«الوفد» داخل منزل ضحية الإهمال بمستشفى المنشاوى فى المحلة والدة «سلامة»: ابنى دخل على قدميه.. وقتلوه بجرعة «بنج» زائدة مازال مسلسل الإهمال فى المستشفيات مستمراً.. وتعددت وقائع الإهمال للأطباء بالمستشفيات الخاصة والحكومية، التى دمرت حياة أطفال وشباب ورجال ونساء، كان آخرها وفاة «سلامة» صاحب ال14 عاماً الذى دخل مستشفى المنشاوى بطنطا، لإجراء عملية اللحمية، فمات نتيجة إهمال الأطباء الذين أعطوه جرعة زائدة. انتقلت «الوفد» إلى منزل الضحية داخل قرية بلاى، التابعة لمحافظة الغربية، وعايشت عن قرب مأساة أسرته. سلامة أمين محمود غنيم، طالب فى المرحلة الإعدادية، لم يكن يعانى أى أمراض، وكانت حياته طبيعية مثل باقى الأطفال يتسم بالطيبة والأخلاق الحسنة، وحسن التعامل مع الأشخاص. فى منزل الأسرة عبرت والدته «آمال» عن حزنها الشديد جراء فقدانها ابنها وفلذة كبدها قائلة: منذ فترة أصيب سلامة بالتهابات فى الأنف، وذهبنا بسرعة لعيادة أحد الأطباء بالمحلة الكبرى، وبعد فترة طلب منا أشعة للطفل، واتضح منها أنه يعانى من غضاريف فى اللحمية ثم حدد لنا موعداً لإجراء العملية، وقام بتحويل الطفل إلى مستشفى المنشاوى بطنطا، وفى يوم العملية طلبوا رسم سمع للطفل، فتوجهنا لغرفة رسم السمع، رد علينا أحد الموظفين: «إحنا معندناش أجهزة.. الأجهزة عطلانة»، وطلبوا منا عمل المطلوب خارج المستشفى على حسابنا الشخصى، مع انى قلت لهم «أنا مش معايا فلوس أعمل إيه طيب»، طلبوا منى شراء الأدوية اللازمة للعملية من خارج المستشفى، و كان هناك 10 حالات تنتظر الدخول للعمليات، شاكية من الإهمال الذى يقع ضحيته المرضى. واستكملت الأم سرد معاناتها: عند شراء زجاجة المخدر فوجئنا بأن الأسعار مرتفعة جداً، الزجاجة ب650 جنيهاً، وبعد ساعات رفع الصيدلى السعر إلى 800 جنيه، وحدثت مفاوضات بين الأهالى وصاحب الشركة وترتب على ذلك تقليل السعر إلى «200 جنيه»، وبعد دخول الطفل غرفة العمليات بنصف ساعة كان يستغيث بالأطباء، وكان يتموج ويخبط على الشازلونج ويزوم، وسمعت من الأهالى أن هناك فرداً فى حالة خطرة وبعد وقت قليل خرج كل الممرضين من غرفة العمليات ونظروا إلى الأم من المناور والأبواب ومن هنا جاء خبر الوفاة. وأضافت الأم: دخلت غرفة العمليات فوجدت زحمة سألت الدكتور الطبيب الذى كشفنا عنده ابنى عايش رد على «ابنك مات» لقيت نفسى بصرخ فيهم «حرام عليكم عاوزة ابنى.. عاوزة ابنى.. فين سلامة.. حرام عليكم، ببص على ابنى لقيت جسمه كله أزرق وهناك الكثير من الدم على أذنه، وواحدة من الممرضات قالت لى «قدمى شكوى فيهم والطقم بالكامل دى مش أول مرة يعملوا كده»، وأعطونى الأدوية اللى اشتريتها من برة كلها ما أخدوش منها حاجة فسألتهم: أمال إدوا ابنى بنج منين، وساعتها قلت لنفسى يبقى أكيد إدوله حاجة غلط. وقال والد الطفل، إنه دفع رسوم إجراء عمليتين فى خزانة المستشفى وعند دخول الطفل العمليات اتضح أنها عملية واحدة ولا ترد له أى أموال ثم دخل الطفل غرفة العمليات وبعد وقت قليل توفى. ويضيف والد الضحية: «ابنى راح.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. وطالب بمعاقبة المتسببين. وقالت شقيقة الضحية وتدعى سارة: «سلامة» أحن طفل فى الدنيا وكانت الطيبة والرحمة جواه بالفطرة.. أخويا حاجة ما تتوصفش.. الإهمال السبب الأول فى وفاته، وأكدت أنه لم يكن يعانى من شيء غير التهابات فى الأنف واتضح من الكشوفات والأشعة أنها التهابات فى اللحمية وذهبوا لإجراء العملية، وبعد وقت قليل تلقينا خبر وفاته وعادوا به ملفوفاً فى كفنه، هذا الخبر الذى أثر فى المحافظة بالكامل بسبب بشاعة الموقف، ما أدى إلى خروج أهالى القرية من منازلهم لينتظروا «سلامة» الطفل المحبوب من جميع الناس «حرام أم واب حياتهم كلها تعب». حرر والد الضحية محضراً فى قسم شرطة ثانى طنطا، اتهم فيه الأطباء بالإهمال، وردد الأهالى، «البالطو ابيض والقلوب سوداء والضمير معدوم»، مطالبين ب«القصاص العادل»، واتخاذ الإجراءات اللازمة. تجولت «الوفد» داخل أروقة المستشفى الذى شهد الواقعة، ورصدت العديد من وقائع الإهمال، حيث يعانى نقصاً فى الإمكانيات من أجهزة طبية وأدوات جراحية وأدوية وعدم توافر أسرة كافية تستوعب أكبر عدد من المرضى، إضافة الى وجود العديد من حالات النصب والاحتيال من جانب العاملين بالمستشفى وفقاً لأقوال الأهالى. شاهد الفيديو: