ماذا نسمى ماحدث وما زال يحدث يوم الأربعاء الدامى فى ملعب بور سعيد ، وبعدها فى ميدان التحرير ، وأمام وزارة الداخلية ..؟ ماذا نسمى تقاعص الأمن المتمثل فى وزير الداخلية أولا ثم محافظ بور سعيد ومدير أمنها ثانيا ، واتحاد الكورة ثالثا .؟ بماذا نسمى رئيس الحكومة والمجلس العسكرى اللذان سمحا أن يستمر الدورى متجاهلين الدور الكبير الذى تقوم به فلول النظام السابق عند كل تجمع تسنح الفرصة لهم بالقتل والضرب المبرح المؤدى للأصابات ذى العاهات المستديمة بعد تغيب الأمن والجيش عن عمد ..؟ أعتقد أن الأجابة المثلى عن كل هذه الأسئلة تكمن فى تباطؤ المجلس العسكرى فى الأسراع فى محاكمة الحاكم السابق ونجليه وحاشيته ، ففى الحقيقة الأمر لايحتاج لكل هذه المماطلة ، فليس هناك من صغير ولا كبير ولا معتوه ولا عاقل ، الا ويعلم علم اليقين بهول الفساد ، وسرقة المليارات وتهريبها للخارج، ان هذه الأمور أصبحت لاتخفى على أى انسان حتى فى العالم بأسره ، وكان من الممكن أن يحسم الأمور منذ بدايتها المجلس العسكرى الذى تعمد أن يحيل مثل هذه القضايا الى محاكم مدنية ، متجاهلا بذلك المحاكم السياسية ..! وذلك لأطالة المحاكمات ، واعطاء فرصة كبيرة لمحامى الدفاع التلاعب بمقدرات الوطن ومحاولة تبرئة هؤلاء المفسدين والخونة والأشرار ، واعتاقهم من حبل المشنقة ..! كان المفروض على المجلس العسكرى أن يتخلص ويخلص الآخرين من هذا الوباء الذى ألم بكل أفراد الشعب ، وذلك بسرعة اصدار الأحكام ، وانزال أقصى العقوبة عليهم دون أية رأفة ولا رحمة ، فهم لم يرحموا من فى الأرض ، حتى يرحمهم من فى السماء ..! لذلك نقول للمجلس العسكرى مازلت الفرصة سانحة أمامكم لأنهاء هذه المسرحية الهزلية ، وذلك بدفعها الى المحاكم العسكرية ، والنطق بالحكم بعد جلسة واحدة ، بعد كل المهاترات التى حدثت داخل قاعات المحكمة المدنية ، والتى يحاول فيها الدفاع اثبات البراءة لهم ، وليكن فى علم القضاة والمجلس العسكرى ، أن البراءة لهؤلاء الخونة معناه أن ماسيحدث عفويا وتلقائيا من سبعون ألف مواطن فى كل أنحاء الجمهورية شيئ لايمكن تخيله أو التكهن به ، شيئ لا يحمد عقباه لأنها ستكون الطامة الكبرى ..! وعلينا أن نقرأ كل مايحدث حاليا بسبب حسم الأمور التى كان يجب حسمها خلال أشهر قليلة من القبض على هؤلاء الذين باعوا أنفسهم وكرامتهم وفرطوا فى شرفهم خدمة للصهاينة الجدد فى واشنطون واليهود فى تل أبيب ، لقد فرطوا فى كل شيئ من مقدرات الوطن ، وحرموا الشعب من لقمة قوته ، جوعوه ، ونبذوه وراء ظهورهم ارضاءأ لأسيادهم ، فهل بعد هذا كله لا يستحقون الشنق ..؟؟ أنا أعتقد أن الشنق لايشفى غليل هذا الشعب المكلوب والمحروم والمقهور لسبعة وأربعون سنة فقد فيها عزته وكرامته لأنه أصبح يخاف من أن يتم القبض عليه ويقذف فى متاهات السجون ، أصبح يخاف على لقمة عيش أولاده التى يكد عليها ليلا ونهارا كما لو كان مربوطا فى ساقية ، هو لايفكر فى أى شيء ، ويخاف من كل شيئ ..! هكذا كان معاناة الشعب الذى كان يساق كالقطيع ، لكن لكل شيئ نهاية سنحت الفرصة التى رفع فيها عن كاهله الخوف من المجهول ، وضرب بكل شيئ عرض الحائط ، وصصم ووضع بكل كاهله وحمله على الله ، وثار ، ورفع شعار الحرية والخلاص من الظلم ، فكان له ما أراد ، سقط الرأس وحاشيته ، ولكن مازال الجسد لم يسقط ، مازلنا نعيش تحت حكم الفرد ، مازلنا منقوصى الحرية ، مازلنا نقتل فى الشوارع ونسجن ونحاكم فى المحاكم العسكرية ، والمجرمون منعمون ويعيشون