أنا صايع مدن والحمد لله علي هذه المنة التي حابني بها الله الذي لا يحمد علي مكروه سواه.. والمدن التي زرتها في حياتي - عدد شعر رأس - كما يقولون ولكن المدن التي استقرت في قلبي وعقلي ووجداني قليلة تعد علي أصابع اليدين ومنها هذه المدينة الفاتنة «حمص» التي تبعد عن دمشق العاصمة بستين كيلو متراً بالتمام والكمال والحمص في سوريا الحبيبة هو بحذافيره - الصعيدي - في مصر المحروسة تأتيه النكت من بين يديه ومن خلفه كالمطر مع فارق بسيط هو أن الحماصنة يؤلفون النكت علي أنفسم ولا أظن أن الصعايدة في مصر المحروسة يفعلون ذلك!، والفلسفة الحمصية - إذا جازت التسمية - تركز علي طيبة الإنسان الحمصي التي غالباً ما تصل إلي درجة التفضيل وهذه نكتة حمصية علي سبيل المثال وتقول: - واحد حمصي دخل السينما وجاءت جلسته بجوار واحد شامي - بندوق - يعني ابن حرام وأثناء العرض قال الشامي: - تراهنني فقال الحمصي: - علي ماذا؟ قال الشامي: - علي أن بطل الفيلم سيسقط عن حصانه بعد خمس دقائق وقال الحمصي لنفسه «كيف يسقط البطل بعد خمس دقائق ويصبح الفيلم بلا بطل؟ هذا لا يجوز فقال للشامي: - أراهنك ولكن كم الرهان. فقال الشامي: - مائة ليرة. قال الحمصي: - موافق. ولم تمض سوي خمس دقائق من الفيلم حتي سقط البطل علي حصانه ومات كما توقع الشامي - البندوق - فدفع الحمصي قيمة الرهان وبعد انتهاء الفيلم وخروج المتفرجين كل إلي حال سبيله سمع الحمصي صوتاً ينادي من خلفه: - يا حمصي .. يا حمصي فتوقف ليجد الشامي البندوق يموله لمائة ليرة وهو يقول: - خذ يا رجل نقودك واكفني شرك. فقال الحمصي: - لا والله لن آخذ منك ليرة واحدة. فقال البندوق: - هذه نقودك يا رجل. قال الحمصي: - ولكني خسرتها معك ع الرهان. قال الشامي: ولكني خدعتك يا رجل. فقال الحمص: - كيف خدعتني بالله عليك؟ - قال الشامي: - خدعتك لأني سبق وان شاهدت هذا الفيلم. فقال الحمصي: - وأنا أيضاً سبق لي مشاهدة هذا الفيلم. فقال الشامي: - إذن لماذا قبلت الرهان؟ فقال الحمصي: - كيف أظن أن هذا البطل المفضل سيأخذ حذره هذه المرة فلا يسقط كما سقط بالأمس «هذا الحمار»!، والذي أعطي حمص الجميلة قيمتها وتفردها بين المدن هو وجود عائلتي - الأماش - و - هنانو - وهما اسمان يلمعان بشدة في وفد المقاومة الوطنية إبان فترة الاستعمار الفرنسي للقطر العربي الشقيق، ثم بعد ذلك أي بعد الاستقلال تباري فرسان العائلتين في إعمار المدينة الصغيرة الفاتنة كما سنري فيما بعد.