مسيرات وتهديدات.. ومصر تشارك في قمة أذربيجان لوقف العنف ضد الفلسطينيين خبراء: تشرذم العالم الإسلامي أعطي الفرصة لإسرائيل للتطاول علي «أولي القبلتين» يواصل موظفو الأوقاف في القدس والمصلون، الاعتصام أمام بوابات المسجد الأقصى، لليوم الثامن على التوالي، رافضين الدخول إلى المسجد عبر البوابات الإلكترونية التي أقامها الاحتلال الإسرائيلي منذ أيام، واحتجاجاً على إغلاق الأقصى أمام المصلين ومنع رفع الأذان وإقامة الصلاة للمرة الأولى منذ احتلال القدسالشرقية. وعمد الاحتلال إلى إقامة هذه البوابات، بعد يومين، من إغلاق الأقصى بالكامل اثر العملية التي وقعت داخل باحات المسجد، يوم الجمعة قبل الماضي، وأسفرت عن استشهاد 3 فلسطينيين، ومقتل شرطيين إسرائيليين. ويأتي رفض الفلسطينيين للبوابات، على وقع اقتحام عشرات الإسرائليين لباحات المسجد الأقصى، فيما يطالب ضباط شرطة الاحتلال حراس الأقصى الذين دخل عدد قليل منهم بشكل استثنائي بطلب من الأوقاف لمتابعة ما يجري في المسجد، بعدم الاقتراب من المستوطنين المقتحمين. وامتدت المواجهات بين قوات الاحتلال وشباب فلسطيني، إلى أحياء وبلدات محيطة في القدس، استمرت لساعات فجر أمس، حيث سُجلت عشرات الإصابات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع وبجروح بالرصاص المطاطي، بعدما رفضت قوات الاحتلال دخول المصليين لباحات المسجد الأقصى باستثناء من تجاوز سنهم ال50 عاماً. وقال الدكتور ياسر قنصوة، الخبير السياسي، وأستاذ العلوم السياسية، أن القضية الفلسطينية تحظى بتجاهل كبير وتخاذل وصفه ب«المعتاد» من الحكومات العربية، في اتجاه لهيمنة المصالح الغير مفهومة والاستراتيجيات الخاصة، لتبقى القدس جزيرة مُنعزلة عن الإطار العربي – حسب قوله. وأشار «قنصوة» في حديثه ل «الوفد»، إلى أن سعي الحكام العرب في بناء علاقات قوية وخاصة مع الكيان الصهيوني بهدف كسب الرضا الأمريكي، يُعد من أسباب التغاضي عما يحدث بالقدس من انتهاكات قمعية غير إنسانية من جنود الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينين قائلاً: «الحكومات العربية تغض النظر عن ممارسات الإسرائيليين في القدس دون حتى التنديد أو إعلان الرفض». وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن مواقف الشعوب الرافضة بكل الصور لما يحدث في محيط المسجد الأقصى، سواء كان بالمظاهرات أو من خلال المنظمات الحقوقية أو الأحزاب، يجب أن تلقى ردوداً مُعبرة من قبل حكوماتها وأنظمتها أمام العالم ليصل للجميع رفض تلك الممارسات، عن طريق تبني موقف سياسي دولي جاد. وأضاف الخبير السياسي، قائلاً: «يجب أن نضغط برفق على الحكومات والأنظمة العربية، للمطالبة بموقف دولي مُعبر عن موقف الشعوب تجاه ما يحدث بالقدس». وقال اللواء حسين عبدالررازق الخبير في الشئون السياسية، أن انشغال الدول العربية بقضاياها وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، والموقف الدولي ضد قطر، هي أحد أسباب تراجع التضامن مع القضية الفلسطينية، للاتحاد في مواجهة مخططات الدوحة وإيران وتركيا. وأوضح الخبير السياسي ل«الوفد»، أن الشعوب العربية المُنددة بأحداث غلق المسجد الأقصى وانتهاكات الكيان الصهيوني ضد المصليين هناك لم تعد بالقوة المنشودة قائلاً: «الشعوب العربية تُعاني من مشكلات اقتصادية كبرى، حالت بينها وبين الخروج المعتاد لرفض ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد أشقائهم الفلسطينين». ووصف «عبدالرازق»، ما تقترفه قوات الاحتلال بحق المسجد الأقصى هو نتيجة حتمية إثر ما أسماه ب «التفريط الضروري» من قبل الوطن العربي في القضية الفلسطينية، ومحاولة إغفال مُتعمدة لكون إسرائيل العدو الحقيقي للعالم العربي، ما أسفر عن أحداث القدس الأخيرة. وطالبت مصر في قمة