بدء مؤتمر الوطنية للانتخابات لمتابعة سير التصويت بأول أيام المرحلة الثانية بانتخابات النواب 2025    شعبة السيارات ترحب بقرار حظر إقامة المعارض أسفل المباني السكنية وتطالب ببدائل واضحة    مفاوضات ماراثونية لإنهاء حرب روسيا وأوكرانيا    مان يونايتد ضد إيفرتون.. تشكيل نارى للشياطين الحمر فى الدورى الإنجليزى    تشكيل مانشستر يونايتد أمام إيفرتون في البريميرليج    جوارديولا يدخل نادي المائة مع مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا    انتخابات النواب 2025، الداخلية تكشف حقيقة شراء أحد المرشحين لأصوات الناخبين بالقاهرة    الداخلية تضبط شخصاً ألقى زجاجة مشتعلة في لجنة انتخابية بالدقهلية    فركش «ورد على فل وياسمين» بطولة صبا مبارك وأحمد عبد الوهاب    محمد إمام عن مشاركته مع حنان مطاوع في الكنيج رمضان 2025: مستمتع بكل لحظة قدّامها    إلهام شاهين فى صورة مع يسرا وصابرين وهالة سرحان أثناء سفرها لمهرجان شرم الشيخ    وزارة الأوقاف الفلسطينية تُشيد ببرنامج "دولة التلاوة"    "الإفتاء": حديث سجود الزوجة لزوجها صحيح    مستشار الرئيس للصحة: مصر خالية من أى فيروسات جديدة (فيديو)    اعترافات جديدة بمخططات الجماعة «الخبيثة»    محافظ شمال سيناء ل"الحياة اليوم": إقبال كثيف للسيدات على لجان الانتخابات    مفتي الجمهورية: الإسلام دين سلام وعدل وأفعال المتطرفين لا تمتُّ إليه بصلة    هل يجوز طلب الطلاق من زوج لا يحافظ على الصلاة؟.. أمين الفتوى يوضح!    رئيس الوزراء يشارك بالقمة السابعة بين الاتحادين الأفريقى والأوروبى فى أنجولا.. صور    عبد العاطي يلتقي مديرة النيباد لتعزيز الشراكة الأفريقية ومشروعات التنمية والبنية التحتية    ارتفاع سعر الريال السعودي في ختام تعاملات اليوم 24 نوفمبر 2025    منتخب الطائرة يفوز على السويحلي الليبي وديا قبل المشاركة في بطولة التحدي بالأردن    بعد أزمته الصحية الأخيرة.. أول ظهور ل تامر حسني رفقة أسماء جلال في عمل فني جديد    مدحت شلبي يحضر لنقابة الإعلاميين بشأن شكوى النادي الأهلي ضده    غرفة العمليات المركزية لحزب الإصلاح والنهضة تتابع التصويت بانتخابات مجلس النواب    حوار| المستشارة أمل عمار: المرأة المصرية دائمًا في مقدمة الصفوف    أحمد المسلماني يدلي بصوته في انتخابات مجلس النواب    محمد مسعود إدريس من قرطاج المسرحى: المسرح فى صلب كل الأحداث فى تونس    يسرا ودرة يرقصان على "اللي حبيته ازاني" لحنان أحمد ب "الست لما"    الرئيس التنفيذي لهونج كونج يشكك في جدوى العلاقات مع اليابان بعد النزاع بشأن تايوان    الهلال الأحمر المصري يشارك في تقديم الدعم للناخبين خلال المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب    وزير التعليم: التحضير لتوقيع بروتوكولات تعاون مع إيطاليا لإطلاق 89 مدرسة تكنولوجيا تطبيقية جديدة    ننشر قرار زيادة بدل الغذاء والإعاشة لهؤلاء بدايةً من ديسمبر    خلال زيارته لوحدة بني عدي.. محافظ بني سويف يوجه بمتابعة رضيعة مصابة بنقص هرمون الغدة الدرقية    ضبط 1038 مخالفة مرورية لعدم ارتداء الخوذة    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : فاجتهد ان تكون باب سرور 000!؟    