اختنقت سماء شارع محمد محمود والشوارع المحيطة المؤدية لوزارة الداخلية بالقنابل المسيلة للدموع في اليوم الثالث للمظاهرات التي انتفضت في أنحاء الجمهورية عقب أحداث بورسعيد. وقام أهالي شارع منصور بوضع الأسلاك الشائكة والحبال كحواجز علي مداخل الشوارع لمنع دخول المتظاهرين للوزارة في الوقت الذي قام فيه الشباب بإشعال النيران علي الأرض لتتصاعد أدخنة الغاز المسيل إلي أعلي –علي حد قولهم. وأطلقت قوات الشرطة قنابل الغاز بكثافة شديدة ظهراً ونتج عنها العديد من حالات الاختناق والإغماء التي نقلت إلي المستشفي الميداني عبر الدراجات البخارية. وأدي العشرات صلاة الظهر داخل شارع منصور خلف الشيخ عبده المصري الفشني في محاولة منه لجمع الشباب وتهدئة الموقف حرصاً علي سلامة المنشآت العامة وإستقرار الأوضاع في المنطقة المحيطة. وتوافدت أعداد كبيرة للشارع بعد الثانية عشرة ظهراً وظهرت مجموعات من شباب جماعة الإخوان المسلمين تدعو للعودة إلي ميدان التحرير مرددين هتافات"اللي يحب مصر..ميخربش مصر" و"الثورة في الميدان"فيما رفض المتظاهرون الإستجابة لهم متهمين إياهم بعقد صفقة بين الجماعة والمجلس العسكري بعد وصولهم للبرلمان وحصولهم علي الأغلبية. وشهدت الشوارع المحيطة تواجد عدد كبير من أبناء محافظة بورسعيد وقاموا بتوزيع بيان حمل عنوان"بورسعيد بريئة" تقدموا خلاله بالإعتذار للشعب المصري الذي دخل إلي بورسعيد ولم يتمكنوا من حمايتهم بعد عجز وتقاعس الأجهزة الأمنية في ذلك. وانتقل بعض الباعة الجائلين من ميدان التحرير إلي شوارع المنصور والفلكي وعبد المجيد الرمالي ونوبار نظراً لوجود أعداد كبيرة من المتظاهرين. وكان الملفت للنظر هو تواجد المئات من الصبية الذين لم يتجاوز عمرهم ال15 عاماً في الوقت الذي لجأ فيه بعضهم للنوم علي الأرصفة ومداخل العمارات والمحلات. وأغلقت المحلات في الشوارع أبوابها بعد تعرض العديد منها لأعمال تخريبية واقتحام وإحتراق بعضها نتيجة الأحداث وإلقاء القنابل وإستخدم الشباب أبواب المحلات المغلقة في الكتابة عليها بمادة "الإسبراي" ومنها "11فبراير..القصاص بأيدينا" و"يسقط يسقط حكم العسكري" و"نريد قانون ثوري" و"هنطهر مصر بدمائنا" و"القصاص للشهداء" و"اثبت مكانك..هنا عنوانك". ورسم المتظاهرون صور الضحايا خلال الأحداث الماضية منذ تولي المجلس العسكري للسلطة علي جدران الجامعة الأمريكية وأسوار المنشآت الحكومية والأهلية كان أبرزها صور خالد سعيد وعلاء عبد الهادي.