فى هدوء تام انفصل الزوجان بعد صخب من المشكلات وتدخل العقلاء من أقارب الطرفين وإقناعهما على استكمال كل منهما حياته مع شريك آخر، وحتى لا تؤثر مشكلاتهما على سلوك أبنائهما الصغار وافق الزوج على ما انتهت إليه الجلسة العرفية التى جمعت كبار عائلتى الزوجين، وأنهى مشكلاته مع زوجته بكلمة واحدة «انتى طالق». ذهب الزوج للعيش فى منزل آخر بعيداً عن منزل الزوجية الذى تركه لأم أبنائه لأنها حاضنه للأطفال ومسكن الزوجية حق لها، بعد كل ذلك لم تكتف الزوجة ببداية حياة أخرى هادئة مع من ترى فيه مثالا للزوج الصالح الذى تتمناه أو تتفرغ لتربية أبنائها، بل ساقتها الأقدار إلى أن تقع فى حب أحد السائقين الذى تزوجها عرفيا بعد ليالى حمراء جمعت بينهما. لم تتعلم الزوجة البائسة الدرس وتتنبه لحياتها ويكفيها ما تذوقته من حب محرم على يد من استغلها وجعل منها فريسته، بل ساقتها أقدارها إلى أن توافق زوجها العرفى على استضافة الرجال راغبى المتعة الحرام من أجل الحصول على المال والثراء السريع. تسرب الخبر إلى أحد أصدقاء طليقها جن جنونه وكاد عقله يطير لما وصل إليه حال مطلقة صديقه الذى كان يكن لها احتراما جما، جلس الرجل وكأنه يحمل هم الجبال فوق كتفيه هل يخبر صديقه؟ وكيف له ذلك؟، بعد ساعات من التفكير انعزل خلالها عن الآخرين قرر أن يخبره ليحافظ على أبنائه الذين هم تحت رعاية أم تناست نفسها وباعت شرفها للشيطان يتلاعب به كيفما يشاء. فكر الرجل فى طريقة يخبر بها صديقه ودعاه إلى تناول كوب من الشاى فى منزله، استجاب الرجل طلب صديقه وذهب إليه وجلسا سويا يستعيدا أيامهما وكيف وصل بهما الحال بعد عشرات السنين، وأثناء ذلك أخبره بما يحمله فى صدره وكأنه يزيح عن عاتقه هم السنين. انفجر الدم فى عروق الزوج ساخنًا مجنونًا، وتملكه غيظ حانق، كاد قلبه يوشك أن ينفجر، عندما تردد على سمعه الكلمات التى خرجت من فم صديقة كجمرات تمزق ضلوعه، حيث طليقته أم أبنائه تربطها علاقة غير شرعية بأحد الأشخاص، واعتادت ممارسة الحب الحرام أيضاً. وبنظرات تائهة يشوبها غيظ وانتقام، تراود مخيلته صورة أبنائه الثلاثة الصغار والذين سيلحق بهم العار، انتفض من فوق مقعده وتوجه إليها وعنفها وحدثت مشادة كلامية بينهما كادت تتطور إلى الاعتداء عليها لكن حدث ما لم يتوقعه. انسابت دموع التماسيح فوق وجنتيها، تخفى وراءها جريمة تبرأ منها الشيطان، ونجحت فى إقناعه بأن كل ذلك ادعاءات وافتراء، وداعبت مشاعره، تذكره بالأيام الخوالى حتى وقع فى المحظور وغاص فى الحب المحرم هو أيضاً. لكن تأتى الرياح بما لا يشتهى السَفِنُ، حيث اتفقت معه على قضاء ليلة حمراء تجرعا خلالها كئوس الخمر حتى غاب عن وعيه ولعبت الخمر برأسه بينما ينقض عليه أحد الأشخاص يتسلل من خلفه كالذئب، وسدد له عدة ضربات متتالية فوق رأسه بقطعة حديدية أردته قتيلا وغرق فى بركة من الدماء. وبسرعة قاما بوضع جثته داخل جوال وحمله العشيق بعد أن استوليا على هاتفه المحمول وبطاقته الشخصية، وألقى به بجوار أحد صناديق القمامة العمومية، لتشكل الجريمة لغزا أمام رجال المباحث، يكشفه فحص إحدى حالات الغياب حيث تعرف ابنه على الجثة نعم أنه والده وأن أمه وراء الواقعة. بعد ضبط المتهمة أرادت أن تكمل مسرحيتها الهزلية بدموع تنهمر على وجنتيها وظلت تنكر جريمتها حتى انهارت واعترفت بأن عشيقها هو السبب، وهو من أقنعها بقتل طليقها حتى يخلو لهما الجو ويمارسا الرذيلة دون مضايقة من أحد. انهارت الخائنة فوق مقعدها تطلب السماح لكن بعد فوات الأوان لتفيق على أحد الأشخاص الذى يمسك بيديها ويضع الكلبشات الحديدية حول يديها ويلقى بها داخل الزنزانة. حاولت تبرير ما فعلت ولكن ماذا تبرر.. وكيف فهى باعت شرفها ونسيت سمعة أطفالها وعائلتها وارتكبت أبشع الجرائم قتلت طليقها بيد عشيقها حتى تتمكن من استكمال طريق الحرام.. إنها ليست أماً ولا امرأة إنها شيطان فى جسد امرأة.. فمهما كان الحكم الذى سيصدر ضدها فلن يكون كافياً لما ارتكبته من معاصٍ ومحرمات.