التهويد الفلسطيني المُقابة بأذربيجان، بتمثيل من المنظمة المتحدة الوطنية لحقوق الإنسان عن المجتمع المدنى الأورومتوسطى، في المؤتمر الدولي، بمناسبة مرور 50 عام في احتلال إسرائيل للقدس، بوقف الانتهاكات الصهيونية في محيط المسجد الأقصى بحق المواطنين الفلسطينيين، وإعادة فتح المسجد أمام المصليين مرة أخرى، وفرض عقوبات رادعة من المجتمع الدولي تجاه هذه الانتهاكات، التي تجاوزت الشرعية الدولية في حق المقدسات الدينية. وقال محمد عبدالنعيم رئيس المنظمة المتحدة الوطنية لحقوق الإنسان، أن الممارسات الهمجية المتكررة من الكيان الصهيونى، تحتاج إلى رصد دقيق من الأممالمتحدة ومجلس الأمن لما يجرى من انتهاكات بالقدس، لتوقيع عقوبات رادعة من المُجتمع الدولي، مُستنكراً إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلية المسجد الأقصى الشريف أمام المصليين . وأكد «عبد النعيم»، أن ما يجرى في القدس والمسجد الأقصى، من إصرار صهيوني على الاستيلاء على المدينة والعمل الإجرامي الذي فاق كل أعمالهم الإجرامية بغلق المسجد الأقصي، وحفر الأنفاق الكثيرة تحته، وهدم البيوت، والعمل الدؤوب على تهجير أهلها وطردهم منها، والإعلان المتكرر بإدعاء القدس العاصمة الموحدة والأبدية للكيان الصهيوني ليدلل على تمسك أولئك المعتدين الغاضبين بمخططاتهم التي أرادت أن تؤسس لدولة يهودية في فلسطين، حسب ما قال بن جوريون: «لا معنى لإسرائيل بدون القدس ولا معنى للقدس بدون الهيكل». وأدان رئيس المُنظمة المُتحدة الوطنية لحقوق الإنسان، ممارسات العنف التي تنتهجها قوات الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين، قائلاً: " نرفض جميع أشكال التهويد فى المسجد الأقصى المبارك والإجراءات التعسفية ضد أبناء الأمة العربية فى بيت المقدس، وندين جميع أنواع الاقتحامات اليهودية اليومية للمسجد أمام المصلين». ودعا «عبدالنعيم»، الأمة بكل أطيافها إلى دعم القدس والمسجد الأقصى، ومشاريعها بجميع أشكال الدعم المؤدي إلى تثبيت وجود أهلها فيها، وكذلك الحكام والحكومات العربية لاتخاذ مواقف صريحة في المحافظة على المسجد الأقصى، وعدم الدخول في أي مفاوضات أو اتفاقيات يتم فيها التنازل عن القدس أو أي جزء من فلسطين. وتابع: «إن أي تنازل أو اعتراف للعدو بأي جزء من فلسطين فهو خيانة للأمنة، لأن كل أراضيها حق مشترك للأمة جميعًا، نناشد منظمات المجتمع المدني بوجوب الوقوف بجانب المؤسسات والمنظمات والهيئات والروابط العاملة للقدس في جميع أنحاء العالم الإسلامي، والشد من أزرها بالدعم والمساندة للشعب الفلسطيني». وأشار «عبدالنعيم» في مؤتمر بدولة أذربيجان، إلى أن تسلط الإدارة الصهيونية وتفرغها لتهويد المدينة عن طريق هدم المسجد الأقصى وإنشاء الهيكل المزعوم مكانه، وتصاعد العدوان اليهودي على القدس، يرجع إلى ماوصفه بالصمت الرهيب من الأمة العربية بكل فئاتها. وقال رئيس المنظمة المُتحدة الوطنية لحقوق الإنسان: ما قامت به سلطات الاحتلال جريمة جديدة تضاف إلى سجلات الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها في حق المقدسات الإسلامية، وهو عمل من الأعمال الهمجية المستمرة للكيان الصهيوني، الأمر الذي يشكل تطورًا خطيرًا من شأنه إضفاء المزيد من التعقيدات على الأوضاع في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، خصوصًا وأن هذا الإجراء يعتبر الأول من نوعه في تاريخ الاحتلال. وحذر «عبدالنعيم» من غضب الأمة العربية قائلاً « أتوقع انتفاضة قوية ضد انتهاكات الكيان الصهيوني التي أغضبت الجميع»، مشيراً إلى أن مصر أولى الدول التي ترفض بشكل قوي هذه الممارسات، في إطار الدفاع عن الشعب والمقدسات بكل قوة دون النظر إلى أية خلافات مع الحركات الفلسطينية باعتبارها غير ممثلة عن الشعب الفلسطيني.