استنكرت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية من موقف العالم السلبي تجاه مايحدث الآن من أعمال وحشية في مختلف مناطق العالم في ظل رفع شعار الديمقراطية في العالم العربي, مؤكدة أنه بالرغم من أن العالم أكثر استعدادا لوقف الاستبداد من أي وقت مضى، لكنه لا يزال غير مستعد أو غير قادر على إنهاء الأزمات. ورأت المجلة أن السيادة بدأت تفقد سحرها, في حين أن القادة العرب يعيشون الآن في عالم جديد وتحول ديمقراطي, مستشهدة باللهجة الجديدة التي تتبناها جامعة الدول العربية وتحول الشارع العربي بشكل حاد ضد الفظائع التي يرتكبها "بشار الأسد", الرئيس السوري. واستنكرت المجلة التغير في الدبلوماسيات الدولية مستشهدة بجامعة الدول العربية، التي استطاعت في فرض حظر الطيران في ليبيا لحماية المدنيين مما كان يمارسه العقيد القذافي من أعمال وحشية تجاه شعبه إلا أنها فشلت في فرض سيادتها وفرض الإجراءات الفعالة لوقف الفظائع التي يرتكبها النظام الاستبدادي السوري. وعبرت المجلة عن استيائها من قرار روسيا وتفضيلها لتقديم الدعم للحكومة السورية عن وضع نفسها على الجانب الخطأ من التاريخ الذي يربطها بسوريا، فكان عليها أن تتحلى بالشجاعة في مواجهة الظلم والوحشية التي يمارسها الأسد تجاه شعبه، وأكدت المجلة أن الدبلوماسية الدولية التي تربط الدولتين لا تعني شيئا إذا استمر الأسد في تعامله الوحشي مع شعبه وتعريض البلاد لحرب أهلية. وأضافت المجلة ان الأسد يضع في الاعتبار الدور المؤيد والمساند له من جانب الدولة الروسية جنبا إلى جنب مع الصين وإيران وحزب الله، مما يجعله أكثر قدرة على الصمود وممارسة العديد من الوحشية. وتساءلت المجلة ماذا ينتظر سوريا بعد ذلك؟!، وجاوبت متأسفة أن لا شيء متوقع أن يحدث، فبعد النقاش الكبير حول إمكانية التدخل العسكري وإقامة منطقة آمنة مثلما حدث في ليبيا حتى تتم حماية المدنيين من الهجمات لكن باءت جميعها بالفشل. وأكدت المجلة أن الدور الذي قامت به روسيا ودعمها لسوريا يذكرنا بموقف الحكومة الصينية الذي اتخذته تجاه السودان عندما تولت زمام المبادرة بالدفاع عن الدولة السودانية، عندما كانت تعاني من حرب أهلية، أمام مجلس الأمن منذ عام 2004 وذلك لوجود علاقة وثيقة مع السودان التي تُعد المورد الاساسي للنفط في الصين، مما يجعلنا نشعر بخيبة أمل تجاه تفضيل المصالح على حساب أرواح البشر.