بعدما حذر الرئيس عبدالفتاح السيسي من خطر الزيادة السكانية على مصر وتأثيرها على النمو الاقتصادي، وتأكيده أن التحدى السكانى عظيم للغاية ومطلوب فيه تضافر كل جهود الدولة بجانب منظمات المجتمع المدنى والأهالى، أكدت مشيخة الأزهر ودار الإفتاء على أن تنظيم الأسرة حلال وجائز شرعا لكى يستفيد الجميع من جهود التنمية. من جانبه قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، إن تنظيم الأسرة حلال وليس حراما، وقد حسم الجدل في القضية عندما أجاب شيخ الأزهر على الرئيس عبد الفتاح السيسى من قبل عند سؤاله عن مدى مشروعية تنظيم الأسرة، للقضاء على الخلاف حول تلك الإشكالية بناءً على القرآن والسنة وأكد كونه حلالا وليس هناك حرمة في الأمر. وأضاف شومان خلال كلمته التى ألقاها نيابةً عن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، فى مؤتمر القومى للسكان، أن الرسول عليه الصلاة والسلام تحدث عن القضية السكانية فى وقت لم تكن فيه زيادة سكانية، وأجاز العزل بين الزوجين بالاتفاق فيما بينهما. وأوضح وكيل الأزهر، أن تنظيم الأسرة جائز شريطة الاتفاق بين الرجل والمرأة، مشيرا إلى أنه لا بد من تكاتف المجتمع للقضاء على تلك المفاهيم المغلوطة حول القضية السكانية لكى يستفيد الجميع من جهود التنمية، فالزيادة السكانية عبء على موارد الدولة وانطلاقها للتنمية، مستنكرا الأصوات التى تعارض تنظيم الأسرة. فى السياق ذاته، قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن القضية السكانية قضية غاية في الأهمية إذا أردنا تحقيق التنمية المنشودة، داعيًا إلى ضرورة الأخذ بكل وسائل العلم لتحقيق الصالح العام. وأضاف مفتى الجمهورية فى كلمته بالمؤتمر، أن رأي الدين يدعو دائمًا للتوازن بين عدد السكان وتحقيق التنمية، حتى لا تؤدي كثرة السكان إلى الفقر. وأوضح مفتى الجمهورية، أن دار الإفتاء المصرية استقرت فى فتواها على أن تنظيم الأسرة من الأمور المشروعة والجائزة شرعًا، وأن المنظومة التي نسير عليها، هي أيضًا متسقة مع منظومة التشريعات المصرية، كما أن الإسلام يدعو للغنى وليس الفقر، ويدعو للارتقاء بالمجتمع والأسرة. وأشار المفتي إلى أن هناك اتساقًا بين جميع النصوص الشرعية في هذا الشأن التي تدعو لرخاء الإنسان وتحقيق استقراره، فنحن أمام قضية مهمة تستحق تكاتف جميع الجهات للتعامل معها بما يصب في صالح الوطن ويحقق التنمية المنشودة. وكان الرئيس عبالفتاح السيسي، قال فى مؤتمر الشباب الأخير بالإسكندرية، إن الزيادة السكانية والإرهاب أكبر خطرين يواجهان مصر في تاريخها. وأضاف السيسي، أن الزيادة السكانية تقلل فرص مصر في أن تتقدم للأمام، قائلا، "لو فعلا نرغب توفير موارد للتعليم وتوفير وظائف مناسبة للشباب والصحة يجب أن يتم ضبط النمو السكاني". وأوضح السيسي أن التحديات التي نقابلها مشتركة بين الدولة وشعبها، ويجب أن يقوم كل فرد بدوره حنى نستطيع أن نسير ونتقدم إلى الأمام، مشيرا إلى أن عدد السكان كان يبلغ 20 مليون نسمة والآن يتجاوز 93 مليونا والزيادة مستمرة بمعدلات كبيرة وسوف يشكل ذلك عبئا كبيرا على الدولة إذا استمرت هذه المعدلات الكبيرة للنمو السكاني. وتابع الرئيس "إذا لم نضبط هذه المعدلات المرتفعة فلن نرى الآثار الإيجابية لكل ما ننجزه .. أتصور أن من لديه طفلين أو ثلاثة يستطيع أن يقوم بدوره حتى في الرعاية الإنسانية والاجتماعية"، مؤكدا أن التحدي السكاني هو تحدٍ عظيم جدا ويتطلب تضافر كل الجهود بين الدولة ومنظمات المجتمع المدني والأهالي لنحقق نتيجة جيدة.