إصابة 8 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص فى ترعة على طريق دمياط الشرقى بالمنصورة    «الرزاعة»: إنتاج 4822 طن من الأسمدة العضوية عبر إعادة تدوير قش الأرز    إصابة 8 عمال زراعة بتصادم سيارة وتوكوتك ببني سويف    122 مستوطنا يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلى    محافظ جنوب سيناء يتفقد لجان انتخابات مجلس النواب (صور)    المرأة الدمياطية تقود مشهد التغيير في انتخابات مجلس النواب 2025    رؤساء لجان المتابعة يؤكدون انتظام عمل اللجان في اليوم الأول للانتخابات    الداخلية تواصل عقد لقاءات مع طلبة المدارس والجامعات للتوعية بمخاطر تعاطى المواد المخدرة    استقبال 64 طلبًا من المواطنين بالعجوزة عقب الإعلان عن منظومة إحلال واستبدال التوك توك بالمركبات الجديدة    اليوم.. إياب نهائي دوري المرتبط لكرة السلة بين الأهلي والاتحاد    كأس العرب - متى يتحدد منافس مصر الأخير في دور المجموعات    هبوط المؤشر الرئيسي للبورصة بمنتصف التعاملات بضغوط تراجع أسهم قيادية    إندونيسيا: إصابة 3 أشخاص ونزوح أكثر من 500 شخص جراء ثوران بركان سيميرو    مستشفيات جامعة بني سويف تستقبل 26 ألف مواطن خلال شهر نوفمبر الجاري    كيفو: محبط من الأداء والنتيجة أمام ميلان.. وعلينا التركيز أمام هجمات أتلتيكو مدريد المرتدة    د. أحمد ماهر أبورحيل يكتب: الانفصام المؤسسي في المنظمات الأهلية: أزمة حقيقية تعطل الديمقراطية    وزارة الدفاع الروسية: مسيرات روسية تدمر 3 هوائيات اتصالات أوكرانية    بيلد: ليفربول قد يفضل بيع كوناتي خلال يناير في هذه الحالة    وزير الصحة يستعرض المنصة الرقمية الموحدة لإدارة المبادرات الرئاسية ودمجها مع «التأمين الشامل»    الرعاية الصحية بجنوب سيناء تتابع خطة التأمين الطبي لانتخابات مجلس النواب    "لمسة حب .. تترك أثر" المعرض السنوى لكلية الصيدلة بجامعة حلوان    أدعية المظلوم على الظالم وفضل الدعاء بنصرة المستضعفين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«قبة الحسنة» محمية الإهمال والفشل
عمرها 100 مليون سنة ولا يعرفها أحد

الحكومة أعلنتها محمية طبيعية عام 1989 والمساكن الفارهة تلاحقها.. ومصير الغابة المتحجرة يطاردها
ما بين رغبة الدكتور خالد فهمى وزير البيئة فى الاستثمار، وبين الإهمال المتعمد تاهت محمية قبة الحسنة، والتى تعد أقرب المحميات الطبيعية للعاصمة، فرغم أنه لا يفصلها عن منطقة أهرامات الجيزة سوى 8 كيلو مترات فقط، إلا أنها بعيدة تماما عن أنظار وقلوب المسئولين، فالمحمية التى يقدر عمرها بأكثر من 100 مليون سنة، تعانى الإهمال الشديد حتى أصبحت شبه مهجورة، وفى الوقت الذى تحدث فيه وزير البيئة عن استثمارها ظهرت المخاوف أن يكون مصيرها مثل مصير الغابة المتحجرة التى استولت عليها بعض شركات الإسكان لتحويلها إلى غابة أسمنتية، ورغم الطبيعة الجيولوجية للمكان التى تحول دون تحويلها إلى مساكن، إلا أن الحديث عن الاستثمار غالبا ما تصاحبه نكبة بيئية تتعرض لها المحميات الطبيعية فى مصر.
يستمتع المسافر على طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوى بواحد من أجمل المشاهد النادرة فى العالم كله، قبة صخرية تسير بمحاذاة الطريق لمسافة 1 كيلو متر مربع، تتميز بتركيب جيولوجى فريد يرجع للعصر الطباشيرى (الكريتاسى)، حيث كان بحر تيزيس (البحر المتوسط) يغمر مصر كلها، مما ساعد على تراكم الصخور الرسوبية المكونة من الحجر الجيرى والطفلة، واستمدت المحمية اسمها من الشكل القبوى للتكوينات الصخرية الموجودة بها، وهى تنسب لوادى الحسنة بأبى رواش، وتم إعلانها محمية طبيعية عام 1989، نظرا لما تعكسه من تاريخ جيولوجى فريد ومعقد، حيث تمثل جزءا من تركيب جيولوجى أكبر معروف باسم تركيب أبى رواش، الذى يرجع إلى عملية تحدب كبرى حدثت فى العصر الكريتاسى، مما أدى إلى تكوين سلسلة من القباب والمقعرات، تختلف تماما عن المنطقة المحيطة بها والتى تعود إلى عصور جيولوجية أحدث، وهذه المنطقة مرتبطة جيولوجيا بمناطق المغارة بسيناء والواحات البحرية.
