاب المبدعين في كل مدارس مصر». جامعة الطفل في أكاديمية البحث العلمي وجدت منظومة متكاملة لدعم العباقرة الصغار .. هذه المنظومة تحمل اسم جامعة الطفل ، وهي نتاج تعاون متواصل بين الأكاديمية ووزارتي التربية والتعليم العالي .. عمل هذه المنظمة باختصار عبارة عن تدريب التلاميذ المبدعين من سن 6 سنوات وحتى 15 سنة، داخل جامعات مصر الحكومية، حيث تسمح كل جامعة حكومية لهؤلاء التلاميذ بالحضور إليها يوما كل أسبوع لتلقي تدريبات علمية والخضوع لبرامج تعليمية خاصة لتنمية مهاراتهم ، يشرف عليها اساتذة كل جامعة. وبحسب الدكتور عاطف عامر المنسق العام لمشروع جامعة الطفل بمحافظة الشرقية ، والأستاذ بكلية العلوم جامعة الزقازيق ، فإن كل محافظة من محافظات مصر ، تشهد منذ عام 2015 تنفيذ مشروع جامعة الطفل، وكل من يلتحق بهذا المشروع المجاني يخضع لبرنامج مكثف لتنمية مهاراته وقدراته في 7 مجالات ، تشمل العلوم الطبية والهندسية والبيئية إضافة إلى مجالات الطاقة والمياه ، وتدوير القمامة » وناشد «عامر» أولياء الأمور بالتواصل مع مشروع جامعة الطفل ، والذي ينفذ في كل محافظات مصر .. وقال « المشروع بداية جادة لرعاية كل العباقرة والمبدعين في كل المدارس، ولا يتطلب الاشتراك فيه سوى تقديم طلب على الموقع الاليكتروني للمشروع، وبعدها سينال كل تلميذ رعاية خاصة جدا من أساتذة الجامعة في كل التخصصات ، وسيشارك في تجارب علمية داخل معامل كليات الجامعة المختلفة». وأضاف « مشروع جامعة الطفل في محافظة الشرقية رعى 79 تلميذا في عام 2015، ارتفع العدد إلى 204 أطفال عام 2016، سيضاف إليهم 300 تلميذ في العام الدراسي 2017-2018 » وأضاف كل تلميذ لديه اختراع أو فكرة مبدعة يريد تنفيذها سيجد من يدعمه ويرعاه وينمي مهاراته من خلال جامعة الطفل التي تقدم هذه الخدمة مجانا » أوجاع ما سمعته في وزارة التربية والتعليم وفي أكاديمية البحث العلمي حول الاهتمام بالعباقرة الصغار ، كان في مجمله يبعث على الأمل في أن المبدعين في مدارس مصر ، صار لهم أب يرعاهم داخل مؤسسات الدولة ، وما زاد أملي أكثر وأكثر هو وجود قائمة طويلة تضم تلاميذ صغارًا حققوا إنجازات وابتكارات علمية مبهرة نالت شهرة عالمية ، وفازوا بالمراكز الأولى في مسابقات عالمية ، ووصل نجاح عباقرة مصر الصغار لدرجة أن واحدًا منهم وهو بيشوي كمال ( 17 عاما) والطالب بالصف الثالث الثانوي حصل على 3 دكتوراه و2 ماجستير ، ومنها دكتوراه فخرية من جامعة كمبردج البريطانية عن ابتكاراته في علم النبات. وحصل أيضاً على الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة عن فلترة مياه البحار.. وبدأ منذ فترة في إلقاء محاضرات على طلاب أكثر من جامعة خارج مصر ، رغم أنه يزال في هذه السن الصغيرة . وعلى رأس العباقرة الصغار في مصر أيضا وليد عبادي(16 سنة) الطالب بالصف الأول الثانوي بإحدى مدارس كفر الدوار بمحافظة البحيرة ، والذي فاز بالمركز الأول على المستوى العربي في مسابقة المخترعين