يقول الباحث بمركز الدراسات بالأهرام د.عمرو هاشم ربيع إن المنفلتين أمنيا، والمهووسين عقليا، قد يهاجمون مصالح خاصة وعامة خلال ما يسمونه إضرابا، أو عصيانا مدنيا. وما الحل ؟. يقول ربيع: لا سبيل إلا القسوة، والقوة لمواجهة هؤلاء. هواجس زميلنا الباحث في محلها، فهناك في مصر الآن فرق وجماعات تلتحف برداء الثورة النبيلة الطاهرة، لكنها تخفي تحتها أفكارا وخططا للتخريب، والتدمير، والحقد على الشعب المصري. لماذا هم كذلك؟. لأن الشعب القادر على الفرز بين الغث والسمين، بين الصالح والطالح، أعطى ظهره لهؤلاء، لم يتجاوب معهم حينما اكتشف أنهم دعاة فوضى وتعطيل، وليسوا دعاة تهدئة واستقرار. ما أسهل أن تكون ثوريا الآن، لن يكلفك الأمر سوى تذكرة مترو والذهاب للتحرير، والصراخ مع من يصرخون، لكن ما أصعب أن تقنع الشعب بك وكيلا عنه، وما أبعد أن تكون بناء لبلد يخربه البعض بأياديهم. إذا اجتمع الفلول جميعا على الإضرار بالبلد والانتقام من الثورة وتشويهها لم يكونوا يفعلون كما فعلته تلك الفرق التي ضلت وأضلت، وأصبحت تحمل معاول الهدم لإسقاط الدولة حائطا حائطا، وحجرا حجرا. ماذا يريدون ؟. يريدون أن يكونوا هم طليعة الثورة، وقادتها وحكامها، بأثر رجعي، ويمسكون بالقلم والمسطرة ليصمموا بلدا ومجتمعا على هواهم هم من دون تفويض شعبي. لذلك نحمد الله على أن الثورة لم يكن لها قائد، ولو كان القائد من عينة هؤلاء فإنها كانت ستعد مصيبة حلت بمصر والمصريين بعد أن خبرناهم تلك الأشهر. الشعب اختار في انتخابات نزيهة القوى التي تقوده، وهي قوى مهما قيل في وصفها فهي تثبت أنها أعقل كثيرا من أولئك الثوريين. أداء قوى الأغلبية التي حازت ثقة الشعب مطمئن وبناء، وهي تحت الرقابة الشعبية، وإذا ما حادت عن الطريق القويم فهناك من الوسائل ما يمكن إعادتها بها الى جادة الصواب حتى يحين موعد الانتخابات فتجد نفسها خارج السلطة، وتفقد غالبيتها البرلمانية، أليست تلك هي الديمقراطية أفضل حكم حتى الآن بين القوى السياسية المتنافسة في أي مجتمع على وجه الأرض. الميدان الحقيقي الآن ، وهو المواعيد الانتخابية، صار مفتوحا دون تزوير، أو تزييف، أو تعويق، ليعرض كل شخص، وكل حزب، وكل ائتلاف نفسه على الشعب ليفوضه هذا الشعب الذي يثبت كل يوم وعيه وجدارته بأن يكون الحكم الوحيد بين المتنافسين. ومن أسف أن نقول هنا في تحليل أحد أسباب وصول الحالة إلى ما وصلت إليه أن المجلس العسكري دلل وطبطب، وهو فعل ذلك ليداري أخطاءه في الإدارة، حتى أصبح غير قادر على استعادة هيبة الدولة، وهيبته هو، وقد أعطى الفرصة لإهانته والتحقير من شأنه، وقذفه بأبشع الأوصاف والاتهامات. لو كان هذا المجلس قد أدار البلاد بانفتاح، ووضوح، وعدم التباس في مواقفه وقراراته، وبالتشاور مع الجميع، وفي النور، وفي نفس الوقت كان استخدم سيف القانون بكل قوة، وليس سيف القوة بدون قانون، لكان حافظ على الهيبة، ولما كانت الأوضاع وصلت إلى ما آلت إليه الآن من تجرؤ من ثوار منفلتين مهووسين، ومن البلطجية، ومن كل الخارجين عليه وعلى المجتمع وعلى الدولة. والآن بعد خراب مالطة يدفع " العسكري " بقواته إلى الشارع لاستعادة هيبة الدولة، مع ذلك نتمنى أن تكون خطوة لاستعادة الهيبة والأمن فعلا، المهم ألا تكون أياديه مرتعشة مثل الشرطة بأن يخيفه مجموعة من الأطفال الصغار كلما أقدم على إجراء ضروري وفقا للقانون. استخدام القسوة والقوة بمواجهة المخربين أيا كانوا، ثوارا، أو بلطجية، فالمخرب ليست له صفة، ولا حصانة، ولا حماية، غير أنه مخرب وفقط.