يلتقي فريقا الأهلي والزمالك في الثامنة، مساء اليوم، على ستاد برج العرب بالإسكندرية، ضمن الجولة الأخيرة من بطولة الدوري الممتاز للموسم الحالي. المباراة تعد تحصيل حاصل،خصوصًا بعدما حسم الأهلي لقب الدوري قبل نهايته بأربعة أسابيع، كما ضمن الزمالك المركز الثالث بشكل كبير، وضاع أمله في الوصافة من أجل المشاركة في دوري أبطال أفريقيا الموسم المقبل. وعلى رغم أن نتيجة اللقاء لا تمثل أي فارق في مشوار الفريقين بالدوري إلا أن المباراة تظل مباراة قمة بين الأهلي والزمالك تحمل طابعًا خاصًا ويصعب التكهن بنتيجتها، أو توقع السيناريو الذي تسير به المباراة. تستعرض "الوفد"، أبرز مباريات القمة التي لا تُنسى من ذاكرة جماهير الكرة في مصر وجماهير الأهلي والزمالك تحديدًا، وهي كالتالي: - قمة ال6/1: يعد يوم 16 مايو 2002 هو الأسوأ لدى جماهير الزمالك كرويًا، حيث تلقى الفريق خسارة ثقيلة جدًا أمام الأهلي بنتيجة 6/1، وهو ما لم يكن يتوقعه أكثر مشجعي الأهلي تفاؤلًا، خصوصًا أن كل المؤشرات قبل المباراة ووفقًا لمستويات الفريقين، تشير إلى أن الفوز سيكون من نصيب الزمالك، ولا تنسى الجماهير ما حدث في هذه المباراة من تأخر في إذاعتها من البداية، ليظهر اللقاء فجأة على شاشات التلفزيون ورضا شحاتة لاعب الأهلي يسجل الهدف الأول للفريق الأحمر، كما أن اللقاء شهد جملة ظلت عالقة في أذهان الجماهير لسنوات طويلة جدًا خلال تعليق الإعلامي مدحت شلبي عندما قال: "بيبو وبشير .. بيبو وبشير .. بيبو والجون"، حيث كان بيبو يسجل الهدف الرابع لفريقه أمام الأبيض. أحرز أهداف الأهلي في هذا اللقاء خالد بيبو 3 أهداف "هاتريك"، ومحمد فاروق وإبراهيم سعيد ورضا شحاتة، بينما سجل للزمالك حسام حسن. - نهائي الكأس 2015: التقى الأهلي والزمالك في نهائي كأس مصر عام 2015، حيث كان الزمالك بطلًا للدوري للمرة ال12 في تاريخه، بينما يبحث الأهلي عن فوز ببطولة غائبة عنه منذ 2007 ليحفظ بها ماء وجهه في الموسم، إلا أن الزمالك نجح في تحقيق الثنائية وفاز على الأهلي 2/0 وحقق كأس مصر، الفوز حمل الكثير من المعاني للزمالك الذي لم يكن حقق الثنائية منذ عام 1988، كما أنه لم يسبق له أن هزم الأهلي في كأس مصر منذ 24 أبريل عام 1959، أي أن الأبيض لم يكن هزم الأحمر في الكأس منذ 56 عامًا. سجل هدفي الزمالك أمام الزمالك اللاعب باسم مرسي. وكان الزمالك هزم الأهلي في لقاء 1959 بنتيجة 2-1، سجل حينها ثنائية الزمالك علي محسن وعصام بهيج، فيما كان هدف الأهلي من نصيب الشيخ طه إسماعيل. - كأس مصر 2016: لم يكن أكثر المتفائلين من جمهور الزمالك يتوقع أن يفعلها الفريق للمرة الثانية على التوالي ويهزم الأهلي في نهائي كأس مصر مرة أخرى، حيث كانت الغالبية العظمى ترى أن الأهلي حظوظه أكبر في الفوز هذه المرة، خصوصًا أنه كان بطل الدوري ولديه دوافع للانتقام من خسارته في النهائي أمام الزمالك 2/0 عام 2015، لكن نجح الزمالك في الفوز بنتيجة 3/1، سجلها باسم مرسي هدفين، منهما هدف من ركلة جزاء، ومصطفى فتحي هدف، وأحرز للأهلي عبدالله السعيد من ركلة جزاء. - كأس مصر 2007: ربما هي واحدة من أجمل لقاءات القمة في تاريخ مواجهات الفريقين، الزمالك بقيادة فرنسية للمخضرم هنري ميشيل يلتقي الأهلي المتوهج والمتألق تحت قيادة البرتغالي مانويل جوزيه في نهائي كأس مصر على ستاد القاهرة الدولي في حضور جماهير الزمالك المتعطشة للفوز بلقب على حساب الأهلي في ظل تحسن آداء الفريق تحت قيادة هنري ميشيل، وجماهير الأهلي المتحفزة لمواصلة التفوق على الأبيض، خصوصًا أن الأحمر كان في أفضل حالاته الفنية والبدنية فرديًا وجماعيًا في هذه الفترة، فجر الزمالك المفاجأة وتقدم بهدف سجله عمرو زكي، ثم تعادل عماد متعب للأهلي، ليحرز محمود عبدالرازق شيكابالا هدف الزمالك الثاني، وهو