خروج الفتيات من المنزل خلال فترة العيد، تعتبره غالبية الأسر بمثابة مغامرة محفوفة بالمخاطر، ويرجع السبب في ذلك إلى الخوف من احتمالات التعرض لمضايقات من أي نوع، سواء بنظرات محدقة رامقة للجسد، وعبارات الغزل، وهذا يكون في أفضل الأحوال، أو بتحرشات لفظية وجسدية. ومع تزايد موجات التحرش ظهرت خلال الفترة الأخيرة العديد من الطرق التي تمكن المرأة من الدفاع عن نفسها وصد الاعتداءات، ويأتي في مقدمة هذه السبل رياضة ال«وين دو»، وهو نوع من فن الدفاع عن النفس موجه خصيصاً للسيدات، خرج من رحم حوادث التحرش. «إلى كل بنت اخرجى فى العيد واتبسطى، ولو حد ضايقك متسكتيش زعقى وافضحيه، واطلبى المساعدة ده مش عيب، خليكى مركزة وانتِ ماشية فى الشارع واحمى حدودك ومساحتك الشخصية وافتكرى أن حقك تقولى لأ وترفضى اى حاجة تضايقك أو تخليكى عندك احساس بعدم الأمان، ولو شايفة انك مش قوية كفاية اتعلمى وين دو، وقوى نفسك».. دعوة وجهتها أمانى عبدالعال، مدربة فن ال«وين دو» إلى الفتيات مع حلول رابع أيام العيد، لتعلم هذه الرياضة التي تقيهن من التحرش، وتجنبهن العديد من المواقف الخطرة. وحول كيفية تعلمها لتلك اللعبة: «الأول كنت بتدرب أنا وأختي في 2014 مع أول ظهور للوين دو في مصر، على يد مدربة مصرية ألمانية اسمها شيرين سالم، وحبيت الموضوع جداً، ومع الوقت بقيت مدربة، والتحقت بوحدة مكافحة التحرش الجنسي بجامعة عين شمس، وأطلقنا حملة اسمها مش عادي، هدفها اننا ما نسكتش على أي نوع من أنواع التحرش». ترى «أماني» أن زرع الشعور بالعزة والكرامة في البنات المصريات من خلال زيادة ثقتهن في أنفسهن وتمكينهن عقلياً و جسدياً، هو بداية التدريب: «توفير بيئة آمنة وصحية ممكن يمارسوا فيها الرياضة ويتعلموا تطوير نفسهم من خلال تعلمهم للدفاع عن النفس وبناء الشخصية, ده الأهم.. لكن إن البنت تقعد فى البيت خلال العيد ده مش حل، محتاجين نتعاون كلنا وناخد موقف إيجابي ضد الموضوع ده، بدل من السلبية والاستسلام للمشكلة المزمنة دي». ووفقاً لمدربة ال«وين دو» فإن هذه الرياضة تعتمد في المقام الأول على تطويع لغة الجسد بما يدعم ثقة الفتاة في قدرتها حال تعرضها لأي اعتداء، كما تدعم أيضاً هيئتها الخارجية بما يظهرها قوية يخشى المتحرش الاقتراب منها، وذلك يتحقق من خلال تدريبها على طريقة المشي، ووضعية الجلوس، ونظرة العين، وطريقة الحديث، ونبرة الصوت، وهذه بداية أولية للتأهيل ومن ثم تبدأ المرحلة الأولى في التأهب النفسي لاستقبال تلك المواقف والتحكم في الانفعالات الناتجة عنها ومن ثم تقدير حجم الموقف بموضوعية لتحديد الطريقة المثلى لتتعامل معه، وبعدها يبدأ المستوى الثاني الذي يستمد مادته بشكل كبير من رياضة التايكوندو في التدريب على المواجهة الجسمانية مع التعريف بالمسائل القانونية التي تدور في هذا الإطار ثم يكون الانتقال إلى المستوى الثالث المسمى ب«المتقدم» والذي يتعلمن فيه كيفية صد الهجوم المسلح والهجوم الجماعي ثم التدرب عملياً على ما تمت دراسته حتى تمام إتقانه.