الصغار والتي نظمتها إنجلترا عام 2014 ، وشارك في تلك المسابقة باختراع يولد الطاقة من الخلايا النباتية، وفي عام 2015 فاز بالمركز الأول في ذات المسابقة باختراعه جهازًا مضادًا للصواريخ ، وفي 2016 فاز بالمركز الأول في مسابقة أصغر مخترع في العالم باختراع يقاوم ديدان الأرض. قائمة العباقرة الصغار تضم أيضا التلميذة صفاء طه ( مواليد 2003) ابنة محافظة الجيزة والتي ولدت بإعاقة في يديها وقدميها ، ومع ذلك قهرت تلك الإعاقة ونجحت في الكتابة على الكمبيوتر بذقنها، وتمكنت وهي في هذه السن الصغيرة من تطوير برنامج إكسل الشهير، وأن تؤلف عدة قصص ، كما اخترعت جهازا أطلقت عليه الأيدي الحساسة « الذي يمكنه تحديد درجة حرارة كل حيوان ، ويقيس نبضات قلبه، ويحدد حالته العامة بمجرد تناول الحيوان للماء او الطعام من وعاء خاص ملتصق به الجهاز، الذي يرسل تلك البيانات لموبايل صاحب الحيوان. وعندما شاركت صفاء في المسابقة العالمية للرسم لسفراء السلام الصغار فازت بالمركز الأول ، بعدما فازت ايضا بلقب سفيرة السلام العالمي والتحدي. ورغم كل ما يحمله هؤلاء العباقرة الصغار من بشرى تشير بوضوح إلى أن القادم أفضل ، إلا أن الدكتور محمد العبادي - والد العبقري الصغير وليد العبادي- وأستاذ البساتين والفاكهة في جامعة دمنهور ، أكد لي أن الطريق لم يعد ورديا بشكل كامل أمام العباقرة الصغار .. ويقول « نعم هناك اهتمام من عدة جهات سواء فى وزارة التربية والتعليم أو في أكاديمية لبحث العلمي ، ولكن لا تزال هناك ثغرات كثيرة تمثل عثرات كبيرة في طريق العباقرة الصغار ». ويضيف« أول هذه الثغرات، هو أن الجهات المسئولة لا تهتم سوى بالمتفوقين، والذين يحافظون على نجاحهم، أما من يفشل منهم بعد نجاحه، فلا يجد من يسانده أو يدعمه، أو يساعده للخروج من كبوته، كما أن هناك تلاميذ وطلابًا مبدعين ومخترعين وحتى الآن لا يجدون من يمد لهم يد العون ». وأشار الدكتور عبادي الى أن الدعم المادي الذي يتلقاه المبدعون والمخترعون لا يزال ضئيلا.. ويقول « إذا شارك المخترع الصغير في مسابقة عالمية تتكلف 60 ألف جنيه فإنه لا يحصل من أكاديمية البحث العلمي سوى على حوالي 6 آلاف جنيه فقط». وأضاف« كان من المفروض أن يشارك نجلي وليد خلال العام الحالي في مسابقة كأس العالم للمخترعين الصغار ، والتي نظمتها إندونسيا ،وهذه المشاركة والسفر والإقامة وصلت تكلفتها حوالي 85 ألف جنيه ، ولكني لم أتمكن من تدبير المبلغ ، فلم يتمكن نجلي من خوض المسابقة». وواصل «إندونسيا عرضت أن تتحمل كل النفقات بشرط أن يرفع وليد العلم الإندونيسي خلال المسابقة، ولكن ابني رفض هذا العرض ،مفضلا عدم المشاركة في المسابقة وقال لن أرفع سوى علم مصر». حالة غريبة أخرى يتعرض لها العباقرة الصغار ، كشف عنها الدكتور محمد العبادي وهي أن المخترعين والمبدعين الصغار محرومون من درجات التفوق الإضافية التي يحصل عليها المتفوقون رياضيا، ولكن المخترعين لا يزالون محرومين من تلك الدرجات!