أصبحت قضية «الألتراس» هي حديث الصباح والمساء في الشارع الكروي المصري علي خلفية الكارثة التي شهدها استاد بورسعيد وراح ضحيتها آلاف المصابين و73 شهيدا من ألتراس الاهلى ولان هذه الفئة أصبح لها تأثير في المجتمع فإن البعض يرى انها تحولت إلي دولة داخل الدولة، ترفض القوانين، وتسن قوانين خاصة بها، حتى وصل الأمر إلي رفضها الدخول في أي حوار مع أي جهة للعدول عن شغبها الناري، والتوقف عن إشعال الشماريخ في مدرجات كل الملاعب، رغم ما تمثله من خطر. وإذا كان البعض يصر علي الإلقاء بكرة جرائم « الألتراس « بعد الثورة في ملعب النظام السابق، وفلوله، كما حدث في جريمة اقتحام جماهير الزمالك لملعب ستاد القاهرة مع نهاية مباراة فريقهم أمام الأفريقي التونسي في بطولة دوري الأبطال الإفريقي، وهي الجريمة التي أساءت لسمعه مصر أمام العالم، ومن بعدها الكثير من الأحداث المشابهة منها المعركة الدامية التي دخلها ألتراس الأهلي مع رجال الأمن والتي عرفت باسم «معركة مدينة نصر» في أعقاب نهاية مباراة الأهلي وكيما أسوان في بطولة كأس مصر الماضية ، إلا أن الغالبية العظمي اتفقت علي أن تلك الجرائم الجديدة ما هي إلا أحد أشكال ونماذج الانتقام الشعبي من الجهات الأمنية، فيما تري فئة أخري أنها من جرائم الشغب الجماهيري في الملاعب المصرية وسبق أن احترق الجميع بنيرانها حتى في عهد النظام السابق وإذا كانت هناك مؤامرة حدثت ضد الألتراس من البلطجية المأجورين فإن «التار البايت» مع الأمن جعل رجال الشرطة يقفون موقفا سلبيا بعد المباراة وهو ما أدى إلى دهشة الذين لايعرفون أن هناك حالة عداء كامن منذ سنوات بين الألتراس والأمن. ودللت الفئة التي تتهم الألتراس بالشغب بالحادثة الكبرى التي اندلعت يوم 21 سبتمبر من العام الماضي2010، وكانت أشبه بحرب شوارع بين روابط « التراس « غريمي الرياضة المصرية الأهلي والزمالك..عندما أصيبت العاصمة المصرية قبل عام وشهرين بالشلل التام وفي ظل وجود النظام السابق وفي ظل التشديد، فيما أصيب المواطنون بحالة من الذعر علي وقوع حرب الشوارع النارية التي دارت بين جماهير الناديين الغريمين الأهلي والزمالك واستمرت لمدة تزيد على ال 3 ساعات، ودارت حرب الشوارع الجماهيرية علي خلفية مباراة قمة كرة اليد التي جمعت بين الأهلي والزمالك، علي الصالة المغطاة بمقر النادي الأهلي بالجزيرة – وسط القاهرة - ، وكان اللافت أن أكثر من 3 آلاف من أعضاء رابطة جماهير الزمالك والتي تطلق علي نفسها لقب «وايت نايتس» قطعوا المسافة ما بين مقر ناديها في ميت عقبة ومقر النادي الأهلي بالجزيرة – حوالي كيلومترين – سيرا علي الأقدام وهم يطلقون الهتافات العدائية ضد النادي الأهلي، وهو الأمر الذي كان من شأنه أن يصيب شارع جامعة الدول العربية الشهير بحالة شلل مرورية تامة إلى جانب كل الشوارع المحيطة به، فيما أصيب المواطنون بالهرع من جراء إشعال الشماريخ والصواريخ واستخدام الألعاب النارية، قبل أن تحاول جماهير الزمالك اقتحام أبواب النادي الأهلي التي أغلقت في وجهها، فما كان من جمهور الأبيض إلا أن قام بأعمال شغب خارج أسوار النادي