رأت مجلة (ذي أتلانتك) الأمريكية، أن تعجيل الولاياتالمتحدة بالخروج من أفغانستان في عام 2013، قبل عام من الموعد المقرر لها للخروج في 2014 سيكون أمرا مؤلمًا، ولكنه الخيار الأفضل في هذه الحرب المشؤمة، بل يجدر أن يكون دعوة الحق، على حد تعبير الصحيفة. ويشعر المحللون السياسيون بالقلق الشديد إزاء إعلان إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" الانسحاب من أفغانستان مبكرا، لأن هذا سيضعف بشدة موقف الولاياتالمتحدة التفاوضي مع حركة طالبان كما سيقوض حلفاءها. ولكن ترد المجلة بأن الانسحاب هو البديل الأفضل أمام أمريكا لمنع مواصلة قتل جنودها في معركة لا يمكنها الفوز بها، ناهيك عن قتل الأبرياء دون قصد، على حد وصفها. وكشف تقرير سري أصدرته منظمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" مؤخرا أن طالبان مدعومة بشكل مباشر من وكالة المخابرات الباكستانية وبرغم الانتكاسات العديدة التي لحقت بالحركة إلا أنها مازالت قادرة على الصمود والمقاومة وأنها لن تستسلم بهذه السهولة. وأضاف التقرير أن الاستمرار في القتال وتوسيع حكم طالبان ونفوذها هما المساران الوحيدان التي تعمل الحركة عليهما ولأجلهما، وأن قادة طالبان تسيطر على جميع الأنشطة المتمردة تقريبا في أفغانستان، وأن الجماعات الأخرى الخارجية مثل تنظيم القاعدة والحركة الإسلامية لأوزبكستان وغيرها يجب عليها تلقي الإذن أولا من قادة طالبان قبل الشروع في أي عمليات على الأراضي الأفغانية. وأوضحت المجلة أن الحكومات في كابول وإسلام آباد قد قوضت تحالفها مع الولاياتالمتحدة بشكل مؤلم في الفترة الأخيرة، وليس من المنطق بقاء أمريكا سنة أخرى في أفغانستان حتى تتغير الأمور بطريقة ما نحو الأسوأ. ولذلك، فإن فكرة تعجيل اليوم الذي يتوقف فيه الأمريكيون عن الموت من أجل قضية خاسرة هي دعوة الحق.