شهدت الأيام الماضية عددا من العمليات الإرهابية المتناثرة تبدو فى ظاهرها غير مرتبطة، ولكن بحسب خبراء يرون أنها مخطط لها بشكل مخابراتى, بداية من حادث طعن السائحات الأجنبيات فى الغردقة، مرورا بالهجوم على ضباط البدرشين، نهاية بذبح حارس كنيسة القديسين بالإسكندرية. يرى خبراء فى الأمن القومى أن هذه الأحداث انتقامية من المخابرات القطرية التى تخطط لإحداث حالة من الضغط على الامن بالداخل، وتوصيل رسالة للإدارة المصرية إن بإمكانهم الوصول إلى مصر بكافة الأشكال البسيطة والمعقدة سواء تفجيرات أو استخدام ما هو متاح للقتل, واستغلوا فى ذلك3 عناصر تؤرق مصر، السياحة ورجال الامن والأقباط, وطالب بعضهم بتشديد الحراسة على الكنائس من خلال متخصصين للتفرقة بين المترددين على الكنائس، ومعرفة اذا كان وجها جديدا وغير مألوف على المكان أم لا. من جانبه أكد الخبير الأمنى والاستراتيجي اللواء ناجى شهود أن ما حدث فى الغردقة أو كنيسة القديسين باستخدام السلاح الأبيض ليس استحداثا للوسائل الإرهابية، ولكن ربما تكون عمليات ناتجة عن العقول الخربة التى تريد اللحاق بركب زملائهم فى تنفيذ عمليات ارهابية، وفقدوا وسائل حديثة فى تنفيذ العمليات فاضطروا لاستخدام وسائل بدائية من خلال المتاح لهم مثل "الموس" أو المطواة أو السكين، لأداء المهمة المكلف بها , قائلا: وربما حينما تورط العنصر الارهابى وشعر بكشفه اضطر للاشتباك من خلال طعن حارس الكنيسة وحتى الآن لا نملك الحقيقة التى يحقق بها الآمن حاليا. ويرى «شهود» أن ما عرض من خلال الفيديو الذى يوضح العملية الارهابية ليس مريحا ويشير إلى أن هناك تقصيرا فى أمن الكنائس ما زال موجودا فلا بد من التعامل مع الكنائس، كالوحدة العسكرية من حيث الدقة فى التفتيش ومعرفة الامن بالمترددين على المكان بشكل جيد حتى لو اضطر الامر الى مشاركة القساوسة، للتفرقة بين المسلم والمسيحى. واضاف اللواء اسامة همام الخبير فى شئون الامن القومى أن لجوء العناصر الإرهابية للأدوات البدائية فى عملياتهم هو نوع من مواجهة دفاعية ضد كل ما هو مستحدث بمعنى أن الاختراع يواجه باختراع. فحينما تم كشف العناصر الارهابية فى كنيسة الاسكندرية من خلال البوابات الالكترونية واضطروا لتفجير أنفسهم فى العناصر الامنية المؤمنة للكنيسة، لجأ هذه المرة إلى استخدام "الكتر" الذى لم تلمحه البوابة الالكترونية حيث إن هناك بعض البوابات لا تلتقط مثل هذه الاشياء البسيطة. وأوضح «همام» أن أجهزة المخابرات القطرية تحديدا وهى المتهم الاول فى هذه الحوادث الارهابية المتتالية، تعمل على التخطيط والتنفيذ لعمليات بسيطة تلى بعضها البعض لإثارة الرعب من ناحية والرغبة فى الانتقام من حصارها من ناحية اخرى فضلا عن ايصال رسالة أن الاجرام سهل واستقطاب العناصر الداخلية اسهل عليها أيضا، وأن يدها تطول الأمن المصرى وتستطيع التخريب به, ولفت إلى أن البوابات الالكترونية وادارتها بالكنائس عامل مساعد، ولكن ليست بالقوة المطلوبة وهى تعمل على اطلاق صافرة تنبيه فى حاله وجود معدن، ولكن فى بعض الحالات يكون المعدن صغيرا، فلم يعط اشارة تنبيه، ولهذا فهى بحاجة الى إعادة ضبط من الناحية الفنية , إضافة إلى أن كشف العنصر البشرى أمر مهم كما حدث بالقديسين قبل يومين، فمن المعروف امنيا أن هؤلاء الاشخاص يكونوا متوترين ويظهر على تحركاته والدليل على ذلك هو ارتباكه حينما طلب منه حارس الكنيسة اثبات هويته فبادر بطعنه فى رقبته كما يوضح الفيديو وربما كان يهدف لعمل ذلك فى الاقباط داخل بالكنيسة مثل حادث الغردقة. وقال «همام»: لا اتوقع أن هذا الشخص دخل الى الكنيسة بهدف الاستطلاع وانما هو يهدف الى ما فعله فقط لأنه لو كان فى حالة استطلاع لن يحمل معه "كتر" وكان سيبرر دخوله بأى شيء ويرحل فى امان، ولكن هو فقط يريد تكرار فكرة الغردقة. وحول أمن الكنائس أوضح "همام" أن كشافة الكنيسة تؤدى دورها بشكل جيد ولكن يظل الاقباط فى حالة استهداف مستمر من الارهاب فهم العنصر السهل فى إحداث فتنة بين عنصرى الامة ولتوسيع الخلاف فى هذا الاختلاف العقائدى وإحداث قلق داخلى يلجأ الارهاب لضرب الأقباط.