عيشة الملوك ، الحاكم يحمل عل الأعناق الى المحكمة ، بدلا من أن يساق مكبل اليدين والساقين ، يلا العجب ..! بعد كل ما أذاقه للشعب ، وبعد سرقة المليارات ، تأخذهم الرأفة به وبأولاده وبحاشيته ، بعكس قول وشرع الله الذى قال ( ولكم فى القصاص عبرة يا أولى الألباب ) القصاص هو الحكم ( العين بالعين ، والسن بالسن ، والأنف بالأنف ، والجروح قصاص ) وهذا أقل ما يجب أن يكون حتى يشفى غليل الشعب ..! أما ثانيا – فنحن نسأل عن الأسباب الرئيسة التى من أجلها يصر المجلس العسكرى على عدم تسليم السلطة قبل شهر يوليو .؟ أليست هى اطالة الأمد لقتل أكبر عدد ممكن من الشعب قبل انتخاب الرئيس وتحمله المسئولية ..؟ اليس ذلك يعنى ايجاد السبل والبحث عن مخارج لرجال القانون لبراءتهم ..؟ اليس هذا يعنى اتاحة الفرصة للزج بأكبر عدد من الشباب فى متاهة المعتقلات عقابا لهم بطلبهم للحرية والمساواة والعدالة الأجتماعية ..؟ أمن العدالة أن يملك فرد واحد مثل جمال أوعلاء أو أى من الوزراء الذى تم التحفظ عليهم أو أى رجل من رجال الأعمال ، أن يمتلك أى منهم مئات المليارات ، والثمانون مليون الباقية ، لايملكون الا العرى والجوع والتشرد ..؟ أنا أسأل أولياء الأمر الذين أخذوا على عاتقهم تحمل المسئولية ، أليس هذا هو الظلم بعينه ..؟ فاذا كان ذلك وأقررتم به ، لماذا تأخذكم الرحمة والشفقة عليهم حتى الآن ..؟ لماذا لم ترفعوا عن كاهلكم هذا العبئ الكبير وتسلموا السلطة لمجلس الشعب ..؟ لماذا فى يوليو .؟ الم يكفى هذه الدماء وهذه الأكفان والمعتقلات التى امتلئت حبا وانتقاما للنظام السابق ، ياسادة لاداعى للمماطلة ، فالشعب على حافة الأنفجار .! اذا كان بالضرورة عدم تنازلكم عن السلطة قبل انتخاب الرئيس ، فعليكم أن تعلنوا من الآن عن موعد قريب وليكن أول ابريل لأجراء الأنتخابات وبذلك تكون هناك فرصة لكل مرشح للأعلان عن برنامجه الأنتخابى خلال هذه الفترة بوسائله الأعلانية ، هذا اذا كانت النوايا حسنة ، ونحن لانشك فى هذا ، لابد من الأسراع فى الأنتخابات الرئاسية لأبطال القيل والقال ، وحتى نفوت الفرصة على من يتربصون لشباب هذا الوطن وبمستقبلهم ومستقبل الأمة بالضياع . لكن من الضرورى عدم الأستهانة بما حدث يوم الأربعاء الموافق الأول من فبراير 2012 ، هذا سيكون فى التاريخ مثله مثل سابقيه ومثل لاحقيه ، مثله مثل موقعة الجمل فى نفس اليوم من عام 2011 بمثابة كارثة عظمى ألمت بالوطن ، مثله مثل حادثة دنشواى ، ومثل مجزرة مدرسة أم البقر ، ان التاريخ لايرحم صغيرة ولا كبيرة الا وسجلها بالصوت والصورة . لذلك نحن نقول على رئيس الوزراء والمجلس العسكرى أن يقوموا بتوقيف ومحاكمة كل من تسبب فى هذه الكارثة البشرية ، والا يشفوا غليل من هم وراء القضبان الذين يتصيدون فى الماء العكر والذين لاشك فى أنهم وراء كل هذه الأحداث ، لكونهم يعيشون فى فنادق سبعة نجوم ، ويتحركون بحرية كاملة ، ويستخدمون قمة التكنولوجيا فى عمل الأتصالات السريعة ، لقد هيئ لهم كل أسباب الراحة ، لدرجة أنهم أصبحوا على ثقة كاملة من برائتهم ..! كما أصبح من الضرورى محاسبة كل جهاز الكرة ومحاكمتهم ووقف الدورى والكأس ومعاقبة رئيس النادى المصرى وحرمان لاعبيه من الملاعب لمدة لاتقل عن خمس سنوات . علينا أن نعى جميعا أن المتربصين بمصر ، ليسوا من الداخل فقط ، ولكن أيضا من الخارج ، ليست الصهاينة فى كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية واسرائيل ، ولكن أيضا من دول عربية بترولية