سكاكين مرصوصة ومتناسقة بشكل جذاب ولافت للنظر، يخطفك بريقها اللامع مع ضوء الشمس الموجه إليها، تبدو من بعيد وكأنها لوحة فنية، يليها سواطير ضخمة وأشكال صغيرة من الآلات الحادة التي تستخدم في عملية الذبيح، وكذلك الشوايات المتراصة بجانب الفحم، إنه سوق السكاكين بشارع المدبح بالسيدة زينب. ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يستعد الجزارين وعدد من الأسر لاستقبال العيد، وذلك بتحضير العديد من الطقوس ومنها الإقبال على شراء الأضاحي وشراء وسن السكاكين، وشراء الشوايات والهوايات والفحم لاستخدامها في عملية الشوي. وتعد منطقة المدبح بالسيدة زينب أشهر وأقدم الأحياء لبيع الأسلحة البيضاء، فضلًا عن انتشار العديد من محلات الجزارة بها والشوادر لبيع الأسلحة البيضاء وآلات الذبح، حيث يفترش العديد من البائعين الأرصفة بعرض سكاكين الذبح والسواطير والشوايات والهويات وأسياخ الشوي للتحضير لعيد الأضحى المبارك. وتستعرض "بوابة الوفد" في هذا التقرير أسعار أدوات الذبح مقارنة بالعام الماضي ونسبة الزيادة وحركة الإقبال على المحلات قبل استقبال العيد. في البداية يقول صلاح السنان أحد أصحاب الشوادر لبيع السلاح الأبيض بالسيدة زينب، إن أسعار الآلات الحادة ارتفعت بشكل كبير عن العام الماضي، مؤكدًا أن أدوات الذبح المستورة "الصيني" قامت بغزو الأسواق مما أدى إلى تراجع حركة بيع الأدوات المحلية لارتفاع أسعارها. وأضاف "السنان"، أن أسعار السكاكين تبدأ من 25 جنيهًا وهو الكزلك للذبح، أما السليخة 30 جنيهًا، والتشفية 35 جنيهًا إلى 90 جنيهًا، وبلغ الكزلك البرازيلي للذبح 200 جنيه، وتتراوح السواطير من 40 جنيهًا للمحلي إلى 150 جنيهًا حسب الحجم، مؤكدًا أنها تباع على حسب الحجم والخامة والوزن وأن هناك سواطير مخصصة لمحلات الكفتة تتعدى ال200جنيه. وقال أحد أصحاب الشوادر، بسوق السلاح الأبيض، إن الشوايات المستخدمة في شوي اللحوم تعرض لجذب الزبائن، حيث إن مكسبها ضعيف جدًا ولا يمكن الاستغناء عنها بالمحل، وتتراوح أسعارها على حسب الحجم من 30 جنيهًا إلى 150 جنيهًا، فيما تتراوح أسعار الأرم الخشبية التى يتم تقطيع اللحوم عليها من 50جنيهًا إلى 150 جنيهًا على حسب نوع الخشب المصنوعة منه، أما الهويات فتبلغ 25 جنيهًا والسيخ المستخدم في الكفتة 5 جنيهات والمجوز المستخدم في تعليق الزبائح 30 جنيهًا. وأشار البائع، إلى أن حركة البيع تمر بحالة كبيرة من الركود، مرجحًا السبب في ذلك إلى ارتفاع أسعار الأضاحي قائلًا: "مبقناش نبيع ذي الأول كان فى حركة بالبلد لما الجزار مش لاقي ذبائح هنبيع السكاكين لمين مفيش لحمة مفيش سكاكين". وقال إنه يتعامل مع أزمة الركود عن طريق جلب عدد من السكاكين المستخدمة في المنازل"المستوردة "، وبيعها بأسعار أقل تبدأ من 25 إلى 80 جنيهًا. ويرى محمود أحمد أحد تجار الآلات المستخدمة في شوي اللحوم، أن أسعار الفحم تضاعفت عن العام الماضي بسبب إغلاق الدولة لمكامير الفحم وفرض نظام الأفران على تجار الفحم قائلًا: "شغلنا وقف عشان وقفوا مكامير الفحم وفرضوا علينا نظام الأفران عشان البيئة هنعمل إيه خراب بيوت". ويؤكد أحمد، أن أسعار الفحم تبدأ من 8 جنيهات للكيلو الجزورين، و10 جنيهات للمانجو و12 للبرتقال، مؤكدًا أن الإقبال يزيد على الفحم البرتقالي بسبب جودته في الشوي وأن حركة الإقبال ضعيفة مقارنة بالعام الماضي، مشيرًا إلى أن الشوايات الحديدية تبدأ من 25 جنيهًا إلى 250 جنيهًا والشبك من 25 جنيهًا إلى 75 جنيهًا، والمراوح 15 جنيها وسيخ الكفته 4 جنيهات حسب سمكه. ويقول حمكشة محمد، عامل بسن السكاكين، أن حركة البيع تمر بحالة من الركود تلاحقها خسارة الآلاف من الجنيهات للتجار، بسبب ارتفاع أسعار الأضاحي والمواد المستخدمة في صناعة السكاكين قائلًا: "مفيش حركة كل زبون بيجي قبل العيد ب3 أيام يشتري والوضع مش مبشر الناس بتطلب الصيني". وأكد "محمد"، على أن الأرم الخشبية المربعة تبدأ 300 جنيه إلى 2000 جنيه وتختلف الأسعار على حسب الحجم ونوع الأشجار المصنوعة منه، كشجر السنط أو الليمون، مضيفا أنه يقوم بسن الآلات الحادة ب5 جنيهات للسكينة مقارنة بالعام الماضي 3 جنيهات. وأشار سعيد حامد، أحد تجار الآلات الحادة، أن أسعار السكاكين عصفت بتجار المدبح قائلًا: "الأسعار نار زادت الضعف التجار لجئوا إلى العديد من الحيل لمواجهة انخفاض الأسعار منها التجارة في الأدوات المحلية زهيدة الثمن وخفض السعر بنسبة بسيطة لعودة حركة البيع والشراء مرة اخرى للمدبح". وأشار إلى، أن المحلات رفضت الاستعداد لعيد الأضحى، مثل كل عام بسبب غلاء الأسعار وضعف الحركة قائلًا: "بقالنا أسبوع معلقين شغل ومفيش حركة نعمل أيه تانى دا منظر سوق الشوارع فاضية"، مؤكدًا أن جميع المقبلين على المدبح يقومون بسن آلات الذبح القديمة فقط دون النظر إلى الشراء. ويقول حسين أحمد، سنان سكاكين، إن أسعار السكاكين ارتفعت بسبب ارتفاع أسعار الصلب في الأسواق، بجانب أسعار الحديد الذي يتزايد يوم يلي الآخر قائلًا:"مبنصنعش بلدي الحركة واقفة مفيش بيع هنعمل الصلب والحديد رفع هنعمل ايه خراب بيوت مستعجل". وطالب السنان بخفض الأسعار على المواطنين لعودة حركة البيع والشراء إلى الأسواق مرة أخرى.