اعتادا تبادل لحظات العشق والحب خلسة، بعيداً عن أعين الناس، فهى التى باعت من أجله كل شىء، وفضلته على زوجها الذى لم يشك فى اخلاقها للحظة واحدة، حتى ابنائها لم تبال بمشاعرهم. كانت «ياسمين» غير راضية عن حياتها الزوجية منذ بدايتها، رغم مساعى الزوج المتواصلة لإرضائها، حاولت الانفصال كثيراً، الا أن محاولاتها باءت بالفشل، خاصة بعد مولد طفلها الاول، فاختارت أن تكون زوجة خائنة بدلاً من أن تصبح مطلقة. أيام وشهور تمر عليها، تنتظر خروج زوجها وأطفالها الصغار للمدارس، لتقابل العشيق فى شقة الزوجية، ولم يظن «وليد»، العاشق الغارق فى العسل الحرام، أن تضحى به عشيقته، ولم يدر فى ذهنه ان من تضحى بسمعة اطفالها وزوجها، يمكنها التضحية بأى شخص وأى شىء مهما كان غالياً أو ثمينا استمتع العاشقان بليالٍ كثيرة من الحب المحرم على فراش الزوجية وتناسيا أن الله يراقبهما من فوق سبع سماوات وما أخفياه عن خلقه لن يتمكنا من اخفائه عليه، وبقيا على هذا المنوال حتى أوقعهما الله فى شر أعمالهما وانهت ياسمين حياة عشيقها فى لحظة من الزمن. ليلة وقوع الجريمة، أصر «وليد» على مقابلتها، حاولت مراراً وتكراراً الغاء موعده، لتواجد اطفالها بالمنزل، وطلبت منه تأجيل اللقاء، الا أنه اصر على الحضور بحجة أنه اشتاق اليها ويرغب فى مقابلتها تشاجرا عبر الهاتف كثيرا، وحذرته من زيارتها، ولكنه لم يبال وأصر على الحضور، وبالفعل ذهب لمنزلها وأخذ يدق الباب، أخبرته من خلف الباب أن وجوده الآن سيجلب لها فضيحة كبرى وأن زوجها قد يحضر فى أى لحظة، الا أنه كاد ان يكسر الباب عليها، وهددها بهذا، وقبل أن يدخل منزلها هرولت للمطبخ وأحضرت سكينا، وسددت اليه طعنة نافذة بالصدر، سقط على الأرض غارقا فى دمائه. بعد لحظات قليلة حضر الزوج الى شقته لتقابله دماء القتيل على درجات السلم ولم يظن ولو لوهلة أن تكون تلك الدماء مصدرها شقته بخطوات محسوبة صعد «محمد» الزوج المخدوع درجات سلم منزله ليتفاجأ بجثة العشيق امام منزله وبجوارها زوجته فى انهيار تام بالبكاء. هدأ من روع زوجته واخذ يخفف عنها كل ذلك ولم يعلم لماذا ارتكبت زوجته الجريمة البشعة فقد ظن أنه حاول الاعتداء عليها او على اطفاله وكانت فى حالة دفاع عن النفس، حتى أنه اخبرها بأنه سيعترف بارتكابه الواقعة لتربى هى أطفالهما، نظرت اليه زوجته ولم تتمكن من أن تنطق بكلمة واحدة. اتصل الزوج المخدوع برجال الشرطة الذين حضروا الى موقع الجريمة وحاولت الزوجة ان تخدعهم برواية مخالفة للحقيقة الا أن هاتفها المحمول أثبت علاقتها بالمجنى عليه كما عثر على محادثات جنسية بينهما على الانترنت، لم تتمكن الزوجة من الانكار كثيرا وانهارت لتعترف بارتكابها الجريمة فى حالة ذهول من الزوج الذى نظر اليها غير مصدق انه كان سيضحى بنفسه من أجل امرأة خائنة.. وكيف كان سيترك لها ابناءه الصغار لتربيتهم على الخيانة. بدموع التماسيح حاولت الزوجة الخائنة تبرير جريمتها بأنها ضحية زوجها الذى نسى أن له زوجة لها طلبات ورغبات وكرس كل حياته للعمل، وتابعت: حاولت مراراً وتكراراً أن ألفت انتباهه الى احتياجاتى لكنه لم يهتم ولم يشبع رغباتى سوى بالقليل، حتى ظهر عشيقى «وليد» الذى خدعنى بكلماته التى روت ظمئى وفى غفلة من الزمن سلمت له نفسى فى ظل غياب زوجى عن المنزل واستمرت علاقتنا المحرمة عاما كاملا وأنها نادمة على فعلتها في حق زوجها كما أن اطفالها الصغار سيظلون يعانون من عارها طيلة حياتهم وهم لا ذنب لهم ولا جريرة وتمنت بأن يعود بها الزمن مرة اخرى حتى لا ترتكب كل تلك الأفعال التى انهت حياتها وقضت على احلامها فى تربية اطفالها حتى اعتلائهم مناصب مرموقة وتخرجهم من أفضل الجامعات.