ولمحمية قبة الحسنة أهمية عالمية لدارسى علم الجيولوجيا، فبالإضافة لتكوينها الجيولوجى النادر، تتجمع الحفريات فى مستعمرات كاملة الحفظ مما يجعلها متحفا مفتوحا لدراسة علوم الأرض وتكويناتها المختلفة والتركيب المناخى للعصور المختلفة، وعلوم الحفريات وملامح البيئات القديمة.
ورغم هذه الأهمية العلمية الكبرى، إلا أن الإهمال يخيم بجناحيه على المكان، فلا توجد سوى لافتة واحدة تدل على مدخل المحمية والتى يقسمها طريق مصر - الإسكندرية الصحراوى إلى قسمين، واللافتة الوحيدة تشير إلى المبنى الإدارى التابع لوزارة البيئة، وهو مبنى صغير به متحف بيئى يضم بعض الحيوانات المحنطة والتكوينات الصخرية والحفريات الموجودة بالقبة، وبعضها الآخر تم استقدامه من محميات أخرى، كما توجد به مكتبة تغلف الأتربة أرفهها والكتب الموجودة بها، وغرفة أخرى يتم الاحتفاظ بأنشطة القائمين على المحمية بها، والتى يتم إجراؤها بالتعاون مع بعض مدارس الجيزة وأكتوبر كل فترة، بالإضافة إلى مكتب الأمن الذى يسكنه الحراس الذين يتناوبون حماية المكان، ومكاتب الموظفين.
أما القبة نفسها فيفصلها طريق مصر - الإسكندرية الصحراوى عن مكتب الإدارة ولا يوجد أى ترويج سياحى لها، إلا أن الدكتور خالد فهمى وزير البيئة كان ناقش من قبل سبل دعم الاستثمار فى المحميات الطبيعية، خاصة محمية قبة الحسنة، بما يتوافق مع الاشتراطات والمعايير البيئية والطبيعة الجيولوجية للمحمية ويمثل إضافة اقتصادية، وأكد الوزير حرص وزارته على عدم المساس بالمحميات الطبيعية فى مصر، باعتبارها أموالاً عامة لا يمكن بيعها أو التصرف فيها، ولكن لابد من تشجيع المستثمرين الجادين لإقامة مشروعات استثمارية فيها ذات عائد اقتصادى تحت إشراف شركات ذات خبرة عالمية فى هذا المجال، دون المساس بالضوابط التى وضعتها الوزارة لإقامة المشروعات الاستثمارية فى نطاق المحميات الطبيعية بما لا يخل بالتوازن البيئى بها.
هذه الأفكار التى طرحها الوزير أعادت إلى الأذهان ما حدث لمحمية الغابة المتحجرة التى تم استقطاع جزء منها تحت مسمى الاستثمار بعد أن أحاطتها التجمعات السكنية من كل الاتجاهات، وهو ما جعل البعض يتخوف من أن يصبح مصير قبة الحسنة مثل مصير سابقتها.
يذكر أن محمية قبة الحسنة تم إعلانها كمحمية طبيعية عام 1989 نظراً لأنها تعتبر جزيرة صغيرة تعود للعصر الطباشيرى، لا علاقة بينها وبين ما حولها جيولوجيا، لذلك فهى تعتبر متحفًا ومعهدًا علميًا متخصصًا يساعد فى دراسة علوم الأرض والتراكيب الجيولوجية المختلفة من طيات وفوالق، كما أنها منطقة مثالية لدراسة علم الحفريات أو علم الحياة القديمة ومدى التغير المناخى الذى حدث لهذه المنطقة، كما أنها تضم عدة مستعمرات لحفريات مرجانية تعتبر من أفضل الحفريات المرشدة التى تدل على البيئة قديماً.
متحف مفتوح
ورغم موقع محمية قبة الحسنة فى قلب محافظة الجيزة، حيث يمر عليها سكان مناطق الشيخ زايد وأكتوبر والمسافرون على طريق مصر - إسكندرية الصحراوى، إلا أن المحمية التى تضم حفريات نادرة لا تستقبل الزوار إلا فيما ندر، حيث تعتمد على زيارات الباحثين ودارسى علوم الأرض والجيولوجيين وأحيانا بعض الرحلات البيئية التى يقوم بعض مدارس الجيزة بتنظيمها للمكان، ووفقاً للدكتور محمد محمود شحاتة الباحث الجيولوجى بالمحمية فإن الكثير من علماء علوم الأرض يدينون لهذه المحمية بفضل كبير، حيث إنها كانت سبباً فى دراسة علوم الأرض والبيئة قديماً لما يوجد بها من حفريات، كما أنها تنتمى لحقبة الحياة المتوسطة (الميزوزويك)، بينما الصخور المحيطة بها تنتمى لحقبة الحياة الحديثة (السيزوزويك)، ولذلك تم إعلانها كمحمية طبيعية للحفاظ عليها، وأشار إلى أنها تنتمى لنظام القوس السورى الجيولوجى، حيث تعرضت هذه الطبقات بعد ترسبها منذ 100 مليون سنة لعمليات طى فكونت قباباً وقيعاناً على شكل قوس يمتد من سوريا ويصل إلى جبل المغارة بسيناء وقبة الحسنة والواحات البحرية بمصر، وتحتوى القبة على حفريات من فصيلة البطن قدميات والأذرع قدميات والمثقبات والشعاب المرجانية، ولذلك فهى تعد متحفاً مفتوحاً يأتى إليها دارسو علوم الأرض والجيولوجيون وغيرهم لدراسة هذه الطبقات والحفريات الموجودة بها.
