وسط المتظاهرين الغاضبين الساهرين وقوفا ونياما، أمام السفارة الإسرائيلية، كان عبد الحكيم، نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر يحمل علم مصر ويهتف «هنرددها جيل ورا جيل، بنعاديكى يا إسرائيل».. عبد الحكيم غمرته الفرحة بنبأ قيام الشاب الشرقاوى أحمد الشحات بخلع العلم الإسرائيلى الذى كان يرفرف فى سماء القاهرة ووضع العلم المصرى مكانه، وقال: «فكرنى بجماهيرنا المصرية منذ 55 سنة، وتحديدا عام 1956، عندما أسقط المصريون تمثال ديليسبس من مكانه، فى مشهد عظيم لن ينساه التاريخ». نجل عبد الناصر، أكبر عدو لإسرائيل عندما كان رئيسا لمصر، يعتبر نفسه محظوظا لمشاركته فى مظاهرات الغضب ضد إسرائيل، ويقول «هذا أقل شىء». «لا بد للجماهير أن تعرف حقيقة معاهدة كامب ديفيد المشؤومة التى قوضت مصر وقزمت دورها عربيا وإقليميا وجعلتها عاجزة عن حماية أرضها» يقول عبد الناصر الابن: بعد انتصار أكتوبر 1973، جاءت هذه المعاهدة الهزيلة، لتحقق السلام والأمن لإسرائيل فقط، لذلك الصهاينة برطعوا فى مصر على حس كامب ديفيد، فضلا عن أن النظام البائد كان كنزا استراتيجيا للعدو الصهيونى، وعن طريقه قام باختراق الحدود وإغراق البلاد بالمخدرات والأمراض، وما يحدث فى سيناء هو نتيجة لاستبداد مبارك ونظامه. الموقف الرسمى ورد فعل الحكومة المصرية على أحداث سيناء، واستشهاد الجنود المصريين على الحدود بنيران صهيونية، لم يشف غليل المصريين ولا عبد الحيكم عبد الناصر، الذى قال: رد فعل لا يتناسب مع مصر الثورة واعتذار الصهاينة لا يكفى. وطالب بسرعة سحب السفير المصرى من تل أبيب، وطرد السفير الصهيونى من القاهرة، وقطع العلاقات مع الكيان الصهيونى، مضيفا أن قطع العلاقات ليس معناه إعلان الحرب على إسرائيل، بل إلغاء اتفاقية الغاز واتفاقية الكويز. نجل عبد الناصر وصف محاكمة الرئيس السابق ونجليه ومعاونيه بأنها رسالة إلى رئيس مصر القادم، وعليه أن يختار بين جنازة القرن التى خرج فيها الملايين لتوديع الزعيم جمال عبد الناصر، وبين محاكمة القرن، وأن يكون خلف القضبان مثل مبارك وحاشيته.