الوحيد للاعب الأسمر في تاريخ لقاءات القمة، قبل أن يتعادل محمد أبوتريكة مرة أخرى للأهلي في الدقائق الأخيرة كعادة الماجيكو، صاحب التاريخ العريض مع الأهداف الحاسمة، ليمتد اللقاء للوقت الإضافي، ويسجل جمال حمزة الهدف الثالث للزمالك، وسط حالة من اليأس بدأت تتسلل لفريق الأهلي وجهازه الفني وجماهيره، قبل أن يدفع مانويل جوزيه بأسامة حسني الذي سجل اسمه في تاريخ لقاءات القمة، بعدما أحرز هدفين مكنا الأهلي من الفوز 4/3 في لقاء أكثر من رائع. - قمة 1982: التقى الزمالك والأهلي يوم 14 مايو 1982 في الدوري، وانتهى اللقاء بالتعادل السلبي من دون أهداف، لكنه شهد واحدة من أكثر المشاهد جدلًا في تاريخ لقاءات القمة، عندما ألغى محمد حسام الدين الحكم الراحل هدفًا صحيحًا سجله المعلم حسن شحاتة للزمالك بداعي التسلل، بناءً على راية عبدالرءوف عبدالعزيز، الحكم الأسبق، وهي اللقطة التي مازالت تثير الجدل بين جماهير الأهلي والزمالك، حيث يعتبرها الجمهور الأبيض دليلًا واضحًا على أن الحكام تلعب دورًا في فوز الأهلي بالبطولات، بينما يكون الرد من جمهور الأهلي أن فوز الزمالك بهذه المباراة لم يكن ليضمن له حصد الدوري، خصوصًا أن الأهلي كان متصدرًا برصيد 38 نقطة والزمالك في المركز الثاني برصيد 36 نقطة وفي حالة فوزه سيصبح رصيده 38 نقطة، لأن الفوز وقتها كان بنقطتين، وكان يتبقى أسبوعان أخيران في البطولة، حيث واجه الزمالك المقاولون العرب بعد القمة وخسر 2/1، بينما تعادل الأهلي مع المنيا من دون أهداف. - السوبر: دائمًا ما يعد فوز الزمالك على الأهلي 1/0 في السوبر الأفريقي عام 1994 خالدًا في أذهان الجمهور الأبيض الذي يعده فوزًا تاريخيًا لاسيما أن المباراة أقيمت في جوهانسبرج عاصمة جنوب أفريقيا، بقرار من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "الكاف"، ليكون ملعبًا محايدًا يلتقي عليه الفريقان، وفاز الزمالك بهدف سجله أيمن منصور في مرمى أحمد شوبير، ليحقق الأبيض لقبًا غاليًا بقيادة الجنرال الراحل محمود الجوهري. - كأس مصر 1985: التقى الزمالك والأهلي في ربع نهائي بطولة كأس مصر 1985، في مباراة تحمل العديد من الكواليس، خصوصًا في الأهلي، حيث استقال محمود الجوهري مدرب الأحمر قبل اللقاء بأيام قليلة اعتراضًا على تدخل مجلس الإدارة في اختصاصاته، ورفض طلبه بسفر محمد عباس لاعب الأهلي الأسبق مع الفريق لألمانيا لإقامة معسكر إعداد، بسبب عدم التزامه، وتضامن 16 لاعبًا من الأهلي مع الجوهري وأقاموا معسكرًا تحت قيادته في فندق السلام بمصر الجديدة، وهم: شريف عبدالمنعم، محمد عامر، حسام البدري، مدحت رمضان، ماهر همام، خالد جادالله، زكريا ناصف، مختار مختار، رمضان السيد، محمد حشيش، ضياء السيد، أسامة عرابي، هاني عبداللطيف، أيمن شوقي، سمير فوزي، حمدي أبو راضي، كما تضامن معهم اللاعبون الدوليون وهم: إكرامي، ثابت البطل، أحمد شوبير، ربيع ياسين، محمود صالح، مجدي عبدالغني، علاء ميهوب، طاهر أبو زيد، مصطفى عبده، محمود الخطيب، حيث كانوا يشاركون مع المنتخب في لقاء المغرب بتصفيات كأس العالم 1986، وقرر مسئولو الأهلي استبعاد المتمردين وخوض لقاء القمة بالناشئين، وكانت المفاجأة أن الأهلي فاز على الزمالك 3/2، وهو فوز يمثل انتصارًا للمبادئ والأخلاق داخل القلعة الحمراء. - قمة الدوري 94: التقى الأهلي والزمالك في بطولة الدوري عام 1994، حيث كان الأبيض يقوده محمود الجوهري، الذي دفع بمجموعة من اللاعبين الشباب الجدد مثل أسامة نبيه ومعتمد جمال ومدحت عبدالهادي ومحمد صبري، ونجح الأخير في تقديم أوراق اعتماده بهدف صاروخي في شباك الأهلي، ثم أحرز إيمانويل أمونيكي الهدف الثاني، الذي خاض آخر مباراة قمة مع الزمالك، حيث انضم لمنتخب بلاده لخوض منافسات كأس العالم 1994، واحترف بعدها في برشلونة الإسباني.