وأضاف الدكتور محمد أن المتحف الموجود بالمحمية يحتوى على عدد من الحفريات التى تنتمى للقبة، وبعضها الآخر تجلبه من محميات أخرى حتى يمكن للزائر التعرف على أنواع الحفريات المختلفة، وأوضح أن هناك دراسات منذ فترة للاستثمار فى هذه المحمية نظراً لقربها من منطقة الأهرامات دون الإضرار بالمحمية بيئياً، ولكن حتى الآن لم يأتينا أى شىء من الوزارة على البدء فى تنفيذ أى من هذه المشروعات.
قروش الملائكة
يذكر أن المنطقة المحيطة بالمحمية أصبحت مليئة بالتجمعات السكنية الفارهة، وهو ما أثار مخاوف المهتمين بعلوم البيئة من أن تصبح مطمعاً مثلما حدث فى الغابة المتحجرة، خاصة مع اتجاه وزارة البيئة للتوسع فى الاستثمار فى المحميات الطبيعية، وهو ما لم يرفضه الدكتور مجدى علام رئيس جهاز شئون البيئة الأسبق وإنما اعترض على طريقة تطبيقه، مشيراً إلى أن فكرة الاستثمار البيئى فى المحميات الطبيعية أمر جيد ولكنه يطبق بطريقة خاطئة، موضحاً أن محمية قبة الحسنة تعتبر من الثروات النادرة لذلك تم إعلانها محمية طبيعية للحفاظ عليها، وتسمى منطقة قروش الملائكة نظراً لأحجام الحجارة والحفريات النادرة الموجودة بها، ويقترح الدكتور علام أن يتم استثمارها بما لا يضر بها بيئياً، بحيث يمكن استغلال قربها من منطقة الأهرامات ويتم طبع تذكرة زيارة ثنائية لزيارة الأهرامات وقبة الحسنة، فالأولى محمية أثرية، والثانية محمية طبيعية نادرة يمكن أن تجتذب ملايين السياح لزيارتها، ومع افتتاح المتحف المصرى الكبير يمكن عمل تذكرة ثلاثية لزيارة الأهرام والمتحف والقبة معاً.
وأشار الدكتور مجدى إلى أن المنطقة بين الأهرامات والقبة كان من المخطط إنشاء عدد من الفنادق السياحية البيئية بها، إلا أن هذا المخطط قد تغير وتم إنشاء مساكن، وكان المخطط القديم أفضل لأنه كان يمكن اعتبار هذه المنطقة منطقة سياحية متكاملة.
وأوضح أن السياحة البيئية يمكن أن تنجح فى مصر بشرط أن يتم إنشاء فنادق تتماشى مع طبيعة المحميات الطبيعية ولا تضر بها، فمثلاً الغابات الطبيعية فى كينيا تقام بها فنادق صديقة للبيئة تستخدم إضاءة خافتة ولا تنبعث منها ملوثات تضر بها، وهذا المفهوم يجب أن يطبق فى مصر حتى نستفيد من مساحة المحميات الطبيعية التى تقدر ب 150 ألف فدان فقط من إجمالى مساحة مصر.
وتعد المحمية التى لا يعرفها الكثير واحدة من أكمل المحميات الطبيعية حتى الآن وأن يد الإهمال تعبث بها، فحتى المتحف الصغير الموجود بها والذى يحتوى على عدد من الحفريات والصخور الرسوبية وأحجار قروش الملائكة التى يرجع عمرها ل60 مليون سنة، وبعض الحيوانات المحنطة التى تم استقدامها من محميات البحر الأحمر والغزال المصرى الممنوع صيده، يعانى الإهمال والفقر ولا يجد من يزوره، ووزارة البيئة التى تبحث عن الاستثمار لم تفكر حتى فى تطوير هذا المتحف والترويج سياحياً لهذه المحمية التى لا تبعد عن منطقة الأهرامات سوى 8 كيلو مترات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.