متوهمة أن دور الول الكبرى مثل مصر وسوريا والعراق والجزائر قد انتهى دورها فى هذا الزمن ، كما قال " حمد " رئيس وزراء محمية " قطر " لوزير خارجية الجزائر أثناء انعقاد جلسة وزراء الخارجية للجامعة العربية أو ( الغربية ) وذلك فى حضرة أمين عام الجامعة الذى سكت عن قول كلمة حق يرد فيها اعتبار دور هذه الدول الكبرى وأولها مصر بعد تفوه هذا البترولى بهذه الكلمات ، هذا الأنسان وأمثاله فى المملكة الحجازية يعتقدون أن واشنطون وتل أبيب ستمكنهم من أخذ دور الزعامة للعالم العربى بعد تجزئة هذه الدول الكبرى على غرار السودان ، انهم يعيشون الحلم ، ولا يعتبرون من أحداث شاهدوها بأم أعينهم ، شاهدوا كيف تخلت أمريكا واسرائيل عن حلفائها عند ساعة العسرة ، وضربت بهم عرض الحائط ، ولكنهم لايعتبرون لأنهم ليسوا من أولى الأبصار ..! ان الأقزام تحلم بالزعامة ، ربما يكون هذا ممكنا اذا كنا فى آخر الزمان ، وبذلك يكون قد تحقق حديث النبى محمد بن عبدالله ، وربما لم يأن الأوان بعد ، لكن الذى يجب علينا معرفته جيدا ، أنهم يخططون لتجزئة المجزأ ، وتقسيم المقسم لتمكينهم من تمرير خارطة الطريق للشرق الأوسط الجديد ، وتمكين اليهود بعد قيام الدولة اليهودية واعتراف العالم بها ومن أولهم " محمود عباس " الذى ما ينفك الا ويعمل جاهدا على اضاعة وقت شعبه بعد تحيزه الكامل للكيان العبرى مثله مثل كل الحكام والملوك والأمراء العرب الذين تم خلعهم والذين سوف يتم خلعهم بواسطة شعوبهم بمشيئة الله . قلنا آنفا أن رأس النظام قد سقط دون جسده ، فما زال النظام السابق قائما فى مؤسسات الدولة ، الحزب الحاكم ، الأعلام ، المجالس المحلية ، المحافظون ، مباحث أمن الدولة ، أجهزة وزارة الداخلية ، أصحاب الشركات الكبرى ، وكلهم فلول النظام السابق ، ولديهم فى بعض المواقع السلطة الفعلية ، الأمر الذى أدى بهم لتنفيذ العملية التى خططوا لها بحذق ، فهم لم يهاجموا التجمعات فى معرض الكتاب ، وكذلك لم يهاجموا الشباب يوم الخامس والعشرين فى ميدان التحرير ، لأنهم كانوا مبيتين العزم على مهاجمتهم بعد انتهاء الماتش ، فى حالتى النصر أو الهزيمة . ونحن نريد أن نقول لكل من يفكر فى نجاح الثورة المضادة حتى يتمكنوا من احباط الشباب الثائر فى كل ميادين مصر ، أقول لهم مهما بلغ عدد الشهداء والمصابين ، فلسوف تنجح ارادة الثورة ، وسوف يتحقق الحلم الذى غاب عنا أكثر من أربعون سنة ، وسوف يتم شنق رأس النظام وجسده وحاشيته وكل من سولت له نفسه بالأعتداء على ممتلكات الدولة ، ورجالها وشبابها ونسائها ، كما نريد أن نطمئن الأعراب الذين ينفذون خطط أسيادهم من الصهاينة والأمريكان ، نطمئنهم بأن مصر عصية على أن يعبث بها كل من سولت له نفسه على تفكيكها أوتقسيمها ، واذكرهم بهزيمتهم فى العراق ، وأفغانستان ، ولبنان ، وغزة ، ولسوف يهزموا شر هزيمة فى سوريا مهما دفقوا من أموال وسلاح ومرتزقة ، سوف يخيب الله آمالهم ، والنصر لمصر وسوريا والعراق والصومال وكل الشعوب الثائرة المناضلة ، والمقهورة تحت وطأة الظلم والظالمين ، و التى تحلم بالحرية والعدالة ، والمساواة ، والأمن والأمان ، والتى تنبذ الذل والفقر والهوان ، وكفاية المواطن حاجاته الأساسية من خبز وسكن ودواء وتعليم ، خاصة وهو يشاهد بأم عينيه بناء القصور والمنتجعات السياحية ، والمدن الجديدة بالمطارات والطائرات الخاصة ، وحمامات السباحة ، لقد تجاوزوا الأيدولوجيات الليبرالية ، والأشتراكية القومية ، وفاقوا فى تجاوزاتهم كل الحدود.