ما حدث ويحدث الآن كارثة بكل معني الكلمة.. وهي كارثة لا يمكن لأي إنسان أن يقبلها أو يرضي بها.. مئات من البلطجية وأولاد الشوارع والألتراس والأحداث يحرقون المجمع العلمي ويحاصرون مجلسي الشعب والوزراء.. يحرقون ويحطمون ويرددون كلاما سافلا منحطا أمام الفضائيات.. عشرات من شباب الثورة موجودون ولكنهم ضائعون وسط الزحام.. هذه الجموع المنفلتة علي وشك أن تحرق مصر.. والمثير للشفقة ان الجهات المسئولة تتحدث عنهم وكأنها تتحدث عن أناس لديهم عقل أو لديهم فهم أو لديهم وعي أو لديهم وطنية.. رئيس الوزراء يعلن ويصر علي إعلانه انه لن يستعمل القوة ولا حتي بالكلمة.. المجلس الاستشاري المهزلة يطالب الحكومة بالاعتذار.. المجلس العسكري يقدم استعداده لتقديم التعويضات والعلاج.. عشرات المحللين السياسيين العشوائيين يملأون الفضائيات يصرخون مدافعين وشاجبين وباكين علي الحرية الذبيحة وعلي الديمقراطية الصريعة.. وتسمع كل هؤلاء وتري كل هؤلاء ثم تشاهد الحشود التي تلقي الطوب والتي أحرقت المجمع العلمي فيصيبك نوبة من الضحك الهستيري.. انها أشكال غريبة مجرد صبيان كانوا ينامون علي أرصفة العشوائيات أو تحت الكباري.. أصبحوا الآن يطلق عليهم الثوار وعشرات الرجال المحترمين يذهبون إليهم يرجونهم ويلتمسون منهم الهدوء.. هدوء مِن مَن والتماس مِن مَن، انهم أطفال سواء في السن أو العقل.. مجموعات من البلطجية يتلقون كل مساء وجبة من أرغفة اللحم مع خمسين جنيها مع شريط من الترامادول وكل المطلوب منهم أن يدمروا ويحرقوا ويخربوا.. وهم يفعلون ذلك بكل كفاءة وبكل اقتدار.. ان الثوة أي ثورة لا تحمي باللين.. والثورة أي ثورة تواجه دائما بثورات مضادة هذه الثورات المضادة ليس هناك أسلوب واحد للتصدي لها إلا القوة. ان الحكومة إذا فقدت هيبتها ضاع كل شيء واحترق كل شيء.. ان القبضة الحديدية مطلوبة للتصدي لهؤلاء المخربين المدمنين والمنحرفين والمشردين.. والقبضة الحديدية مطلوبة للتصدي للأصوات التي تطل علينا في الفضائيات وهم يتظاهرون انهم يدافعون عن الحرية ولكن الحقيقة انهم حاقدون وموتورون.. لقد كشفت اتجاهات الاصوات في الانتخابات انهم مجرد غثاء لا أحد وراءهم ولا شعبية لهم وقد بذلوا كل جهد لإحباط أي محاولة لاستعادة رشد الوطن ولم يعد أمامهم سوي استغلال هذه الجموع المنحرفة لإثارة الفوضي وحلمهم نسف الانتخابات وإشاعة الفوضي لعل وعسي انهم مجموعة قليلة ومعروفة بالاسم ومرصودة لكل متابع.. وكل أحاديثهم في التليفزيون ليست تحليلا وليست رأيا إنها تحريض صريح علي الفوضي وعلي إشاعة الانفلات وعلي تخريب مصر وعلي ترويع المواطنين.. ان هذا الحديث اللين والمتراخي سواء لرئيس الوزراء أو للمجلس العسكري لا يصلح لمواجهة ما يحدث الآن.. المطلوب هو التصدي بحزم وحسم لما يحدث في الشارع الآن وما يحدث في التحرير بعد أن تصاعدت الأمور لحد إحراق أحد كنوز مصر.. إن هناك خيطا رفيعا بين الحرية والفوضي وقد تمزق هذا الخيط، فما يحدث الآن هو فوضي بكل معني الكلمة فوضي تهدد كل المصريين ولم نسمع أو نقرأ في التاريخ كله ان الفوضي قوبلت بالأمنيات أو »بالطبطبة« أو باللين.. اضربوا هؤلاء المشردين أو اعتقلوهم أو اقتلوهم، ان مصير 58 مليون مصري في ايدي الحكومة والمجلس العسكري وواجبهم الأول هو حمايتهم وحماية مصر.. يجب منع أي تظاهر أو اعتصام منعا باتا حتي تتفرغ الحكومة لمحاولة ترميم ما تصدع وإصلاح ما فسد.. إننا لا نريد هذه التصريحات المتخاذلة أو الضعيفة ان الذين يحركون هذه الجموع المنحرفة قلة من الخونة وهؤلاء لا يمكن التعامل معهم باللين أو بالعقل.. لقد فقدوا عقولهم وفقدوا رشدهم وفقدوا وطنيتهم.. ان الذين دفعوا الشباب لإحراق المجمع العلمي لا يمكن ان يكونوا مصريين ولا يمكن ان يكون لديهم أي حس وطني إن الذين يوزعون الطعام والأموال والمخدرات علي الشباب المعتصم هم الأعداء الحقيقيون للحرية وللديمقراطية وللوطن.. لقد قال الشعب كلمته في صناديق الانتخاب ولن تتغير هذه الكلمة مهما فعل الحاقدون وأعداء الشعب.. وعلي الحكومة وعلي المجلس العسكري أن يتعاملوا مع ما يحدث الآن بما يلزم من الشدة.. لن يغضب مصري واحد علي ضرب متشرد مخرب خائن مأجور.. لن يغضب مصري واحد إذا رأي حكومته تعيد الأمن والأمان وتحمي البلاد من الفوضي والخراب.. نظفوا التحرير من بؤرة الصديد التي تتسبب بين وقت وآخر في الفوضي والخراب.. الحزم لم يعد مطلوبا فقط وإنما أصبح ضرورة حياة.. أما المجلس الاستشاري فعليه أن يصمت أو يرحل فبعد بيانه المضحك أصبح الجميع يرددون المثل القديم »تمخض الجبل فولد فأرا«.. ولله الأمر.