الأهلي، وهي الحرب الذي أشعل «ألتراس» الزمالك نارها ردا علي ما فعله «ألتراس» الأهلي قبلها بأيام عندما اقتحموا أسوار النادي ودمروه بعد منعهم من متابعة مباراة كرة قدم جمعت بين فريقي الشباب في الناديين. وباتت أحداث الشغب الدامية، عنوانا لكل المواجهات التي تجمع بين فرق قطبي الكرة والرياضة المصرية الأهلي والزمالك في كل الألعاب الجماعية وبالقطع فإن كل هذه الحوادث كان يتصدى لها الأمن بكل عنف وقوة وهو ماخلق حالة العداء بين الطرفين مما جعل البعض يطلق اتهامات بان ماحدث من سلبية رجال الأمن في أحداث بور سعيد كان مجرد انتقام مما حدث في الماضي. والحقيقة أن الجميع في مصر قبل وبعد الثورة فشل في التصدي لعناد روابط « الألتراس «، رغم أن البرلمان المصري – السابق- سبق له أن عقد جلسة طارئة لمناقشة ظاهرة شغب «الالتراس» في كل الملاعب الرياضية، وطالبت لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان - مجلس الشعب المصري - بسرعة التصدي لتلك الظاهرة من خلال استصدار قانون خاص لمواجهة الشغب الجماهيري الذي تحول إلي جحيم يهدد بحرق المجتمع المصري، خاصة بعد أن انتقلت حروب ونيران تلك الروابط من داخل الملاعب إلي الشوارع، إلا أن القانون لم يصدر حتى الآن. واللافت أن الدعم الاختياري للأندية لروابط الألتراس التابعة لها تحول إلي دعم إجباري في الفترة الأخيرة بعد انقسام الروابط فيما بينها، والآن باتت الأندية ذاتها هي أول من تدفع الثمن من خلال العقوبات المادية الكبيرة التي توقع علي الأندية من جراء شغب جماهيرها التي تحولت كلها إلي «ألتراس». يذكر أن الملاعب المصرية عرفت ظاهرة الألتراس بعد استضافة مصر لبطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2006، عن طريق جماهير النادي الأهلي، وأصاب ظهور الرابطة للمرة الأولي دهشة وإعجاب الجميع خاصة وسائل الإعلام، من خلال الزى الموحد، والأغاني والهتافات الحماسية الراقية لفريقها طوال الوقت بغض النظر عن النتيجة، وانتقلت دعوي الالتراس إلي بقية الأندية لاسيما الشعبية، وظهرت روابط مماثلة في الأندية ذات الجماهيرية الكبرى مثل الزمالك والاسماعيلي والمصري البورسعيدي والاتحاد السكندري. وباتت لا تمر مباراة تجمع بين الغريمين الأهلي والاسماعيلي سواء بالقاهرة أو الإسماعيلية دون وقوع أحداث شغب دامية، حتى إن الأمر كان مجالاً للسخرية والتهكم من جانب الصحافة الإسرائيلية، وتحديدا عندما التقي الأهلي والاسماعيلي علي ملعب الأخير قبل عامين أثناء عاصفة اجتياح إسرائيل لغزة، وحملت جماهير الناديين أعلام فلسطين، ولكن مع بدء المباراة تبادلت حرب الشماريخ في معركة حامية الوطيس القي علي أثرها القبض علي العديد من المشاغبين، وخرجت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية وقتها بعنوان ضخم علي صدر صفحتها الأولي: «المصريون حملوا أعلام فلسطين وأحرقوا الإسماعيلية». ولاشك ان ألتراس الاهلى اصبح هو الاشهر والاقوى ويدعمه الان الجميع بعد كارثة بور سعيد والخوف كل الخوف من نزعة الانتقام لما حدث بعد ان أكد قادة الأتراس انهم سيردون بقوة عما حدث.