يخطو الرئيس عبد الفتاح السيسى خطوات واثقة ومدروسة نحو دمج الاقتصاد المصرى فى التكتلات الاقتصادية الأكثر تأثيرًا والاسرع نموًا وهو الأمر الذى تجسد فى مشاركة مصر فى تجمع بريكس باعتباره التكتل الاقتصادى الأبرز على الساحة العالمية خلال هذه الفترة. تحركات الرئيس تتطلب من الحكومة العمل على رفع معدلات سرعة الإنجاز لتمكين الاقتصاد المصرى من الاستفادة من أسواق بريكس وغيرها من التجمعات الاقتصادية الأخرى من خلال الوصول إلى منتج بمواصفات جيدة وسعر تنافسى يكون قادرًا على التنافس فى الأسواق العالمية. ويبدو أن استئناف رحلات الطيران الروسى إلى مصر سيكون أحد أهم المكاسب المتوقع أن تجنيها مصر من حضور قمة بريكس فى ظل إشارات تؤكد أن هذه العودة ربما تكون قريبًا على اعتبار أن ترحيب الرئيس الروسى بوتين لدعوته لاحتفالية منطقة الضبعة تمثل إشارة واضحة بأن قدوم بوتين إلى مصر يعنى أن الجانب الروسى مطمئن لسلامة المطارات المصرية كما أن بوتين أشاد بالجهود المصرية فى هذا الخصوص مبديا أمله فى استئناف رحلات الطيران الروسى. مشاركة مصر هذا العام فى قمة بريكس تؤسس لاحتمالية الانضمام مسقبلًا لهذا التجميع الاقتصادى الكبير شريطة أن يتطور الاقتصاد المصرى بما يضمن تحقيق الحد الأدنى المطلوب لنيل العضوية بالعمل على ترجمة خطط الإصلاح الاقتصادى على أرض الواقع بتسهيل إجراءات التراخيص وإلغاء أية قيود إجرائية تحول دون وجود نهضة اقتصادية حقيقية. وحتى قبل العضوية فإنه فى ظل العلاقات المتميزة التى تجمع الرئيس السيسى برؤساء تجمع بريكس يمكن لمصر الاستفادة من هذا النادى الاقتصادى الكبير الذى تمتد رقعته الجغرافية لتشمل ربع مساحة العالم مكونة سوقًا استهلاكيًا كبيرًا يقترب من نصف سكان العالم وله ما يقرب من خمس حجم التجارة العالمية. ويمكن رصد الفوائد التى يتوقع أن تجنيها مصر من هذه المشاركة على النحو التالى: تعزيز ثقة العالم بالاقتصاد المصرى وكذلك ثقة وكالات التصنيف الائتمانية. كسب ثقة لجنة صندوق النقد المتوقع وصولها بعد 10 أيام لصرف 2 مليار دولار. دعم التصنيف الائتمانى لمصر. نمو السياحة وقرب عودة السياحة الروسية. انخفاض سعر الدولار. إمكانية توسعة اتفاقية تبادل العملات مع الصين لتشمل روسيا أيضًا. الاستفادة من تمويلات البنك الأسيوى للاستثمار فى البنية التحتية. واعتبر الدكتور فخرى الفقى أن مشاركة مصر فى اجتماعات بريكس رغم أنها شرفية هذه المرة إلا أنها تحقق الكثير من الفوائد على المدى القريب أو البعيد سواء من حيث الثقة العالمية فى الاقتصاد المصرى أو من حيث تعزيز وضع مصر الائتمانى وكذلك جملة من المكاسب الأخرى كانخفاض قيمة الدولار. وشدد على أن مصر يمكنها الاستفادة من أسواق بريكس الهائلة شرط أن توجد منتجات مصرية قادرة على التنافس فى هذه الأسواق المفتوحة كما يمكن لمصر أن تكون بوابة دول بريكس للوصول إلى قارة أفريقيا. من جانبه الدكتور أشرف العربى عضو اللجنة الاقتصادية لمجلس النواب إن مصر تستفيد من الثقة العالمية التى يحظى بها الرئيس السيسى معتبرًا أن الحكومة مطالبة بالاستفادة من هذه المعطيات بالوصول إلى بيئة اقتصادية صالحة لخلق منتج مصر بسعر معقول وجودة عالية. وأشار العربى إلى أن مصر مرشحة للاستفادة من بعض المكاسب الاقتصادية والتمويلية على المدى المنظور من جراء هذه المشاركة إلا أنه شدد على ضرورة العمل على تعظيم هذه الفوائد. من جانبها قالت الدكتورة عالية المهدى إن المشاركة تمثل تطورًا إيجابيًا لكن يجب الأخذ فى الاعتبار أن هذه المشاركة شرفية ولم تصل إلى العضوية بعد وهو ما يتطلب العمل على الوصول إلى هذه العضوية لجنى مكاسب كبيرة وحقيقية ودائمة. واعتبرت أن هذه المشاركة دليل ثقة فى وضع مصر الاقتصادى على المستوى المستقبلى مطالبة بضرورة تحسين البيئة الاقتصادية فى مصر للاستفادة من هذه التكتلات الاقتصادية الكبيرة. من جانبه قال هشام إبراهيم إن المشاركة فى اجتماعات بريكس مفيدة ومهمة للغاية لأنها تتيح لنا التواجد فى تكتل اقتصادى كبير وقوى. واستدرك بالقول «لسنا الوحيدين المشاركين فى هذا التجمع لكننا مميزون عن غيرنا بسبب العلاقات المتميزة التى تجمع دول بريسك بمصر إضافة إلى العلاقات المتميزة التى تجمع الرئيس السيسى بزعماء هذه الدول».